أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد حران السعيدي - نضوب الذاكرة














المزيد.....

نضوب الذاكرة


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2375 - 2008 / 8 / 16 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    


من بين ما كنا نأخذه على الدكتاتور انه كان مولع ببناء القصور الفارهه
حيث ارتفع الخط البياني لبنائها مع تزايد الضغط الدولي وتشديد الحصار وارتفاع معدلات البطالة وزيادة إعداد العراقيين المدرجين تحت خط الفقر وكأن أوجاعهم كانت مغرياته بالتلذذ بمتع الحياة ومباهجها على الصعيد الشخصي-لقد أخذته ألعزه بالإثم-حتى ادعى أن صروحه تلك هي بيوت الشعب وحين تعرض للتهديد دعى أبناء الشعب للسكن فيها لكي يثبت صحة ادعائه ,واستجاب لذلك النداء الخبيث عدد من الناس وحملوا أمتعتهم ودخلوا تلك المباني التي كان مجرد المرور بالقرب منها محرم عليهم ,دخلوها وهم يعرفون او لا يعرفون أنهم دروع بشريه وليس سكان دائمين .
استعادت ذاكرتي هذا الشريط وانأ أشاهد برنامج سبعه أيام في قناة الحرة الذي أتابعه أسبوعيا ويقدمه احد معارفي من سبعينيات القرن الماضي الدكتور علي عبد الأمير عجام ,فالرجل يتمتع بالذكاء ودقه الصنعة ويحرص على انتقاء ضيوفه وفقرات برنامجه ,كانت تلك الحلقه من تقديم شخص اخر ومن بين ماتناولته فقره عن سكان بيوت الصفيح الذين ابتنوا أكواخهم وسط اكوام القمامه واصبحت مصدر معيشتهم اليوميه كما ورد على لسان بعضهم حيث يلتقطون من هذه المزابل ما يصلح للبيع ...وقفت طويلا عند هذه الفقره, مع الصور التي تم عرضها والمقابلات التي اجريت مع سكان (حي الصفيح) وتعليقات ضيف البرنامج وهو رجل غني عن التعريف .اقول وبكل صراحه اني لست بعيدا عن الجوع والاضطهاد ومسلسل العناء اليومي لحياه الناس في بلدنا الذي عانى وما يزال , ولكن ما شاهدته لم يكن متوقعا, انه مثير للدهشه والاستغراب والتساؤل الذي يمكن ان يوجه لاكثر من جهه... الايوجد في ميزانيه الدوله النفطيه ما يوفر لهؤلاء السكن اللائق بحدوده الدنيا ؟...اليس في ديوان الوقف السني او الشيعي من فضول اموال المسلمين ما يكفي لذلك ؟...الم تدرج الدول المانحه ضمن سلسله أولوياتها معاناة هؤلاء الناس ؟... الا يستطيع(اهل الخير) ان ينتشلوهم من هذا الوحل ؟.... الاتتمكن بعض الاحزاب والتيارات السياسيه من رصد جزء من مبالغ الحمله الانتخابيه بولائمها الدسمه ونشراتها وبوستراتها ولافتاتها وكل مايرافقها من (هدايا) واموال توزع هنا وهناك من بناء مساكن تكون افضل دعايه انتخابيه لهم ؟.
صحيح ان البلد مثقل بالكثير من المشاكل ,لكن سنوات خمس كافيه لكي تمحو مثل هذه الظواهر من فوق خارطه الوطن سيما وان من يمسك بالقرار اليوم هم ضحايا سنوات التجويع والتشريد والاضطهاد بكل عذاباتها والامها ويفترض ان تكون قد حفرت اخاديد في ذاكره من مسهم الضر ووقع عليهم الحيف ويؤمل ان تكون قد سلحتهم بما هو مضاد لادوات القمع وجعلتهم يتلمسون هموم الناس ويحلون مشاكلهم , فلكي يكونوا حمله المشروع التصحيحي عليهم ان ياخذوا على عاتقهم سله المبادئ والقيم التي تحل بديلا عما اوجع العراق طيله عقود الدكتاتورية المقيته , ووجب عليهم كذلك ان يكونوا اكثر اصرار وحرص على تحويل تلك المبادئ الى مفردات عمل يومي ترسي دعائم دوله القانون والحقوق المدنيه وابسطها توفير السكن اللائق . الم يعانوا هم من غياب القانون والتجاوز على حقوق الانسان وخنق الحريات واساليب الحكم المطلق ؟... اوليست هذه دوافع تجعلهم مبادرين لطي مظاهر صفحه الماضي السلبيه وفتح ابواب المستقبل ؟... واخيرا الاتذكرهم صوره سكان الصفيح بعفونه غرف السجون المظلمه؟... ام ان الذاكره قد نضبت ولم يعد فيها مساحه لتذكر هموم الناس .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه
- احمد الله انه حلم
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين
- عبر الماضي وأفاق المستقبل
- الحصة والخصخصة والمحاصصة
- فوبيا المصالحة
- ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء
- الأشجار وحياتنا
- كلمه بمناسبة العيد الرابع والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العر ...
- الانتخابات والمأزقه والتوريط والتكتيكات الميكافليه
- العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد حران السعيدي - نضوب الذاكرة