أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حمى السوبر ستار وتغييب الوعي














المزيد.....

حمى السوبر ستار وتغييب الوعي


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 933 - 2004 / 8 / 22 - 09:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أحد ينكر دور الفن باعتباره رسالة سامية تساهم في تشكيل الذاكرة الثقافية الجمعية ، والارتقاء بالمشاعر والذوق العام ، غير أن ما نشاهده هذه الأيام، من حمى تتجاوز حدود الوعي بالفن ودوره كرسالة ، باعتباره حاجة موضوعية ومكون أساسي من المكونات الحضارية الإنسانية لأي شعب من الشعوب لتختزله في هذا الشكل من الصراع ، أشبه ما يكون بصراع الديكة ، ليغيب في خضم هذا الصراع الفن ، والوعي والتقييم الموضوعي ، وتحضر العصبية والإقليمية البغيضة في أسوأ تجلياتها .
وإذا كان من غير المستغرب أن تجند المؤسسات الحكومية في غير دولة من الدول الممثلة في هذا السباق الذي لا تحكمه قواعد ومعايير الفن الموضوعية ، كل إمكانياتها من أجل نيل هذا "الشرف" بحثا عن نصر مفقود بصرف النظر عن المستوى الفني لهذا المشارك أو ذاك ، فإن المستغرب أن يجري إستنفار كافة الطاقات في الوطن الفلسطيني ، وتنتقل عدوى " فيروس السوبر ستار" إلى الشتات ، فتخرج الجموع رافعة الأعلام الوطنية بدعوى الانتصار لممثل فلسطين في هذا السباق ، بصرف النظر عن أحقيته في ذلك من عدمه ، فيما يخوض أسرانا البواسل في سجون الاحتلال معركة لأمعاء الخاوية .
كل ذلك يجري وسط أنبل معركة يخوضها أكثر من ثمانية آلاف من فرسان فلسطين والأمة العربية داخل معتقلات النازيين الجدد في فلسطين المحتلة ، الذي يجب أن تسخر كل الامكانات من أجل دعم نضالهم وصمودهم والانتصار لقضيتهم بالأفعال لا بالأقوال ، باعتبارها أحد أهم جوانب معركتنا ضد الكيان الصهيوني
مستندين في ذلك إلى رأي محكمة العدل الدولية الأخير وإلى اتفاقية جنيف الرابعة وإلى قواعد القانون الدولي الذي تعتبر الكيان الصهيوني دولة احتلال ، ومن ثم اعتبار معتقلينا في سجون الاحتلال أسرى حرب .
إن البحث عن انتصارات وهمية " حتى في الفن " هو نوع من أنواع تزييف الواقع وخلق حالة ذهنية تستولد وعي مشوه يستبعد الواقع الموضوعي بكل مرارته وقسوته ، في حين أن الفن بأشكاله المختلفة ، هو رسالة إنسانية سامية تتجاوز القطري إلى الآفاق الإنسانية الأوسع ، وهي بالضرورة مرآة تعكس الواقع ، ومن ثم فهي بعيدة عن هذا الشكل من الاستغلال للمشاعر ، وبشكل يكرس "العصبيات " في أسوأ مظاهرها .
إن النجف والفلوجة والرمادي وجنين ونابلس وكل المدن التي تنام وتصحو على "سيمفونية" المعتدين في العراق وفلسطين هم من يجب أن تستنفر من أجلهم كل وسائل الاتصال والدعم ، والإسناد بالفعل الرسمي والشعبي على امتداد مساحة الوطن العربي من محيطه إلى خليجه ، فملايين المتصلين كل أسبوع من أجل التصويت لهذا المتنافس أو ذاك ، غاب عنهم أنهم قد وقعوا ضحية استغلال لمشاعرهم ، تحت وهم الفوز والنصر ، يدفعون مقابل ذلك مبالغ طائلة في عملية " استغلال " وليس تعبيرا آخر لمشاعرهم ، من أجل الإحساس بنصر مفقود ، حتى بدأت العديد من الفضائيات تستنسخ هذا الشكل من البرامج ، وكأن هناك اتفاق بين تلك القنوات على خلق حالة من الوهم بالنصر، واستحضار هذا الكم من الوعي المتخلف باستنفار روح القبيلة بديلا للأمة الواحدة ، يدفع ثمنها المواطن العربي" المستلب " من جيبه .
وقد يتبادر إلى الذهن أنها دعوة ضد الفن ، وعلى الفور نقول إنها دعوة لحضور العقل والفن معا ، باعتبار أن الفن بأشكاله المتعددة هو أحد مظاهر الحالة الحضارية لأي امة من الأمم ، ولكنها دعوة إلى السمو والرقي بالمشاعر والأحاسيس لا العزف على أسوأ ما فيها ، وهي بالضرورة ضد هذا الشكل من البرامج ، رغم أي حديث عن حسن النوايا ، فالطريق إلى جهنم أيضا مفروش بالنوايا الحسنة.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- لن تصدّق ما هي -كلمة السر- القديمة بأحد أنظمة متحف اللوفر
- سيصل إلى مصر والسعودية.. عودة قطار -أورينت إكسبريس- الفاخر ل ...
- مسحوق أبيض بطرد مشبوه يؤدي لمرض عدة أشخاص بقاعدة أندروز الأم ...
- اختراق مكتب الميزانية بالكونغرس الأمريكي.. وهذه الدولة مشتبه ...
- سيرين عبد النور..إطلالات تجمع بين الكلاسيكية والجرأة
- تطورات بشأن نشر قوة الاستقرار الدولية وإخراج مسلحي حماس من ر ...
- بريطانيا: تحقيق مستقل يكشف عن -عنصرية منهجية- منذ عقود في صف ...
- بدء تسيير رحلات إلى مطار الموصل بالعراق بعد توقف دام 11 عاما ...
- ماذا يعني انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات أبراهام؟
- ألمانيا تعتقل 18 شخصا في حملة دولية ضد الاحتيال الإلكتروني


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حمى السوبر ستار وتغييب الوعي