أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - الإنحطاط العراقي














المزيد.....

الإنحطاط العراقي


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ألوم المثقف العراقي الصامت أحياناً فماذا يقول ؟
غوغاء تلعبُ بالبنادق دفاعاً عن عقائد لا يفهمون سطراً واحداً منها
ومثقفون خرجوا من ضجيج و أحياء شعبية ليقولوا أنهم و بقدرة قادر
حداثيون و عندهم موقف جوهري من الإسلام
والتراث ، وكيف حدث هذا ؟ بقدرة قادر ، هذا جهل
شديد و ظلام ، وأنا في كثير من الأحيان أتفهم
المثقفين العراقيين الكبار ، بل أحترم صمتهم واعتزالهم
لقد حدث ما توقّعه الشاعر العراقي الرّائع حكيم الصبّاغ
وهو شاعر ولغوي و عارف باهر يعيش الآن معتزلاً الثقافة
يبيع السكائر بمحل مرعب في قاع مدينة فانكوفر أقصى الغرب الكندي
سنوات وهذا المثقف المهم يتأمّل المتسوّلين والمدمنين
وبتدبّر القرآن و نهج البلاغة
قال لي البارحة : إنتبه لنفسك
أنت تكتب بجسدك ، وهذا النوع من الكتابة سيقضي عليك
بدأتُ أنام كثيراً ولا أرى بشكلٍ جيّد
عندما تكون واثقاً من صوتك
لن تجد حرجاً في الإنحناء لصوتٍ باهر حين يمرّ في سمائك
المزيّفون لا يرون سوى بعضهم بعضاً من باب حفظ النوع
كان النبلاء يمتلكون الشرف الكافي للإعتراف ببعضهم
هكذا كان أبو بكر الصدّيق
كان عنده من الشّرف والثّقة ما يكفي لمعرفة نبيّ
والجَلَد على صُحْبَتِه
فيما يتعلّق بشعراء الحداثة فإن شعرَهم موضع ترحيب كبير
لا توجد صحيفة تمنع سياستها نشر هلوسة و طلاسم
هذا الشعر كانت تنشره صحيفة الثورة والجمهورية
فلماذا لا تنشره الصحف الديمقراطية في العراق الجديد
مرحباً بالكلام الذي لا يقول شيئاً على الإطلاق
أوليس الكلام الفارغ هو ذلك الذي لا معنى له
المعنى الوحيد الذي أراه هو ما يكتبه هؤلاء عن بعضهم
شيء عجيب و مبالغة عجيبة عن شيء لا وجود له أصلاً
معظم شعر الحداثة يذكرني بشركات النصب والإحتيال في كندا
شركات ضخمة ، لها بنايات عالية و مئات الموظفين
بريد ، كومبيوترات ، أرصدة و هواتف لا تُعَد ولا تُحصى و دعايات
يتّضح في النهاية أن هذه الشركة العظيمة لا تبيع سوى الفراغ والأكاذيب
الكارثة أنه حتى الموظفين المخلصين الذين عملوا فيها لسنوات طويلة
لم يكونوا يعلمون أنهم كانوا يبيعون الهواء والفراغ للناس
كان آخر تلك الشركات هي شركة عالمية تبيع غابات الصاج في بناما
إلى مستثمرين من جميع أنحاء العالم
وقد اتضح لاحقاً أنه لا غابات ولا أشجار و عقود الإستثمار كلها مزورة
هذا هو شعر الحداثة ، عقود مزوّرة لا يوجد معنى ولا غابات صاج
طبعاً الماركسيون العراقيون سينزل عليهم كلامي هذا كالمن والسّلوى
ولِمَ لا ؟ ، نصح ماركس بقراءة بلزاك ، أعتقد أن عليّ فعلَ ذلك
ربّما إذا أخذتُ بنصيحة ماركس سأتعلّمُ شيئاً
وأكتب شيئاً له قيمة
مَن يقرأ كلامي يرى أنه يتمزّق بين الماركسية والإسلام
هذه جريمة تربوية حدثت لكثير من العراقيين أبناء جيلي
كان جدّي مؤمناً و مفتوناً بالقرآن والشيخ الغزالي
وكان أبي ماركسياً وأستاذاً في الفلسفة الماديّة
كلاهما كان شخصية واثقة و قويّة
كانت نتيجة الجدل بينهما هو هذا المشوّه الذي تقرأون له
نعم كائن مشوّه يسير برأس إسلامي وتراثي هو جدّي الفلاح المثقف
وبرأس آخر علماني غربي هو رأس أبي القلق
شخص كهذا لا يُمكن توقّع ما سيقول و يفكّر
الشخص المشوّه فكرياً يردّ على نفسه بنفسه لا أحد يردُّ عليه
لأنه جدل وليس رأياً
ولأنّ الفكر القومي خلطة ماركسية - إسلامية يظن البعض
خطأً أنني قومي
ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل
مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) / قرآن كريم
هل حقاً نستطيع تفسير شيءٍ كهذا وفهمه بسهولة ؟
جدّي الحاج تركي كان يقول : لا يُمكن ، ويستشهد
بأبيات الزنديق العالم ابن الراوندي
كم عاقلٍ عاقلٍ أَعْيَتْ مذاهبُهُ
وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مَرْزوقا
هذا الذي تركَ الأوهامَ حائرةً
وصيَّر العالمَ النِّحْريرَ زِنْديْقا
المضحك أن جدّي كان يستشهد بهذا الكلام
حين يرى عامر عبد الله يتحدّث على التلفزيون
أو حين يتصفّح كتابات لينين في مكتبة أبي
الثقافة العراقية اليوم ليست نفسها أيام جدّي و أبي
نحن نشهد هجوم الغوغاء على الثقافة
يقيمون ندوات و أمسيات و يفوزون بجوائز و يصدرون كتب
لكن الحقيقة لا شيء حقيقي مجرّد غوغاء أفلت زمامهم
فصاروا يتصرفون و يتكلمون كما يحلو لهم
كُل شيء يُكتب
وكل شيء يطبع و ينشر
لاشيء يُقرأ
هذه هي الديمقراطيّة
لولا هذه الأصوات النادرة كصوت الأستاذ محمد الرديني
والمبدع المجنون علي السوداني لشعرت حقاً بالوحدة المطلقة
في زمن الكتاتيب كانوا يفرضون حفظ القرآن
مع تعلّم القراءة والكتابة
ليس فقط لتهذيب الذوق الأدبي
ولكن لأن الكتابة مسؤولية مقدسة وتحتاج إلى أخلاق عالية
هذه النصوص المقدسة كانت تطهر الأرواح و تعطّر الأفواه
كان مشايخ اليهود كمشايخ الإسلام يضعون في فم الولد قطعة حلوى
إذا حفظ شيئاً من العهد القديم واستظهره بشكلٍ صحيح
الحاصل اليوم أن عندنا كتاباً تعلموا الأبجدية بلا قرآن
ولا يوجد أي دليل على علاقتهم بالقيم النبيلة
وفوق ذلك يطرحون أنفسهم كمتمردين على التاريخ والتراث
على أساس أنهم متحرّرون من الثقافة العربية و رافضون لها
هؤلاء كهارب من المدرسة و يرمي نوافذها بالحجارة
الثقافة تعيش مشكلة إسمها : الإنحطاط



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرح الكبار و كآبة الصّغار
- وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
- أعد القلم إلى صاحبه
- ابتسم يا هادي المهدي
- العارفون
- هل هناك سياسي عراقي يسمعني
- هل كان صدام حسين ثأرنا
- أنا عبدُ القاريء
- فائق الشيخ علي مهاجر وطني ضد مهاجر شيطاني
- دون أن نقصد ، نحن خونة
- المثقف الهامشي وشلش العراقي
- هكذا تخلى الجميع عن شعبي
- نداء إلى الأستاذ فخري كريم
- الشعب الإيراني يُحرّر العراقيين
- فيلق بدر إهانة للشهداء
- العراق الفارسي متى يحارب السعودية
- بصراحة : أنا خائف
- وصيّتي التي لا ورثة لها
- رجال الدين خونة بطبيعتهم
- ثورة علمانية في العراق


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد البصري - الإنحطاط العراقي