أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير















المزيد.....

المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 13:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بوفاة المفكرالكويتى أحمد البغدادى خسرالمؤمنون بالتعددية النابذون للأحادية، كاتبًا امتلك شجاعة اقتحام أرض الأصوليين رغم كثرة الألغام بها. وبدأ الهجوم عليه عندما أكد فى كتاباته المبكرة أنّ الحرية والتقدم لن يتحققا إلاّبعلمنة مؤسسات الدولة. أى بفصل الدين عن السياسة. بفصل المقدس عن غيرالمقدس. بفصل الثابت والنهائى عن المتغيرواللانهائى. صوّب عليه الأصوليون مدافع التكفير، خاصة بعد أنْ نقد نظام التعليم الكويتى الذى يُقحم الدين حتى فى المواد العلمية، لكن التحريض على قتله لم يجعله يتراجع ، وإنما كتب مقاله الشهيرالذى ذكر فيه أسباب سحب ابنه من مدارس الكويت ، لأنه يتمنى له أنْ يكون فنانًا تشكيليًا أوموسيقارًا أوطبيبًا أوعالمًا يُفيد البشرية ولايريد له أنْ يكون ضمن كتائب المتاجرين بالدين فى الفضائيات. ولم تكن معركته مع الأصوليين وحدهم ، وإنما مع الثقافة العربية السائدة. وهوواحد من يتاراللبرالية قليل العدد عظيم التأثير، أمثال المفكرالسورى صادق جلال العظم والمفكرعزيزالعظمة والمفكراللبنانى عادل ضاهروالمفكرالعراقى هادى العلوى والمفكرالسعودى عبدالله القصيمى والمفكرالمصرى عبدالهادى عبدالرحمن وأ. محمد سعيد العشماوى والراحل خليل عبدالكريم ، وبالطبع جيل الرواد أمثال لطفى السيد وطه حسين وسلامة موسى وسعاد الرملى إلى آخرقائمة هذا الجيل.
فى كتابه (أحاديث الدين والدنيا) الصادرعن مؤسسة الانتشارالعربى عام 2005أكد الحقيقة التى يتغافل عنها الأصوليون وهى أنّ بعض الأحكام الدينية توقف العمل بها مثل الرق وملك اليمين. وأشارإلى ما أثبته السيوطى فى كتابه (الإتقان فى علوم القرآن) عن اختلاف القراءات وما أدخله البعض من تعديلات على بعض الكلمات. وأنّ الخليفة عثمان جمع المسلمين على مصحف واحد وأحرق بقية المصاحف. وأنّ البخارى أخذ سبعة آلاف حديث من أصل سبعمائة ألف. لذلك أصبح من لايصلى كافرًا استشهادًا بحديث ، فى حين أنّ القرآن الذى هوالأصل ومبتدأ الوحى لم يقل بذلك. ومع ملاحظة أنّ الأحاديث كتبتْ بعد أكثرمن مائتى عام من زمن الرسول الكريم. وعلى المفكرأنْ يسأل عن مدى صحة الحديث المنسوب إلى الرسول (يقطع الصلاة الكلب والحماروالمرأة) الوارد فى صحيح البخارى وكذلك حديث (ما أفلح قوم قط ولوا أمرهم امرأة).
مايُميزالراحل أحمد البغدادى رفضه للتزويرأوحتى التزويق (=التجميل) فرغم أنه كويتى الجنسية فهو يرى أنّ تخلف العرب (الثقافى والمادى) وثيق الصلة بالموروث العربى ، وعلى سبيل المثال فإنّ مايفعله الحكام العرب فى القرن الحادى والعشرين هوماكان يفعله الخلفاء فى العصورالوسطى (( فإهدارالمال العام وإطلاق يد الحاكم فى إنفاق هذا المال بما يُهدد مبادىء العدالة والمساواة ، هوأمرمألوف فى التراث العربى الإسلامى على المستوى السياسى ، بسبب خلوهذا التراث من مبدأ الفصل بين السلطات الذى أخذ به الفكرالأوروبى لغل يد الملوك من التصرف فى الشأن العام)) لذلك تخلوكتب الفقه من الحديث عن مفهوم (الدولة) ((والفقهاء الذين حرصوا على تبيان أدق التفاصيل حول الوضوء لم يبدوا أى إهتمام بالسلطة السياسية. وتخلوكتب الأحكام السلطانية والسياسية من أى تأصيل فكرى حول كيفية نشأة السلطة ومن ثم الدولة على غرارالفكرالأوروبى. كما أنّ اللغة العربية تخلومن المعنى الاصطلاحى للدولة)) (ص 123) وعن المواطنة ذكر((لايرد فى دساتيرالأنظمة العربية أى ضمان لحرية الأديان ويقتصرالأمر على حرية العقيدة التى تظل حبيسة الصدرمن دون الممارسة الخارجية خوفًا من محددات النص الدينى ، فى حين أنّ حرية الأديان حق أصيل من حقوق الإنسان. وبسبب ترسخ مبدأ المواطنة ماعاد أحد يهتم بديانة أحد ، وبلغ الأمرمداه فى إلغاء شرط الديانة من تولى المناصب العامة فى الدولة القومية حتى لوكان دينها الإسلام)) إنّ الدولة القومية رسّختْ فكرة المواطنة ((وألغتْ التمايزبين المواطنين بسبب الدين فكان من الطبيعى أنْ يزول مصطلح (أهل الكتاب) لعدم ملاءمته للواقع الاجتماعى والسياسى الحديث حيث أصبح الجميع سواسية أمام القانون)).
ولم يُخالف ضميره العلمى حين كتب ((إنّ الحياة المرفهة التى عاشتها النخب فى العصور الإسلامية ، ماكان لها أنْ تتم لولا الاستغلال الفاضح للأعراق الأخرى غيرالعربية التى تمت مصادرة حقوقها الإنسانية كرقيق ، فالعرب كانت تتعامل مع فكرة الغزوكمؤسسة مالية واجتماعية توفرالرقيق للعمل اليدوى فيما هم ينصرفون إلى ممارسة التجارة واللهو، كما يوفر الغزوسبى النساء للمتع الجنسية بشكل واضح وصريح وقاطع. وأنه لولاالغزو ومشروعيته لما توفرالمال بين المسلمين)) وأنّ الجماعات الإسلامية المعاصرة يستندون إلى حديث "من قتل قتيلا فله سلبه" وهذا فى الغزو يدل دلالة قاطعة على أنّ الغزوكان المورد الاقتصادى الوحيد. وبتعبير آخرلم يكن المجتمع الصحراوى منتجًا للسلع ولايزال. ومجتمع لاينتج لايمكن أنْ يكون فيه اقتصاد حقيقى بالمفهوم المعاصر)) (ص 152،153) وإذا كان الخليفة عمربن الخطاب أوقف بعض النصوص مثل المؤلفة قلوبهم فإنه أسس قاعدة (إذا اتسع الواقع ضاق النص) ولذا فإنّ ((الدنيا أوالواقع اليوم واقع مفارق للنص مهما حاولنا إيجاد الأعذار، فاتساع الدنيا الجديدة أكبر بكثيرمن حجم النص الذى تحدّدتْ أحكامه ب (دنيا) المدينة المنورة وهى دنيا ضيقة لايتوافرفيها تراث حضارى كما هى الحال فى مصروالعراق والشام. ومع انعدام التراث الحضارى لم تشهد الجزيرة العربية أية نهضة حضارية خاصة وأنّ العرب أمة أمية. إنّ الحضارة ترتبط بالدنيا لابالدين ومن هنا خطأ مقولة (الحضارة الإسلامية) كما أنّ اللغة العربية والدين الإسلامى يخلوان من أى تعريف لغوى أواصطلاحى للحضارة ، لأنّ التراث التاريخى والفلسفى والعلمى لم يقم على النص الدينى. هذه الثقافة الدنيوية ليست مستمدة من الدين وإنما من المؤثرات الثقافية للبلاد التى تم غزوها باسم الإسلام)) (من 158- 162)
ومن بين أسباب غضب الأصوليين عليه موقفه من المتاجرين بالدين حيث ذكر((لقد أصبح الدين اليوم مجالا للاسترزاق. ورجل الدين اليوم دنيوى بكل معنى الكلمة. رجل الدين خلقه الواقع لاالنص الدينى. وهل قضى النص الدينى على الفقركما يدّعى د. يوسف القرضاوى ، فى مجتمع منقسم اجتماعيًا إلى طبقتين : الأحراروالعبيد ، حيث تمتلك الطبقة الأولى كل شىء ولاتمتلك الثانية إلاّ عبوديتها)) (ص 181) أما القضاء الحقيقى على الفقرفقد تم بوسائل بشرية100% (التوزيع العادل للثروة ، توفيرفرص عمل) أى الوسائل الاقتصادية الحديثة وليس فرض الزكاة والصدقات التى لايمكن أنْ تفى باحتياجات المجتمعات المعاصرة.
وعن دورأمريكا فى دعم الأصولية ذكرأنها هى والسعودية شجعتا على مصطلح الجهاد، دافعة بالشباب نحوأفغانستان لإذلال الجيش السوفيتى بالسلاح الأمريكى والمال السعودى، حتى تجارة المخدرات كانت مقبولة ومسكوتًا عنها. وتدورالدائرة فإذا بمنشورات الأصوليين، سواء حين الاعتداء على القوات الأمريكية أوالمؤسسات السعودية أوحين يقومون بذبح أحد الرهائن، دائمًا يفتتحون منشوراتهم بآية قرآنية ويختتمونها بآية أخرى من آيات القتال، وهى مشاهد تؤكد للغرب أنّ الدين الإسلامى يدعو للعنف ، لذا يجب تفعيل باب أسباب النزول والتحفظ على قاعدة (العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب) لأنّ ذلك سيؤدى إلى كارثة بالإسلام والمسلمين (من ص 202- 205) وفى فصل مهم عقد مقارنة بين مواد حقوق الإنسان العالمى ودساتيرالدول العربية المخالفة لهذه الحقوق بسبب التفرقة بين المواطنين على أساس الجنس (ذكروأنثى) والدين (مسلم وغيرمسلم) وأنه إذا كانت دولة عربية ترفض بناء كنيسة على أراضيها ، فهى فى نفس الوقت تبنى آلاف المساجد فى البلاد ذات الديانة المسيحية. ويرى أنّ خروج العرب من مأزقهم الحضارى لن يكون إلاّ بتحويل ((النظام السياسى العربى من العلمانية الجزئية التى يعيشها إلى العلمانية الكاملة على مستوى الدولة، أى تبنى سياسة فصل الدين عن الدولة، بوضع حاجزواضح قاطع بين الدين وصناعة القرارالرسمى بأنواعه المختلفة. وهذا هوالأسلوب الوحيد لإنهاء حالة النفاق السياسى الذى تمارسه الأنظمة العربية والإسلامية مع الدين ، فى حين أنها تمارس الميكافيلية بأبشع صورها. ومن دون أنْ نتجاهل حقيقة التحالف السياسى بين أنظمة سياسية فاقدة للمشروعية الدستورية والجماعات الدينية التى توفرالمشروعية الدينية لأنظمة سياسية مستبدة)) (ص 280، 281).



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد زكريا والعلاقة بين العلمانية ونقد الأصولية الدينية
- أهمية محاكمة البشير وأعضاء من حكومته كمجرمى حرب
- خليل عبد الكريم ومجابهة اصولية الإسلامية
- لماذا تغطية التماثيل بالشمع وليس تدميرها ؟
- الثورة ومخاطر غياب الحس القومى
- دعوة لقراءة كتاب (من هنا نبدأ) بعد 60 سنة من التراجع
- عبد المتعال الصعيدى : أزهرى خارج السياق
- الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج
- ضباط يوليو52وثوار يناير2011 بين الحقيقة والوهم
- وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة
- جهاز المناعة القومى
- الأمة المصرية فى مواجهة (الجيتو) الإسلامى
- الإخوان اليهود والإخوان المسلمون
- من يُشرع للبشر قوانينهم
- جامعة للشعوب العربية أم لتجميل استبداد الأنظمة ؟
- خشيم : الأيديولوجيا = العداء للغة العلم
- حصار العيون - قصة قصيرة { مهداة إلى الفنان عزالدين نجيب }
- قراءة المستقبل بالبصيرة وليس بالبصر
- الشاويش براهيم - قصة قصيرة
- دنشواى أغسطس 1952 وسياسة العين الحمرا


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير