أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - ثمن ان تقول رأيك في القضية الكوردية في تركيا :138 عاما في السجن!















المزيد.....

ثمن ان تقول رأيك في القضية الكوردية في تركيا :138 عاما في السجن!


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمن ان تقول رأيك في القضية الكوردية في تركيا :138 عاما في السجن!
عبدالوهاب طالباني
وسط صمت مطبق من قبل المنظمة الدولية للصحفيين ، وسكوت مريب من قبل المنظمات المهتمة بحرية الرأي في العالم حتى كتابة هذه السطور ، حكمت محكمة تركية في مدينة امد( دياربكر) كبرى مدن شمال كوردستان قبل حوالي الاسبوعين على الصحفية الكوردية "امينة ديمير" بالحبس لمدة 138عاما ، نعم 138 عاما بالتمام والكمال، "امينة" هي رئيسة تحرير صحيفة كوردية تصدر في دياربكر بأسم "ازاديا ولات" اي "حرية الوطن"، واتهمت المحكمة الصحفية بانها "روجت بين عامي 2009 - 2008في كتاباتها لحزب العمال الكوردستاني"! وقد اعرب محامي السيدة امينة عن انزعاجه من قرار المحكمة وقال ان لا علاقة لموكلته ابدا بالحزب المذكور.

الخبر اوردته وكالة "به يامنير" الكوردية نقلا عن بيان اصدرته المحكمة التركية ، طبعا ليس معلوما كيف وفي اي سياق ذكرت السيدة امينة اسم ذلك الحزب المحظور في تركيا ، ولكن محامي الصحفية ومراقبين اخرين اكدوا ان الصحفية الكوردية لم تروج للحزب المذكور ، بل انها ذكرت اسم الحزب المذكور للاشارة اليه عندما دعت الى ان تسود الحوار ولغة التفاهم مع الحزب المذكور من اجل اقرار السلام وعدم استمرار سفك الدماء الكوردية والتركية ، وهي " حسب المراقبين" من دعاة الوصول الى حلول سلمية وديمقراطية للمسألة الكوردية في تركيا ، طبعا فعندما تطالب بالسلام ، من البداهة ان تذكر جانبي المعادلة ، فهل يعقل ان تكتفي بذكر الحكومة التركية فقط في معادلة السلام المنشود ويبقى الطرف الاخر مثل الشبح لا اسم له؟ تركيا لن تستطيع حل المشكلة الكوردية سلميا وديمقراطيا " اذا فعلا تريد ذلك" دون الجلوس على طاولة واحدة مع ال(بكك) ، اما قضية الصحفية "امينة" فليست الا قضية مقالات رأي لا اكثر ولا اقل ، فهي لم تشهر السلاح ، ولم تفخخ نفسها ، ولم تهدد ، ولم تتوعد احدا ، هي استعملت قلمها وفكرها في سبيل هدف نبيل وهو السلام ، ايكون ثمن التعبير عن الرأي والدعوة الى السلام السجن لمدة 138 عاما؟

وسبق ان تعرضت مطربة تركية الاصل وليست كوردية الى المحاكمة لانها قالت : لا احب ان يذهب ولدي ليقتل في الحرب المعلنة في جنوب شرق تركيا "شمال كوردستان" ، وقبلها بفترة حكمت المحاكم التركية على المفكر التركي الكبير اسماعيل بيشكجي بالسجن لما يعادل 121 عاما ، لانه التركي التقدمي الذي يحس بعمق الغدر الذي لحق بالكورد منذ تاسيس الدولة التركية الحديثة ، وهو يدعو صراحة الى ضرورة تشكيل الدولة الكوردية ، و يصف كوردستان ب"المستعمرة الدولية" .

ومن قصص المحاكم التركية ايضا انه سبق وان حكمت على المناضلة الكوردية المعروفة "ليلى زانا" لمدة 15 عاما لمجرد انها تحدثت باللغة الكوردية في الجلسة الاولى للبرلمان التركي الذي انتخبت حينها عضوا فيه ، ولكن الاتراك اضطروا تحت تاثير الراي العام العالمي وخصوصا تاثير الاتحاد الاوروبي لاطلاق سراحها بعد ان قضت اكثر من عشر سنوات من حكمها في السجن .

وقبل حوال 12 عاما اضطر المغني الكوردي "التركي الجنسية" احمد كايا للهرب الى فرنسا لانه تعرض الى التحقيق والاهانات من بعض العنصريين في تركيا فقط لانه غنى باللغة الكوردية ، و قامت السلطات التركية بجمع احد البوماته ، لانه كان يحتوي على عبارة تقول:" " يوما سيعود اخوك من الجبل" واعتبرته ترويجا للثورة الكردية.
ولد احمد كايا عام 1957 من اب كوردي وام تركية سكنت ولاية ملاطية. وتوفي كايا في عام2000 وهو يحضر لمجموعة من اغانيه ولم يكن قد مضى على وجوده في العاصمة الفرنسية الا اقل من سنة واحدة ، ودفن في مقبرة " بير لاي جايس" في العاصمة الفرنسية باريس.
وقبل حوالي عامين او اقل "حسب الصحف التركية " استدعيت الفنانة الكوردية "التركية الجنسية" هوليا افشار الى التحقيق لانها صرحت لاحدى القنوات التلفزيونية انها كوردية الاصل ، وسخرت من "مؤرخ تركي!" عندما قال ان لا وجود للكورد في تركيا ، فكان جوابها : كيف لا يوجد كورد هنا مع العلم انني كوردية ووالدي ينتمي الى اشهر عشيرة كوردية في الاناضول..


وهناك الاف القضايا التي نظرت امام المحاكم التركية والمتهمين فيها ادينوا فقط لان الله خلقهم كوردا. و"الديمقراطية التركية!" لا شغل لها الا ملاحقة الكورد في اشخاصهم واقلامهم وفي غنائهم ودبكاتهم وحتى في حروف لغتهم فحرف "الدبليو" التي تستعمل في اللغة الكوردية المكتوبة باللاتينية ممنوع استعماله في الكتابة التركية، ووصل الحال الى ان يغير الاتراك حتى اضواء الترافيك لايت الدولية ، فحذفوا اللون الاصفر منه وحلوا الازرق مكانه ، وذلك لان الالوان الثلاثة الاحمر والاصفر والاخضر هي الوان العلم الكوردستاني ..فتصوروا حال هذا النظام العضو في الناتو وحليف الولايات المتحدة الاميركية مع مفهوم "الديمقراطية"!

وعلى الرغم من بعض تصريحات اوردوغان رئيس الوزراء التركي الايجابية ، وحديثه العلني مؤخراعن المشكلة الكوردية في تركيا ، الا ان الحال لم تتبدل ، وما زال العسكر يتحدثون عن الخيار العسكري كحل اوحد للتعامل مع القضية الكوردية ، ولكن والحق يقال ان اوردوغان كسر جليد السكوت عن القضية الكوردية في الاناضول ، ويمكن القول ان ثمة مراكز قوى تقف ضد اي تغييرات في السياسة التركية باتجاه السلام وحل المشكلة الكوردية ، وتتكون مراكز القوى هذه من بعض الاحزاب اليمينية اضافة الى ضباط الحرب الاتراك الذي يعتبرون انفسهم حراس مبادئ اتاتورك التي تزعم ان كل من سكن "تركيا" فهو تركي العرق!

وقبل ايام فقط اكد عبدالله كول رئيس جمهورية تركيا ، وهو من حزب اوردوغان ، وسط اجتماع له في احدى قاعات بلدية ديار بكر ان لا اعتراف بغير اللغة التركية في بلاده، مما يؤكد ان تركيا تلعب لعبة سخيفة على طريقة " واحد يرفع واحد يكبس !" وانها ما زالت تسير بالاتجاه المعاكس لحركة التطور والتقدم ، وان حقوق الانسان بالتالي لا تعني شيئا بالنسبة للنظام الحاكم هناك.

على كل حال، البنت الصحفية الكوردية " امينة " لن تكون الاخيرة في قافلة ضحايا السياسات العنصرية، وبالتأكيد انها كانت تنتظر هذا الحكم "الاستثنائي!" ، وهي تعرف ان ثمن الحرية غال جدا ، والصحفيون الكورد اساسا مهيأون لهكذا احكام قرقوشية ، اخبرني صديق لي من مدينة "اورفة " ان رؤساء التحرير للصحف العائدة للكورد في تركيا يهيئون دائما بدائلهم ليحلوا محلهم ، لانهم يعرفون انهم واحدا بعد الاخر معرضون لدخول السجن ، ويبدو ان الامر سيستمر هكذا الى ان تطبق السماء على ارض الفاشية ويأتي يوم الخلاص النوروزي.....

" البحيرات كلها جفت ولكن الاسماك لم تمت" هكذا وصف الروائي الكوردي الكبير يشار كمال حال "الاسماك" ..اهله الكورد ، وقد صدق.

وكان يشار كمال اشتهر بروايته (انجة محمد - محمد النحيل ) التي كتبها عام 1955 والتي ابرزته كأحد اهم كتاب الرواية في الاناضول وقد حطم الكتاب الارقام القياسية لمبيعات الكتب حينها وترجمت الى اكثر من ثلاثين لغة.

واخيرا ...ان نظاما يسجن فتاة لمدة 138 عاما تعمل في مجال الرأي وكل سلاحها قلمها الحر لا يمكن لهكذا نظام ان يكون حرا ..
قال مارتن لوثر كنج:
"الظلم في أي مكان يهدد العدالة في كل مكان"



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيركو بيكه س و -جمهورية المشنقة-
- منهم من يقول نصف الحقيقة ومنهم من يقلبها رأسا على عقب
- جبال قنديل العصية على فهم الغرباء
- حوار الطرشان
- ماذا تريد ايران؟
- الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذ ...
- في العلاقة مع اسرائيل:
- قراءة في العلاقة الاميركية الكوردية على ضوء الزيارة الاخيرة ...
- التكتلات الاقليمية في الشرق الاوسط الى اين؟
- الشرق الاوسط : انظمة الغموض المرعب
- تركيا على مفترق طرق
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟
- المتمردون الاكراد ..!


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - ثمن ان تقول رأيك في القضية الكوردية في تركيا :138 عاما في السجن!