أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - انهيار الاصنام















المزيد.....

انهيار الاصنام


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتشبثون بأمجاد لاوجود لها .... يعضون على تيجانهم بالنواجذ .... يمسكون بأخر خيط امل , ولا يعترفون بالهزيمة , اخر ماتمسكه قبضاتهم هو الصولجان , واخر ما تنطق به السنتهم هو ( الحب المدعى ) لشعوبهم والرغبه في التضحيه بالغالي والنفيس من اجل هذه الشعوب , كان وريث التاج الاندلسي قد قال انه امضى اكثر من نصف قرن في خدمة هذا الشعب , قد قال ذلك عندما تسربت الاخبار الى وسائل الاعلام ان زوجته تملك اطنانا من الذهب وان عشيرته الاقربون ملكوا الارض وما في باطنها ... لاجل الشعب طبعا , ولاجله وحده كان الرجل الذي تظهر سحنته صحة انتسابه لاحفاد (نفرتيتي ) قد امضى اكثر من ستين عاما يقدم كل مالديه ويوضف كل طاقاته , وهو لم يفكر يوما بالتوريث وكل ما اثير حول هذا الموضوع كان من صنع من ارادوا ان يفسدوا علاقته الابويه مع ابناءه – ملك ايمانه – وهم نفسهم من حركوا ضده ( شوية العيال) الذين اصبح عددهم في ساحات البلاد بطولها وعرضها لايتجاوز اصابع الكفين وان كان مضروبا في مليون ولكن معادلات اخرى في دماغ القائد العظيم كانت تلغي هذا المليون وتبقي اصابع الكفين , حرك وريث التاج الاندلسي كل مالديه من اتباع وزجهم في الشارع لاطفاء نار (بوعزيزي) التي اشعلت الارض تحت كرسيه العتيد , مات العديد ... ثم ماذا , الارض ولود والامهات ولود وان مات الف فسوف تولد الاف المهم انه باقٍ , اهتزت الارض تحت قدميه , زلزلت الارض زلزالها عندها وعندها فقط تذكر الرجل ان هناك شيء معمول به في بقية انحاء العالم اسمه (الاستقاله) , وذهب غير مأسوف على ( شبابه ) , وعلى مقربه منه تحركت امواجا بشريه تنادي المخضرم ذو النعوت العديده مبدع عصر الجماهيريات امام المسلمين وملك ملوك افريقيا ( ارحل ) سخر الرجل من ذلك فليس معقولا ان يكون هؤلاء جزء من شعبه لان عرف من خلال استخدامه لقياساته الخاصه ومما سمع من حاشيته ان ابناء هذه الصحراء لايمكن ان يجرأوا على ذلك , انهم حتما مخلوقات اخرى وليس الشعب , مخلوقات خرجت من تحت الارض هدفها ان تقضم ملابسه الفضفاضه المضحكه وليس ازاحته من منصبه فهو لامنصب لديه انهى عمره بالزحف والسير بخطى واسعه نحو الامام ثائرا حتى وجد ان كل الالقاب واسماء المواقع الاولى لاتناسب مقامه واختار عندها ان يكون (الها) جاريه كانا الهه كذلك لكنه مميز بينهم بكثرة الخزائن وسلاطة اللسان وابتداع الازياء وحفر الانفاق تحت الارض , وهذه تدل على بصيره واسبقيه في الذكاء فيبدو ان الرجل قد عرف بحسه المرهف ونظره الثاقب ان اعداءه سيخرجون من تحت الارض فحفرها لكي يقضي عليهم قبل ان يقرضوا ملابسه الطاووسيه التصميم , الشباب في الارض الفرعونيه عملوا مافي وسعهم , نادوا على الاله الفرعوني ( ارحل ) . صم اذنيه وكأنه لايسمع , زحفوا نحوا الميادين بالاف مألفه فدس رأسه في التراب كنعامه لكي لايرى , لكنه اخيرا افاق من خديعته لنفسه وعرف انه في خطر وانه ليس (اله) وان ثمة اسياد خارج الحدود لابد ان يستنجد بهم , ذكرهم بأن هذه الجموع ليست الا دعاة خراب ديارهم وعليهم ان يعينوه في التخلص منهم ولكنه لم يجد اذن صاغيه فحاول ان يستخدم بعض مافي جعبته من مسكنات , اطلق الوعود وقطع العهود ..... ولكن بعد فوات الاوان , فقد عرف الناس انه يكذب ويكذب ويماطل من اجل ايام اخر يستعيد بها قوته ويلتقط انفاسه ويعد كلابه ويوجه طعنته النجلاء ... كان (العيال)في هذه المره اكثر ذكاء من (الاله الفرعوني) لم يصدقوه ولم يستجيبوا له ولم يظهر بعد ذلك الا على سريره الطبي في قفص الاتهام محاطا بنجليه . حين ’طلب وريث التاج الاندلسي للمثول امام القضاء تمارض ورفض وتشبث باستار البيت العتيق يطلب المغفره من ربه عما اقترفت يداه , اما طاووس الصحراء فقد عرف انه (عكيد) وليس اله فأستنجد بما في ذاكرته بعلوم عسكريه ليضع الخطط لمطاردة من اعترف اخيرا بأنهم ليسوا جرذان وان كان لم يعلن ذلك , عرف في سره انهم اعداء من بني البشر لكنه اسماهم عندما كان اله بالجرذان وليس من اللائق ان يغير هذه التسميه بعد ان عاد عقيد , قرر ان يطاردهم ويحرر الارض من (ادرانهم ) ليخلص الصحراء من عدوى ابو عزيزي ووائل غنيم و(زنكه زنكه ) ومرت الايام ... شهور.. واذا به هو المطارد وهم يفتشون عنه (زنكه زنكه) .
كلهم بدون استثناء عرفوا ان حياتهم هي موتكم وربيعكم هو خريفهم , انتم الان تحصدون ثمن دمائكم نصرا وهم يدفعون ثمن مصادرتكم وكم افواهكم وضياع ثرواتكم وتكبيل معاصمكم , ليس مهما ان يقتلوا او يشنقوا ... المهم انهم هزموا , كل عساكرهم وما اعدوه من رباط الخيل ليرهبوا به عدوا الله وجهوه ضدكم كلما عرفوا من خدع واكاذيب وما جندوه من اجهزه سريه وعلنيه وضفوها لتصفيتكم , استعانوا بكل عورات التاريخ ... فهم ميكافيليون تارة غايتهم التاج ووسيلتهم الموت الجماعي لابناء جلدتهم , وهم نيرونيون تارة اخرى فأرادوا ان يحرقوا عواصمكم ... وهم ... لم يتركوا في التاريخ مالم يجربوه لكي يطيلوا عمر طغيانهم ويقصروا من اعماركم , ليس للدم حرمه في اعرافهم وليس لشرف الاخرين مايحسب لهم في حساباتهم , تصوروا (موهومين) ان الحياة لاتستقيم الابوجودهم والارض لاتستقر بعدهم لانهم اوتادها , انهم لايعرفون ان الحياة بدونهم اجمل والكرامه بعدهم اوفر والحريه هي ماأينع واّن وقت حصاده بعد مغادرتهم والديموقراطيه هي ماترنوا له الابصار حين انهارت دكتاتورياتهم . اربعه لحد الان هم الذين سقطوا والبقيه تأتي فقد بدأ العد التنازلي لازمنة الطغاة والتاريخ يتحرك نحو مرحلة مابعدهم بخطى متسارعه , سوف لن تبقي الشعوب منهم بقية ومن ظلت له ايام اخر فأنها اشد ايامهم مراره واكثرها قتامه لانها ايام القلق والتوتر بل الخوف والرعب وانتظار القدر المحتوم , لاتأخذكم الرحمه بمن بقي منهم يا ابناء شعوبنا لانهم لم يعرفوا للرحمة معكم سبيلا , قضوا مضاجعهم , لقنوهم الدرس الاخير , أثبتوا للعالم أنكم شعوب حيه وأنكم تملكون من أسباب التطلع للغد الافضل مايملكه سواكم من الشعوب ... أما الغد , فما عليكم الا ان تترسموا خطى كل من أمن بالمستقبل لتجعلوه اكثر سعادة وأياكم من لصوص الثورات الذين اطالوا الوقوف على التل وما أن لاحت بشائر نصركم وحل وقت المغنم حتى دخلوا بكل ثقلهم فأكثروا من التصريحات والمؤتمرات والندوات والظهور في الفضائيات وكتبوا المقالات وفي كل ذلك كانوا يبكون بدموع التماسيح على شهدائكم ويترحمون عليهم ويلعنون الازمنه الغابره , يتنصلون عنها بطرق شتى وأساليب ملتويه فلا تتركوا مجالا لمن يريد ان يستثمر دمائكم لمجده الشخصي ويعيد انتاج الطريق الخطأ في قيادة الدفه ويسير بكم نحو مجهول , العالم قرية صغيره وقد عرفتم واطلعتم ولاتعوزكم الخبره في تحديد من هو اصلح , ساهموا في كتابة دساتير بلدانكم , عززوا من حيادية القضاء واستقلاليته , ادعموا التنوع الفكري والثقافي في بلدانكم لانه ضمان تعددية الافكار والثقافات لاتعددية الوجوه ضمن لون واحد , اعملوا بكل طاقاتكم على حماية ماانجزتم ايها الابطال , لسنا اوصياء عليكم ولسنا لكم بمرشدين , لكنها كلمات تدفقت تحت شعور غامر بفرح تغالبه الدموع , نقول ماقاله ذلك التونسي الاشيب ( لقد حققتم ايها الشباب ماحلمنا به وعجزنا عن تحقيقه ) فهنيئا لنا بكم , لقد بعثتم فينا الامل وجعلتمونا نطمئن اننا سنغادر هذه الدنيا وعلى الارض من عرف مالم نعرفه وانجز مالم ننجزه , لقد رأيناكم من خلال الشاشات كيف كان اصراركم يتجلى عندما واجهتم بصدوركم العامره بالايمان بالمستقبل كل الاتهم العسكريه لانهم لم يعرفوا غير (الحل الامني) وانتم امتلكتم مفاتيح الحل الحقيقي , لم يثن عزمكم كثرة الضحايا , ولم يفت في عضدكم تغول العدو وهو يوجه طعناته الخبيثه بحمى المحتضر ومرارة اليائس , على ايديكم تغلب (الفيس بوك ) على الدبابه وانتصر الفكر المستنير برؤى المستقبل التي انارت طريقكم على اطاريح العواجيز المخضرمين الذين لم يقبلوا بقسمة الواقع على اكثر من واحد ... لانهم ببساطة ارادوه لهم ولهم وحدهم وانتم فقط من قال لهم كلا , اصبحتم الامل ومثار الفخر ومحط الاعتزاز , توحدوا حتى وأن اختلفتم , اختلفوا وتوحدوا بالهدف , حين يكون بناء الوطن هو الغايه ستجدون ( الاختلاف لايفسد للود قضيه) , بل انه مطلوب بقدر او بأخر دليل على التنوع واختلاف وجهات النظر وتوحد الاهداف , أبحثوا عن المشتركات أبتعدوا عن التناحر , لاتتركوا للسلاح وادوات القتل ممر الى حياتكم القادمه فأنتم قد انتصرتم على هذه الاسلحه عندما كنتم مجردين منها وحناجركم تصدح (سلميه) , فأعملوا جميعا من اجل السلام فبه انتصرتم , واعملوا من أجل الحريه فلأجلها ثرتم , واعملوا من اجل الديموقراطيه لانها الطريق الوحيد لبناء دولة المستقبل و لاتتركوا للشامتين والمتربصين وابواق الماضي مايقتاتون عليه لانهم يريدون لكم الفشل , ابتعدوا عن الثأريه وروح الانتقام وانتظروا بمن ظلمكم قرار القضاء العادل , وعلقوا في مداخل بيوتكم صورة (ابوعزيزي) لانه اول شهيد في ربيعكم الذي نتمنى ان يكون دائم .
حميد حران السعيدي



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارشال اسلامي
- ارحمونا يرحمكم الله
- دور المثقف في مواجهة الاخطاء
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا
- جلد الشعب
- نضوب الذاكرة
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه
- احمد الله انه حلم
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين
- عبر الماضي وأفاق المستقبل
- الحصة والخصخصة والمحاصصة
- فوبيا المصالحة
- ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد حران السعيدي - انهيار الاصنام