أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - سأثوبُ إلى رشدي وأعودُ إليه














المزيد.....

سأثوبُ إلى رشدي وأعودُ إليه


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 02:29
المحور: الادب والفن
    


سأثوبُ إلى رشدي وأعود إليه

"إليك ياوطني وهلْ غيركَ يروقني"

كلما فككْتُ مرساتي الصدِئة
شددْتُ حقائبي المعبأة بالحنين
ودسسْتُ أوراقَ السفر الرثّة في جيبي
عازما الإبحارَ والرحيل
يجيء نداؤك إليّ: أنْ تمهّلْ
ما زال الوقتُ لم يأزفْ
فالرياحُ عاتيةٌ ، تطاردُك
خوفي أنْ تنحني لها صاغراً
تؤرجحُ زورَقَك المنهك
مَهْدَك الضائعَ في البحر
والنوء الخفِيُّ يرصدك ؛ يقنصُك
بكاتمِه الغادر
السحائبُ السود تغلقُ عليك كوّةَ الشمس
والصحوُ بعيدُ المنال..
يالَنحْسي... وسوء طالعي
الموجُ ينوي الإطاحةَ
بعزمِك الذي لايلين
ينبؤني العرّافُ شؤما
فالنجومُ نامت في خِدر السماء
سئمتْ غزلَ العاشقين
وتهاويمَ الشعراء الفجّة والعذبة
لم يعدْ الاهتداء بها هاجسا
نأنسُ به في الغدوّ والرواح
لكني محمّلٌ بأعباء الشوقِ
وثقلِ الدموع
وكمدِ السنين التي صهرتْني
بحممِ الشوق
والمواعيدِ التي بدأت تغادرُ أماكنَها
تعبتْ يائسةً من الانتظار
والمشاويرُ اصفرّتْ من الذبول
ولمّا يحنْ أوانُ جَنْيِها بعد
***********
سأبحرُ ، لاأطيقُ المكوث في الوحشة
التعبُ نال مني فِتُوّتي
الشيخوخةُ أعجزتْني
سأصلُ حِمى أهلي
أتفقدُ مربعي
ملاعبَ صباي
ستترقبُني الحشودُ
تومئ لي مرحبةً
تهللُ بسلامة العودة
تأخذُني بأحضانها
تعصرُني سواعدُها القويّة
تنثُّ عليّ ماءَ الزهر
تنثرُ الورودَ في دروبي
تمدُّ البساط َالأحمر إكراما لي
ترشُّ النقود على رأسي
فيهرعُ الأطفال لالتقاطها
أُزَفُّ بأهازيجهم الصاخبة
وطبولِها التي طرقتْ مسامعي طَرَبا
************
ها أنا الآن أستوي على العرْش
تحيطُني الحاشيةُ الكبار
تلتمُّ الرعيةُ الصغارُ حول قلاعي الحصينة
تستأذنُ بالدخول
تباركُ عودتي
وحين أتفوّه بصوتٍ خفيض
يمدُّ الحشدُ رقابَه فضولا
فلْتهنأْ أساريري
الهواءُ النّدِيّ يلسعُني برياشِه
وأنت أيها النوى النابتُ في المنافي
آنَ الأوانُ أنْ تجمعَ شتاتَ أوجاعِك
وأنهارَ دموعِك
وجيفَ قلبِك ، وحْشتَكَ المريرة
زفراتِ صدرِك، هذيانَك ، خوفَك
هلعَكَ في دوّامةِ أحلامِك
وكلَّ ضناك الضامرِ والظاهر
اجمعْها ودُسَّها في فجاجِ الأرض
لاأريدُها أمامي
فأنا أرتعُ في أحضان وطني
راقصا، جذلا
مثل ماتادور ينتشي بفوزه
في حَلَبَةٍ دامية


جواد كاظم غلوم/بغداد
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بغداد شوارعٌ ومقاهٍ يرتادها الأدباء
- ترنيمةٌ إلى حفيدتي
- معايشةٌ لحالاتٍ همجية
- تأبين
- عاشوراء المطرِ الأخضر
- ثلاثُ قصائد
- حبيبتي والمنفى
- حمامتي والطيورُ السود
- متاهة
- ما انت..أيها النابت فينا !!؟
- مَن تُرانا نكون
- اشتقْتُ لغيابِك
- مرثيةٌ لبطلٍ لم يمتْ
- ما يكتبه الطغاة
- بغاثُ الطيور
- ما تيسّرَ من سوَ رِ الاحزان
- الحريرُ والتراب
- الشيخُ والهجْر
- حنينٌ ليومٍ ما
- الآتون في الوقت الضائع


المزيد.....




- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - سأثوبُ إلى رشدي وأعودُ إليه