أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذئاب)















المزيد.....

الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذئاب)


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من المبكر جدا الحديث عن انتهاء مشاكل جنوب كوردستان مع تركيا ، او بالاحرى ان المشاكل ما زالت في مكانها ، ولن تنتهي بالسهولة التي يعتقدها بعض المسؤولين هنا او هناك ، فالذي يحدث الان هو فقط ان تركيا تداري اخفاقاتها الاقتصادية العميقة عبر الاستثمار والتجارة مع جنوب كوردستان وعبره الى العراق ، فحسب الارقام المنشورة من قبل العديد من المصادر ان حجم التبادل التجاري مع جنوب كوردستان وصل الى حوالي اربعة مليارات دولار ، ومليارات اخرى مع العراق ولكن من خلال كوردستان ، وحجم هذا التبادل في تصاعد مستمر ، وخصوصا بعد اقرار فتح منطقة تجارة حرة في زاخو ، والافتتاح القريب لخط جوي بين اربيل – السليمانية و اسطنبول ، وهذا الواقع الاقتصادي الجديد ليس قليلا للنظام التركي الذي يعيش على المساعدات الدولية و(سياحة..!) مهترئة وتجارة كاسدة مع اوربا ومع جمهوريات اسيا الوسطى ومن منتوج محلي رديء وغير ستراتيجي ، ومن ايرادات حوالي ثلاثة ملايين نسمة من مواطني الاناضول الترك والكورد في اوربا واميركا واستراليا اضافة الى الاجور التي تتقاضاها تركيا من ايجار بعض مطاراتها ومعسكراتها الى الولايات المتحدة الاميركية والى اسرائيل.

ولكن هذا الرأي لا ينفي ان كلاما ، كلاما فقط لاغير، يدور في تركيا عبر رئيس الوزراء وبعض وزرائه عما يسمونه انفتاحا على الكورد ، ولكن صحيح ايضا ان (الكلام الانفتاحي) هذا للحزب الحاكم كسر بعض الجليد حول علنية البحث في الشأن الكوردي الذي يجابه بكل حدة من قبل حراس الهيكل الاتاتوركي بكل قوة سواء في الجيش التركي او في بعض الاحزاب الفاشية التركية التي لها ثقلها في الشارع وفي البرلمان ايضا ، والمشكلة ان ثمة اعضاء حتى في الحزب الحاكم لا يؤيدون توجهات قيادتهم فيما يتعلق بالكورد ، اذ ان الاثار العنصرية للارث الاتاتوركي ما زالت تضرب اطنابها في عقول وضمائراغلبية الاتراك.

فمع التوجهات المعلنة لرئيس الوزراء التركي وبعض كلامه الطيب في الشأن الكوردي ، الا ان العالم ايضا سمع كيف ان النظام اغلق حزب المجتمع الديمقراطي الكوردي الذي عمل في العلن برئاسة احمد ترك وقدم بعض قادته الى المحاكم ، وكيف ان الجندرمة التركية ما زالت تلاحق اعضاء ذلك الحزب وكل من يحاول ان يبرز تعاطفه ولو لفظيا مع حقوق الشعب الكوردي. وكيف ان المسؤولين الاتراك وخصوصا العسكريين والاحزاب الفاشية التركية المعروفة ما زالوا يعتبرون الكلام عن الحوار مع الاطراف الكوردية ضربا من التعامل مع الارهاب ، وما زالوا يهددون ويتوعدون وهم اضافة الى كل ذلك ما زالوا يفتقدون رؤية واضحة وستراتيجية معلنة وشفافة بشأن كيفية معالجة المشكلة الكوردية في الاناضول التي تهم ليس حياة ومستقبل الشعب الكوردي في الشمال بل انها تهم حياة ومستقبل الشعب التركي نفسه اضافة الى ان بقاء المشكلة الكوردية دون حل ديمقراطي انساني حقيقي ورفض الحوار مع الاطراف الرئيسية الفاعلة في شمال كوردستان لا يعنى الا بقاء المنطقة كلها تحت تهديد عدم الاستقرار ، فالمسألة في جانبها الاساسي تخص حياة ومستقبل حوالي عشرين مليون انسان كوردي في الاناضول يختلفون في لغتهم وعرقهم وتراثهم وتاريخهم عن الترك ويعيشون على ارضهم الوطنية .
عمليا الاتراك ما زالوا في الشأن الكوردي لم يتجاوزوا منطق مسلسلهم العنصري التافه (وادي الاكراد) والذي ترجمه العنصري السوري الاخر الى (وادي الذئاب) .

وعندما اعلن الحزب الحاكم عن نيته تقديم اقتراحات لتعديل الدستور توقع الكثيرون ان تلك التعديلات ربما ستكون جوهرية في تقريب تركيا الى المفاهيم الديمقراطية الحقيقية ، وانها ستأخذ الشأن الكوردي في الاناضول بنظر الاعتبار ، وتوسع من قاعدة الحريات العامة وحقوق الانسان ، ولكن كما رأينا ان تلك التعديلات لم تقترب بشكل حقيقي من جوهر مشاكل تركيا ، اللهم الا نجاح الحزب الحاكم في التقليل ولو بشكل صوري من صلاحيات وسلطات ما تسمى بالمحكمة العسكرية العليا .

ومن البديهي ان المشكلة الكوردية في الاناضول لا يمكن ان تجد طرقا للحل والمعالجة دون تغيير جوهري في دستور تركيا والاقرار فيه بأن سكان تركيا ينتمون الى اعراق متباينة والاعتراف الصريح بوجود الشعب الكوردي هناك وعلى ارضه التاريخية ، وربما هناك من يقول انه من الصعوبة بمكان ان تتقبل العقلية التركية كل هذا مرة واحدة ، وقد يكون هذا الرأي فيه الكثير من الصواب ، ولكن هذا الكلام يعني ايضا استمرار اضطهاد ومحاولة الغاء شعب مليوني امام انظار العالم ، وفي هذه الحالة من ذا الذي يمكن ان يقنع الكوردي بصدقية ايمان المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الانسان التي تنص صراحة على حق تقرير المصير للشعوب؟

ومن ناحية اخرى فان توجه حكومة اوردوغان الى بناء علاقات اقتصادية وفي المجالات الاخرى مع حكومة كوردستان ، امر جيد ويصب في مصلحة الطرفين ، وربما يؤدي الى تغيير قناعات بعض المتطرفين الترك بشكل ايجابي ايضا عندما يلمسون ميزات هكذا علاقات. كما ان دعوة الرئيس مسعود بارزاني الى زيارة تركيا هي الاخرى خطوة في الاتجاه الصحيح اذا كانت النية التركية صافية وتصب حقيقة في استثمار زيارة رئيس كوردستان لتعزيز التوجهات السلمية والديمقراطية للتفاهم مع الشعب الكوردي عموما وتعزيز العلاقات في الاتجاهات الصحيحة التي تخدم الشعبين الكوردي والتركي ، وربما مساعدة تركيا في ايجاد حلول ديمقراطية عادلة لوضع الشعب الكوردي في الاناضول ، وبالتالي تطوير العلاقات الكوردستانية التركية الى مستويات اعلى وخصوصا ان لتركيا الان قنصلية في اربيل .

كما ان هذه الزيارة ، بالتأكيد ، ستكون فرصة مناسبة اخرى كي يسمع الاتراك الرأي الكوردستاني الواضح من الرئيس بارزاني من مختلف القضايا التي تشغلهم ، وكلنا نعلم ان الاتراك لهم اجندتهم في العراق فيما يتعلق بالحكومة القادمة، وفي كوردستان ، بمسألة المادة 140 ، ومسألة التبادل التجاري وربما مسألة الوضع على الحدود التي يقصفونها باستمرار ويسببون في كثير من الاضرار للسكان المدنيين تحت غطاء ملاحقة ثوار حزب العمال الكوردستاني .

ان المشكلة الامنية التي يعاني منها الاتراك على الحدود هي مادة الجانب التركي مع كل زائر ايراني وعراقي وكوردستاني وسوري واميركي واوروبي ، الاتراك يرون جانبا واحدا من الموضوع ويرفضون بكل بلادة مناقشة الجوانب الاخرى التي يراها العالم ، وجوهر مشكلتهم انهم لا يرون الواقع ولا يعيشونه ، وبذلك يجهضون حتى بعض كلامهم الطيب عن الاخوة والانفتاح والتعايش بين الاتراك والكورد .

الاتراك لم يكونوا يتحدثون سابقا عن الكورد وقضيتهم ، الان يتكلمون ، ولكن دون تخطيط او مشروع حقيقي ، الاتراك سابقا كانوا يقولون بضمير كل سكان الاناضول (كم انا سعيد لانني تركي) ولكن الان على الاقل يستحون من انفسهم ان يقولوا هذا الكلام العنصري في ديار بكر ، ولكنهم مغ ذلك ما زالوا يبثون بطريقة اخرى سموم العنصرية من خلال انتاجهم التلفزيوني والاعلامي عموما ، والا ما معنى ان يستمر مسلسل (وادي الاكراد) الذي ترجم من قبل السوريين تحت اسم (وادي الذئاب) ، هذا المسلسل العنصري السخيف المخصص فقط لتوجيه الاهانات الى الشعب الكوردي و تصويره في هيئة لصوص ومافيا وقتلة وقطاع طرق ؟ وينسى من يقف وراء هذا المسلسل العنصري البشع ، انهم يزورون الحقائق ويقلبونها عن عمد وتفصد فالكورد ليسوا الا ضحايا الارهاب المسلط عليهم من دولة لا تعترف بوجودهم القانوني اصلا.

النظام التركي ، ما زال بعيدا جدا من ان يفكر بانصاف ، ويقرر بانصاف ، ونواياهم ما زالت طي اجندات سرية ملغومة يتبادلونها مع شركائهم في الموقف العنصري ضد الكورد في النظام السوري والايراني وبعض الشوفينيين في الحالة السياسية العراقية الراهنة ، لذلك فان التعامل الكوردستاني مع تركيا ، على الرغم من اهميته ، الا انه يجب ان يتم بكل حذر.



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العلاقة مع اسرائيل:
- قراءة في العلاقة الاميركية الكوردية على ضوء الزيارة الاخيرة ...
- التكتلات الاقليمية في الشرق الاوسط الى اين؟
- الشرق الاوسط : انظمة الغموض المرعب
- تركيا على مفترق طرق
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟
- المتمردون الاكراد ..!


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذئاب)