أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم يونس الزريعي - عندما يكذب الرئيس ...!!














المزيد.....

عندما يكذب الرئيس ...!!


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 02:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليست مسألة أخلاقية ، لكنها تتعلق بمصير شعب وأمة ، وبإدارة سياسة العالم باعتباره يقود الدولة الأقوى بالمعنى المادي في هذه اللحظة التاريخية السيئة من عمر البشرية ، هذا الرجل الذي خرج من تحت عباءة أكثر القوى يمينية في المجتمع الأمريكي ، ليس هذا فحسب بل ركبه وسواس أنه مبعوث العناية الإلهية للبشرية ، المبشر بالأخلاق والعدل والفضيلة.

فلا بأس والحال هذه أن يتخيل الرئيس الأمريكي ما يريد ، لتصبح تخيلاته الحقيقة بعينها ، وغير مهم بعد ذلك ماذا يقول العالم ، لأن العالم يجب أن يكون كما يريد بوش الابن ، فالعالم الآن أكثر أمنا كما " يقرر" الرئيس الأمريكي بعد كل هذا الدم النازف في العراق ، وبعد أن عملت الآلة العسكرية الأمريكية بشكل منهجي على تدمير الحياة في بلاد الرافدين ، ليكون ضحيته الأولى ليس الرئيس العراقي السابق ونظامه ، بل تاريخ العراق وذاكرته الحضارية والثقافية .

ويبلغ الكذب حدود الوقاحة عندما يصر الرئيس الأمريكي على استمرار تبرير غزوه للعراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل ، رغم التقرير الذي قدمته جهة أمريكية رسمية بعدم ثبوت وجود أسلحة دمار شامل أو إمكانية إنتاج تلك الأسلحة منذ العام 1991، بعد أن قام النظام العراقي السابق بتدمير كل مخزونه منها بعد انتهاء حرب الخليج الثانية .

ولأن العديد من دول العالم كانت على الأقل تشكك في المعلومات الأمريكية حول امتلاك العراق آنذاك أسلحة دمار شامل أوفي قدرته على إنتاجها ، لذلك لم تتمكن إدارة بوش رغم كل الضغط الذي مورس على أعضاء مجلس الأمن من استصدار قرار بخوض الحرب ضد العراق استنادا إلى الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، مما اضطر الإدارة الأمريكية إلى خوض حربها ضد العراق بعيدا عن مظلة الأمم المتحدة ، استنادا إلى أجندتها الخاصة ارتباطا برؤيتها حول ترتيب أوضاع المنطقة ، ليأتي التقرير الأمريكي الأخير الذي ينفي وجود هذه الأسلحة أو مكنة إنتاجها ، ليكشف كم الكذب والخداع الذي ضخته إدارة بوش على العالم عبر وسائلها المختلفة ، ليضع تلك الدول والعالم بأسره والمنظمة الأممية أمام مسؤولياتهما التاريخية ، إذا ما أريد فعلا للعالم أن يكون أكثر أمنا وسلاما .

وبالتالي فإن هذه السابقة الخطيرة في العلاقات الدولية تضع العالم بمجملة أمام تحدٍ حقيقي ، خاصة إذا ما سمح بتزاوج القوة المنفلتة من كل المواثيق والمعايير القانونية والأخلاقية وقواعد العدل والإنصاف من عقالها ، مع نزوات وأوهام وخيالات بعض القابضين على مكامن القوة في العالم ، وهو ما قد يعيد إنتاج هتلر مطور آخر، يدفع المجتمع البشري بكامله نحو الكارثة ، الأمر الذي يتطلب إعادة الاعتبار إلى القانون الدولي والمؤسسات الدولية المعنية بحفظ الأمن والسلم الدوليين .

وذلك بالضرورة لن يتم ما لم تتوفر إرادة دولية فاعلة بأوسع حشد دولي رسمي وشعبي من أجل محاصرة تلك السياسات الأمريكية وتجلياتها الدموية في أكثر من مكان في العالم ولعل ما يجري في العراق وفلسطين ، أصدق مثال على وحشية رأس المال الذي يقف خلف الإدارة الأمريكية في أكثر تجلياته سوءا إمبراطورية الصناعات العسكرية الأمريكية ، والصناعات النفطية التي يدير وكلاؤها السياسة الأمريكية .

غير أنه من الأهمية بمكان إدراك أن وجود بعض السماسرة الصغار في هذه الدولة أو تلك ممن يتبرعون بتقديم الذرائع للإدارة الأمريكية ، لا يمكن له أن يعطي المبرر أو المشروعية القانونية أو الأخلاقية لأي كان بحق التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، بعيدا عن المؤسسات الدولية المعنية، التي لها وحدها حق التقرير بالتدخل من عدمه وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، على الرغم ما شاب عمل هذه المؤسسات من ضعف ، في ظل الهيمنة الأمريكية التي ألقت بثقلها على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء حالة الثنائية القطبية في السياسة الدولية التي كانت قائمة آنذاك ، والتي وفرت حدا ما من التوازن الدولي عمل على كبح جماح غطرسة القوة الأمريكية إلى حين .

ومن ثم هل يمكن لدول العالم وشعوبه أن يغمضوا أعينهم عن تصرفات رئيس الإدارة الأمريكية تلك ، والذي لا زال رغم أن الواقع كذب كل فرضياته حول أسلحة الدمار الشامل بالرغم من احتلاله العراق منذ عام ونصف ، والذي أتى التقرير الأخير حول أسلحة الدمار الشامل العراقية ليزكي بنتائجه وجهة النظر التي كانت تقول بخلو العراق من تلك الأسلحة ، وأيضا بعدم قدرته على إنتاجها ضمن الظروف التي كانت قائمة ، لينسف بذلك كل الذرائع المعلنة التي شن بوش الابن تحت غطائها الحرب على العراق .

ومن ثم هل فعلا العالم الآن أكثر أمنا وسلاما ؟ أم أنه سيكون كذلك عندما يتم لجم هذه العدوانية الأمريكية التي لا يحكمها أي ضابط قانوني أو أخلاقي ، إذا ما أعيد الاعتبار للمؤسسات الدولية ذات العلاقة باعتبارها المرجعية الوحيدة التي ارتضاها العالم باعتبارها الشكل الأرقى من التنظيم الدولي بعد أن عانى ما عانا من ويلات الحروب في القرن الماضي ، بحيث لا يُترك المجال لهوس القوة أن يجر العالم مجددا إلى حروب جديدة ، تأكل الأخضر واليابس هذه المرة .

وبعد فإن جرائم بوش في العراق ، يجب أن يقف المجتمع الدولي أمامها ، باعتبار ما جرى ضد العراق حربا عدوانية ، شنتها الإدارة الأمريكية دون أي مبرر أو سند من القانون الدولي ، وبالضد من إرادة الشرعية الدولية ، ليكون المكان الطبيعي لهذا الرئيس محكمة الجزاء الدولية كغيره من مجرمي الحرب ، إنها أمنية في " زمن القطب الواحد " ، ولكن من يدري؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم يونس الزريعي - عندما يكذب الرئيس ...!!