أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمود عبد الحى - ثورة الإتصالات و تأثيرها علي حياتنا















المزيد.....

ثورة الإتصالات و تأثيرها علي حياتنا


محمود عبد الحى

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 00:38
المحور: الصحافة والاعلام
    


قد يبدو الموضوع محل البحث قديم في المعني جديد في المبني ، فهو يؤكد فكرة سرعة التغير بسرعة التطوير ، فتعيش المجتمعات الحديثة منذ نهاية القرن العشرين تطورات سريعة و متعددة علي جميع الأصعدة و المستويات و يشمل ذلك بالطبع مجال الأتصالات ، فقد شهد القرن العشرين العديد من الأختراعات التي دشنت ومهدت لهذة الثورة المعلوماتية و منها : الراديو ، التلفزيون ، الحاسبات الألكترونية ، الأقمار الصناعية ، شبكات المعلومات المعلومات الحديثة .

إن ما نعيشة الأن ما هو إلا مجرد بدايات و إرهاصات أولية للعصر الأليكتروني القادم ، فكما انتقلت البشرية من العصر الزراعي إلي العصر الصناعي ستدخل البشرية العصر الأليكتروني المنتظر الذي سيحدد تقدم الدول بمدي قدرتها الأليكترونية ، و ستدفع الأدوات و التطبيقات الجديدة سرعة هذا التحول ، و ستظهر أيضا احتياجات بشرية جديدة لا يمكننا توقعها الأن ستعمل "الأليكترونيات" علي تلبيتها للأنسان .

و بنظرة تاريخية سريعة لوسائل الأتصالات و تطورها تفسر إلي حد ما طبيعة تأثير هذة الوسائل علي حياة البشر ، فهي بمثابة تراث فكري و ثقافي بشري يساعدنا علي فهم الحاضر و استشراف بالمستقبل ، كما تكشف لنا بوضوح العلاقة بين حاجات الأنسان الأساسية و نوعية المجتمعات و العصور التي عاشها .

أولاً الرموز و الأشارات .

تعتبر الرموز و الأشارات أولي مراحل الأتصال و التفاهم بين الأفراد و المجتمعات ، و تعتبر الرموز و الأشارات هي اللغة الأولي للتعامل و الأتصال و التفاهم ، و لقد استخدم قدماء المصريين أول لغة مكتوبة في التاريخ عن طريق استخدام الرموز و الصور و الأشارات ، و قد شاركهم أيضا في ذلك أصحاب الحضارات الشرقية القديمة مثل الحضارة الهندية و الصينية ، فالمتتبع لنشأة اللغة المكتوبة يجد أن عملية الكتابة بالرموز كانت البدايات الأولي لنشأة اللغة التي ظهرت في الحضارات القديمة و التي استخدمت للتعبير عن الأشياء بالمعاني المتعارف عليها آنذاك .

فلقد صور المصريون القدماء كل من الأسد و الشمس و القمر و الشجر و المطر و البحر و السماء وغيرها في رموز محددة ، و لاتزال الكثير من اللغات و عناصر الكتابة الحديثة تستخدم الرموز و الصور كما هو موجود في اللغة الصينية في الوقت الحاضر .

ثانياً الكتابة .

ترجع جذور هذا العصر إلي مرحلة سابقة عندما بدأ الأنسان في تدوين الرموز و الأشارات أو ما يعرف بمرحلة الكتابة المصورة أو الرمزية و هذا ما أشرنا إلية قبل ذلك ، و لكن تختلف هذة المرحلة لان بها مرحلة لاحقة و متطورة من مراحل الأتصال الأنساني ، حيث ظهرت عملية الكتابة قبل ظهور أو اكتشاف الورق الذي نعرفة اليوم ، فلقد بدأ الأنسان الكتابة المصورة سواء عن طريق الرسم علي جدران المعابد و الكهوف من الداخل أو النقش علي الحجر من الخارج كما ظهر بوضوح علي الحفائر التي توجد علي جدران المعابد و المقابر ، و تعتبر تلك المرحلة أولي مراحل التدوين أو الكتابة التي عرفها الجنس البشري منذ آلاف السنين .

ثم ما لبث أن تطورت الوسائل و المواد التي استخدمها الأنسان في عملية الكتابة و التدوين ، و هذا ما ظهر لدي قدماء المصريين عندما استخدموا نبات البردي في الكتابة ، و لقد ظهر هذا النبات علي ضفاف النيل و يبلغ طول ساق البردي من (12-15) قدم و سمك الساق يماثل تقريبا سنك ذراع الأنسان ، و لقد وجدت مخطوطات بردية مكتوب عليها منذ أكثر من ثلاثة أو أربعة آلاف سنة ولا تزال صالحة حتي الأن .

بالأضافة إلي استخدام المصريين القدماء أوراق البردي في الكتابة ، نجد أيضا طرق مختلفة تم تدوين الكتابة بواسطتها ، فقد كانت الكتابة علي الجلود بأنوعها المختلفة إحدي الوسائل التي شاع استخدمها لفترات طويلة و إن كانت هذة الوسيلة مكلفة بالمقارنة بأوراق البردي ، كما تم استخدام قوالب الشمع و الطين و الفخار و الأخشاب للكتابة عليها .

ثالثاً الطباعة .

ظهرت الطباعة خلال القرن الخامس عشر لتكون بمثابة أعظم وسيلة اتصال قد عرفها الأنسان لأنها أحدثت تطورات هائلة في الحياة الثقافية و الحضارية بصورة عامة ، فقبل الطباعة و بعد أن عرف الأنسان الكتابة كان يقوم بكتابة الكتب أو عملية التدوين بصورة يدوية حتي عملية نسخ الأوراق و الكتب و غيرها من المخطوطات كانت تتم بصورة تقليدية تامة ، و هذا بالقطع أدي لمزيد من الصعوبات في عملية نسخ الكتب و ارتفاع أسعار النسخ و صعوبة الحصول عليها .

و ظل الوضع علي ما هو علية إلي أن ظهرت الطباعة ذلك الأختراع المتطور الذي أحدث ثورة فكرية و ثقافية و اتصالية كبيرة ، و ذلك خلال القرن الخامس عشر ، و ساعدت علي نشر الثقافة الدينية و السياسية و اتسعت دائرة النخبة بعد أن ارتفعت معدلات القراءة و الكتابة في جُل الطبقات الأجتماعية الآخري ، كما كان لها دور تنويري كبير في محو أمية الكثير من أبناء الطبقات المتوسطة و الفقيرة و تدعيم الحرية الثقافية و العلمية و المساهمة في الأسراع في ثورة الأختراعات الآخري في تاريخ البشرية .

و تعتبر مصر من أولي الدول التي أنشئت بها مطابع متطورة و ذلك عام 1820 ، حيث أنشئت أول مطبعة و هي "مطبعة بولاق" ، و كانت مخصصة لطبع الكتب و المؤلفات العسكرية ، كما أصدرت أيضا عام 1828 جريدة "الوقائع المصرية" باللغتين العربية و التركية .

و بإيجاز نستطيع أن نقول إن المطبعة أحدثت انقلاباً هائلاً في سرعة وسائل الأتصال ، سواء عن طريق تحديث أساليب الكتابة و المطبوعات أو عن طريق الصحافة التي تصل إلي عدد كبير من القراء بشكل دوري .

إلي هنا نستطيع أن نعتبر أن كل ما فات هي أدوات العصور القديمة و الوسطي من وسائل الأتصال و تناقل المعلومات و المعرفة بين البشر ، و كل وسيلة تنتمي إلي عصر تعكس طبيعتة و أنماط الحياة فية .

و بتحرك الزمن و مرور الأيام و بما أنجزتة الأيدي البشرية كان التطور البشري دخل ما نسمية الأن المرحلة الحديثة التي تتسم بالتعقيد التكنولوجي ، و سرعة الانتشار ، و عدم انحسارة في حضارة بعينها دون الباقي ، و لا يمكن أن نتحدث عن التطور التاريخي دون الدخول بعمق في قلب وسائل الاتصال الحديثة و تتمثل في :-

* التلغراف .

يعتبر التلفراف (البرق) أحد الوسائل الأتصالية التي ظهرت في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر ، و التي شهدت تقنيات معقدة مثلها مثل الطباعة و غيرها من الوسائل الحديثة بعد ذلك ، في باديء الأمر اعتبرتة الدول الأوربية و الولايات المتحدة من الأختراعات الهامة و السرية و يستعمل لأغراض الدولة فقط ، و لكن ما لبث أن انتشر بعد ذلك لخدمة الأتصالات الفردية .

* التليفون .

مع تزايد الطموح الأنساني و تضخم الحاجات الأجتماعية و الأقتصادية و السياسية و الثقافية ، كان السعي نحو تطوير وسائل الأتصال مستمر علي قدم و ساق ، و في عام 1876 استطاع "الكسندر جرهام" أن الأسلاك تستطيع أن تنقل المحادثات البشرية ، و هذا ما جعل "توماس اديسون" ينجح في اختراع أول سماعة للتليفون عام 1877 ، و كان هذا الأختراع هو نقلة حقيقة في مجال الأتصالات في العالم الحديث .

كانت النتائج المترتبة علي هذا الأختراع الجديد كبيرة جداً ، فكانت أصعب من أن تقاس بمجرد مجال الأتصال فقط بل كان لها أثر أكبر في رواج الحركة التجارية و الأقتصادية و الثقافية و العلمية .

* الراديو .

لم يأتي اكتشاف الراديو إلا بعد تطورات في علوم عديدة كالفيزياء و الرياضيات و الفلك و غيرها ، لذلك يعتبر الراديو أول البوادر الأساسية لعصر الأتصالات الأليكترونية ، التي أسهمت في أحداث زلزال من التغير الأجتماعي و الثقافي ، يذكر أيضا أنة بتزامن عصر الأتصالات الأليكترونية كانت البشرية قد دخلت أيضا عصر الكهرباء ، التي أدت إلي تنوع الطاقة بصورة عامة مما ساهم في تحديث وسائل الأتصال .

و كان الأنتشار الكبير للراديو بعد الحرب العالمية الأولي مباشرة بعد أن كان استخدامة مقصوراً علي الجهات الرسمية ، كما تمكن بعض المهتمين بهذا الأختراع من معرفة أسرار صنع هذا الصندوق المتكلم و عملو علي صنعة .

و كما ذكرت أنة قد أحدث زلزال من التغير ، و أصبح متعدد الأستخدامات و المزايا و الوظائف و منها : الأخبار ، الإرشاد ، التعليم ، التنشئة الأجتماعية ، المواطنة الدولية .

و يذكر أيضا أنة استخم في حشد الرأي العام و تشكيل الأتجاهات العامة و تغير الثقافة الجماهيرية و أيضا بعض الأستخدمات الترفيهية المتنوعة .

* السينما و التلفزيون .

إذا كان الراديو بمثابة زلزال فيمكننا أن نعتبر الكاميرا هي أكبر بركان شهدتة البشرية حتي الأن ، لقد نجحت الكاميرا في أن تلتقط الصورة و الرمز و الأشارة و الصوت أيضا ، تم اختراع آلة التصوير "الكاميرا" في الولايات المتحدة منتصف القرن التاسع عشر و كان يتم التقاط الصور و إعادة نسخها و تركيبها .

ثم كان ظهور السينما التي أدت لزيادة استخدام الكاميرا و الصورة كانت البداية بالسينما الصامتة ثم تم النجاح في إضافة الصوت إليها ، ثم سينما الأبيض و الأسود و إضافة الألوان إليها .

ولا شك في أن السينما كان لها دور كبير و مختلف في زيادة حجم التواصل و الأتصال الأنساني ، فانتشرت دور العرض السينمائي ، و بدأ عصر الرواية المرئية ، التي كانت و مازلت تقدم الأعمال الأدبية و القصصية في صور بشرية ، و يختلف الغرض من العمل السينمائي سواء الوعظ ، أو تقديم النماذج ، أو نشر و تغير الثقافة العامة .

كما نجحت الكاميرا في أن تخلق لنا السينما انبثق منها أيضا التلفزيون أو الصندوق المرئي و المسموع في الوقت نفسة ، و يخلتف التلفزيون عن السينما في كونة متنقل و ليس ثابت في مكانة كما السينما ، متنوع في مادتة المرئية .

و يرجع الفضل إلي اختراع التلفزيون إلي العالم البريطاني "جون بيرد" الذي توصل إلي هذا الإختراع عــام 1924 ، و قد كانت هيئة الأذاعة البريطانية أول إذاعة تلفزيونية لها استديوهات و ذلك في عـام 1929 .

و قد جرت بعد ذلك العديد من المحاولات لتطوير كاميرا التلفزيون ، و ذلك من أجل تطوير النقل الداخلي و الخارجي للإرسال التلفزيوني .

و يبدو الفرق بين السينما و التلفزيون و باقي الوسائل من حيث التأثير كبير لصالح السينما و التلفزيون ، و الفرق أيضا بين التلفزيون و السينما كبير لصالح الأول ، فيمتاز التلفزيون بسهولة انتشارة و عدم تقيدة بمكان محدد أو مادة إذاعية محددة بل متنوعة ، و أيضا يتحرر التلفزيون من القيود الزمانية في إذاعة موادة و بساطتة و تواجدة داخل كل بيت ، لذلك نجح التلفزيون الأن في أن يكون هو المشكل رقم واحد لوعي و ثقافة الجماهير ، كما أصبح أيضا هو المصدر رقم واحد في نقل المعلومات لمشاهدية .

* الأقمار الصناعية .

تعتبر الأقمار الصناعية إحدي المعجزات البشرية في مجال الأتصالات التي تمت خلال النصف الأخير من القرن العشرين ، و تضيف سلسلة متطورة من تكنولوجيا الأتصالات التي لم تعرفها البشرية من قبل .

و تعكس عملية استخدام الأقمار الصناعية و تصنيفها و تشكيلها نوع من الأختراعات الحديثة التي تؤكد مدي ضيق الحدود الأرضية بالطموح البشري الجارف كالسيل ، لقد خرج الأنسان إلي الفضاء الخارجي ليصنع من المستحيل الأرضي واقع فضائي .

و قد بدأت عملية إطلاق الأقمار الصناعية في فترة من المنافسة التكنولوجية و السرية التي شهدها العالم و ذلك عام 1957 ، عندما أطلق الأتحاد السوفيتي أول قمر صناعي ، ثم تبعتة بعد ذلك الولايات المتحدة عــام 1960 بإرسال مجموعة من الأقمار الصناعية التجريبة .

و بالقطع قد لعبت الأقمار الصناعية دوراً هاماً في تطوير الأتصالات من تليفون و راديو و تلفزيون ، و تمتاز الأقمار الصناعية بالسرعة في النقل ، فيمكنك أن تشاهد أي حدث في أي مكان في الأرض في نفس لحظة حدوثة مباشرة .

و هناك أيضا أقمار صناعية لا يقتصر دورها فقط في أن تكون مُستقبل و مرسل للمحطات التلفزيونية و الإذاعية ، و إنما يمتد دورها إلي التجسس و تحديد الأهداف العسكرية في الحروب .

* الكمبيوتر و الأنترنت .

الحاسب الآلي أو (الكمبيوتر) ، هو العالم الجديد هو العصر الأليكتروني ، و ترجع نشأتة إلي بداية عام 1920 عندما استخدم الأنسان الحاسبات الضخمة ، لكن سرعان ما تطورت التكنولوجيا الحديثة بعد تطور علم الفيزياء و الرياضيات و الفلك و تقنيات الإرسال و الأستقبال و نظم التخزين و إرسال المعلومات ، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية حيث ساعدت الظروف الأقتصادية و التجارية و عمليات الأنتاج الصناعي الكبير على تطوير تكنولوجيا الكمبيوتر .

و لقد صنع أول كمبيوتر إليكتروني عام 1946 و لكنة طور عام 1971 ، و لكن لم تظهر استخدمات الكمبيوتر الشخصي إلا في عام 1975 ، كما جاءت عملية تطوير نظم الإليكترونيات لتضيف أبعاداً تكنولوجية آخري ، لقد اتسعت استخدماتة في الوقت الحاضر لتشمل النواحي التعليمة و الثقافية و التجارية و الطبية و الصناعية و أعمال الملاحظة البحرية و الطيران و الطرق و الأتصالات المختلفة .

و لقد نجح الكمبيوتر في خلال فترة بسيطة في أن يحدث تحولاً ثقافياً و حضارياً و اجتماعياً غير مسبوق في التاريخ البشري ، إن القدرة الفائقة للكمبيوتر علي حفظ و تخزين البيانات و المعلومات و القدرة علي إنجاز المهام بدقة و سرعة جعلتة يحل محل الأنسان ذاتة في كثير من الأعمال و يتحول العنصر البشري إلي فقط مراقب و ملاحظ لهذا الجهاز الإليكتروني العبقري .

لقد نجح هذا الجهاز في أن يزاحم مخترعة و يذكرة بكثير من نقاط ضعفة ، إن أصعب المعادلات الرياضية و أعقدها يستطيع أن يجريها هذا الجهاز في ثواني ، يستطيع أن يخزن الملفات دون مساحة و يجدها في لحظات ، لقد فرض نفسة علينا و تحكم هو بنا .

و بالرغم من ذلك قد لا يكون الكمبيوتر وسيلة اتصال فعالة إلا في حالة وجود الشبكة العنكبوتية الإفتراضية (الأنترنت) قبل أربعين سنة ، وُلِد الفضاء الرقمي الأفتراضي المشبع بالذكاء ، عندما استطاع فريق علمي بقيادة "ليونارد كلاينروك" الربط بين كومبيوترين في جامعتين أميركيتين .
الجدير بالذكر أنة تزامن مع دخول الإنسان للفضاء الإفتراضي الرقمي تزامن من خروج الإنسان من الأرض للأنتشار كونيا عبر وصل الإنسان إلي سطح القمر .

إنه فضاء الكلمة لا تحتاج إلي شرح فهي تقدم نفسها بنفسها من اتصال عقلين اصطناعيين يقومان علي فكرة محاكاة الذكاء الإنساني والتشبيه عليه (بمعنى أنهما يحملان شيئًا ما عن حقيقة ذلك الذكاء ، من دون أن يكوناه فعليًا) ، وُلد فضاء افتراضي مملوء بتلك العقول "المحاكية" .

سرعان ما امتلأ الفضاء الأفتراضي بالذكاء البشري فعليا ، وصار مساحة للتلاعب و التفاعل بين الذكاء التشبيهي للفضاء الأفتراضي و عقول البشر ، ثمة مثال شديد السخونة عن عيش الواقع الفائق حاضرًا ، المملوء بالتفاعل و تبادل الأدوار بين الحياة في فضاء الإنترنت و الإنسان نفسه ، هو مواقع المحاكاة الإفتراضية (أو التشبيه الإفتراضي) مثل موقع "حياة ثانية" Second Life ، يشبه الأمر افتتاح تاريخ جديد لعلاقة غير مسبوقة بين الإنسان و "فضاء ذكائه" في زمن ما بعد الحداثة. أي علاقة لذلك الإفتتاح المذهل مع مفهوم الفضاء نفسه عند البشر؟

لا أدعي أنني قد ذكرت كل شي عن التطور التاريخي لوسائل الإتصال في عالمنا الأرضي الصغير ، و لا أدعي أنة يمكنني أن أتوقع ما هو قادم من هذا العصر العاصف بإلكترونياتة التي هي أصعب من توقع أو تخيل أي فرد عادي ، لكن يمكنني أن أستنتج قاعدة هي أن سيل المعلومات قادم لا محالة و أن قنابل المعلومات سوف تنفجر يوميا في وجة البشر ، و لن يعود عصر الحصول على المعلومة صعباً ، و لن يتحكم نظام شمولي فيما يقدم لشعبة من معلومات أو أن يقدم لهم وعي زائف و يغلق النوافذ عليهم ، ستكسر كل الأبواب و سيتدفق سيل المعلومات و الإتصالات بين البشر كالماء و الهواء .

بين كل وسيلة جديدة يتم اختراعها و ما بعدها و قت أقل مما كان قبلها ، لذلك أعتقد بالفعل أننا نعيش العصر المعلوماتي القائم علي صناعة الإليكترونيات التي لن ترضي إلا بالقضاء علي كل ما سبقها من وسائل لتبني هي الإنسان الرقمي الجديد الذي لم تعد الأرض طموحة .



#محمود_عبد_الحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و تبقي ثورتنا مستمرة
- سوريا علي خطي الثورة
- المٌستبد المٌنتج
- أكذوبة العولمة !
- حتي لا يتخلف المسلمون
- سبورة و منصة و صندوق !!
- هي فوضي !
- الاحزاب الاسلامية و التجربة التركية
- سعدُ زغلول
- الصحفى والأديب والمفكر!
- الثورة التونسية و غياب الديمقراطية
- جذور الاستبداد فى الفكر و التراث العربى!
- ويكليكس فى الميزان !
- قراء فى المهزلة الانتخابية
- احداث العمرانية نتيجة طبيعية
- الاسرة المصرية القديمة 1
- جدرايه
- سلطان المجانين
- مولاتى
- حديقة النغم


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمود عبد الحى - ثورة الإتصالات و تأثيرها علي حياتنا