أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حامد الحمداني - لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة التاسعة















المزيد.....


لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة التاسعة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19 - 10:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


صدام يهاجم إيران وتجدد الثورة الكوردية
وحملة الأنفال الوحشية

أولاً : صدام يستولي على السلطة ويستعد لمهاجمة إيران.

ثانياً:صدام يأمر بتهجير مئات الألوف من الأكراد الفيليين إلى إيران:

ثالثاً : صدام يهاجم إيران ، و تجدد الثورة الكوردية

رابعاً: نهاية الحرب وصدام يشن حملة الأنفال ضد الشعب الكوردي.

خامساً : الهجوم على مدينة حلبجة بالغازات السامة .










أولاً : صدام يستولي على السلطة ويستعد لمهاجمة إيران

بعد الدور الذي قام به صدام حسين في الإنقلاب الثاني بتاريخ 30 تموز1968 الذي تم تدبيره ضد شريكهم عبد الرزاق النايف في الانقلاب الأول في 17 تموز 1968، بدأ نجمه يتصاعد ،حيث أصبح نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة ،وبدأ يمارس السلطة كما لو أنه الرئيس الفعلي للبلاد ،رغم وجود الرئيس أحمد حسن البكر على قمة السلطة.
أخذ دوره في حكم البلاد يكبر ويتوسع يوماً بعد يوم ،وخاصة سيطرته على الحزب والأجهزة الأمنية ،والمكتب العسكري .وبدا وكأن صدام يخطط لاستلام القيادة من البكر بحجة كبر سنه ، ومرضه .
وعندما حلت الذكرى الحادية عشر للانقلاب البعثي ،في 17 تموز 1979 ،فوجئ الشعب العراقي بإعلان استقالة الرئيس البكر في 16 تموز 79، وتولي صدام حسين قيادة الحزب والدولة ،حيث أعلن نفسه رئيساً للجمهورية ،ورئيساً لمجلس قيادة الثورة ، وقائداً عاماً للقوات المسلحة . (1)
أما كيف ولماذا تم هذا الانتقال للسلطة ،من البكر إلى صدام حسين فلم يكتب عن ذلك الحدث لحد الآن ،إلا أن المتتبع لتطورات الأوضاع السياسية في البلاد ،وما أعقبتها من أحداث خطيرة ،يستطيع أن يتوصل إلى بعض الخيوط التي حيك بها الانقلاب ،ومن كان وراءه !! .
أن هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن ذلك الانقلاب كان قد جرى الإعداد له في دوائر المخابرات المركزية الأمريكية ،وأن الانقلاب كان يهدف بالأساس إلى جملة أهداف تصب كلها في خدمة المصالح الأمريكية وفي مقدمتها:
1 ـ إفشال ا لتقارب بين سوريا والعراق ،ومنع قيام أي شكل من أشكال الوحدة بينهما ، وتخريب الجهود التي بُذلت في أواخر أيام حكم البكر لتحقيق وتطبيق ميثاق العمل القومي الذي تم عقده بين سوريا والعراق ،حيث أثار ذلك الحدث قلقاً كبيراً لدى الولايات المتحدة وإسرائيل ،تحسبا لما يشكله من خطورة على أمن إسرائيل .
2 ـ احتواء الثورة الإسلامية في إيران ،ولاسيما وأن قادة النظام الإيراني الجديد بدءوا يتطلعون إلى تصدير ونشر مفاهيم الثورة الإسلامية في الدول المجاورة ،مما اعتبرته الولايات المتحدة تهديداً لمصالحها في منطقة الخليج ،ووجدت أن خير سبيل إلى ذلك ،هو إشعال الحرب بين العراق وإيران، وأشغال البلدين في حرب سعت الولايات المتحدة إلى جعلها تمتد أطول فترة ممكنة ،وهذا ما أكده [هنري كيسنجر ] وزير الخارجية الأمريكية آنذاك في مذكراته حيث يصف تلك الحرب بقوله :{ إنها الحرب التي أردناه أن تستمر أطول مدة زمنية ممكنة ، ولا يخرج منها احدٌ منتصراً } .
3 ـ مكافحة النشاطات الشيوعية ،والإسلامية في البلاد على حد سواء ،والتصدي للتطلعات الإيرانية الهادفة إلى نشر أفكار الثورة الإسلامية في المنطقة .
ولقد وجدت الولايات المتحدة في شخصية صدام حسين خير من يقوم بهذا الدور وفي الوقت نفسه كانت تطلعات صدام حسين لأن يصبح شرطي الخليج ، وتزعم العالم العربي قد طغت على تفكيره ،ووجد في الدور الذي أوكل له خير سبيلٍ إلى تحقيق طموحاته .
وهكذا تم إجبار الرئيس البكر ،بقوة السلاح ،من قبل صدام حسين وأعوانه ،على تقديم استقالته من كافة مناصبه ، وإعلان توليه كامل السلطات في البلاد ،متخطياً الحزب وقيادته ،ومجلس قيادة الثورة المفروض قيامهما بانتخاب رئيس للبلاد في حالة خلو منصب الرئاسة .
أحكم صدام حسين سلطته المطلقة على مقدرات العراق ،بعد تصفية كل المعارضين لحكمه ،ابتداءً من أعضاء قيادة حزبه الذين صفاهم جسدياً بأسلوب بشع ،وانتهاءً بكل القوى السياسية الأخرى المتواجدة على الساحة .
لقد أخذت أجهزته القمعية تمارس أبشع الأعمال الإرهابية بحق العناصر الوطنية ،من ِشيوعيين ،وإسلاميين ،وقوميين ،وديمقراطيين ، ومركزاً حملته على الشعب الكردي ،وملأ السجون بأعداد كبيرة منهم ومارس أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم ، وقضى العديد منهم تحت التعذيب .
لقد كانت ماكنة الموت الصدامية تطحن كل يوم بالمئات من أبناء الشعب ،لكي يقمع أي معارضة لحكمه ، وحتى يصبح مطلق اليدين في اتخاذ أخطر القرارات التي تتحكم بمصير الشعب والوطن ، ولكي يعدّ العدة ،ويهيئ الظروف المناسبة لتنفيذ الدور الذي أوكلته له الولايات الأمريكية ،في العدوان على إيران .
لقد وصل الأمر بصدام حسين أن جمع وزراءه ،وشكل منهم فريق إعدام في سجن بغداد ،لكي يرهب كل من تسول له نفسه بمعارضته ،كما قام بإعدام عدد كبير من ضباط الجيش ، لكي يصبح وحده الأقوى في المؤسسة العسكرية ،رغم أنه لم يكن في يوم من الأيام عسكرياُ .

ثانياً:صدام يأمر بتهجير مئات الألوف من الأكراد الفيليين إلى إيران:

بعد أن تم لصدام حسين تثبيت سلطته المطلقة على البلاد ، وتصفية القيادات الحزبية التي عارضت استلامه السلطة بادر للإعداد للحرب ضد إيران ، واستهل خططه الشريرة بحملة إجرامية ضد مئات الألوف من المواطنين الأكراد الفيليين متهماً إياهم بأنهم من التبعية الإيرانية ، حيث جرى سلبهم كافة أموالهم وأملاكهم ومعاملهم ووثائقهم ، بل وحتى الشباب من أبنائهم الذين تجاوز عددهم 11 ألف صبياً وشاباً ، وألقى بالمهجرين على الحدود الإيرانية وهم بحالة يرثى لها لا يملكون سوى الملابس التي كانوا يرتدونها عند مداهمة مساكنهم ومواقع أعمالهم واعتقالهم ، علماً أن هؤلاء مواطنون عراقيون لأجيال عديدة ، وأغلبهم يجهلون اللغة الإيرانية .
لقد كانت عملية تهجير الأكراد الفيليين جريمة كبرى بحق الإنسانية تتعلق بحق مئات الألوف من المواطنين العراقيين وأبنائهم المحتجزين الذين تبين بعد إسقاط النظام الصدامي في 7 نيسان 2993 ،أن النظام قد قام بإجراء تجارب الأسلحة الكيماوية والبيولوجيه عليهم واستشهادهم جميعاً حيث ضمتهم القبور الجماعية التي جرى كشفها فيما بعد .
لقد كان سكوت منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،والمجتمع الدولي ، وبوجه خاص الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عن تلك الجريمة الشنعاء أمر مخزيٍ يتناقض تناقضاً شديداً مع كل ادعاءاتهم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي أقرتها الجمعية العامة عبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جرى إقراره عام 1946 ، فقد كانت مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تقتضي هذا السكوت لكي تفسح المجال لنظام الطاغية صدام حسين للمضي قدماً في التمهيد لمهاجمة إيران غير مكترثين بهذه المأساة البشعة التي حلت بهذه الشريحة الكبيرة من المواطنين العراقيين .

ثالثاً:صدام يهاجم إيران ،واندلاع القتال في كردستان:

وفي صباح الثاني والعشرين من أيلول 1980 ،قامت على حين غرة قامت 154 طائرة حربية عراقية بهجوم جوي كاسح على مطارات إيران ،والمراكز الحيوية فيها ،ثم أعقبتها 100 طائرة أخرى في ضربة ثانية لإكمال ضرب المطارات والطائرات الحربية الإيرانية ،وكانت الطائرات تغير موجة إثر موجة ،وفي الوقت نفسه زحفت الدبابات والمدرعات العراقية نحو الحدود الإيرانية على جبهتين.
1 ـ الجبهة الأولى في المنطقة الوسطى من الحدود بين البلدين ،باتجاه
[ قصر شيرين ] ، نظراً لقرب هذه المنطقة من قلب العراق ،لإبعاد أي خطر محتمل لتقدم القوات الإيرانية نحو ديإلى ،ثم بغداد ،وقد استطاعت القوات العراقية الغازية احتلال[ قصر شيرين ].
2 ـ الجبهة الثانية في الجنوب ،نحو منطقة [ خوزستان ] الغنية بالنفط ،وذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى ،حيث تطل على أعلى الخليج .
وفي خلال بضعة أسابيع من الهجوم المتواصل ،استطاعت القوات العراقية التي كانت قد استعدت للحرب ،من السيطرة على منطقة [ خوزستان ] بكاملها ،واحتلت مدينة [ خرم شهر ] ،وقامت بالتفاف حول مدينة [ عبدان ] النفطية ،وطوقتها .
وقد رد الجانب الإيراني على العدوان الصدامي فقامت الطائرات الإيرانية بقصفت العاصمة بغداد ، وعدد من المدن الأخرى ، الا أن تأثير القوة الجوية الإيرانية لم يكن على درجة من الفعالية ،وخصوصاً وأن النظام العراقي كان قد تهيأ للحرب قبل نشوبها ، حيث تم نصب المضادات الأرضية فوق أسطح العمارات في كل أنحاء العاصمة والمدن الأخرى ،وتم كذلك نصب العديد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات حول بغداد . وهكذا فقد فقدت إيران أعداد كبيرة من طائراتها خلال هجومها المعاكس على العراق ،كما أن القوة الجوية الإيرانية كانت قد فقدت الكثير من كوادرها العسكرية المدربة بعد قيام الثورة ،مما اضعف قدرات سلاحها الجوي ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح للسلاح الجوي العراقي السيطرة المطلقة في سماء البلدين .
كانت الأسلحة تنهال على العراق من كل جانب ، كما أوعزت الولايات المتحدة إلى الرئيس المصري أنور السادات ببيع جميع الأسلحة المصرية من صنع سوفيتي إلى العراق ،وتم فتح قناة الاتصال بين البلدين عن طريق سلطنة عمان ،حيث كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذُ أن ذهب السادات إلى إسرائيل .وقام السادات بالدور الموكول له ،وأخذت الأسلحة المصرية تُنقل إلى العراق عن طريق الأردن والسعودية خلال عام 1981 . كما بدأت خطوط الإنتاج في المصانع الحربية المصرية تنتج وتصدر للعراق المعدات والذخيرة ،والمدافع عيار 122ملم طيلة سنوات الحرب .
كما بدأ الاتحاد السوفيتي بتوريد الأسلحة إلى العراق بعد توقف لفترة من الزمن ، وبدأت الأسلحة تنهال عليه عام 1981 ،حيث وصل إلى العراق 400 دبابة طراز T55 و250 دبابة طراز T 72)) كما تم عقد صفقة أخرى تناولت طائرات [ميك ] [وسوخوي ] و [ توبوليف ] ،بالإضافة إلى الصواريخ .
كما عقد حكام العراق صفقة أخرى مع البرازيل ،بمليارات الدولارات ،لشراء الدبابات ،والمدرعات ،وأسلحة أخرى ،وجرى ذلك العقد بضمانة سعودية ، واستمرت العلاقات التسليحية مع البرازيل حتى نهاية الحرب عام 1988.
وهكذا أستمر تفوق الجيش العراقي خلال العام 1981 ،حيث تمكن من احتلال مناطق واسعة من القاطع الأوسط منها [سربيل زهاب ] و[الشوش] و[قصر شيرين] وغيرها من المناطق الأخرى .
كما تقدمت القوات العراقية في القاطع الجنوبي ،في العمق الإيراني ،عابرة نهر الطاهري ،وكان ذلك الاندفاع أكبر خطأ أرتكبه الجيش العراقي ،بأمر من صدام حسين !!!، حيث أصبح في وضع يمكن القوات الإيرانية من الالتفاف حوله ،وتطويقه ،رغم معارضة القادة العسكريين لتلك الخطوة الانتحارية التي دفع الجيش العراقي لها ثمناً باهظاً من أرواح جنوده ،ومن الأسلحة والمعدات التي تركها الجيش ،بعد عملية التطويق الإيرانية ،والهجوم المعاكس الذي شنه الجيش الإيراني في تموز من عام 1982 ، والذي استطاع من خلاله إلحاق هزيمة منكرة بالجيش العراقي ،واستطاع تحرير أراضيه ومدنه في منطقة خوزستان ،وطرد القوات العراقية خارج الحدود ،وبدأت القوات الإيرانية تتوغل في الأراضي العراقية مما أثار قلق حكام بغداد الذين اعتقدوا أن الحرب ستكون خاطفة وتركع إيران .
لقد أصبحت الحرب تشكل خطراً حقيقياً على النظام وإزاء تصميم الخميني على عدم إيقاف الحرب حتى إسقاط النظام ،بادر الغرب بتجهيز النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية ، واستطاع النظام الصدامي صد الهجمات الإيرانية الواسعة باستخدام السلاح الكيماوي الذي أوقع خسائر جسيمة في صفوف القوات الإيرانية .
وعندما شعرت الولايات المتحدة بتفوق القوات العراقية ، ورغبة منها في إطالة أمد الحرب أطول مدة ممكنة ، كما قال هنري كيسنجر في مذكراته بدأت الأسلحة تنهال على الطرفين ، من أجل إدامة رحى الحرب التي استمرت ثمانية أعوام قاسية دفع الطرفان ثمناً باهظاً من أرواح مواطنيهما ، وحلَّ الخراب والدمار بالبلدين ، وانهار اقتصادهما ، وأغرق صدام حسين العراق بالديون بعد أن فرغت خزائنه من احتياطيات العملة الأجنبية ،وكل ذلك من أجل أن تكون الإمدادات النفطية للغرب في مأمن ، ولم يتحرك الغرب لوقفها حتى تحولت إلى حرب الناقلات النفطية في الخليج مما شكل تهديداً للإمدادات النفطية ، عند ذلك تحركت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لوقفها حيث تم إصدار قرار من مجلس الأمن في 18 تموز 1988 حيث تم وقفها ،وتنفس صدام حسين الصعداء فقد كان شديد القلق على نظام حكمه من الانهيار، ولاسيما وأن الأمام الخميني ظل يرفض وقف الحرب ما لم يسقط نظام صدام حسين.
تجدد القتال في كردستان:

وفي الوقت الذي كانت الحرب مشتعلة بين البلدين ، كانت منطقة كردستان مسرحاً لعمليات الحركة الكوردية وحركة الأنصار الشيوعيين التي استمرت طيلة تلك المدة ، ولم يستطع النظام الصدامي إلحاق الهزيمة بها لانشغال جيشه في المعارك التي كانت تدور مع القوات الإيرانية في القاطعين الجنوبي والأوسط والتي كانت تشكل خطورة كبيرة على النظام ،واستمرت المعارك بين الطرفين طيلة سنوات الحرب مع إيران ، وقد تحمل صدام على مضض الوضع في كردستان لكنه كان قد صمم على الانتقام في اللحظة التي تسنح له الظروف بعد انتهاء الحرب مع إيران .

رابعاً :النظام الصدامي يشن حملة الأنفال على الشعب الكوردي :

لم يكد النظام العراقي ينتهي من حربه مع إيران ،وتضع الحرب أوزارها ، حتى التفت إلى منطقة كردستان ، وقد امتلأ قلب صدام حسين حقداً وغيضاً على الشعب الكوردي فأصدر أوامره إلى قوات الحرس الجمهوري،بقيادة المجرم العريق [علي حسن المجيد ] الملقب [ علي كيماوي ] الذي كان قد تسلم في 29 آذار 1987 مسؤولية أمانة سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث و منحه مجلس قيادة الثورة بموجب القرار رقم 160 في 29 آذار 1987 صلاحيات مطلقة في كردستان بموجب القرار المذكور ، وكان علي حسن المجيد يتصرف بالنيابة عن صدام و مجلس قيادة الثورة في تنفيذ سياسة الحكومة في منطقة كردستان من دون أخذ أذن من أحد سوى رئيس النظام صدام حسين .
وقد أصدر صدام حسين أمراً اعتبر فيه قرارات علي حسن المجيد إلزامية لكافة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية ، وإلزمها بتنفيذها بما في ذلك المسائل الداخلة في نطاق صلاحيات ما يسمى بمجلس الأمن القومي ولجنة شؤون الشمال .
كما أصدر صدام حسين قراراً آخر في 20 نيسان 1987 منح بموجبه ابن عمه علي المجيد صلاحيات إضافية لوضع ميزانية خاصة بشؤون الشمال .
اتخذ صدام حسين لحملته أسم [ الأنفال ] المأخوذة من اسم أحدى سور القرآن المسماة بنفس الاسم وهي تعني [ غنائم الغزو] ، تلك الكلمة التي ارتبطت بأسوأ المشاعر لدى أبناء الشعب الكوردي لما أقترفه النظام العراقي وقواته العسكرية خلال تلك الحملة السيئة الصيت من الجرائم البشعة بحقهم ، والتي تم تصنيفها كجرائم جماعية ضد الإنسانية .
قام بتنفيذ تلك الحملة قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل ، مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والمغاوير، هذا بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي ، وأفواج ما يسمى بالدفاع الوطني التي شكلها النظام لمحاربة أبناء جلدتهم.
وقد استخدمت القوات العراقية مختلف انواع الأسلحة التي حصلت عليها خلال الحرب العراقية الإيرانية ضمت الدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية والطائرات السمتية ، والأسلحة الكيماوية الفتاكة .
وابتدأ تنفيذ الحملة فجر الثاني والعشرين من شباط عام 1988 على مختلف مناطق كردستان التي تعرضت إلى قصف مدفعي وجوي مكثف باستخدام الأسلحة الكيماوية إلى جانب الأسلحة التقليدية الأخرى
وقد تضمنت الحملة ستة مراحل ، إبتدأت المرحلة الأولى بالهجوم على منطقة [ سركلو ] و[ بركلو ] التي كان تتواجد فيها قوات الإتحاد الوطني الكردستاني التي أبدت قوات البيشمركة بسالة شديدة واستغرقت هذه المرحلة ثلاثة أسابيع تخللتها معارك طاحنة .
وبدأت المرحلة الثانية للحملة عندما هاجمت قوات النظام العراقي منطقة [ قرةداغ ] في 22 آذار واستمرت حتى 30 منه .
أما المرحلة الثالثة فقد بدأت في السابع من نيسان في الهجوم على منطقة [كرميان] في محافظة كركوك والتي استمرت حتى العشرين من نفس الشهر ، وكانت المعارك التي جرت في تلك المنطقة من أشد المعارك وأقساها وشملت مناطق واسعة من تلك المنطقة .وقد خلفت دماراً واسعاً في الريف الكوردي واستهدفت الإبادة الجماعية للسكان لإخلائها من التواجد الكوردي فكانت تمثل جزءاً من عملية التطهير العرقي التي مارسها النظام في محافظة كركوك مستهدفاً تنفيذ عملية زرع العشائر العربية في المنطقة لتغيير الطبيعة الديمغرافية فيها استكمالاً للخطة التي بدأ بتنفيذها النظام منذ عودته إلى الحكم في 17 تموز 1968، ويقدر مجموع ما تم أخذهم من أبناء الشعب الكوردي في تلك المنطقة بما يقارب 150 ألفاً حيث جرت تصفيتهم فيما بعد وضمتهم القبور الجماعية التي تم اكتشافها بعد سقوط النظام في السابع من نيسان 2003 .
أما المرحلة الرابعة من حملة الأنفال فقد ابتدأت في السابع من أيار وشملت حوض الزاب الصغير حيث ركزت قوات النظام جهدها لعمليات التطهير العرقي وتدمير القرى والمزارع والمساكن والمدارس وحتى دور العبادة الإسلامية والمسيحية .
أما المرحلتين الرابعة والخامسة فقد بدأت في الخامس عشر من أيار وشملتا المناطق الجبلية في محافظة أربيل واستمرت حتى السابع من تموز ، حيث جوبهت قوات النظام بمقاومة شديدة من قبل قوات البيشمركة وقوات الأنصار الشيوعيين .
أما المرحلة السادسة آخر مراحل المجزرة التي اقترفها النظام الصدامي فكانت في الخامس والعشرين من آب 1988 وقد شملت منطقة[ بهدنان ] في شمال كردستان وقد استمرت حتى السادس من أيلول ، حيث أعلن النظام العراقي انتهاء الحملة .
كانت خطة النظام العراقي في تلك الحملة الفاشية يجري التمهيد لها بالقصف المدفعي والجوي ، واستخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة ، ومن ثم تبدأ القوت الصدامية بتطويق المنطقة من جميع الجهات ، وسد كافة الطرق والممرات لمنع تراجع وإفلات قوات البيشمركة وقوات الأنصار الشيوعيين خارج المنطقة ومن ثم يبدأ الهجوم البري الذي أدى إلى مقتل الآلاف من قوات البيشمركة والمواطنين المسالمين على حد سواء ، وجرى إلقاء القبض على من بقي منهم على قيد الحياة والذين جرى عزل ما يتجاوز مجموعه 180 ألفاً والذين جرى تصفيتهم ودفنهم في القبور الجماعية التي اكتشفت بعد سقوط النظام ،أما من تبقى فقسم رفض الخضوع واستطاع اللجوء إلى المناطق التي كانت لا تزال تحت سيطرة قوات البيشمركة والأنصار ، والقسم الآخر جرى تجميعهم في مناطق حددها النظام لسكناهم وسماها بالقرى العصرية لكي يكونوا تحت رقابة ورحمة القوى الأمنية . و قامت قوات النظام الصدامي بنهب ممتلكات المواطنين الكورد ومواشيهم ، وإحراق مزارعهم وهدم قراهم وتسويتها بالأرض من قبل فرق الهندسة العسكرية وقد بلغ عدد القرى التي جرى هدمها ما يقارب 2000 قرية .
وبدأ علي حسن المجيد يعد العدة لمهاجمة المناطق التي بقيت خاضعة لقوات البيشمركة والأنصار ، حيث أصدر أوامره بقصف تلك المناطق بالمدفعية والطائرات ، واستخدام الغازات السامة كغاز السارين وغاز الخردل مستهدفاً قتل أكبر عدد يمكن من السكان ،وقد نشرت منظمةHuman Rights تسجيلاً صوتياً لعلي حسن المجيد عام 1988 توعد فيه باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكوردي قائلاً :
{سوف أقتلهم جميعاً بالأسلحة الكيماوية ، من عساه يعترض ؟المجتمع الدولي ؟ فليذهبوا إلى الجحيم ،المجتمع الدولي ومن ينصت إليه لن أهاجمهم بالمواد الكيماوية يوماً واحداً فحسب ، بل سأواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيماوية لمدة 15 يوما! } .
كما أصدر أمراً لقواته بقتل كل من يتم القبض عليه من البالغين ما بين 15 و70 عاماً بعد التحقيق معهم للحصول على المعلومات عن تحركات البيشمركة وقوات الأنصار .

خامساً : الهجوم على حلبجة بالغازات السامة :

في الفترة الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية اتصل علي حسن المجيد الملقب [ علي كيماوي] أمين سر تنظيم الشمال بصدام حسين يبلغه بأن مدينة حلبجة قد سقطت بأيدي القوات الإيرانية وطالباً منه الموافقة على قصف المدينة بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، وقد أوعز له صدام بقصف المدينة بمن فيها من المدنيين بهذه الأسلحة.
وقد أكد رئيس أركان الجيش العراقي آنذاك [ نزار الخزرجي ] في لقاء مع قناة MBC الفضائية هذه المعلومات التي تدين الدكتاتور صدام حسين بهذه الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها أكثر من 5000 مواطن كوردي ، هذا بالإضافة إلى المعانات للذين بقوا على قيد الحياة من المدنيين حيث اصيبوا بشتى أنواع المضاعفات والتشويهات والأمراض جراء الضربة الكيماوية .
إن الشهادة التي قدمها الخزرجي تؤكد كذب مزاعم صدام في عدم معرفته بالضربة الكيمياوية للمدنيين العزل من الكورد في حلبجة الشهيدة ، كما أن المتهم علي الكيماوي مازال حياً في المعتقل وعليه التقدم للشهادة في هذا المجال ، وبإمكان المحكمة استجواب قادة الفيالق والفرق والمسؤولين الحزبيين ، والعودة لسجلات قيادة القوة الجوية وتقارير الحركات العسكرية الخاصة بالقوة الجوية العراقية ،بالإضافة إلى تقارير الاستخبارات العسكرية ، وتقارير القاعدة الجوية التي اطلقت منها الطائرات ، والأوامر التي صدرت لها بضرب المدينة ، و جميعها تؤكد على مسؤولية النظام العراقي لهذه الضربة البشعة التي استهدفت المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ .
إن مجزرة حلبجة تتجسد فيها بشاعة الجريمة وانحطاط عقلية للدكتاتور وطبيعته الوحشية وليس أدل على ذلك ما صرح به أمام عدسات التلفزيون ، وعرضها تلفزيون العربية مؤخراً بالصورة والصوت حيث يقول :
{أنني على استعداد لقتل عشرات الألوف من المواطنين من دون أن تهتز شعرة واحدة في جسمه!!! }. فأي وحش هذا ؟؟
إن حلبجة الشهيد تستصرخ صباح مساء ضمير العالم أجمع مطالبة بإنزال العقاب الصارم بحق من أمر بارتكاب هذه الجريمة ،ومن نفذها ، وستبقى هذه الجريمة شاهداً على قسوة الطاغية وزبانيته، واستخفافهم بحياة المواطنين الأبرياء .
ولن يستطيع الزمن أن يزيل من الذاكرة هذه الصورة البشعة مهما تقادم الزمن ، وستبقى بذاكرة وضمائر كل الشرفاء المؤمنين بالقيم الإنسانية ، وستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل .
وها هي جلبجة اليوم وبسواعد أبنائها الشجعان تنهض من جديد ترفع ركام الجريمة لتعود من جديد زاهية وشامخة تكسوها شقائق النعمان ، وستبقى تتحدى لطغيان وتبشر بعراق جديد ، عراق الفيدرالية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي .
ورغم بشاعة هذه الجرائم التي أقترفها النظام الصدامي باستخدامه السلاح الكيماوي ، ضد القوات الإيرانية ، وضد الشعب الكردي ، فإن تلك الجرائم لم تحرك مجلس الأمن ،ولا حكومات الدول الغربية التي تتشدق بحقوق الإنسان ،وشجع موقفهم حاكم بغداد على الإيغال بجرائمه ضد الإنسانية ، فقد كان آنذاك يحارب إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة .
وبإلحاح من حكومة إيران وشكواها بأن العراق قد استخدم السلاح الكيماوي المحرم دولياً ،اضطرت الأمم المتحدة إلى إرسال بعثة خبراء إلى طهران في 26 شباط 1986 للتحقيق في الشكوى وقد مكثت البعثة مدة أسبوع في طهران ،ثم رفعت تقريرها الذي أكد على أن العراق قد استخدم الغاز السام في الحرب ،واضطر مجلس الأمن إلى أن يصدر قراراً يدين العراق لأول مرة !!!.
لكن ذلك القرار كان قد صيغ بشكل مائع ولم يؤدِ إلى إيقاف تلك الجرائم ،بل استمر النظام العراقي في استخدامها حتى نهاية الحرب .
غير أن الغرب صحا فجأة ، بعد عام 1989 ،بعد أن انتهت الحرب مع إيران ، وبدأ يتحدث عن تسلح النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل ،الكيماوية والبيولوجية والجرثومية والنووية ، فلقد تغيرت الحال بعد الحرب ،وخرج العراق منها ولديه ترسانة ضخمة من الأسلحة تجعله خطراً داهماً على مصالحهم في الخليج ، ووجد الغرب أن الوقت قد حان لنزع هذه الترسانة الخطيرة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والجرثومية ،والصواريخ البعيدة المدى والقادرة على حمل تلك الأسلحة إلى مسافات شاسعة ،وكان لابد وان يجد الغرب الوسيلة ،والمبرر لذلك ،كما سنرى فيما بعد .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الثام ...
- لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق البعثيون يغدرو ...
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الساد ...
- ثلاثة مقابل كل واحد من الشهداء ياسيادة رئيس الوزراء
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الخام ...
- مقتل أفراد الجيش الخمسين جريمة كبرى لن تمر دون عقاب
- أين برامج الأحزاب التي ستتوجه للانتخابات بموجبها ؟
- لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الراب ...
- لمحات من حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الثالثة
- الدكتور سلمان شمسة ، رحيل قبل الأوان ـ قصيدة رثاء
- موقف أمريكا بمجلس الأمن يصب في خانة تشجيع الإرهاب
- لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الثان ...
- لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الأول ...
- الإرهاب الفكري مدرسة لتخريج القتلة والمخربين
- الإرهاب خطر جسيم يهدد العالم أجمع ولا حياد في التعامل معه
- الحزم هو السبيل الوحيد لمجابهة الإرهابيين ولا ديمقراطية لأعد ...
- القوى الديمقراطية في العالم العربي والموقف من الأزمة العراقي ...
- مبروك لوزارة التربية ،مدير تربية البصرة يربي لنا جيلاً ديمقر ...
- الرضوخ لمطالب الإرهابيين يشكل ضرراً بالغاً لأمن العراق وشعبه


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حامد الحمداني - لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة التاسعة