أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حامد الحمداني - لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الأولى














المزيد.....

لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الأولى


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


5 تشرين الأول 20

لم يشهد العراق طيلة تاريخه صراعاً بين مكوناته القومية على المستوى الشعبي ، بل على العكس من ذلك فقد سادت حالة من التآخي والمصاهرات العائلية والعلاقات الحميمة بين مختلف فئات شعبنا ، وبشكل خاص بين أكبر القوميات التي يضمها شعبنا والمتمثلة بالعرب و الكورد .
ولقد تعرضت القومية الكوردية شأنها شان القومية العربية للاستعمار العثماني الذي هيمن على العراق وسائر العالم العربي لأربعة قرون من الاستبداد والظلم والطغيان والتخلف والجهل ،فكانت كلا القوميتين إضافة للقومية الآشورية التي تعرضت هي الأخرى لعمليات التصفية ،ضحية ذلك الاستعمار البشع الذي دام تلك القرون الطويلة باسم الدين والخلافة،وكانت تتحين الفرصة للتحرر من الهيمنة العثمانية .
وجاءت الحرب العالمية الأولى التي خاضتها الإمبراطورية العثمانية إلى جانب ألمانيا، ولجأ العرب والكورد والآشوريين إلى الحلفاء ،وفي ذهنهم التحرر من الهيمنة الأجنبية ، وأعلن الملك حسين بن علي ملك الحجاز الثورة على الحكم العثماني بعد أن وعده الحلفاء باستقلال البلاد العربية ، ووعدوا الكورد بإقامة دولة كوردية تضم الأجزاء التي تقع تحت الهيمنة التركية والعراقية والإيرانية والسورية .
لكن الحلفاء لم يكونوا صادقين في وعودهم مع الجميع ، فقد كانوا قد قرروا فيما بينهم بموجب اتفاقية[سايكس بيكو ] السرية المعقودة بين بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا القيصرية تقاسم المناطق الواقعة تحت الهيمنة العثمانية فيما بينهم لتقع أوطاننا تحت هيمنة الاستعمار من جديد ، وقد فضح قائدة ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا [فلادمير لنين] ، بعد نجاح الثورة ، تلك الاتفاقية السرية ، ودعا شعوب المنطقة للنضال من أجل تحررها من الهيمنة الإمبريالية الجديدة .
لقد ابتلع الحلفاء وعودهم ، وسيطروا على العالم العربي كافة ، وابتلعوا اتفاقية [ سيفر] حول إقامة الكيان الكوردي ، وبقي الوطن الكوردي مجزأً بين العراق وإيران وتركيا وسوريا ، فكانت مهمة النضال من أجل التحرر والاستقلال قد بدأت تفعل فعلها في مختلف البلدان العربية ومناطق كوردستان ، فكانت ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني واحدة من الثورات التي شهدها العالم العربي ضد الاحتلال الإمبريالي الجديد ، والتي أجبرت بريطانيا على تغيير احتلالها العسكري للعراق ،فجاءت بالأمير فيصل ملكاً على العراق ، وأقامت ما سمي بالحكم الوطني ، لكنه في واقع الأمر كان هيمنة مقنعة بعد أن ربطت العراق بمعاهدات جائرة لم تغير من واقع الأمر شيئاً ، فكانت بريطانيا تحكم العراق حكماً غير مباشر من خلال أدواتها التي جاءت بهم مع الأمير فيصل والذين يدعون بالضباط الشريفيين كنوري السعيد ، وعلي جودة الأيوبي
وياسين الهاشمي ، وطه الهاشمي ، وجميل المدفعي وبكر صدقي وغيرهم من الضباط الذين كانوا يخدمون في الجيش العثماني ،وانظموا إلى ثورة الملك حسين بن علي ، وكانوا ينفذون السياسة البريطانية في العراق حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 المجيدة ،حيث تشكلت في العراق لأول مرة حكومة وطنية خارج إرادة الأمبرياليين بقيادة الشهيد عبد الكريم قاسم .
أما القومية الكوردية فقد أصيبت هي الأخرى بخبية أمل كبرى بعد أن تنكر الحلفاء لوعودهم ، فكان على أبناء الشعب الكوردي النضال من أجل حقوقه القومية بما فيها حقه في تقرير المصير ، وقيام كيان كوردي يضم كافة أجزاء وطنه المجزأ.
وهكذا قامت حركات تحرر في مناطق كوردستان في العراق وتركيا وإيران ، وكانت بادرة تلك الحركات في العراق حركة التحرر التي قادها [الشيخ محمود الحفيد ]، ومن بعده تولى الشيخ[أحمد البارزاني] مواصلة النضال من أجل أقرار الحقوق القومية ، ثم تولى من بعده قيادة حركة التحرر الكوردية شقيقه السيد [مصطفى البارزاني] الذي كان له الدور الأكبر والأطول في الكفاح من أجل تحقيق الحقوق القومية للشعب الكوردي استمر حتى عام 1977 حيث توفاه الأجل إثر مرض عضال .
لكني أود الإشارة إلى أن كل تلك الثورات التي سادت منطقة كوردسان العراق لم تكن بين الشعب العربي والشعب الكوردي ، بل كانت ثورات ضد الأنظمة الحاكمة المستبدة ، وكان موقف الشعب العربي من حركة التحرر الكوردية يتسم بالتعاطف والمساندة وحتى المشاركة من القوى الوطنية العربية التي كانت هي الأخرى تسعى من أجل التحرر الحقيقي والسيادة والاستقلال الناجزين، ومن أجل قيام نظام حكم ديمقراطي يحترم حقوق وحريات الشعب العراقي بسائر قومياته المتآلفة ، وسأتعرض لكل مراحل الكفاح التي خاضها الشعب الكوردي خلال كل تلك الحقبة وحتى يومنا هذا ، في الحلقات القادمة .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الفكري مدرسة لتخريج القتلة والمخربين
- الإرهاب خطر جسيم يهدد العالم أجمع ولا حياد في التعامل معه
- الحزم هو السبيل الوحيد لمجابهة الإرهابيين ولا ديمقراطية لأعد ...
- القوى الديمقراطية في العالم العربي والموقف من الأزمة العراقي ...
- مبروك لوزارة التربية ،مدير تربية البصرة يربي لنا جيلاً ديمقر ...
- الرضوخ لمطالب الإرهابيين يشكل ضرراً بالغاً لأمن العراق وشعبه
- مقطوعة شعرية لن أحيد
- مخاطر الإرهاب والسبل الكفيلة للتصدي له
- حكام إيران يلعبون بالنار
- البعثيون والشيوعيون والبارتيون والجبهة الوطنية ـ الحلقة الثا ...
- من ذاكرة التاريخ : البعثيون والشيوعيون والبارتيون والجبهة ال ...
- تاريخ القصةالعراقية والعربية ودورها في ترسيخ القيم الوطنية و ...
- مواقف غريبة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية في العالم ال ...
- نداء ونصيحة للسيد مقتدى الصدر قبل فوات الأوان
- الإرهابيون يحاربون الله بتدمير دور عبادته وقتل عابديه
- أين الحقيقة في تصريحات المسؤولين ؟
- ماذا أعدت القوى الديمقراطية لمجابهة قوى الظلام والفاشية
- في الذكرى السادسة والأبعين لثورة 14 تموز1958 المجيدة
- إقامة الجبهة الديمقراطية العريضة سبيلنا للتصدي للقوى الصدامي ...
- استلام السلطة خطوة على طريق توطيد الاستقلال ،وبناء العراق ال ...


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حامد الحمداني - لمحات من تأريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الأولى