أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - هكذا سيقولُ نايٌ لشهيقِ العازِفِ:














المزيد.....

هكذا سيقولُ نايٌ لشهيقِ العازِفِ:


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 00:31
المحور: الادب والفن
    


حرّرْني من زَفرَتِكَ، أحرِّرُكَ من فراغي، هكذا قالَ نايٌ لشهيقِ العازفِ...

تمشي امرأةٌ على ظلِّ الصوتِ، يصيرُ للصوتِ مذاقٌ، وتسيل معادنُ الروحِ من شقوقِ القصبِ، فضةٌ تنفضُ خيلَها عن الحروبِ، نُحاسٌ له قامةُ عاشقٍ ونرجسةُ أميرِ حكاياتْ، فولاذٌ يريقُ صمتَهُ على أقدامِ الموسيقى، والموسيقى تتحرَّرُ من الأصابعِ وردةَ نارٍ وتدخلُ المكانَ كامرأةٍ تزيِّنُها الرّيحُ، المرأةُ تنسى آيتين من الضوءِ على بابِ نومِها، وتستعدُّ للفارسِ المجدولِ من موسيقى النُّعاسْ.

أخرِجْني من حضورِكَ أدخِلُكَ في غيابي، هكذا قالَ ناي لشهيقِ العازِفِ

بلادٌ بكاملِ حنّائها، تنبتُ بين الشفةِ والنغمةِ، وتُخرِجُ أسرارَ الفراشاتِ، تتصدَّرُ فراشةٌ زرقاءُ حفلَ اعترافٍ شهيٍّ: نحنُ الفراشاتُ نضحكُ دائماً من الذين يقولون إننا نذهب إلى الضوء لنحترق، سأفشي السرَّ الآن: حين نشعر باقتراب موتنا، نبحث عن ضوءٍ، ونتجهُ إليه، تدخلُ أرواحنا إلى الضوءِ ولا يعنينا ما يحدث لما يتبقى من أجسادنا، لذا، فكل ضوء ترونه هو أرواح فراشات لا غير.

أطِعْني في نومي، أعصيكَ في يقظتِكْ، هكذا قالَ ناي لشهيقِ العازِفِ

العازفُ عاصراً رئتيهِ يُربِكُ القصَبْ، يخرجُ الصوتُ قوافلَ من أمزجةِ صيادينَ بملامحَ من ملحٍ وموانئ تعيدُ الروحَ إلى وعيِها المهاجر، يخرُجُ خيوطاً من ذهبِ الفجرِ تحرسُ الإحساسَ من لصِّ البلادةِ، يخرجُ الصوتُ نساءً من غاردينيا، يعبئنَ قلوبنا في قلوبهنَّ فيصيرُ الوقتُ قطّاً أبيضَ يملأُ الفراغاتِ بينَ ضلوعِنا، يخرجُ الصوتُ أشجاراً من الليمونِ في كلِّ حبَّةٍ قنديلْ، يخرجُ الصوتُ ناراً من حطبِ البرتقالِ خفيفاً حالماً ومنساباً كغزالةِ برقٍ حمراءْ، يَخْرُجُ الصوتُ ويُخْرِجُ نومَنا من جيوبِنا، يلمِّعُهُ، ويعيدُهُ طازجاً معبّأً بالحلمْ.

إسرِقْني من فضيلتي أعيدُكَ إلى خطيئتك، هكذا قالَ ناي لشهيقِ العازِفِ

عندَما يجفُّ الصبحُ عن أوَّلِ الشجرِ في طريقِ الغابةِ، تتسعُ الطُّرُقاتُ كي تمنحَ العازفَ سلَّماً إلى الجنَّةِ، وتنهضُ سحابةٌ من آخرِ فتحةٍ في النايِ، تحزُّ الفضاءَ قطرةً قطرةً، وتوزِّعُ الغناءَ على الطيورِ في ضجيجِها الصباحيّْ، ينتهي العازفُ من سرِّهِ، ويبدأُ النايُ حيرتَهُ.

كُنّي، أكونُكَ، هكذا سيقول ناي لشهيقِ العازِف


29 حزيران 2011



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفح... أو بعبارةٍ أخرى، عن حبيبتي عليها اللعنةُ
- ساذجون ويحاولون استسذاج الآخرين
- الأدب الفلسطيني بخير ردا على مقالة د. فيصل درّاج: لماذا لم ...
- أولُ البيوتِ وأولُ الذاكرة قصة قصيرة
- في مروري على الرمل
- ويحدث أن
- مجنون، أحب غزة ورقص في ساحاتها
- قليلٌ مما ستقولُهُ غزة عما قليل
- حكاياتٌ من بلادٍ ليستْ على الخارِطةْ
- حليمةُ تُعِدُّ الشاي
- أسرارٌ للمعْرِفَةْ أو مدينةٌ للتجربة
- مَنْ هذا؟
- حِيْنَ يَأْخُذُكِ النُّعَاسُ
- رجلٌ وامرأةٌ وصباحٌ لا يمكنُ تفسيرُهُ
- الأَرْنَبُ الَّذي لَمْ يُعْجِبْهُ اسْمُهُ قصة للأطفال
- كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ
- برافو قناة الجزيرة
- أمُّهُ قبل الفجر تماما
- قلتُ: وحّد مزاجك
- أيها الكافر محمد بوعزيز


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - هكذا سيقولُ نايٌ لشهيقِ العازِفِ: