أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - عراقنا الجديد بلا تجديد!














المزيد.....

عراقنا الجديد بلا تجديد!


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك في ان الهدف الاول والاخير للولايات المتحدة الامريكية في حربها غير المشروعة ضد العراق هي ضمان مصالحها وتحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح على حساب معاناة العراقيين ومأساتهم، وهذه حقيقة يعرفها الجميع خصوصا لمن اشتغل! في السياسة او تصفح تاريخ امريكا الاسود في طريقة معاملتها مع الدول التي استعمرتها بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة، لكن هذا كله هان سواء بالنسبة للمعارضين الاوفياء الذين كانوا يحلمون بمستقبل افضل لوطن دون صدام حسين، وبالنسبة للسماسرة من المعارضة الذين كان همهم الاوحد اخذ حصتهم من الكعكة العراقية والجلوس على الكرسي المتحرك واصدار الاوامر والظهور على صفحات الجرائد او شاشة التلفاز بدلا من فرش البسطات في دول الجوار او العيش على الراتب البلدي في دول الغرب، وايضا بالنسبة للشعب المغلوب على امره الذي كان يتمنى ازاحة هذا الكابوس ( كابوس البعث ) عنه مهما كان الثمن، فرقص للامريكان وصافح البريطانيين ورفع الدعوات لبوش الابن لانقاذ العراق من نظام البعث، لكن الثمن المقدر في تلك الفترة كان تافها بالنسبة للذي حصل ويحصل في العراق بعد ذلك التاريخ، والاحلام التي علقوا عليها امالا كبيرة تحولت الى كوابيس يومية ترعب الكبار قبل الصغار.
المخيب للامال وانزلاق العراق الى ادنى المستويات من حيث الاقتصاد والمعيشة والخدمات العامة وكيفية التصرف الاداري وطريقة تعامل الحكومة مع الطرف الاخر لم يكن سببها الجانب الامريكي فقط، بل كان للمسؤولين الجدد دور كبير يفوق كل تصور في تضخيم معاناة الشعب العراقي وتهويل مأساته، فبدلا من الاستفادة من اخطاء الماضي وطي صفحة الانتقام وتحرير كرسي الرئاسة من فرد او افراد يحتكرون السلطة من يوم ميلادهم الى يوم القيامة، وتكريس ثروات البلد وخيراته للاعمار والتطوير ورفع المستوى المعيشي للمواطن وتلبية حاجاته الاساسية ونهج سياسة ترسيخ الاخوة بين الطوائف والقوميات والاديان وتعزيز مفهوم الديمقراطية وتطبيقاتها واحترام حقوق الانسان العراقي واطلاق الحرية له للتعبير عن ارائه كيفما كانت بغض النظر عن تطابقها مع توجهات واراء الطرف الحاكم او مخالفتها لها كليا، والعمل على بناء وطن ديمقراطي متطور ومزدهر يتناسب مع ما يحتويه ويملكه الوطن من خيرات وفيرة ومع ما يملكه الشعب من خيرة عقول الدنيا من حيث العلوم والثقافة والادب والفن، نلاحظ العكس من ذلك تماما فالخطأ تكرر والنهج المقيت الذي اتبع من قبل السابقين هو نفسه الذي اتبعه اللاحقين ( وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بوجوه واسماء اخرى ) مع اختلاف بسيط لا يعتبر، فكان من اولى خطوات المسؤولين الجدد اثارة الماضي والانتقام منه بابشع الصور والاساليب وتقسيم المناصب السيادية والتقاتل عليها!! ( كل ذلك يحصل باسم الوطنية وخدمة الوطن!، قسما لو كان الوطن بلا وطنيين لكان مستقبله افضل بملايين المرات ) والعبث بثروات البلد وتبديدها ونهب ما يمكن نهبه بشتى الطرق حتى لو كان ذلك على حساب حياة وصحة المواطنين ( كما حدث في فضيحة وزارة التجارة ووزيرها الموقرين ) اضافة الى فقدان الامن وتدني المستوى التعليمي الى ادنى مستوياته وعدم تناسب معيشة المواطنين مع موارد العراق وميزانيته المعلنة وسيطرة الميليشيات وقادتها على مجريات الامور وتحكمها بالحدود وتهريب النفط وغيرها من الامور العجيبة والغريبة التي نسمعها يوميا وتجري امام انظار الحكام الجدد علانية دون محاسبة او معاقبة!!، هذه الامور وغيرها حولت العراق الى مجتمع بدائي بعيد كل البعد عن التمدن والتحضر وجعلت منه غابة تسودها الطائفية وتحكمها الكواتم والقوانين القرقوشية.
ربما يكون تيقن الشعب العراقي والكثير من قادته السياسيين من اهداف ونوايا عملية تحرير/ احتلال متأخراً بعض الشيء، وذلك من الامور العادية في وطن لم يذق شعبه طعم الاستقرار وحكم لعقود طويلة بقبضة حديدية وانقطع عن العالم لعشرات السنين بسبب الحصار الظالم الذي فرض عليه دون وجه حق اضافة الى ولادة العديد من السياسيين العراقيين! من رحم المخابرات الامريكية، لكن ذلك لا يعني قط ان الاخطاء التي حدثت بعد عام 2003 لا يمكن تصحيحها، بل بالعكس من ذلك تماماً يمكن لاخطاء الماضي ان تصبح ركائز جبارة لبناء المستقبل وبناء وطن لا تشوبه شائبة.
همسة:- ربما حان الوقت للتفكير بمستقبل الشعب والوطن قليلاً، فاذا كانت الاعوام الماضية بكل ما فيها من فساد ونهب وتناحر وتشاجر وتقاتل واتجار بقوت الشعب ودمه وتنافس لا شريف غير كافية لارضاء طمعكم وغروركم وكبريائكم فثقوا ان السنين القادمة لن تفعل ذلك حتى او اطال الله عمركم ملايين السنين.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة شكر من حمير العراق الى الجيش الامريكي
- الاعور بين العميان سلطان
- النائب الاشوري ( يونادم كنا ) ينعت المسيحيين العراقيين بالار ...
- بماذا تختلف باسكال وردة عن طارق عزيز حتى تعاتبه؟!
- متى تصبح مصلحة الوطن اعلى من مصالحكم؟
- الانتخابات الجديدة هل ستغير وجه العراق؟
- برلمان للعرض فقط
- الدم العراقي في احقر المزادات!
- مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية
- حقوق كلابهم محفوظة ودماء ابنائنا – علناً – مهدورة!
- مسيحيو العراق بين قبضة الطائفية وسندان الدستور
- مصادرة اموال البعثيين ام نقل لملكيتها؟
- محنة مسيحيي العراق متى تنتهي؟
- المصالحة ضرورة وطنية، لكن مع من ؟
- سيادة الرئيس أليس السجن اولى بهم؟!
- دعاية انتخابية ام دعوة لانهاء الفساد؟
- الطفولة في العراق عمر مستقطع
- وداعا يا شيخنا العظيم
- اما لهذه النغمة ان تتغير؟
- من المسؤول عن تفشي العنف ضد المرأة في العراق؟


المزيد.....




- التلفزيون الإيراني: تعرض طائرة الرئيس -لحادث- وسط تعثر جهود ...
- -حادث صعب- لمروحية بموكب الرئيس الإيراني.. وغموض بشأن وضعه
- فيديو: أحد أكثر المطارات ازدحاما وأحدثها في البرازيل يغرق تح ...
- أنباء متضاربة عن -هبوط صعب- لمروحية الرئيس الإيراني في شمال ...
- واشنطن ونيامي تعلنان في بيان مشترك بدء انسحاب القوات الأمريك ...
- وسائل إعلام: القضاء على زعيم الانقلاب في جمهورية الكونغو الد ...
- علييف يصف الصداقة الإيرانية الأذربيجانية بعامل استقرار في ال ...
- تراشق كلامي بين ترمب وبايدن وحشد على فوهات البنادق
- طائرة الرئيس الإيراني تتعرض لحادثة ومصيره مجهول
- إيران: تعرض هليكوبتر تقل الرئيس إبراهيم رئيسي لـ-حادث- في مق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - عراقنا الجديد بلا تجديد!