أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع














المزيد.....

الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن البعض مصرٌ ، على أن يقدم الذرائع للمتربصين بالشعب الفلسطيني وانتفاضته ، وهم كُثر على التقاط ما يجري في غزة الآن من فوضى ، يقف وراءها البعض من حزب السلطة لتأكيد مقولة أن انعدام الأمن بشكل شامل ، سيكون المظهر السائد إذا ما تم الانسحاب الإسرائيلي من القطاع ، وهو ما سيترك المجال واسعا للضغط والتدخل الخارجي ، لضبط حالة الأمن التي تدلل المظاهر الراهنة على أي آفاق يمكن أن تذهب إليها الأوضاع الداخلية إذا ما قام الكيان الصهيوني بالانسحاب من داخل القطاع إلى أطرافه .

ففي غياب سياسة وطنية شاملة ، يكون فيها الوطن لكل أبنائه ، تطفو على السطح ، حالة من الوعي المشوه تستقر في ضمير وعقل البعض ، التي ترى في الاستحواذ على السلطة بكل مفرداتها حقاً مكتسباً ، كونه الوحيد صاحب مشروع السلطة ، ومن ثم فهو لا يرى الوطن إلا مقسوما على واحد ، وهذا هو جذر ما يدور الآن في القطاع ، من نزوع نحو الأبوية السياسية والكفاحية ، خلقها وكرسها وعمقها سلوك السلطة على مدى أكثر من عشر سنوات ، وتراكمات ممتدة بعمر الثورة الفلسطينية المعاصرة ، في غياب الشراكة الحقيقية بين القوى السياسية الكفاحية والاجتماعية داخل الوطن وخارجه في حدها الأدنى .

فمصطلح الفساد ليس اكتشافاً جديدا ، فلطالما نبهت وحذرت القوى السياسية والاجتماعية خارج نطاق السلطة من مخاطر الفساد والمفسدين ، ومن ثم فإنه ووفق مقولة الأسباب والنتائج ، وقانون التراكمات الكمية ، فإن ، النتائج ليست معزولة عن مسبباتها ، ومن هنا فإن "الإصلاح " وهو فيما أعتقد مفهوم ملتبس إلى حد كبير ، يبدأ بالبحث في الأسباب ، التي مكنت هذه الفئة من البقاء والاستمرار في مواقع المسؤولية حتى وصلت الأمور ببعضهم حد المساهمة في بناء جدارالفصل العنصري ، عبر تزويده بالاسمنت.

فاعتراض جزء من حزب السلطة على هذا الشخص أو ذاك انطلاقا من رؤى وحسابات داخلية ، لا يعني بالضرورة عدم موضوعية التشخيص لرموز الفساد ، ولكن المشكلة تكمن في الآليات التي ما زالت قادرة على إنتاج الفساد والمفسدين ، ومن ثم فإن ما جرى من خطف للبعض ومن تعدٍ على من جاءوا للتضامن مع شعبنا ، يشكل المدخل الخطأ لعلاج مشكلة بهذا الحجم لا تهم المحتجين " لأسبابهم الخاصة " بل تهم كل فرد من أبناء الوطن الفلسطيني في الداخل والشتات .

فلا يجب ولا للحظة اختزال مفردة الإصلاح في إقالة هذا أو تعيين ذاك من حزب السلطة ، في إطار إرهاصات " الصراع الداخلي " التي بدأت تجلياته تتعدى ضوابط وقواعد العمل الداخلي إلى مساحة الوطن بكامله ، بما يتركه ذلك من آثار مدمرة على المجتمع الفلسطيني ، ارتباطا بأن حزب السلطة هو السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية بكل مفرداتها ، من أدنى وظائفها إلى أعلاها ، بما ينتجه ذلك من أمراض اجتماعية ، وهو أمر لا يخفى على أحد ، ومن ثم هل يمكن بمعنى اللغة والمصطلح إصلاح " وضع فاسد " إذا بقيت نفس الأدوات والآليات القادرة على إنتاج الفساد قائمة لم يجر اجتثاثها.

هنا يحضر دور النزاهة الفكرية والأخلاقية التي ترى في الإصلاح مشروعا مجتمعيا سياسياَ كفاحيا اقتصاديا اجتماعيا متكاملا ، كل قوى المجتمع في الداخل والشتات شركاء في صياغته وإقامته ، وفق قواعد ديمقراطية تغادر عقلية الإقصاء وعدم رؤية الآخر الشريك الموضوعي في المصير والوطن ، لأن الصراع مع العدو الصهيوني لا يزال قائماَ وآفاقه مفتوحةً وممتدة ، ارتباطا بأبجدية هذا الصراع وقوانينه الموضوعية ، ومن ثم فإن وعي هذا الحقيقة يفرض بالضرورة التوحد من أجل التأسيس لكيان سياسي يليق بهذا الشعب وبتضحياته الممتدة على مساحة أكثر من قرن من الزمان .

أننا لا نحتاج في هذا الوقت بالذات إلى درجة حماس أكثر فقط ، بل إلى عقول أكبر و ضمائر أكثر حياة ، بحيث لا يدار الوطن ويتم خوض الصراع مع العدو الصهيوني مهما كانت مستوياته ، بعيدا عن عقل المؤسسة ودورها ، هنا تأتي أهمية تشكيل قيادة وطنية موحدة مؤقتة على قاعدة برنامج مجتمعي شامل تنظيمي سياسي اجتماعي كفاحي يؤسس لبناء الكيان السياسي الفلسطيني القادر على تحقيق كامل أهداف الشعب الفلسطيني الثابتة غير المنقوصة ، ومن ثم فإن إعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير الفلسطينية ، المؤسسة والبرنامج ، على قاعدة إصلاحها وتطويرها باعتبارها لا زالت الكيان السياسي الجامع للفلسطينيين في الداخل والشتات ، يمثل أحد العناوين الأساسية للحكم على جدية أي إصلاح يمكن الحديث عنه أو القيام به.

إن محاصرة أي " تصرف انفعالي " لهذا النفر أو ذاك لا يأتي من تبهيت والتقليل من مشروعية وصدقية المطالب ، ومن ثم " تسطيح " القراءة والمعالجة باعتبار ما حدث لا يعدو أن يكون نزوة ، يمكن علاجها في إطار حزب السلطة بترضية هنا أوهناك ، ومن هنا فإن ما حدث معني به كل مكونات المشهد السياسي الفلسطيني ، الذي على كل أطرافه مغادرة عقلية " صاحب الدكان " الذي تهمه في الأساس منفعته الخاصة وتغليف ذلك بمصلحة الوطن كل الوطن ، ففي هذه الظروف الحرجة والدقيقة ، ما من خاسر واحد ، وإذا كان الكل ينسب أبوة الفساد للسلطة ، فإن الكل شريك في المسؤولية ، لأنه ارتضى ذلك وتعايش معه .

ولعل أولى محاذير ما جرى ويجري ، هو في تكريس رؤية القوى الخارجية التي تريد من السلطة أن يكون وكيلا أمنيا ً، لضرب الانتفاضة وكل قوى المجتمع الحية ، ناهيك عن المحظور الأخطر ، وهو جر الساحة الفلسطينية إلى فتنة الاقتتال الداخلي ، وذلك هو الامتحان الحقيقي للسلطة الفلسطينية ولكل القوى السياسية مهما كانت منابعها السياسية والفكرية ، وهو وحده معيار النجاح ، حيث لا مكان عندئذ للفشل .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع