أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب طالباني - في رحيل الكاتب الكبير محمود زامدار














المزيد.....

في رحيل الكاتب الكبير محمود زامدار


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 12:40
المحور: الادب والفن
    


في رحيل الكاتب الكبير محمود زامدار
عندما نكست قلعة "هه ولير" اعلامها

كان هادئا هدوء امسيات بوابات "هه ولير " العتيقة ، وكان في الوقت نفسه صادحا كترانيم "الحيران" في سهول اربيل، ومتحديا كبنادق البيشمركة، كان خزينا للمعرفة ، وكنزا من العلم ، واميرا للكلمة الكوردية ، كان غنيا ، ثريا في قلمه وعقله ، تأتيه الفكرة فيكتبها مطرا ربيعيا مدرارا، بجمل تطير فرحا وتغني مواويل ، متى كان يكتب وهو المشغول دائما ؟ والله لم اعرف لحد الان ، الا انه كان غزير الانتاج في كتبه التي كانت بالعشرات في حقول النقد الادبي والفن والترجمة ، غزيرا في دراساته ومقالاته ، وندواته وامسياته ، كان له اسلوب اخاذ في الكتابة ، ليست بالكوردية فقط بل بالعربية ايضا ..محمود زامدا كان وسيبقى جزءا مضيئا من تاريخ الادب والتراث الكوردي ، وعلما عاليا من اعلام الصحافة الكوردية .

كان غير مباليا لنوائب الايام ، ولكنه كان يفكر فيها ، يحزن لها ، يموت فيها كل يوم ، هو لم يمت في يوم الخميس الموافق ل 08.09.2011 ،بل كان يموت لكل لماسينا ، ويبكيها بحرقة قلما رأيت احدا يبكي مثله ، كان حبيبا عزيز النفس محترما بكل مافي الكلمة من معنى للاحترام ، ناسكا ، متعبدا في محراب الضمير الكوردي ، محلقا في تجليات الفكر الانساني محبا لشعبه الكوردي الى حد العبادة ، كان جريئا غير مساوم في طروحاته ولكن بطريقة لبقة فقط محمود زامدار كان يستطيع ان يؤديها ، الكل كانوا يتعبون في النقاش معه ، فقط هو ما كان يتعب ، الحجة كانت لديه على طرف لسانه دائما ، والدليل في متناول يديه ، والصدق كان ديدنه ، والمجابهة ما كانت تخوفه ، وما كانت الكلمة والفكرة تخونه لانه كان موسوعيا ، يقرأ بنهم كبير ، ويعيش الجملة والسطر والكلمة والمعنى بكل احاسيسه..

وقد تشرفت بمعرفة وصداقة وزمالة الراحل الكبير محمو زامدار مذ كنا طلابا في جامعة بغداد يجمعنا النشاط السياسي ضمن اتحاد طلبة كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وثم في الصحافة الكوردية من هاوكاري ومجلة البيان الكوردية وروشنبيري نوي وصحيفة التآخي والعراق وبرايه تي وعشرات الدوريات الكوردية الاخرى ،وذلك من نهايات ستينات القرن الماضي والى يوم غادرت كوردستان في اواخر عام 1992، وعندما زرت كوردستان عام 2007 كنت قد قررت ان ازور كاك محمود لان زيارة كوردستان و"هه ولير" دون ان ارى صديقي محمود ما كان يكون لها اي طعم ، وفي اربيل التقينا ، وكانت ساعات جميلة قضيناها معا ومع احد اقاربي على سفح جبل بيرمام ، لاحظت عليه بعض النحول والتعب حاولت ان انصحه ليهتم بصحته ، ولكنه ذهب بعيدا يذكرني بقصيدة لبيساراني وحديث لطيف عن اصدقائنا المتفرقين كل في قارة و بلد ، ثم ذهب في حديثه الى ما كان يشعر به من بعض الاحباط ولكن بمنطق الانسان المتفهم للظروف وانتماء تام وكبير لكل ما انجز ، وبحب كبير لكوردستان ، وحين حلت ساعة الفراق صدح صوته الشجي بأغنية كوردية فولكلورية جميلة وكأنه يسمعني اغنية الفراق الابدي ، وامام باب اتحاد الادباء الكورد باربيل عانقني ثم نظر في عيني والدمع يترقرق في عينيه وقال : "اخي وهاب هل تعتقد اننا سنجتمع مرة ثانة او اراك؟" ، احزنني صورة الوداع الاخيرة ، تألمت ، كنت احس ان الايام سوف لن ترحمنا وانها اللقاء الاخير..

****

اخي محمود بأي كلمات ارثيك ؟ فالكلمات تعجز لاوفيك قدرك وحقك ، وكيف لي ان اصف صفاءك ووفاءك واخلاصك في صداقتك ومواقفك ، بينما الكثيرون غادروا منطق الوفاء واصبحوا تماثيل للتنكر حتى لانفسهم ، اما انت فقد بقيت حبيبا ونقيا وجميلا ، انني اكثر الناس من فقدك ايها العزيز ، لن انساك ولن انسى طيبتك وجمال روحك..لك الخلود ، ولروحك الطاهرة السلام كله ، وملء مثواك النور ، ولتبحر في عالم السكون بكل الهدوء الذي عشته ..يا اعز صديق واخ.
ولقلعة" هولير" التي احببتها ان تنكس اعلامها في يوم رحيلك المفجع.



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يريدون افراغ الشريط الحدودي لاقليم كوردستان من سكانه؟
- سلام وحرب
- جهد حضاري وفكري جيد ، ولكن!
- نموذج شعري كوردي اخر من صخب هذا العصر
- ثمن ان تقول رأيك في القضية الكوردية في تركيا :138 عاما في ال ...
- شيركو بيكه س و -جمهورية المشنقة-
- منهم من يقول نصف الحقيقة ومنهم من يقلبها رأسا على عقب
- جبال قنديل العصية على فهم الغرباء
- حوار الطرشان
- ماذا تريد ايران؟
- الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذ ...
- في العلاقة مع اسرائيل:
- قراءة في العلاقة الاميركية الكوردية على ضوء الزيارة الاخيرة ...
- التكتلات الاقليمية في الشرق الاوسط الى اين؟
- الشرق الاوسط : انظمة الغموض المرعب
- تركيا على مفترق طرق
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب طالباني - في رحيل الكاتب الكبير محمود زامدار