أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - مثقفو الداخل والخارج ؛














المزيد.....

مثقفو الداخل والخارج ؛


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 13:35
المحور: الادب والفن
    



هذه النغمة/ المعادلة جزء من نغمة أكبر صدى يسري بعنف أحيانا وبهدوء أحيانا أخرى في والوسط العراقي السياسي قبل الثقافي ، فإن بعض الجهات السياسية طرحت مقولة عراق الخارج وعراق الداخل ، في سياق إ شارة مؤكدة وصريحة إلى أن هذا التقسيم مدعاة نظر في مقاييس التفاضل والمراتب في المواقع السياسية والوظيفية في جسم الدولة العراقية ، وقد طرحت تنظيرات شبه أديولجية لمثل هذه المعادلة المربكة والمؤذية بصراحة لضمير الوطنية في الصميم . والغريب أن ينعكس هذا السياسي على الثقافي ، فتنحر الثقافة العراقية على مذبح التقسيم المذكور ، وكأن الثقافة بضاعة أو جسم مادي يمكن أن نشطره بالسكين إلى نصفين أو إلى أربعة أرباع ، وهذا التقسيم يمكن أن يستمر إلى ما لانهاية ، لأن آلية التقسيم وهي تنتمي إلى الخارج والداخل ، فإن الخارج كثير ، والداخل أيضا كثير،ترى هل سوف نشهد مصطلح ( مثقفي العراق الخارج / فرنسا ) مثلا في قبال مثقفي العراق في الخارج الموجودين في بريطانيا ؟
فهي لعبة خاسرة إذن ، لأنها استعملت معياراً سائبا ، يمكن أن يشقق موضوعه الى شذر مذر، وفيه تجني موجع للثقافة كممارسة فكرية وروحية لا تخضع لمثل هذا التقسيم ، فهل يراهن هذا ا لتقسيم إن موضوعا ثقافيا كان محل حصر على مستوى أدباء الخارج ؟ وإن هناك موضوعا ثقافيا كان محل حصر أبدي على مستوى أدباء الداخل ؟
إن مثل هذا التقسيم اعتسافي بارد ، يتجاهل أو لم يفهم مغزى الإنتاج الفكري والثقافي والروحي ، وهل هو إلا عملية تتضاد مع الذات الكونية للمثقف ؟ وهل هو إلا عملية تتضاد مع كون الفكر لا يعرف الحدود الجغرافية و المكانية ؟
إن مثل هذه التقسيمات تخل برسالة الثقافة ، وتستنجد بالمساطر الخشبية لتقيس معاني الجمال والخير والروح والإبداع ، وهي عملية تشطيرية مرتبكة ، وتدخل مفاهيم الفكر والإبداع في دهاليز سياسية واديولجية من شأنها قتل ا لعقل ، وتبليد العاطفة .
مثقفو الخارج العراقي ومثقفو الداخل العراقي يجمعهم أمران ، العراق والثقافة ، والداخل والخارج أمكنة تعيش خارج الروح ، وليس داخل الروح ، وليس من شك إن الإنسان العراقي مهما تغرّب يبقى سليل تلك البيئة والطين والهواء والماء الذي تربى عليه ، وعاش به ، ونمى بفضله وكرمه ، وحتى لو مرّ ت عليه أجيال يبقى أسير اسمه وسمرته ولقبه ، فالوطن وراثة جينية ، تضرب بعروقها في أعماق الذات ، تتسلل عبرها إ لى الذوات المتمحضة عنها ...
كذلك قال أرسطو ...
إن ا لسياسة تقتل الفكر فيما أقحمت أنفها المزكوم في جسد الحرف والكلمة واللوحة والثيمة والنص والنصب والكتاب والشعر ، بل تفسد حتى الرياضيات التي هي أجمل مخلوق نظري في نظر الكثير من المفكرين والكتاب وعلماء العلم وتاريخه .
بدل أدباء الداخل ا لعراقي والخارج ا لعراقي هناك مصطلح الأدب العراقي، الفكر العراقي ، الإبداع العراقي ، الإنتاج العراقي ، والعراق هو الروح التي تسري في العمل كله ، سواء جاء من عراقي يعيش في أهوار الجبايش الجميلة أو في جبال الألب الباردة .
هي دعوة ديماغوغية ، فرسانها الساسة ، وميدانها التنافس على حطام الدنيا ، وربما تساهم في تمزيق الاجتماع العراقي المقدس لدى كل عراقي نبيل .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعر أم نبات طبيعي...؟
- ماذا لوكنت وزيراً للثقافة...؟
- حتى لاتمزق اللوحات
- رحيم الغالبي... لن اتذكرك ميتاً أبدا ً!
- هل القراءة تحتضر.....؟
- الشاعر والملك
- المساواتية
- حالة خاصة
- الثقافة والمثاقفة
- جغرافية النص ....أينها؟
- المرأة والشعر
- من يصنع من...؟
- لماذا.... المابعد ؟
- لاعالمية بالمصادفة ؛
- لا كونية عند استيعاب الكون ؛
- عنوانات
- مهرجانات
- الذاتية
- انطباعية ام .....مرآة الناقد؟
- نكتب نطبع نوزع


المزيد.....




- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - مثقفو الداخل والخارج ؛