أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ














المزيد.....

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


ما الغجريةُ؟ قال الضوءُ الساقطُ من فتحةٍ في الغيمِ، ابتسمتُ، فصارَ الغيمُ رجُلاً ويداه وصايا، وأشرتُ إلى بلادٍ تضيءُ المكانَ وحدها، غجريةً دونَ طقوسِ الغجرْ، قالَ: لا أريدُ أن تعشقَني الغجريَّةُ لأنني لا أريدُ أن أموتَ من أجلها.

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ المُعلَّقةُ على الهواءِ المزخرفِ بالخَرَزْ، قيِّدْها إلى جذعِ زيتونةٍ وأَغلِقْ مفتاحَ الغِناءِ في روحِها، ولا تهديها فصلاً من حنينْ، ولا تملأ كأسَها بالنبيذ البيتي.
لا تكُنْ أمَلاً لا تكُنْ جبلاً لا تكُنْ سيلاً لا تكُنْ سهلاً لا تكُنْ ليلاً

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ التي تتنكَّرُ في زيِّ حضارةٍ، كُنْ جاهِلاً بإحساسٍ غامقٍ وملتفٍّ وملفوفٍ بالقصورِ والأسوارِ التي تحدُّ العالمَ وتفصلُ النومَ عن النائمِ، وتغربلُ الساحرَ من سحرِهِ، وتنقِّي القلبَ من العاطفةْ.
لا تكُنْ فجراً لا تكُنْ بحراً لا تكُنْ مطراً لا تكُنْ قمراً لا تكُنْ وتراً

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ التي لها شكلُ بلدٍ على خارطة بنهرٍ يبلِّلُ الجغرافيا، جفِّف عروقَ الرقصِ عن جلدِها، واكتمْ إيقاعاتِ الطبيعةِ في أعضائها.
لا تكُنْ سماءً لا تكُنْ ماءً لا تكُنْ غناءً لا تكُنْ صفاءً لا تكُنْ رداءً

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ التي تبكي كحبَّةِ سُكَّرٍ في نهرٍ هائجٍ، إصطَدْ ألوانَ العصافيرِ عن العصافير، واكسرِ الأغصانَ التي تتكئُ على أخشابِها الطيورُ التعبى، وخربِشْ علاماتِ المَمَرِّ الطويلِ الذي يأخذُ الأقدامَ إلى قلبِ الغابةِ، ونظِّف الأرضَ من بقايا الخريفِ الذي حشرَتْهُ الفصولُ في العراءِ العاري، قشِّرْ النايَ عن نغمتِهِ وفراغِهِ، وضَعْ سيفاً للزينةِ، وعباراتٍ للقتلْ.
لا تكُن شمساً لا تكُنْ جَرَساً لا تكُنْ نَفَساً لا تكُنْ قَبَساً لا تكُنْ فَرَساً

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ، إبنِ مدينةً من الإسمنتِ في طُرُقاتِها، وبدِّلْ جنونَها بجدولٍ منهجيٍّ، إمحُ طفولَتَها عن وشمِها، ووشمَها عن ذاكرتِها، وأدخِلها في دليلِ الهاتِفِ، ووحِّدْ عشّاقَها وأنبياءها.
لا تكُن نجماً لا تكُن نوماً لا تكُن وشماً لا تكُن كرْماً لا تكُن حُلْماً

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ المنكوبةُ بالسَّفَرْ، خلِّصها من صلصلةِ الخلخالِ الذي يقيسُ المسافةَ في وعيِها الأبديِّ، وروِّضْ كلَّ حصانٍ برِّيٍّ أكَلَ عشبةً من يديها، إسرقْ خاتَمَ أنفِها، واترُكْ فتحَتَيّْ أقراطِها للهواءِ، وصوتَها للنواحْ.
لا تكُنْ لوناً لا تكُنْ حزناً لا تكُنْ لحناً لا تكُنْ إبناً لا تكُنْ عيناً

كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ
أقْتُلها

3 شباط 2011



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برافو قناة الجزيرة
- أمُّهُ قبل الفجر تماما
- قلتُ: وحّد مزاجك
- أيها الكافر محمد بوعزيز
- أسيل وحيدا وحيدا
- أما أنا فسأشاهد فيلما لجاك نيكلسون ولن أتذكر الحرب مطلقا
- لأنَّكِ حبيبتي أنا من أنا
- وسأدّعي أنه النوم
- في الكتابة
- البنت التي لم تعرف انها ماتت
- عن المرأةِ والنايات
- ظهرها لشرفتي ووجهها للبحر قصة قصيرة
- ]45[
- يدان من خجل
- نصائح غير مجدية
- أدراجها الخفيفة كصوت النوم
- جاءت، وما زلت في انتظارها
- يُحكى أن
- أيها القلب: أخرج من قلبي
- أتْرُكُني خلفي


المزيد.....




- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ