أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - جبال قنديل العصية على فهم الغرباء















المزيد.....

جبال قنديل العصية على فهم الغرباء


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على الرغم من ادعاءات الحكومة التركية الحالية بالانفتاح على القضية الكوردية في الاناضول ، الا ان الامور تبدو تسير نحو الانغلاق على القضية الكوردية والاستمرار في النهج المتعالي المعتمد على تعمد ازهاق الارواح والاستمرار في نهج القتل والحرب المدمرة التي تحصد من الارواح الكوردية والتركية دون اي سبب حقيقي سوى ارواء العطش العنصري الذي بني عليه الجمهورية التركية. وفي حين هناك الكثير من الاساليب السلمية التي يمكن الركون اليها في سبيل معالجة الوضع الكوردي في الاناضول الا ان القيادات التركية ومنها قيادة اوردوغان لا تعرف في النهاية سوى لغة التهديد والوعيد والبحث عن السلاح الاكثر فتكا ، بل والبحث اخيرا عن قوات دولية تساندهم في خططهم الحربية في جبال قنديل . تلك الجبال الحصينة التي تعتبر قلب بلاد كوردستان وقلعتها المنيعة والتي تهم كل شعب كوردستان وليس حزبا او طرفا معينا في الحركة التحررية الكوردية ، لان اي محاولة لاحتلالها من قبل قوات نظامية تركية او غير تركية ستجعلها ضعيفة امام جماعات الارهاب العالمي التي تسيل لعابها من اجل الانتقال لها في حال ( وهذا يبدو مستحيلا) الاجهاز على الوجود الكوردي فيه . وبالتأكيد ان تمركز اية عصابات ارهابية عالمية مثل القاعدة في قنديل سيكون خطرا كبيرا جدا على الحركة التحررية الكوردية ، والخشية كل الخشية في ان تحاول جهات تركية دفع بعض تلك العصابات الى تلك الجبال للتخلص من الوجود الكوردي فيها ، وبالتأكيد ان تحقيق هذه الفرضية ليست سهلة بل يمكن ان اقول انها قد يكون مستحيلا ايضا لانها ستجابه ليس فقط من كورد شمال كوردستان بل من كل الشعب الكوردي اينما يكونوا ، كما يمكن ان يكون غير مقبولا من قبل اميركا والاوروبيين ايضا.

وفي حال استطاعة القوات النظامية التركية او غيرها احتلال بعض ممرات الجبل العتيق الا انها لن تستطيع الصمود والبقاء فيها ، امام هجمات مقاتلي حروب العصابات الذين يعرفون كل شبر من دروبها ويعشقون قساوتها ، ان جبال قنديل هي بمثابة مثلث الموت لكل من يحاول التمكن منها ، والمسألة في رأيي المتواضع لا تتعلق بمقاتلي العمال الكوردستاني ، بل تتعلق بالامن الكوردي بصورة عامة ، فسقوط قنديل المستحيل لا يعني الا سقوط الحلم الكوردي ، وليس من المعقول ان يعشعش في تلك البقعة العصية اية قوات غريبة عن اهل الجبل وتراب الجبل وهواء الجبل ، وقنديل بطبيعته القاسية هو القلعة التي تحمي الظهر الكوردي في اربعة اجزاء بلاده . المحتلون يبسطون الان ايديهم على الكثير من سهول كوردستان ومدنها ، وقد يستطيعون احتلال المزيد منها ، ولكن احتلال قنديل بكامله والبقاء فيه سيبقى حلما غير قابل للتحقيق مهما بلغت حجم القوات المغيرة ، هذا الذي اقوله ليس صادرا عن عاطفة قومية او اعتداد ، بل ان هذا كان ومازال رأي اكثر القادة العسكريين الاستراتيجيين في العالم ، وقد صدر الكثير من تلك الاراء ابان الهجوم التركي على اقليم كوردستان قبل عام او اكثر.وقيل ان تركيا لن تستطيع الصمود بين وهاد ونتوات وصخور تلك الجبال ، وفي الاخير يجب ان ترحل من هناك ، وفعلا حصل ما تنبأ به هؤلاء القادة ، الكورد وحدهم يستطيعون ان يلووا ذراع جبالهم ، وحدهم يعرفون اسرار غاباتها وممراتها وكهوفها ، منذ الاف الاعوام وبلادهم تتعرض للحروب والغزوات من الشرق والغرب والشمال والشرق ولكن صدر قنديل كان يحميهم ويبعد عنهم شرور الغزاة. الكل ذهبوا وبقي الجبل الاشم يحتضن اهله .

والاتراك عندما يساومون الغرب على قنديل ، يبدون غريبي الاطوار ، فهل من الممكن ان تصل العقلية الغربية الى درجة الغباء التركي كي يرسلوا اولادهم ليعلقوا بين شعاب الجبل العتيد ذي الطبيعة القاسية والصعبة. لذلك كان باشبوغ ( على ما اتذكر) قائد الجندرمة التركي صادقا عندما قال بصريح العبارة ان مقاتلي قنديل طيروا النوم من عينيه ..!

ان الغرب بدأ يعرف الان جيدا كنه الادعاءات التركية ونفاقهم ، ويعرف ان كلمات السلام والديمقراطية عند النظام التركي لا تعني الا المزيد من الحديد والنار ضد السكان المدنيين والاصليين لشعب قنديل وجبال زاكروس عموما ، لذلك اعلنت احدى عضوات البرلمان الاوروبي قبل اسابيع قليلة ان تركيا لن تستطيع الوصول الى الاتحاد الاوروبي الا عبر بوابة ديار بكر ، اي ان تركيا لن تستطيع ان تكون دولة متحضرة الا عندما تفهم مبادئ الديمقراطية والسلام وتعالج المسألة الكوردية ، وفقط ، وفق تلك المبادئ لا غيرها ، ويبدو ان الامريكان ايضا بدوا منزعجين من الاتجاهات التركية في استمرار الحرب في شمال كوردستان ، فقد نشرت وكالة ( به يامنير) خبرا يؤكد هذه الحقيقة ، يقول الخبر : ان اوردوغان طلب من الرئيس اوباما تزويد تركيا ببعض الطائرات المتقدمة كي تساهم في العمليات الحربية في جبال قنديل الا ان الرئيس اوباما رفض طلب اوردوغان ولكن بطريقة لبقة اذ قال له _ حسب الوكالة_ ان وضع تركيا عند اعضاء الكونغرس الاميركي حاليا سيء ويعاني من برود فليس من المعقول في هذه الحالة تقديم اي طلب من هذا النوع اليهم لانهم سيرفضونه "

وحسب مصادر اخرى ايضا فان الاتراك طالبوا بقطع الإمدادات العسكرية والمعيشية عن جبال قنديل، وكلها تمر عبر المناطق التي تسيطر عليها "حكومة" إقليم كردستان، بحسب ما تدعي الحكومة التركية.

من المعلوم لكل من يعرف الطبيعة الطوبوغرافية لتلك الانحاء ان ليست هناك قوة على الارض تستطيع ان تسيطر على منافذ جبال قنديل ، فمن المستحيل لقوات اية دولة ان تضع على مسافة كل عشرة امتار جنديا وخصوصا في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة في تلك المناطق الى دون الصفر بعشرين درجة ، الارض ليست سهلية وليست هناك طرق سالكة للسيارات وفي بعض المناطق لاتوجد طرق حتى لمرور شخص عادي ، الممرات ضيقة وعصية جدا ، واهل تلك الجبال وحدهم ادرى بشعابها! ثم اية عقلية وحشية هذه التي تريد قطع الارزاق عن اهل الجبل ، فالذين يعيشون بين شعابها اكثرهم من الناس المدنيين والقرويين الكورد الذين سكنوها منذ ان قالوا بلا ، اذن هل يريد الاتراك (تطهير!) الجبل من كل الكورد. الا يعني هذا ان اوردوغان ايضا في سفاهات الفكر العنصري وان كل الكلام الذي يردده عن الانفتاح ليس الا تخديرا للناس؟

وحول الاخبار التي نشرت حول طلب تركيا الاستعانة بقوات الاطلسي للتورط في قنديل سارع مسؤول تركي فورا إلى القول انه ليس المقصود بهذا التصريح الاستعانة بقوات "الأطلسي" بل قطع الدعم عن "الكردستاني". لكن مصادر غربية في تركيا ترى أن "الأطلسي" ليس في وارد التورط في جبهة جديدة وخسارة المزيد من أرواح جنوده في وقت تستعد القوات الأميركية للانسحاب من العراق. وترى مصادر أخرى أن طلب اردوغان المساعدة من الحلف يفضي إلى تدويل القضية الكردية، وهذا يعنى انسداد الأفق الداخلي للحل، وسقوط ما سمّي بالانفتاح على الكورد، وهذا لا يليق ولا يعكس الهيبة التركية كلاعب إقليمي مؤثر، كما ترى الدولة التركية.

لذلك كان السياسي الكوردي احمد ترك زعيم حزب المجتمع الديمقراطي الكوردي المنحل مصيبا عندا فال في تركيا يجب ان تكون سياسة الانفتاح ناتجة عن سياسة دولة وليست ناتجة عن سياسة حكومة سرعان ما تذهب.

مشاكل تركيا لن تنتهي باغلاق ممرات قنديل المستحيل ، وتركيا مع الاسف ليست في وارد ان تفهم اسرار الجبل الكوردي وتحترم رغبات اهل الجبل لذلك امامها سنوات عصيبة ، ولكن عسى ان تفهم اخيرا ان السلام والتفاهم والمحبة هي فقط الطرق السالكة التي تفتح لها قلب الجبل العتيد ، وتنتهي فصول المكابرة الفارغة ..ويتوقف سفك الدم التركي والكوردي.



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الطرشان
- ماذا تريد ايران؟
- الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذ ...
- في العلاقة مع اسرائيل:
- قراءة في العلاقة الاميركية الكوردية على ضوء الزيارة الاخيرة ...
- التكتلات الاقليمية في الشرق الاوسط الى اين؟
- الشرق الاوسط : انظمة الغموض المرعب
- تركيا على مفترق طرق
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟
- المتمردون الاكراد ..!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - جبال قنديل العصية على فهم الغرباء