أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الثابت والمتغير بعد عرفات














المزيد.....

الثابت والمتغير بعد عرفات


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1025 - 2004 / 11 / 22 - 08:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن لأي كان تجاهل أن غياب الرئيس عرفات قد فرض واقعا جديدا على المشهد السياسي الفلسطيني ، تحاول أطراف كثر الاستفادة منه ، ولعل أول تلك الأطراف هو الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية اللتان تحاولان الإيحاء بأنهما على استعداد لبدء صفحة جديدة مع ما تعتبرانها قيادة جديدة ، بعد أن عملتا معا على مدار السنوات الأربع الماضية على عزل وتجاهل ومحاصرة الرئيس عرفات ، بل وإطلاق يد النازيين الجدد في شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ، بذريعة أن الرئيس عرفات يحمي ما يسميانه الإرهاب الفلسطيني.

وهي ذرائع لم تكن لتنطلي بحال ، لا على الشعب الفلسطيني وقواه السياسية بكافة مشاربها ، حتى تلك التي كانت تأخذ من الرئيس الفلسطيني موقفا " عدائيا "، ولا على العديد من الأطراف الدولية ، ذلك لأن الجميع يعرف أن السبب الحقيقي وراء عزل عرفات سياسيا هو عدم تمكن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني من فرض الرؤية الإسرائيلية ـ الأمريكية ، بالتنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني عليه في كامب ديفيد ، وفي فشل مساعيها في إيجاد بدائل سياسية عبر الدعوة للإصلاح يمكنها التعاطي مع تلك الرؤية ـ وهي دعوة حق يراد بها باطل ـ ذلك لأنه ليس بمكنة أحد أن يكون مقررا في القضايا المصيرية في وجود عرفات ، لذلك كان الفشل نصيب وزارة محمود عباس " الإصلاحية ".

غير أن المعطى الراهن يفتح بالضرورة شهية المتدخلين وأولهم الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني للفعل المباشر وغير المباشر في الحياة السياسية الفلسطينية ، على أساس أنه ما من عوائق الآن أمام تلك البضاعة القديمة المرفوضة ، التي سيجري إعادة تغليفها وطرحها مجددا في الواقع الفلسطيني ، تحت وهم أن غياب عرفات قد فتح الطريق أمام قيادات جديدة تقرأ الواقع باعتبار المتغير الخارجي هو العامل الحاسم الوحيد المقرر في معادلة الصراع ، وعليه فإن ما عجز الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية من فرضه سابقا على الشعب الفلسطيني في وجود عرفات ، سيتمكنان بالضرورة من تمريره عليه بعد غياب عرفات ، في حين أن القراءة المناقضة تقول بأن عرفات سيكون حاضرا وقويا في مماته أكثر منه في حياته .

ذلك أن الثابت الذي عمده صمود عرفات على مدى سنوات الانتفاضة محاصرا في مقره بالمقاطعة ، شكل خطا أحمر وسقفا للحقوق الفلسطينية الثابتة مرحليا على الأقل لا يمكن لأي كان أن يفاوض على ما دونه ، ذلك لأن الإجماع الفلسطيني ببعده الشعبي والفصائلي بكل منابعه الفكرية والسياسية سواء منها المرحلية أو الاستراتيجية ، يمثلون ضمانة ثابتة كذلك للدفاع عن تلك الثوابت في وجه أي محاولة تحاول القفز عنها أو الانتقاص منها ، فحق العودة وفق القرار 194 ، وإقامة الدولة كاملة السيادة على الأراضي التي احتلت عام 1967 ، والقدس عاصمة الدولة الفلسطينية ، وإزالة المستوطنات من أراضي الضفة والقطاع تشكل رزمة واحدة لا مكان فيها للتجزئة من أي جهة سياسية في مجرى ما يسمى بعملية السلام .

وصعوبة المعادلة القائمة في مجرى الصراع بين الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة في الداخل والشتات وبين التحالف الصهيوني ـ الأمريكي ، ارتباطا بميزان القوى المادي ، تفرض على الشعب الفلسطيني وعي أن هناك متغيرا قد حصل برحيل الرئيس عرفات ، وهذا المتغير يجب الحرص على أن يجري تجييره لخدمة الثوابت الفلسطينية ، وذلك عبر تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في الممارسة ، مع احترام التنوع السياسي والفكري ، وببعث حياة سياسية على أساس ديمقراطي تؤكد حضور المؤسسة باعتبارها ثابتا حضاريا يليق بهذا الشعب ، وتمثل أحد أبرز أسلحته في مواجهته المفتوحة مع العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي .

ولذلك فإذا كان ملء الفراغ الذي تركه غياب عرفات يمثل متغيرا قسريا ، فإن ملء ذلك الفراغ يجب أن يكون متغيرا إيجابيا تتطلب الضرورة ملئه بإرادة شعبية واعية تتمتع بحد عال من الشفافية والنزاهة الفكرية والأخلاقية ، بعيدا عن الحسابات الفئوية أو المناطقية الضيقة ، ذلك أن الثوابت التي تمسك بها الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات على مدى عدة عقود ، تحتاج إلى من يستقوي بها وبمجموع الحالة السياسية والشعبية من أجل إبقاء شرط المقاومة حاضرا حتى يتم انتزاع تلك الحقوق ، ومن ثم فإن مهمة التصدي لمن يحاول الاستقواء بالآخرين على حقوق الشعب الفلسطيني الثابته تحت ذرائع الواقع والمتغيرات تشكل الخطر الأبرز الذي من الممكن أن يواجه الشعب الفلسطيني في هذه المحطة التاريخية الفاصلة .

ورغم أن المرحلة خطيرة واستثنائية ، فإن هذا الشعب العظيم بكل قواه وبما يملكه من خبرة وتجربة قادر على قراءة اللحظة بكل مفرداتها وشروطها ، بما يمكنه من التكيف الايجابي في الواقع معها ومن ثم إنتاج شروطه ، التي تمكنه من تجاوز أي محنة مهما كبرت ، على طريق دحر الاحتلال وإنجاز كافة حقوقه الثابته ، فقد كان هذا الشعب دوما عصيا على الكسر أو الترويض وهكذا أبدا سيكون ..



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
- الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
- عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
- الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
- شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
- القدس تصلي وحدها
- حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
- حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
- الوطن : بين القسمة على واحد والقسمة على الجميع
- رأي محكمة العدل الدولية في جدار الفصل العنصري: انتصار للشرعي ...
- أحياء ...أموات
- الفجر يأتي... ولومتأحراً
- الفجر يأتي ... ولو متأخراَ
- الدم الغض ... وأضعف الإيمان
- اللغة والمفاهيم : بين شرط اللحظة وشرط الحق والتاريخ


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الثابت والمتغير بعد عرفات