أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟















المزيد.....

حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


أنها لغة جديدة تلك التي تطرحها حركة المقاومة الإسلامية "حماس " ، والتي جاء ت عبر الموقف " المبادرة " الذي أعلنه الشيخ حسن يوسف أحد قادة حماس في الضفة الغربية ، والعائد حديثا من أحد معتقلات النازيين الجدد ، حول موضوع الصراع مع العدو الصهيوني ، والتي يبدو أن حماس عن طريقها تحاول إعادة ترتيب أولوياتها من خلال إجراء ما يمكن إطلاق تعبير" المساومة " علية .

ولا يمكن فهم هذه الرؤية التي سبق أن جرى الحديث عنها في أوقات سابقة وإن بشكل ملتبس وغير واضح وفي لحظات ضغط عسكري وسياسي على مجمل المشهد السياسي الفلسطيني مثلما تم التعبير عنها الآن ، إلا ارتباطا بمعطيات اللحظة السياسية الراهنة التي عانت منها حماس على ضوء استهداف جيش العدو الصهيوني لذلك العدد من القادة والكوادر على مدار الأشهر القليلة الماضية ، بما شكله ذلك من خسارة ليس لحماس بل للشعب الفلسطيني كله .

ففي هذا الموقف الجديد تعيد حركة حماس قراءة لوحة الصراع مع العدو الصهيوني على ضوء المعطيات الراهنة وما أفرزه الواقع على مدار السنوات الماضية وما أثبتته خبرة وتجربة الشعب الفلسطيني في مجموعه من أن الصراع مع هذا العدو الإحلالي صراع ممتد ومفتوح ، وهو ما لا يمكن معه تحقيق أهدافه النهائية في الوطن الفلسطيني التاريخي دفعة واحدة .

ولذلك لم يكن هناك من سبيل إلا إعادة القراءة لهذا الواقع واشتقاق البرنامج الذي يملك الأجوبة الصحيحة على الأسئلة لتي ليست سهلة حول هذه المرحلة التاريخية بالتحديد ، ولعل أول تلك الأسئلة ، ماذا الآن عن ديمومة الصراع دون توقف حتى كنس الغزوة الصهيونية عن أرض فلسطين ؟ باعتبارها وقفا إسلاميا التفريط في جزء منه تفريط في جزء من الدين كما جاء في المادة من 13 ميثاق الحركة .

وإذا كنا لا نتخيل ولو للحظة أن ما طرحة الشيخ حسن يوسف يمثل أي معنى من معاني التفريط ، إلا أن السؤال العملي هو كيف نقرأ الحديث عن مكنة التعايش مع الكيان الغاصب ‘ إذا ما أقيمت دولة فلسطينية بعاصمتها القدس على الأراضي التي احتلت عام 1967 ، إلى جانب إسرائيل مع إعطاء هدنة طويلة يمكن تجديدها ، بمعزل عن رؤية حماس ميثاق وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية التي طالما كان برنامجها المرحلي حول إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية على حدود الرابع من حزيران ، وعودة اللاجئين وفق القرار 194 محل رفضها ؟
وإذا ما أعدنا ترتيب الأسئلة في محاولة للبحث عن أجوبتها المنطقية ما الذي يؤشر له اقتراح حماس هذه القوة التي تصنفها الدوائر المعادية الصهيونية والأمريكية ضمن قوى ما يسمى " الإرهاب " إلى أن تقبل بالعيش في دولة فلسطينية على جانب الدولة العبرية ، مع ذلك الاستعداد للهدنة الطويلة المتجددة مع الكيان الغاصب ؟ ألا يمثل ذلك مؤشرا ملموسا على قراءة "حماسية " جديدة للواقع الراهن ارتباطا بجملة المتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية ، خاصة إذا ما كانت هذه القراءة تمس ما يمكن أن يطلق عليه ثوابت حماس .

تلك الثوابت التي كانت تتحدث عن فلسطين باعتبارها كلا واحدا لا يتجزأ ، يجب أن لا يتم المساومة على جزء منه مقابل جزء آخر ، باعتبار أن الكيان الصهيوني لا مكان له في المطلق في الأراضي الفلسطينية باعتبارها وقفا إسلاميا .

ومن ثم يأتي القول بمكنة العيش إلى جانب الدولة العبرية الغاصبة تحت شروط ما يسمى بالهدنة ، ليصب في صالح رؤية برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ،الذي يمثل الإجماع الفلسطيني ، والذي حفظ لكل القوى السياسية المشاركة ، حقها في اعتبار ذلك البرنامج بمثابة الهدف المرحلي ، وهو ما لا يمنعها من استمرار رؤيتها لكيفية الوصول للهدف النهائي ، وهو تحرير كامل فلسطين التاريخية، وهو البرنامج الذي طالما تم رفضه من قوى الإسلام السياسي على أساس أنه ينتقص من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ، على اعتبار أن القبول بدوله على الأراضي المحتلة عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية حتى ولو بشكل مرحلي ، إنما يعني القبول بالجزء ، ولأن ذلك يأتي عبر ما يسمى بالحل السلمي ، فإنه يتعارض مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية وفق ما ينص عليه ميثاق الحركة .

ليأتي الاستعداد النظري على الأقل حتى الآن من قبل حماس للالتحاق بمنظمة التحرير الفلسطينية ، هذا الكيان السياسي الجامع للفلسطينيين في الداخل والشتات، ومع وضعنا لأي شروط موضوعية كانت من عدمها تضعها حماس جانبا ، فإن هذا التوجه إنما يمثل خطوة إضافية في إعادة ترتيب حماس لأوراقها ، ذلك لأن الأسباب الأيديولوجية التي شكلت مانعا آخر بموجبه أحجمت حما س عن الالتحاق بالمنظمة في السنوات الماضية ، " على اعتبار أن المنظمة وفق تقييم حماس لها قد تبنت ولا تزال فكرة الدولة العلمانية ، والفكرة العلمانية ...مناقضة للفكرة الدينية مناقضة تامة ، ولأنها تعتقد أن عدم الإسلامية والعلمانية كمن يفرط في دينه .. لذلك فإنها تنتظر أن تتغير المنظمة وتتبنى الإسلام كمنهج حياة حتى تكون أحد جنود المنظمة وفق ما جاء في المادة 27 من ميثاق حركة حماس ، لا زال قائما .

ليصبح السؤال بعد ذلك من الذي تغير المنظمة أم حماس ؟، أهو إعادة تقييم للمنظمة ودورها ، بإنصاف هذا الكيان الذي ظلم كثيرا ، رغم كل ما يقال عنها وحولها إن لجهة تغييبها أو مصادرة دورها، باعتبارها بيت كل الفلسطينيين ما دام الصراع قائما في أي شكل من أشكاله وفي القلب منه عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق القرار194 ، أم أنها مجرد انحناءة حتى تمر العاصفة .

بقي أن نشير إلى أن فهم طبيعة الصراع وأبعاده ومكوناته هو أمر جوهري ، يجب أن يتم إدراكه من الجميع ، ذلك أن صراعنا مع العدو الصهيوني ليس صراعا دينيا ، بل هو صراع يجري في الواقع ومنذ أكثر من قرن بين الشعب الفلسطيني والأمة العربية في مواجهة الغزوة الصهيونية الاستعمارية الإحلالية التي تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه من أرضه ، ليحل محلهم هؤلاء الغزاة الصهاينة من صهاينة دينيين وصهاينة لا دينيين ومن إثنيات مختلفة ، لأنه في الأساس مشروع استعماري ، ولهذا كانت منظمة التحرير الإطار الجامع والشامل لكافة الفلسطينيين بكل ألوان طيفهم السياسية والفكرية ، وهذا هو مبعث قوة منظمة التحرير الفلسطينية .

وبعد كل ذلك نبقى بانتظار الإجابة على السؤال الذي يقول : أهي خطوتان للوراء ؟ أم إنها مجرد انحناءة أمام العاصفة ؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات : بين التمثيل النسبي والأغلبية المطلقة
- مروان البرغوثي : قرار الربع ساعة الأخير
- الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما
- ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
- انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
- الثابت والمتغير بعد عرفات
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟