حامد الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 909 - 2004 / 7 / 29 - 07:52
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
غريب جداً أن يسمع المواطن العراقي عبر وسائل الإعلام المختلفة تصريحات متناقضة لبعض المسؤولين العراقيين ، وأغرب منه أن يخرج علينا وكيل وزارة الخارجية بتصريح يتنصل فيه من تصريح لوزير الدفاع عن الدور الإيراني فيما يشهده الوطن الجريح من إعمال إرهابية تزهق أرواح المواطنين بالعشرات ، بل بالمئات دون وازع من أخلاق ، أو دين ، أو قيم إنسانية .
إن من حق المواطن العراقي المبتلي بهذا الوضع الأمني المتردي في البلاد ، حيث لا يأتمن الخارج من بيته إلى عمله ، والطالب إلى مدرسته أو جامعته على نفسه ، وهل سيعود إلى بيته سالماً أم لا، أن يسأل :
أين هي الحقيقة في تصريحات وزير الدفاع السيد حازم شعلان وتصريحات وكيل وزارة الخارجية السيد حامد البياتي ؟
هل أن النظام الإيراني برئ من أي دور في الإرهاب المستشري في ربوع الوطن الجريح ، وبرئ من مسؤولية الدماء التي أريقت وتراق كل يوم لأبناء شعبنا المنكوب ؟
هل من الجائز أن يتنصل وكيل وزارة الخارجية من تصريح لوزير الدفاع الذي هو على رأس القوات التي تتصدى للإرهاب والإرهابيين مجاملة للنظام الإيراني ؟
هل أن الحرص على علاقة العراق بالجارة إيران يتطلب السكوت ، بل التغطية على الدور الإيراني فيما يجري على الساحة العراقية من قتل وتدمير وتخريب وترويع للمواطنين كل يوم ؟
ألم يثبت بالدليل القاطع تسلل الإرهابيين عبر الحدود الإيرانية لكي ينفذوا جرائمهم البشعة بحق الشعب والوطن ؟
ما هي حقيقة العلاقة التي تربط بعض القوى الإسلامية المسلحة التي تعيث فساداً في البصرة والنجف والكوفة بالنظام الإيراني ، ولماذا يتم التعيم على هذه العلاقة ؟
ألا تضعف هذه التصريحات والتصريحات النافية والمتناقضة من زخم وعزم التصدي للقوى الفاشية والظلامية التي تمارس الإرهاب ، بل وتصعّد من نشاطاتها الإرهابية يوماً بعد يوم ؟
أن شعبنا العراقي قد ضاق ذرعاً بما وصلت إليه الحالة الأمنية الخطيرة ، وبالمشاهد الرهيبة التي يندى لها جبين الإنسانية ، حيث الأشلاء الممزقة ، وبرك الدماء والخراب والدمار والرعب الذي يتملك المواطنين وهم يتنقلون في الشوارع والطرق نحو أعمالهم ومدارسهم ومعاهدهم في جو من الرعب والقلق .
أن شعبنا يطالب المسؤولين في قمة السلطة أن يمارسوا الشفافية مع أبناء شعبهم لكي يطّلعوا على الحقائق في كل ما يتعلق بأمنهم وأمن عوائلهم ، وبحرياتهم الشخصية والعامة التي تداس كل يوم من قبل زمر فاشية ظلامية لا تعرف معنى للإسلام الحقيقي ،ولا للإنسانية ومبادئها السامية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
لنقول للمتآمرين على العراق وشعبه بصريح العبارة أنكم متآمرون ، وينبغي أن تكفوا عن تآمركم ، ولا نخشى لومة لائم ، ولا نجامل أحداً على حساب أمن وسلامة مواطنينا كائناً من كان ، ولنضع النقاط على الحروف ، فقد كفى استهانة بالشعب ، وتجاهلاً لحقه في معرفة كل ما يدور حوله من مخاطر في ظل هذا الوضع الأمني المخيف .
#حامد_الحمداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟