أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - دور المثقف في مواجهة الاخطاء















المزيد.....

دور المثقف في مواجهة الاخطاء


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن واقع العمل السياسي في العراق بعد9/4/2003 تأثر بشكل مباشر بعوامل الشد الطائفي والتجاذبات العرفيه متمشكلا بها وباحثا في مغاليقها التاريخيه المورثه عن فكر الفقهاء ودعاة الشوفينية القوميه من جهه وموروث السلطات المتعاقبه على هذا البلد قبل وبعد تأسيس الدوله العراقيه الحديثه في عشرينيات القرن الماضي من جهه ثانيه ,مجانبا _وبقصديه مسبقه _الاخذ بالرؤيه الحداثويه وثمار تجارب الصراعات الدينيه والقوميه والسياسيه في بلدان استطاعت ان تتجاوز كل اسباب هذه التخندقات وقطعت شوط طويلا في التقدم على طريق تحقيق المنجز الاقتصادي والتقني والثقافي بله الوئا م الاجتماعي المتحقق بارساء مبررات قيام الوحده وفتح ابواب الصراع حوارا وليس تقاتلا ...
وهذا قد ضاعف من خلق المعوقات ووضع العراقيل بوجه الفكر التنويري الذي اثبت في كل الظروف قدرته على ايجاد مساحات الالتقاء والمشتركات الوطنيه وطرح اليات موضوعيه مناسبه لعملية التطور في شتى الميادين ,وقد عمل بالساحه العراقيه بهذا النمط وهذه الروحيه ...لكنه عمل اقرب الى النحت بالحجر تواجهه المحبطات وعوامل الاضعاف مما جعله اقرب الى العقيده النخبويه منه الى المشروع الوطني متأثرا بعوامل قصوره الذاتي _كعامل داخلي _ومطوقا بما تقدم من عوامل خارجيه فرضت عليه طوقا محكما لايستطيع ان ينفذ منه بسهوله .وهذا مايجعلنا نقر بصعوبة مهمة المثقف التنويري ...لكنها طبعا ليست مستحيله,فقد يعترضها الكثير ولكنها لن تتراجع اذا ما قبل خط شروعها الثاني بعد سقوط الدكتاتوريه _اذ ان خط الشروع الاول قد بدأ مع تأسيس الدوله العراقيه متمثلا بحلقات حسين الرحال وجماعة الاهالي ونشاطات القوى والاحزاب اليساريه والديموقراطيه والقوميه والنقابات والاتحادات التي استطاعت ان تقدم منجزا قبل ان يتمكن صدان من الالتفاف على كل هذا المنجز ومصادرته لمصلحة الطاغيه الفرد .
ان الدور الواضح لاغلب القوى والتيارات السياسيه الفاعله في الساحه العراقيه الان يتجلى في تأسيس الاحتقانات الطائفيه واختلاق معارك الشد والجذب الكلاميه وحراسة هذه الظواهر وتفعيلها بل وتصديرها الى الجماهير السانده لهذه التيارات والقوى, محاولة وضعها في قوالب شبه مستديمه لكي يكون ذلك سبب في ديمومه هيمنته على مقاليد السلطه او على الاقل الحصول على اكبر حصه ممكنه منها ,وهذا احد الاخطاء الستراتيجيه التي تجعل هذه القوى لاتصمد امام المستقبل ان أرسيت اليات العمل الديموقراطي بشكل صحيح ,يضاف الى ذلك خطأ ستراتيجي اخر تقع فيه هذه الحركات والاحزاب وهو ازدواجية الخطاب ...ففي ما نلاحظ انها تتحاور وتتفاهم فيما بينها على مستوى القيادات نجد انها تؤلب جمهورها على الاخر الذي تتحاور معه الى حد زرع الكره والبغضاء وهذا ما يتنافى عمليا مع مبادىء وانساق العمل السياسي والاجتماعي ...اما الخطأ الستراتيجي الثالث الذي يتجاوز في خطورته ماسبق فأنه يتجلى بتعامل هذه القوى مع الدستور ,فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما نستمع الى احد القيادات الكرديه متحدثا عن الهم الوطني العراقي سنجده وطنيا بامتياز وحين يصل الحديث الى الماده (140)من الدستور نراه يفقد انسيابية اللغه الوطنيه الشفافه ويصبح اقرب الى التشنج ويستخدم لغة الخطوط الحمراء التي لايقبل حولها جدل ,وعند الاستماع لحديث حول نفس هذه الماده مع اطراف غير كرديه نجد ذات التشنج والتصلب ف(140)من وجهة النظر الاخرى قد حدد لها سقف زمني انتهت بنهايته وكأنها علاج اصبح (اكسباير)أو كأن الزمن هنا محترم الى حد الساعات والدقائق , ولسنا نحن الذين لم ينعقد مجلسنا النيابي طيلة (8)اشهر سوى جلسه يتيمه مفتوحه لم تتجاوز الدقائق المعدوده ليركن بعدها هذا المجلس _وهو خيار الشعب_جانبا ويترك لقادة الكتل ان يتناقشوا وراء الكواليس طيلة هذا الزمن في حوار لم يبتعد كثيرا عن الضغط الدولي والاقليمي ... ان ضعف لغة الحوار مع الاخر على مستوى النخب السياسيه ينعكس قطعا على جمهورها بأشكال وصيغ تنذر بخطر دائم ,والدستور الذي يتحفظ عليه جميع الفرقاء ويعملون على تغيير بعض نصوصه أو اعادة صياغة بعض مواده أو الغاء بعضها الاخر انطلاقا من رؤيه تضمن مصلحة (المكون)اصبح المشجب الذي يعلق عليه الجميع قصوره ...والخطأ الستراتيجي الاخر يتعلق بالثقافه الوطنيه بالذات ,فمما يلاحظ أن برامج القوى السياسيه وتصريحات من يمثلها عبر هذا المنبر الاعلامي أو ذاك, انهم جميعا يتشبثون بوحدة العراق ارضا وشعبا. لكنهم يؤسسون في ذات الوقت لتقافة بديله للمؤسسه الوطنيه تركس واقع الفرقه والتشظي والنيل من الاخر الشريك في الوطن مما يؤسس _باطنيا _لما تضمنه المشروع الداعي لتقسيم العراق الى ثلاث دول وربما اكثر والذي باركته طروحات (بايدن)التي اقتربت من هذا المفهوم . ان عقدة الهيمنه وتبني الاساليب المختلفه البعيده عن الحوار الحضاري من قبل تيارات الواجهه السياسيه _بما فيها اللجوء للسلاح ان اقتضا الامر ذلك_من اجل تنفيذ اهدافها وتكريس مشاريعها وتبني ثقافة (المكون) سوف يظل نذيرا بالخطر الاكبر المتمثل بالحرب الاهليه التي لم تنتهي لحد الان اسباب قيامها وان كان الشعب قد عبر عن رفضه لهذا الاحتمال .
ان مجريات المور تثبت ان ثمة انكسار تقافي ومعرفي واضح في خطاب الاعلام المؤدلج حاليا والذي غادر الهم الوطني ليحمل هموم جهويه واستعدى الوطنيه العراقيه الحقيقيه بخلفياتها الثقافيه ورموزها المعرفيه معتبرا كل ذلك نتاج للعلمانيه التي تعاقبت على دست السلطه وبقصديه لاتخلو من التشويه المخطط له في دوائر خفيه يتم خلط الاوراق حتى لم يعد ممكنا لدى الجمهور المتأثر بهذا الاعلام ايجاد خط فاصل بين ضحيه كعبد الكريم قاسم وجلاد كصدام...اما الخطأ الستراتيجي الاقتصادي فقد بدأته قوات الاحتلال واسهمت به وكرسته المحاصصه المقيته , فقد فتحت خزائن العراق امام النفعيين والوصوليين الذين ارتفعت معدلات الثراء لديهم الى ارقام فلكيه اما من خلال تنفيذ المشاريع الفاشله أو بأغداق الهبات والعطايه أو من خلال الفساد المالي المالي والاداري الذي وقفت مؤسسات الرقابه الماليه وهيئة النزاها عاجزه عن معالجته أو الحد منه ان لم تكن قد اسهمت به , وكذلك فيما يخص فرص العمل والدرجات الوظيفيه الخاصه والامتيازات غيرالمعقوله التي يتمتع بها بعض المحسوبين على هذا الحزب أو تلك الكتله وبتطبيق معايير ماانزل الله بها من سلطان , حتى ان بعض الذين كسبوا الملايين في زمن النظام السابق دخلوا على هذا الزمن بثقة عاليه وهم يلقون مقبوليه لدى اصحاب القرار , وتضاعفت ثرواتهم رغم معرفتنا ان هؤلاء لم يصبحوا من اصحاب الحظوه في زمن صدام الا بشراكات مشبوهه مع رموز النظام أو عساكره وسفراءه ومستشاريه خلال الصفقات التجاريه المفضوحه وكوبونات النفط سيئة الصيت والمشاريع الاقتصاديه للعائله والحاشيه والمشاريع التي نفذتها هيئة التصنيع العسكري ... الخ. بينما نجد نفس اصحاب القرار يعاقبون معلم أو موظف صغير في دائره من دوائر الدوله بشموله بقانون اجتثاث البعث والمسائله والعداله ! الم يكن حكام اليوم هم الذين ملأوا الدنيا زعيقا ضد ازدواجية المعايير...؟أم ان كثرة الاموال تمنح هوية نبل لاصحابها حتى وان كانت مصادرها مشبوهه ؟ أن هذه الاخطاء الستراتيجيه وسواها تضع المثقف امام مسؤوليات جسام وتوجب عليه التصدي بوقفة شجاعه ضد كل ماهو منحرف وبعيد عن المنطق السليم حتى وأن كان ثمن هذه الوقفه غاليا ... فشرف الكلمه الصادقه يستحق أن يصان .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا
- جلد الشعب
- نضوب الذاكرة
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه
- احمد الله انه حلم
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين
- عبر الماضي وأفاق المستقبل
- الحصة والخصخصة والمحاصصة
- فوبيا المصالحة
- ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء
- الأشجار وحياتنا
- كلمه بمناسبة العيد الرابع والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العر ...
- الانتخابات والمأزقه والتوريط والتكتيكات الميكافليه


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - دور المثقف في مواجهة الاخطاء