أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو (1)















المزيد.....

حكايات من زمن البسبس ميو (1)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات من زمن البسبس ميو (1)
ربما كان سوء حظ صاحبي هو الذي جعلنا نحضر ذلك المجلس في وقت وجود (الشيخ) لنشنف اسماعنا بما ادلى به من مواعظ وما اطلقه من حكم , فصاحبي هذا مصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم الذي يتأثر كثيرا بأنفعال المريض وسوء مزاجه اضف الى ذلك انه يملك عقده خاصه من (النيو الشيوخ ) لم استطع رغم طول مرافقتي له ان اعرف لها سببا ولم اتمكن من تخفيف اثرها فيه. ولااتذكر ان كنا قد اكملنا قراءة سورة الفاتحه أو لا عندما توجه احد الجلاس بسؤال خص به الشيخ ملخصه ان هناك نزاعا حدوديا بين محافظتين من محافظات العراق قد نشأ بينهما وصعدت فيه الامور الى مستوى التصريح المتشنج بل التلويح والتهديد احيانا لم يحر (المحفوظ) جوابا, فبعد ان رسم على وجهه أبتسامه بلهاء , رد بلهجة العارف و بنبرة الواثق (هاي زينه) اما لماذا كانت ( زينه ) حسب رأي هذا الجهبذ فسأخذكم معي لاستكمال رأيه الفصيح والصريح والذي يحول العراق قبض ريح . فقد قال (لا فض فوه )أن من يسمع بهذه (الطلابه) من جيران العراق وغيرهم سيعرف أن ابناء هذا البلد يتخاصمون بينهم على حدود محافظه وسيكون موقفهم اكثر ضراوه عندما يعتدى على حدودهم _ هذا ملخص ماقاله بعد أن هذبت وشذبت واختصرت وسقته لكم موجزا مبسطا .... فهل بعد هذه الحكمه مايقال ....؟ كنت وأنا اصيخ بسمعي لهذا الرجل الذي يهرف بما لايعرف اركز بصري على صديقي الذي اقدر ان هذا الكلام قد نزل عليه نزول الصاعقه , لقد احتقن وجهه وبدت اطرافه تتحرك حركات غير منضبطه مثل جسم افعى اصيبت في مقتل , كان كرسي البلاستك يكشف بأهتزازه مبلغ ماأصابه ... اعرف ماالم بك ياصاحبي واحمد الله انك قد سكت, لم اعتد منك مثل هذا الموقف وانت المشبع بحب العراق حد النخاع ولا ادري ان كان سكوتك ترفعا أو تحسبا , لكنه قطعا ليس من ذهب , فلربما كان ثمنه (حقنة مدرر) أو علاج اضافي كي تتمكن من استعادة توازنك المختل بوقع ماسمعت من نموذج (شيوخ الفوضى الخلاقه).
لم يطل مقام الشيخ بيننا بعد ان اكمل مقالته اذ ارتسمت على تقاسيم وجهه علامات الرضا عن الذات وكأنه معلم القى على مسامع صبيه محاضره ناجحه , لم تجد محاولات المعنيين بمجلس الفاتحه دعوته بالحاح وطلبهم منه أن يشرفهم بتناول طعام العشاء , فصحبوه مودعين حتى باب السياره الفارهه وما أن عادوا حتى أنبرى احدهم مادحا الشيخ وحكمته وما ادلى به من رأي حصيف داعيا الناس الى التمسك بهؤلاء القوم لانهم – على حد تعبيره – اعرف بأمور الناس واكثر فهما من سواهم لمشاكل الحياة اليوميه , كان ذلك سبب اضافي يدفعني للمغادره , اعدنا قراءة سورة الفاتحة وخرجنا قاصدين المركز الصحي القريب بناء على رغبة صديقي الذي زاد من احتقانه هذا المدح المجاني غير المستحق , ونحن نحث الخطى نحو الطبيب كنت اردد في سري –الحمد لله على حسن المأل , فد اصبح لدينا من شيوخ العشائر ما يجعلنا نقف عند تاريخ من سبقوه ونسألهم بمراره ولوعه عن كل مافعلوه وهم يدعون انه من أجل الوطن والدين والقوميه واالعشيره والتاريخ ... لماذا يا عبد الواحد أل سكر تصديت لقيادة ثورة العشرين ...؟ لماذا ياضاري أل محمود قتلت لجمن...؟ ولماذا يا احمد الحفيد جمعت اخوتك من الكرد وجئت الى ثغر العراق في جنوبه لتناضل المحتل الاجنبي ...؟ لماذا يابدر الرميض رفعت راية العصيان في اهوار العراق ضد جنود (ابو ناجي ) ...؟ لماذا يافلان ويافلان ...؟ لقد دفعتم ثمن مواقفكم تشريدا وأبعادا واعداما وقتلا للاهل والعشيره وغرامات ماليه وحرقا للمزروعات بوابل قنابل المحتل وطائراته ... الم تأتكم النذر بأن زمانا غير زمانكم سيأتي ب( شيوخ) من قبيل هذا (الفلته) الذي تشبع بالوطنيه الى حد لم تعرفوه , وامتلك من أسباب الدرايه مالم تقفوا عند حدوده بأن زمانا غير زمانكم سيأتي ( الشيوخ) من قبيل هذا (الفلته) الذي تنبع بالوطنيه الى حد لم تعرفوه , وامتلك من أسباب الدرايه مالم تقفوا عند حدوده ..؟ فلماذا لم تؤجلوا قراراتكم حتى يأتي هذا الزمان ب(حضرة الشيخ)...؟ الم يكن بأمكانكم ان تتقاتلوا فيما بينكم في معارك جانبيه بدلا من توحدكم ضد من اسميتموه(العدو الغازي)...؟ فلو حدث ذلك وهجمت عشائركم على بعضها لولى الانكليز هاربين مذعورين يجرون اذيال الخيبه والهزيمه لانهم سيعرفون بحكمتهم ومن خلال عيونهم وعملائهم وحسب رأي (الشيخ حفظه الله ) انا لامقام لهم في أرض يقتتل اهلها فيما بينهم !! أليست هذه وجهه نظر الشيخ ؟؟ وهي ذاتها فكرة الذين يفجرون العبوات في الكنائس وفي مواكب الزائرين لكربلاء وفي تجمع المتطوعين في الموصل وفي كردستان ليقتلوا ابناء جلدتهم في مواطني العراق المبتلى ( بالمجاهدين) و (الشيوخ) و (انصاف الساسه) و (ارباع المثقفين) و(اشباه الوطنيين) من الذين اصبح لهم الكأس المعلى , فلم يتركوا شارده ولا وارده الا وكان لهم فيها رأي لاتعوزه الحصافه ولا يخلون حرافه , ومن بين هذا الحشد من (كبار هذا الزمان) كان هذا (الشيخ) الذي سيقترن بأسمه الكريم صيانة حدود العراق وطرد اعدائه , وسنمسح من الذاكرة ثورة العشرين و (شعلان ابو الجون) والوقوف بوجه الدكتاتوريه و (كاظم الريسان) ومطاردة فلول القاعدة (وعبد الستار ابو ريشه) لان الزمن جاد علينا بما يغنينا عنهم وعن امثالهم من الذين ضحوا بكل شيء من اجل العراق .... لانهم جميعها قد اشتركوا بخطأ واحد فادح وهو عدم معرفتهم بأن اقتتال الاخوه فيما بينهم أو اختلافهم على الاقل بمستوى خلاف تينك المحافظين وهو الطريق الامثل ... دلفنا الى المستوصف , واستقبلنا الطبيب الشاب الذي عرف مريضه اذ كان احد طلابه في الدراسه الاعداديه ضاعف عنايته به واعاد فحصه بجهاز قياس الضغط , ثم ادخله الردهه الرجاليه واوصى الموضف الصحي بحقنه بالوريد مع تركيب السائل المغذي , جلست قبالته وانا اود ان ينطق بشيء عله يفضفض عما في داخله , لكنه اكتفى بتكرار تقويحه بيده اليمنى في اللواء ساخرا مما شهد . وبعد قليل دخل الطبيب وقف عند رأسه يسأله عن صحته أجاب انه يرغب بالذهاب للحمام , رفع عنه المغذي وبعد دقيقتين عاد الى سريره . سألت الطبيب عن سبب انتشار مرض ارتفاع ضغط الدم في العراق .. فأجاب عدم انتظام التغذية والاوضاع النفسيه والحاله العامه كأنقطاع الكهرباء أو رداءه الخدمات .و. و ..... واضفت و (الشيوخ) ضحك صاحبي , وابدى الطبيب أندهاشه مما اضفت من اسباب , عرفت الحقنه قد فعلت فعلها وأن ضغط الدم قد أنتظم , وشكرا لمن اكتشف حقن الادرار فبها نستطيع التخلص مما يسببه الشيوخ من ارتفاع ضغط الدم ...
حميد حران السعيدي



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار الاصنام
- مارشال اسلامي
- ارحمونا يرحمكم الله
- دور المثقف في مواجهة الاخطاء
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا
- جلد الشعب
- نضوب الذاكرة
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه
- احمد الله انه حلم
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين
- عبر الماضي وأفاق المستقبل
- الحصة والخصخصة والمحاصصة
- فوبيا المصالحة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو (1)