أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر















المزيد.....

التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 793 - 2004 / 4 / 3 - 08:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يخوض شعبنا العراقي منذُ سقوط نظام الطاغية صدام حسين في التاسع من نيسان 2003 وحتى يومنا هذا مخاضاً صعباً سيتقرر على نتائجه مستقبل العراق لأجيال قادمة .
فلقد انزاح ذلك الكابوس الذي هيمن على شعبنا خلال أربعة عقود من الزمن ،والذي قمع سائر الحقوق والحريات العامة ،ونكل أبشع تنكيل بكل القوى المعارضة لذلك الحكم البغيض مهما كان شكلها وطبيعتها وأهدافها ، وانطلق شعبنا في رحاب الحرية التي افتقدها طيلة تلك السنين العجاف وباشرت قواه السياسية بمختلف توجهاتها بتنظيم صفوفها وتجميع قواها واستقطاب أبناء شعبنا إلى صفوفها بعد زوال الخوف من طغيان وبطش السلطة الصدامية المدحورة .
وكان في مقدمة تلك القوى الأحزاب العريقة التي خاضت نضالها عبر تلك المرحلة المظلمة من تاريخ العراق حزب الدعوة الإسلامية ، والحزب الشيوعي ، والمجلس الأعلى والحزب الوطني الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني ، وظهر إلى جانبها العديد من الأحزاب الأخرى ،منها ما كان موجوداً من قبل ، ومنها من تشكل بعد سقوط نظام الطاغية ولكل منها أجندتها وتوجهاتها .
وهذا الطيف الحزبي الذي نشاهده اليوم على الساحة العراقية ليس غريباً البتة ،بل هو يمثل ظاهرة صحية شرط أن تسود بين هذه الأحزاب والتجمعات السياسية روح التسامح والنقاش الهادف والبناء ،والأيمان بالديمقراطية ،في النظرية والتطبيق ،والقبول بالرأي الآخر واحترامه ، فإذا ما تحققت هذه الشروط يصبح الوصول إلى القواسم المشتركة بين هذه الأحزاب، والتي ستصب حتماً في مصلحة الشعب العراقي ،والنجاح في بناء أسس النظام الديمقراطي التعددي المنشود .
إن القواسم المشتركة التي يطمح شعبنا بتحقيقها تتلخص بالتالي :
أولاً ـ العمل الجدي والحازم على تحقيق الأمن والسلام في ربوع البلاد ومكافحة العصابات التي تمارس أبشع الأعمال الإجرامية بحق شعبنا وتخريب الممتلكات العامة والخاصة ، ولن يتسنى لنا تحقيق ذلك من دون تعاون وتآزر سائر القوى الوطنية ،وتسخير كل إمكانياتها لتحقيق هذا الهدف الذي بدونه لن نستطيع إعادة بناء العراق الجديد .
ثانياً ـ العمل والحرص على سيادة القانون وتطبيقه من قبل قوات الأمن المختصة وليكن دور القوى السياسية في هذا المجال يتحدد في تقديم المعلومات التي تؤدي إلى مكافحة الأعمال الإرهابية والجرائم الأخرى التي باتت تقلق المجتمع العراقي أشد القلق .
ثالثاً ـ العمل على إنشاء جهاز قضائي كفوء ومستقل يأخذ على عاتقه محاكمة كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن المواطنين والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ،وإنزال العقاب الصارم بهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يفكرون بالسير بهذا السبيل .
رابعاً ـ القبول بمبدأ الفيدرالية للشعب الكردي بما يحفظ وحدة العراق أرضاً وشعباً ويلبي طموحه في تحقيق حياة آمنة ومستقرة وكريمة .
لقد أثبتت الوقائع عبر القرن الماضي إن القضية الكوردية لا يمكن أن تحل بأسلوب القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات ، وأن استمرارها يمثل نزيفاً حاداً بشرياً واقتصادياً لا ينتهي ما لم نعترف بحقوق الشعب الكوردي المشروعة ، وخير سبيل لذلك هو القبول بالفيدرالية المشروطة بوحدة العراق أرضاً وشعباً .
إن الخلافات الحالية التي نشهدها اليوم في الموقف من الفيدرالية ،وما يجري على المستوى الشعبي من هجوم على الفيدرالية من جانب قوى الإسلام الشيعي والسني من جهة ورد الفعل لدى الشعب الكوردي قد أثار، ويثير عنفوان التعصب القومي لكلا الجانبين مما يدفع إلى تنامي موجة العداء والعداء المقابل بين العرب والأكراد ، ويؤدي بالنتيجة إلى انتكاس المسيرة الوطنية الهادفة إلى تحقيق الطمأنينة والسلام في البلاد ،واستقرار الأوضاع الأمنية تمهيداً لجلاء القوات الأجنبية من البلاد كافة وتحقيق الاستقلال الناجز للعراق .
إن استمرار الأوضاع على ما عليها اليوم لن يستفيد منها سوى أعداء شعبنا
من أيتام النظام الصدامي الطامحين للعودة للحكم من جديد ، ولينكلوا بأبناء شعبنا عرباً وأكراداً وتركماناً وسائر الأقليات الأخرى بأقسى وأشد بكثير مما فعلوه أيام حكمهم البغيض .
إن حقدهم على شعبنا بعد إزاحتهم من الحكم قد تضاعف عشرات المرات ، وباتوا اليوم متعطشين للدماء بشكل رهيب ، وأن ما شاهدناه وشاهده العالم أجمع عبر شاشات التلفزة ،وعبر الصحافة العالمية يوم أمس في الفلوجة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، وترفضها سائر الأديان السماوية ،لهو خير دليل على الصورة التي يمكن أن نشهدها على يد هؤلاء الوحوش القتلة لو قدر لهم العودة إلى حكم البلاد من جديد ، وإن الاستهانة بالأمر والانصراف عن تعزيز اللحمة الوطنية وترسيخها ، والاهتمام بالمصالح والمكاسب الحزبية والطائفية الضيقة لا يهدد فئة بعينها ، بل يهدد هذا الخطر الجميع بكل تأكيد .
إن حسن النية تجاه عصابة البعث العفلقية التي أجرمت بحق شعبنا طيلة أربعة عقود وأغرقت العراق بالدماء ،وشنت الحروب المتتالية الداخلية منها والخارجية ،واعتدت على شعب إيران الجار المسلم ،وشعب الكويت الشقيق واتخذت من الساحة اللبنانية ميداناً للصراع والحرب مع سوريا ، وأرسلت السيارات المفخخة إلى دمشق لنتشر الدمار والخراب ،وحصدت أرواح مئات الألوف ، بل الملايين من شبابنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا ،وشردت ما يزيد على أربعة ملايين مواطن في مختلف المنافي هرباً من بطشها وطغيانها ،و لم يسلم من جرائمها أحداً ، إن هذا التوجه يشكل أشد الأخطار على مصير ومستقبل شعبنا .
إن على القوى الوطنية أن تتعلم الدروس من الماضي القريب لكي لا تكرر أخطائها ، ولمن نسي تلك الدروس والأخطاء أجد من الضروري أن أذكرهم بها لعل الذكرى تنفع المؤمنين .
1 ـ لم يمض يوم واحد على ثورة 14 تموز 1958 حتى تنكر حزب البعث لجبهة الإتحاد الوطني ،وبدأ بحياكة المؤامرات على حكومة الشهيد عبد الكريم قاسم بحجة تحقيق الوحدة العربية ذلك الشعار الذي رفعوه زوراً وبهتاناً للسطو على الحكم ،ولما وصلوا إلى السلطة في انقلاب 8 شباط الفاشي تنكروا للوحدة ولعبد الناصر ، بل وشنوا أشنع هجوم عليه عبر كافة وسائل إعلامهم حتى يوم وفاته .

2 ـ لقد مارس الشهيد عبد الكريم قاسم سياسة عفا الله عما سلف !!معهم بعد محاولة اغتياله التي أصيب بها ونجا من الموت بأعجوبة ، فقد أطلق سراحهم من السجن ليتآمروا من جديد وينفذوا انقلاب 8 شباط 1963 ويعدموا الشهيد عبد الكريم ورفاقه الشهداء الآخرين وينشروا الموت والخراب في البلاد .
3 ـ تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع انقلابيي 8 شباط ضد حكومة عبد الكريم قاسم ،واشتركوا معهم في إضراب طلاب الجامعة والمدارس الثانوية ، وبارك وفد من الحزب ممثلاً بالمرحومين صالح اليوسفي وفؤآد عارف للإنقلابيين غداة نجاح انقلابهم ظننا بأن هؤلاء القوميين الشوفينيين العفالقة يمكن أن يمنحوا الشعب الكوردي حقوقه القومية المشروعة ، غير انه لم تمضي سوى مدة ثلاثة اشهر حتى شن العفالقة الفاشست حرباً شعواء على الشعب الكودي منزلين الخراب والدمار في كردستان،وذهب ضحية جرائمهم الآلاف من المواطنين الأبرياء .
كما ينبغي عدم نسيان جريمة الدكتاتور صدام حسين لإغتيال الزعيم مصطفى البارزاني عندما أرسل إليه وفداً من رجال الدين مع المتفجرات التي انفجرت وكادت تؤدي بحياة البارزاني ، وذهب ضحية تلك المحاولة اللئيمة العديد من رفاقه وحراسه .
4 ـ الخديعة التي مارسها حزب العفالقة ضد الحزب الشيوعي من خلال ما سمي بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية !!! ليكشفوا تنظيمات الحزب وينكلوا بها بأعنف هجمة شرسة ذهب ضحيتها الألوف من قادة وكوادر ورفاق الحزب وأصدقائه في أقبية التعذيب والموت وأحواض التيزاب.
وبعد كل هذا الذي جرى على أيدي العصابة البعثية نجد اليوم من يدعو للمصالحة مع هذه الزمرة الشريرة .
أيها الوطنيون العرب والكورد والتركمان وسائر الأقليات الأخرى :
إن أرواح انتفاضة آذار المجيدة عام 1991،وأرواح شهداء الأنفال وحلبجة الشهيدة ، وأرواح شهداء الحزب الشيوعي وحزب الدعوة الإسلامية ، وأرواح كل الذين ذهبوا ضحية الحروب الصدامية الداخلية منها والخارجية تستصرخ ضمائركم ، وتنادي بأعلى صوتها بأن لا مكان لهؤلاء القتلة وسفاكي الدماء في عراق الحرية والديمقراطية ، لا مكان لمن قمع حقوق وحريات الشعب وقتل وشرد الملايين من أبنائه .

فالنعمل جميعاً على كبح جماح التعصب القومي والديني والطائفي ،عربياً وكردياً وتركمانياً ، ولنثقف جماهير شعبنا بروح المحبة والاحترام المتبادل ، واحترام الرأي الأخر ، وتعزيز الأخوة العربية الكردية والتركمانية ، والتعاون البناء لتحقيق آمال شعبنا في بناء عراق جديد وحضارة متجددة وتحقيق الحرية والأمن والسلام و العيش الرغيد للجميع .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العيد السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي مسيرة نضالية ش ...
- تحية لأشقائنا الكورد في عيد النورز المبارك
- بعد عام من الاحتلال ،العراق إلى أين ؟
- تحية للمرأة العراقية في عيدها الميمون
- المجرمون يصبغون شوارع كربلاء والكاظمين بالدماء ينبغي قطع رؤو ...
- مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً
- لماذا تتجاهل الولايات المتحدة تخريب قناة الجزيرة ؟
- الوطنية العراقية أو الطوفان!!
- في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الش ...
- رئيس مستقل وحكومة تنكوقراط في المرحلة الانتقالية السبيل لتجن ...
- تفجيرات أربيل اعتداء غاشم وجريمة خطيرة
- ألا يستحق شهدائنا وسجناء النظام الصدامي التكريم !!
- عقد مؤتمر وطني ووضع برنامج مستقبلي للعراق ضرورة ملحة العراق ...
- جريمة الاعتداء على أحد مقرات الحزب الشيوعي ناقوس خطر يهدد ال ...
- حذار من الطغيان الطائفي بعد الطغيان البعثي
- مجلس الحكم ينتهك حقوق المرأة أول الغيث قطر ثم ينهمر!!
- أوقفوا تجاوزات أدعياء الدين على حقوق وحريات المواطنين!
- دعونا نداوي جراحنا أولاً
- إقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية خطوة في الاتجاه الصحيح
- المشهد العراقي الحالي وآفاق المستقبل


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - التآخي العربي الكردي حجر الأساس الصلب لعراق ديمقراطي متحرر