أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حذار ...حذار من الفتنة















المزيد.....

حذار ...حذار من الفتنة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


وكأنه لا يكفي الشعب الفلسطيني حالة القلق المشروع على حالة الرئيس عرفات الصحية في الوقت الذي تتصاعد فيه العدوانية الصهيونية ضد المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع بالترافق مع استمرار حملة التصفيات الصهيونية ضد نشطاء الانتفاضة ، حتى يفاجأ الشعب الفلسطيني بكل هذا اللغط والتناقض حول حقيقة مرض وصحة أبو عمار من هذا الكم من المرافقين والمستشارين في الداخل والخارج ، في الوقت الذي كان يجب أن يتكاتف فيه الجميع من أجل مواجهة هذا الاستحقاق الذي فرض نفسه على الواقع الفلسطيني .
لأن مرض الرئيس عرفات ليس موضوعا يخص عائلته وحركة فتح فقط ، بل إن المترتبات الراهنة والمستقبلية على الغياب المؤقت أو الدائم تخص كل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، انطلاقا من كم الفراغ الذي سيتركه غياب أبو عمار عن المشهد السياسي الفلسطيني ، لأنه لم يكن رئيسا لحركة فتح وحسب ، بل لكونه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية المعنية بشأن الداخل الفلسطيني ، ورئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الكيان السياسي الجامع لكل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج .
وقد أتى اتهام عقيلة الرئيس بهذا الشكل التحريضي إلى رفاقه لينقل الصراع الداخلي في حزب السلطة من قنواته المؤسساتية إلى الفضاء الفلسطيني والعربي ، ليفرض قسرا على الشعب الفلسطيني تناقضات الوراثة بين الطامعين الكثر كأولوية وحيدة ، بديلا من التناقض القائم والمستمر مع الاحتلال الصهيوني ، في الوقت الذي يجب أن يرتقي فيه الجميع إلى مستوى المسؤولية الاستثنائية ، التي سيخلفها أي غياب لعرفات ، الذي كان يمثل لدى جميع ألوان الطيف السياسي والفكري والكفاحي الفلسطيني الناظم والضابط لإيقاع حركة فتح باعتبارها الثقل الأكبر على الصعيد الكفاحي والسياسي في الواقع الفلسطيني .
وإذا كان جائزا لأبي عمار أن يمسك بكل خيوط وآليات القرار في فتح ومنظمة التحرير والسلطة في يده بحكم عوامل عديدة تاريخية داخلية وخارجية تراكمت عبر عدة عقود ، حتى بات التماهي بين عرفات وتلك المسؤوليات جزءا من الواقع الفلسطيني ، مهما كان مستوى القبول أو الرفض لذلك التماهي من القوى السياسية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها ، حتى بات عرفات هو المؤسسة والمؤسسة هي عرفات ، فإن ذلك الأمر لا يمكن جوازه أو قبوله أو توفره أو تكراره في أي شخص آخر ، بحكم تغير الواقع والشروط التي أفرزها ذلك الواقع وخاصة في العقد الأخير.
ومن ثم فإن المحذور الأهم هو الذي يواجه حركة فتح باعتبارها حزب السلطة والمظهر العام في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، الذي قد يتمثل في انفلات " الرغبات المشروعة " لدى البعض من قياداتها وكادراتها من سياقها الشرعي والمؤسساتي بعد كل ما قيل وروّج في السنة الماضية عن عجز اللجنة المركزية لحركة فتح وشيخوختها ومن ثم انسداد الآفاق أمام الكادرات من الصف الثاني والثالث من أخذ دورها في الهيكل القيادي للحركة ، إلى فوضى المعايير والمفاهيم والوسائل ، وبشكل يدفع الصراع على مواقع المسؤولية إلى صراع عنفي ، من شأنه أن يتجاوز حدود حركة فتح إلى كل المشهد الفلسطيني ، بما يتركه ذلك من آثار مدمرة على مجمل المشروع الكفاحي الفلسطيني .
خاصة وأن هناك عدو ينتظر بروز مثل هذه التناقضات الداخلية ، بل إنه على استعداد للعمل على خلقها وتغذيتها ، من أجل بروز قيادات بديلة ، سبق أن طالبت بها الإدارة الأمريكية وحكومة العدو الصهيوني منذ أن قررتا عدم التعاطي مع الرئيس عرفات ، تحت دعوى الإصلاح وأيضا باعتباره داعما لما تسميانه " الإرهاب الفلسطيني" ، تلك القيادات البديلة المفترضة حسب تقدير " بوش ـ شارون " يمكنها أن تشكل شريكا مقبولا من قبل الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ، تكون على استعداد للتعاطي مع الطروحات الإسرائيلية ـ الأمريكية حول مفهوم حل الصراع العربي ـ الصهيوني والقضية الفلسطينية في مقدمتها .
هنا يجب أن تساورنا المخاوف الجدية وألا نغفل ذلك التناغم الذي برز في بعض الأوقات بين بعض ممن يحسبون على ما يسمى " برموز الإصلاح " والذي أخذ طابعا عنفيا في بعض اللحظات في القطاع تحت ذريعة محاربة الفساد !!!! وبين الرغبة التي تتبناها كلا من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ، حول ضرورة وجود قيادات جديدة تستوعب المرحلة ـ حسب تعبير أحد أولئك الإصلاحيين ـ وبالتالي حرصهما المشترك على بروز مثل تلك القيادات ، خاصة في هذه اللحظة بالذات إذا ما قدر لغياب الرئيس الفلسطيني أن يطول مهما كان شكل ذلك الغياب ، من حسباننا .
والضرورة هنا تستوجب أعلى قدر من المسؤولية الوطنية من جميع القوى السياسية بكافة منابعها الفكرية والسياسية وفي المقدمة منها حركة فتح ، على تفويت الفرصة على كل من يتربص بالشعب الفلسطيني وقضيته ، من أجل تطويق أي محاولة خارجية بأدوات فلسطينية لخلق فتنة داخلية تجر الساحة إلى وهم حل التناقضات الثانوية عبر العنف ، وذلك بنسج أعلى حد من الوحدة الوطنية بين جميع القوى السياسية الفلسطينية في الداخل والخارج دون استثناء ، لمجابهة الاستحقاقات الراهنة والمستقبلية ، وذلك بارتقاء الجميع فوق الحسابات الفئوية الضيقة ، والسير معا نحو إعادة الاعتبار إلى المؤسسة ، باعتبارها الثابت الوحيد والمعيار الحضاري والديمقراطي على حضور وحيوية وقدرة أي شعب على مواجهة التحديات واللحظات الصعبة رغم مرارتها .
إن تشكيل قيادة وطنية موحدة تمثل قيادة طوارئ تعيد الاعتبار إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، بدءا من اللجنة التنفيذية ودوائرها المختلفة والمجلس المركزي والمجلس الوطني ، باعتبار منظمة التحرير الكيان السياسي الجامع للفلسطينيين في الداخل والشتات ، عن طريق إجراء انتخابات على قاعدة التمثيل النسبي تكفل مشاركة الجميع بعيدا عن المحاصصة وبما يراعي التنوع السياسي والفكري في الحياة السياسية الفلسطينية .
وفي الوقت نفسه تعمل على الإعداد لانتخابات عامة في المدة الدستورية المقررة لمؤسسات السلطة الوطنية على نفس قاعدة التمثيل النسبي ، يشمل مؤسسة الرئاسة والمجلس التشريعي والبلديات والمجالس المحلية ، وصولا إلى الاتحادات والنقابات المهنية ، حيث ما من عذر بعد ذلك لأن تبقى أي قوة سياسية خارج إطار صنع القرار ومن ثم تحمل المسؤولية تحت أي مبرر، خاصة وأن التناقض الأساسي مع الاحتلال لا يزال قائما ومستمرا .
إن الفراغ الذي سيتركه غياب الرئيس عرفات يتطلب من كل قوى المجتمع الفلسطيني السياسية التكاتف من أجل ملئه ، بإيجاد الصيغ الدستورية المناسبة لضبط العلاقة بين منظمة التحرير ومؤسسات السلطة الوطنية ، وبالتالي تفويت الفرصة على كل المتربصين شرا بشعبنا ، ولاشك أن كم المحن والخبرات والتجارب التي مر بها ويمتلكها هذا الشعب ، ستمكنه من تجاوز هذه المحنة ، بالصبر والجلد الذي عرف عنه ، ولعلها الفرصة الأنسب لتجديد نفسه بشكل حضاري وبما يوزاي التحدي الذي يشكله الاحتلال الصهيوني لفلسطين على طريق دحر هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وصولا إلى هزيمة المشروع الصهيوني في كل فلسطين .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ
- المبادرة الأمنية المصرية: بين النوايا الطيبة وإرادة شارون
- استفتاء الليكود : غير الشرعي يستفتى ...على غير المشروع


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حذار ...حذار من الفتنة