أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟















المزيد.....

الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 14:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


{ نشرتُ هذا المقال فى صحيفة القاهرة (15/6/2010 ص 8) تحت اسم مستعار( إيزيس محب الأسيوطى ) وذلك لأسباب قدّرتها واقتنعتُ بها ، من بينها الحوار الذى دار بينى وبين مواطنة مصرية (مسيحية) تتمسك بالكنيسة ، ولكنها فى نفس الوقت ترفض تزمتها وغير مقتنعة بمبرراتها فى عدم الزواج الثانى وعدم الطلاق إلاّ لعلة الزنا . وطلبتْ منى أنْ أفكر فى كتابة مقال يتناول هذا الموضوع }
00000
أثارحكم الإدارية العليا بإلزام الكنيسة المصرية بالسماح بالزواج الثانى لمن صدرلصالحهم حكم بالتطليق ، ردود أفعال متباينة بين المسيحيين المصريين ، بعد إصرارقداسة البابا على رفض إعطاء التصريح بالزواج ، وقال من يريد أنْ يتزوّج فليتزوج بعيدًا عن الكنيسة الأرثوذكسية. ورغم أننى مسيحية مؤمنة بالكنيسة المصرية ، فإنّ ما أعلنه قداسة البابا وردّده وراءه كثيرون ، يثيرالأسئلة التالية : ألايعنى رفض الزواج الثانى هو طرد الآلاف (حوالى 150 ألفًا) من الكنيسة الأم ؟ وأين يذهب هؤلاء ؟ إما تغييرالملة أوتغييرالدين أوالزواج المدنى. أى أنّ الكنيسة المصرية لاتحرص على بقاء المؤمنين بها ، بل تُشجعهم على الهروب منها. أما الخائفون من غضب الكنيسة التى ستحرمهم من التناول ومن رعايتها ، والخوف من عدم دخول الجنة إلخ، فإنهم يستسلمون للإحباط المؤدى لمزيد من الإحساس بالقهرالذى يدفع إلى الجنون.
ورغم أننى مع الزواج الكنسى ، فقد آلمنى أنْ يُردد بعض نشطاء حقوق الإنسان أنّ الزواج المدنى زنا (الأستاذ ن. ج فى برنامج الساعة العاشرة يوم الأحد 30/5/2010 نموذجًا) فكيف لناشط فى حقوق الإنسان يكون ضد الإنسان ؟ هل هؤلاء النشطاء الذين يحصلون على دعم مادى من بعض المنظمات العالمية يعملون لسعادة الإنسان المصرى أم لشقائه ؟ أفهم أنْ يُردد هذا الكلام (الزواج المدنى زنا) رجال الكهنوت ، ولكن أنْ يُردده ناشط حقوقى يسترعى التوقف أمامه. وبالتالى أرى أنّ هؤلاء الناشطين الحقوقيين عليهم إما الالتزام بمبادى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ، أو ترك هذا المجال والانضمام لإحدى المؤسسات الدينية ، حتى لايحدث خلط بين النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية. وأرى أنّ هذا الاختيارسيترتب عليه وأد تدميرالعقل المصرى ، بمراعاة أنّ المواطن المؤمن بدورالمنظمات الحقوقية يتأثربكلام هذا الناشط الحقوقى أوذاك ، أما لو صدرالكلام عن أى رجل دين فهذا أمره مفهوم ، لأنّ الأخيرلايملك إلاّ أنْ يُردد النصوص الدينية التى يعتقد بصوابها المطلق ، وبالتالى فإنّ مداركه محدودة ، لأنّ المطلق ضد النسبى الذى هوجوهرالتقدم الإنسانى . أما المؤمن بحقوق الإنسان فهويرى (وهذا هوالمفترض فيه) أنّ الزواج المدنى ، زواجٌ صحيح ، لأنه تم بمعرفة موثق عقود الزواج ، وينطبق عليه شرط العرض والقبول وبحضورشهود إلخ ، فأين الزنا إذن ؟ ولماذا لم يُفكرأصحاب المرجعية الدينية فى ردود الفعل عند الأحرار، وأنّ تشبيه الزواج المدنى بالزنا عودة إلى عصورالظلم والظلمات؟ وإجبارعقارب الزمن للعودة إلى الوراء بدلا من التقدم إلى الأمام ؟ ولماذ لم يُفكروا بروح إنسانية فى مصيرآلاف التعساء الذين أجبرتهم الظروف إلى الطلاق وحاجتهم الإنسانية إلى بناء أسرة جديدة ؟ ولماذا لم يُفكروا فى أنّ منع الزواج الثانى قد يدفع البعض إلى إشباع رغباته العاطفية والغريزية بطريقة تراها الكنيسة غيرمشروعة ؟ فإذا كانت غيرمشروعة فإنّ الكنيسة هى التى دفعتهم إلى هذا الطريق. وإذا كان الزواج الثانى يتعارض مع الأناجيل المباركة ، فإنّ هذه الأناجيل بها آيات تُحبذ الزواج وآيات أخرى ترى العكس. بل إنّ من يتزوج مطلقة (رغم أنه زواج أول) فإنه يزنى (متى 5 : 27- 32) وفى العهد القديم نص صريح بشأن المرأة ((بالوجع تلدين أولادًا)) (تكوين 3/17) فهل يستطيع أى حاخام أوأى كاهن أوأى قسيس أنْ يمنع ابنته أوزوجته من استخدام المخدر(= البنج) إذا تعرضتْ لإجراء عملية ولادة قيصرية ، مثلما حدث عام 1847عندما اعترض الكهنوت الدينى فى أوروبا على استخدام البنج الذى كان حديث الاكتشاف ؟
موضوع اكتشاف ( البنج) ومعارضة الكنائس لاستخدامه ، كتب عنه الفيلسوف البريطانى برتراند رسل فقال (( وكان اكتشاف التخدير مناسبة تدّخل فيها اللاهوتيون للحيلولة دون التخفيف من المعاناة الإنسانية. ففى عام 1847 اقترح سيمسون استخدام التخدير فى حالات الولادة . ولكن رجال الدين اعترضوا على ذلك وذكروه على الفور بأنّ الله قال لحواء فى الاصحاح الثالث من سفر التكوين ((بالوجع تلدين أولادك)) فكيف إذن يتحقق ذلك إذا كانت المرأة تحت تأثير مخدر الكلورفورم ؟ غير أنّ سيمسون نجح فى إثبات أنه ليس هناك ضرر فى تخدير الرجال ، نظرًا لأنّ الله وضع آدم فى نوم عميق عندما نزع ضلعه. ولكن رجال الاكليروس – وهم ذكور- رفضوا الاقتناع بتخفيف آلام المرأة وهى فى حالة الولادة)) (برتراند رسل – الدين والعلم – ترجمة رمسيس عوض – كتاب الهلال – العدد554 فبراير1997- ص 102)
إننى أعرف أنّ كل قريباتى وصديقاتى المسيحيات يلدن (قيصريًا) ويأخذن حقنة البنج ، ولم يفكرأحد (لامن السيدات ولامن الرجال وبعضهم من رجال الكهنوت) فى أنّ استخدام البنج ضد النص التوراتى المقدس ، لسبب بسيط هوأنّ تجربة تقدم البشرية (عبرآلاف السنين) نحّتْ الكثيرمن النصوص الدينية ، وكان الهدف سعادة البشر، لاتعاستهم ، وهوهدف من المفترض أنْ تحرص عليه كل الأديان ، ولذلك كتب برتراند رسل ((لقد أضعف العلم من قبضة الكنيسة على عقول الناس الأمر الذى أدى فى النهاية إلى مصادرة كثير من أملاك الاكليروس فى بلاد كثيرة)) (المصدر السابق – ص 250)
أعتقد أنّ التمسك بالنصوص يضع أى مؤسسة دينية فى حرج شديد بعد ثورة العلم ، فمثلا تذهب بعض الآراء المسيحية إلى أنّ خلق العالم حدث عام 4004ق.م والبعض ذهب إلى أنّ خلق الإنسان حدث فى تمام الساعة التاسعة صباحًا يوم 23أكتوبرمن العام المشارإليه وذلك وفق تفسير بعض آيات سفرالتكوين (برتراند رسل – المصدر السابق – ص 45) فى حين أنّ علماء الآثار وجدوا حفريات لعظام الإنسان عمرها 600 ألف سنة. ألايُعطينا هذا المثال درسًا فى ضرورة التحفظ والحذرمن استخدام النصوص الدينية ، خاصة وأنّ سفرالتكوين به روايتين متعارضتين وغيرمتسقتين عن بدء الخليقة ، مما يدل على أنهما لمؤلفيْن مختلفيْن. ولعلّ هذا ما يأخذنى لدلالة أسماء الأناجيل المباركة : لماذا وُضع على كل إنجيل اسم شخص إنسانى ؟ فنجد الأسماء التالية : إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا هذا غيرأعمال الرسل. أليست هذه الأسماء دليل على أنّ الأناجيل المباركة كتبها بشرحتى ولوكانت منزلة من السماء ؟ ثم أين إنجيل المصريين الممنوع تداوله منذ نشرالديانة المسيحية فى مصروحتى وقتنا الحاضر؟ ولماذا هو ممنوع ؟
هذه بعض الأسئلة التى أنتجها رفض الكنيسة لحكم الإدارية العليا بالسماح بالزواج الثانى. وهوالرفض الذى يقف ضد سعادة الإنسان ، وضد السماح بإقامة حياة طبيعية ، وضد نظام الأسرة المستقرة ، وبالتالى هو موقف يُكرّس لشقاء الإنسان وتعميق بؤسه وتعاسته ، وهو موقف – فيما أعتقد – ضد المفهوم الصحيح للأديان ، إلاّ إذا كان المسئولون عن المؤسسات الدينية لهم رأى آخر. أما إذا اتفقت المؤسسة الكنسية معى فى أنّ هدف الأديان هوسعادة البشر، ففى هذه الحالة أرجومن قداسة البابا ومن كل أصحاب المرجعية الدينية ، إعادة النظرفى موقفهم بالعودة إلى لائحة عام 1938 والسماح بالزواج الثانى رحمة بآلاف التعساء . كما أرجو من المجتمع المدنى الضغط على الحكومة من أجل صدورقانون الأحوال الشخصية المدنى الذى لايُفرّق بين المسلم والمسيحى. وهذا هوالخلاص الوحيد للخروج من النفق المظلم ، وبمراعاة أننا مصريون قبل الأديان وبعد الأديان كما قالت د. نعمات أحمد فؤاد . كما أنه الدليل القاطع على أننا نسيرمع الدول المتحضرة لتكريس دولة العقل وسيادة القانون واحترام مواثيق حقوق الإنسان وليس العمل بعكسها ، كما يفعل بعض نشطاء حقوق الإنسان.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة الاسكندرية والأصولية الإسلامية
- المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير
- فؤاد زكريا والعلاقة بين العلمانية ونقد الأصولية الدينية
- أهمية محاكمة البشير وأعضاء من حكومته كمجرمى حرب
- خليل عبد الكريم ومجابهة اصولية الإسلامية
- لماذا تغطية التماثيل بالشمع وليس تدميرها ؟
- الثورة ومخاطر غياب الحس القومى
- دعوة لقراءة كتاب (من هنا نبدأ) بعد 60 سنة من التراجع
- عبد المتعال الصعيدى : أزهرى خارج السياق
- الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج
- ضباط يوليو52وثوار يناير2011 بين الحقيقة والوهم
- وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة
- جهاز المناعة القومى
- الأمة المصرية فى مواجهة (الجيتو) الإسلامى
- الإخوان اليهود والإخوان المسلمون
- من يُشرع للبشر قوانينهم
- جامعة للشعوب العربية أم لتجميل استبداد الأنظمة ؟
- خشيم : الأيديولوجيا = العداء للغة العلم
- حصار العيون - قصة قصيرة { مهداة إلى الفنان عزالدين نجيب }
- قراءة المستقبل بالبصيرة وليس بالبصر


المزيد.....




- الشيخ قاسم: المقاومة الإسلامية فرضت قواعدها باستخدام الحد ال ...
- باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسي ...
- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟