أعد القلم إلى صاحبه

أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 18:20
المحور: الادب والفن
    

توقّف من فضلك ، إفتح يدك لأرى إلى أين أنت ذاهب
الوضع يزداد سوءاً ولن يكون لك خيارٌ بعد أيام
المضادات الحيوية التي تحمي البشر لا تحميني
أحياناً أكتب لكم قصائد نيّئة لأنه لا وقت عندي للطهو
أفقد إحساسي بمعاني الكلمات و أستعيدها بلا معنى
هذه غيبوبة لغوية يُصاب بها حتى فقيه مثلي
لا أزعجكم كثيراً بغيبوبتي لأنني أحترم نفسي
المكان والزمان يفرّان من على الشرفة الفارغة
ما حدث أنّ النبيّ محمّد بن عبد الله لم يكذب أبداً
هو في الحقيقة جالسٌ في مكانه يملأ صدرَهُ بعذابنا
نحن فقط لا نرى ذلك بوضوح
لأننا لا نشعرُ بأحد سوى أنفسنا
أستطيع أن أقرأ في يدك سقوط ملاك و عبور شعبٍ بأكمله
لكنّ هذه اليد تقول أنّك سارق
أعد القلم إلى صاحبه واصمتْ

~~~~~~~~~~~~~
في الصّميم
~~~~~~~~~~~

إذا كانت المعرفة خيراً لماذا نفضحها و نفضح أنفسنا
لقد أثار الحلّاج ضجيجاً لا داعي له
أفقد رغبتي بالنشر
لماذا أنشر ما يطويه ربّي في روحي
الناس ذبحوا الحسين و صلبوا المسيح
ألا ترى ثراء البابا و سلطة المراجع وهذا الضجيج في الجوامع
لا يوجد خلاص
كل ما قام به الغرب أنه حرر الإنسان من النفاق
و وضعه أمام نفسه ، يُصارعها دون تدخل الآلهة
فكّروا معي ما هي مأساة التوحيدي والمعري و نيتشيه
هؤلاء الثلاثة تألّموا كثيراً في الحياة
ألسبب هو أنهم أدباء و فلاسفة في الوقت نفسه
هذا منح نصوصهم قوة فوق قوة البشر
وهل هناك سخرية أكبر من وصف ياقوت الحموي للتوحيدي
فيلسوف الأدباء ، و أديب الفلاسفة
هذا الحزن العميق في كتابة أبي حيان التوحيدي خصوصاً
في الإشارات الإلهية سببه هذا التمزّق تحديداً
وكذلك المعرّي ، هناك نفس صوفي يجمع هؤلاء
أخبرني أحدُ الفقهاء الأساتذة في الحوزة
قبل سنين أنه يعتقد أن الفيلسوف نيتشيه
هو مجرّد صوفي ضلّ الطريق فتداركه الجنون
مسكين ذلك الإنسان القادر على التفكير بوضوح
و في نفس الوقت ينتابه ما ينتاب الشعراء
هذا هو الجحيم
أُحبُّ الفقهاء و أجد نفسي بينهم أكثر من المثقفين
ما يجرحُ قلبي أنني مُضطر للإساءة إليهم و حربهم
هذا هو التناقض بعينه ، السبب هو السياسة
لو عندنا سياسيون أفذاذ لعشنا جميعاً بسلام و سعادة
كلّ ما أعرفه أنا مدينٌ به إليكم أيها الفقهاء
ولكن دفاعاً عن الناس قد أشتمكم ، فسامحوني

[email protected]

#أسعد_البصري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل