أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد















المزيد.....

الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع دخول الانتفاضة عامها الخامس ازدادت شراسة وعدوانية الكيان الصهيوني في الضفة والقطاع لتأخذ أبعادا جديدة ، مع استمرار صمود الشعب الفلسطيني وقواه المكافحة بعد أن امتدت مدة المئة يوم التي وعد خلالها شارون التجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين بالقضاء على الانتفاضة ، غير أن الانتفاضة استمرت وبأشكال مختلفة لتؤكد قدرة الشعب الفلسطيني على التكيف مع كل المستجدات ، ومن إيقاع الأذى الكبير بالعدو الصهيوني وبمشروعه التوراتي رغم جسامة التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الشعب الصامد .

واللافت أن هذه العدوانية الصهيونية التي فاقت كل حدود القراءة السياسية والعسكرية الموضوعية ، إنما تأتي في إطار مأزق الكيان الصهيوني في التعامل مع موضوع الصراع العربي الصهيوني وتجلية " القضية الفلسطينية " رغم أي حديث عن ما يسمى بسلام أوسلو الموهوم الذي وأدته قطرات دم أول شهيد سقط في انتفاضة الأقصى ، والذي لم يبق منه إلا رئيس محاصر وإعادة احتلال كامل الضفة وفرض السيطرة على القطاع ، إضافة إلى هذا الكم من الدمار الذي طال كل شيء في الأراضي المحتلة عام 1967 .

هذا المأزق الصهيوني الذي يزداد في التفاقم مع إطلالة كل يوم يستمر فيه الشعب الفلسطيني رافعا راية المقاومة والصمود رغم عظم التضحيات ، والفارق الكمي والنوعي في ميزان القوى بين العدو الصهيوني بما تحتويه ترسانته العسكرية من أسلحة دمار وفتك وبين ما تحتويه ترسانة الشعب الفلسطيني من صمود وعزم وقوة الحق واستعداد للتضحية ، والذي لم تستطع معه تلك الترسانة النازية أن تفرض على الشعب الفلسطيني التراجع أو التسليم بما يريده العدو، بل كلما ازدادت شراسة الهجمة العدوانية الصهيونية ، قابلها صمود أشد وعزم أقوى على رفع راية المقاومة حتى كسر شوكة الاحتلال وكنسه كاملا على الأقل عن الضفة والقطاع .

ومن ثم فإن العدو الصهيوني استنادا إلى ميزان القوة المادي والدعم الأمريكي غير المحدود وتخاذل النظام الرسمي العربي وغياب الفعل الشعبي العربي وتقاعس المنظمات الدولية ذات العلاقة عن القيام بدورها ، قَََدَر أن بإمكانه وفق كل تلك المعطيات أن يفرض على الشعب الفلسطيني حلا سياسيا صهيونيا بامتياز ، بعد أن فشل في فرضه على ما يسمى بطاولة المفاوضات ، إلا أن وقائع السنوات الأربع الماضية ، فرضت معادلة جديدة في موضوع الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني عنوانها أن القوة العسكرية مهما عظمت لا تستطيع كسر إرادة الصمود أو فرض التنازل عن الحقوق الثابتة التاريخية أو التي كفلتها الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ، وفي الوقت نفسه العمل على إيقاع الأذى به في أشد نقاط ضعفه لرفع كلفة استمرار احتلاله للأراضي الفلسطينية بشريا وأمنيا واقتصاديا .

ولا يمكن لنا والحال إلا أن نقرأ هذا الانفلات الفاشي للقوة الذي يستخدمه هذا العدو خارج نطاق العقل إلا في إطار مأزقه السياسي والأمني والاقتصادي والأيديولوجي وهو ما يمكن الرد به على ذلك البعض ممن لا يرى في الانتفاضة إلا الجانب الذي تتركه بصمات الآلة العسكرية الصهيونية من تقتيل وتدمير لمظاهر الحياة أو تلاشي وهم أوسلو وخارطة الطريق ، دون أن يحاول قراءة معنى هذا الصمود للشعب الفلسطيني ، الذي لم يُمكَن الكيان الصهيوني من فرض حل أمني وفق أجندته لموضوع الصراع العربي الصهيوني ، بل أعاد الاعتبار لقضية الشعب الفلسطيني ، وإلى حقه في إقامة دولته المستقلة ، حيث مثل رأى محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري انتصارا قانونيا وحقوقيا وسياسيا لقضية الشعب الفلسطيني .

هذا الجدار العنصري الذي يستبيح أراضي الضفة الفلسطينية ويصادر أي إمكانية للتواصل الجغرافي فيها يمكن لنا أن نقرأه بالمقابل كتجل لانكفاء المشروع التوراتي الصهيوني في خرافة أرض الميعاد و " إسرائيل الكبرى " ، وهو بقدر ما يحاول خلق معازل للفلسطينيين فإنه يستحضر " الغيتو " كتراث يهودي ليحاصر به الحالة اليهودية الصهيونية في فلســــــــطين كجغرافيا وأيديولوجيا و حالة ذهنية ، وهــــذا ولا شك أحد نتائج الانتفاضة .

كما أن خطة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الانسحاب من القطاع تحت ما يسمى " الفصل من جانب واحد " ، مع كل هذه الدموية التي تمارسها قوات الاحتلال في القطاع والتي لم تترك مكانا دون أن تحاول القضاء على كل مظاهر الحياة فيه ، لم تأتي إلا في سياق مفاعيل الانتفاضة ، فالانتفاضة هي من فرض على شارون البحث عن مخرج من مأزق غزة ، ومن ثم فإن كل هذه العدوانية التي فاقت كل حد إنما تعبر عن عمق المأزق الذي يعيشه هذا الكيان الصهيوني الغاصب على كل الصعد .

غير أن ذلك لا يجب أن يحجب عن أعيننا مظاهر الخلل في حياتنا ، فنحن نعيش حالة حرب فرضها وجود الاحتلال الصهيوني في البدء لأرضنا وسط هذا الصمت المطبق حولنا إن لم نقل هذا التواطؤ ، وأولى بديهيات مقاومة الاحتلال أن يكون هناك جهد وطني عام موحد على أرضية سياسية تنظيمية كفاحية تراعي التنوع السياسي والفكري في إطار الوحدة ، يضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل الاعتبارات الفئوية بحيث لا يترك مجالا للأجندات الخاصة أن تحاصر الجميع بمحدداتها ، الأمر الذي لم ننجح في تحقيقه رغم سنوات الانتفاضة الأربع حتى الآن، إذ لا يجوز في هذا الظرف المصيري لأي قوة من القوى أن تحتكر الحرص والنزاهة الفكرية والأخلاقية ومن ثم ممارسة الوصاية السياسية أو الكفاحية على مجموع الشعب .

ولكي يبقى ويستمر هذا الوجه المشرق للانتفاضة ، على الجميع أن يرتقى إلى مستوى عظمة تلك التضحيات وهذا الصمود ، بحيث لا يترك أي مجال في صدقية وصوابية خيار الانتفاضة ، ومن ثم في قدرتها على دحر العدو ، أمام تلك الأصوات التي يجري " تسويقها" والتي تنعى على الانتفاضة عبثيتها بحيث لا ترى من الانتفاضة إلا هنََّاتها ، والتي تصر على عدم رؤية ما حققته الانتفاضة من إنجازات لا يمكن لأي منصف عدم رؤيتها .

نعم ما من شيء كامل ، ولكن من أي زاوية نظر نرى الانتفاضة هذا أولا ، وثانيا من داخل الانتفاضة بالمعني السياسي والكفاحي المادي والمعنوي أم من موقع المراقب غير المنصف ، أو الابن العاق ، ومع ذلك فإن هناك الكثير الذي يجب عمله لتجاوز كل الثغرات وصولا إلى حالة أرقي تؤسس لكيان سياسي بالمعنى القانوني ، يعالج الوضع الداخلي الأمني والاقتصادي والتنظيمي والسياسي والاجتماعي كسياج أمان للانتفاضة حتى تستكمل تحقيق أهدافها، ذلك هو الرد وتلك هي كلمة السر في مشوار دحر الاحتلال ، وهذا هو التحدي الحقيقي ، والإجابة برسم الجميع .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد