أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أيها القلب: أخرج من قلبي














المزيد.....

أيها القلب: أخرج من قلبي


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 01:26
المحور: الادب والفن
    


)1(
دنوتُ من أخلاقِ الماءِ قادماً من أسطورةٍ جاهزةْ، أنفقتُ أنهاري كمبذِّرٍ مُحْتَرِفْ، اعتليتُ الهواءَ دونَ بِساطٍ وفصَّلْتُ غابةً من الريحِ واليَشْمِ، وخمَّنْتُ لونَ يديكِ حينَ تُقبِّلانِ العِنَبَ على أشجارِهِ، وكنتُ حزيناً دائماً كقطٍّ يتيمٍ حينَ أُغلِقُ بابَ الوداعِ فجراً على فجرٍ يضيعُ كلَّما وجَدْتُهُ، أغفو فأراكِ تشربينَ الغيابَ في كأسٍ قديمةٍ وتَبْكِينْ، أجفِّفُ الخَرَزَ الطَّرِيَ وأفهمُ متأخِّراً دائماً لماذا تنبعثُ رائحةُ قهوةٍ على نارِ الحَطَبْ من جِلدِكِ المأهولِ بالحياةِ.

)2(
أُفَكِّكُ ذاكِرَتي، جوارَ النَّهرِ، أُلقي بجدولِ السفرِ، بالحقائبِ، بالأختامِ، بالتِّذكاراتِ المشفوعةِ بالألوانِ، بأنهارٍ لم تَجِدْ مَنْ يكتبها، أقشِّرُ الذاكرةَ عن قلبِها المخمليّْ، أجِدُ وَجْهَكِ مثلَ غزالٍ برِّيٍّ لا ينتهي حضورُهُ، نائماً كقصَّةٍ حُرَّةِ النَهايةِ، أراقبُ غياباً مستحيلاً، وأفشلُ في امتحانِ النسيانِ كلّما رأيتُ فنجانَ قهوةٍ على الطاوِلةْ.

)3(
أحاولُ عدَّ حباتِ الرَّملِ التي تفصلُني عنكِ، أخطئُ دائماً في العدِّ، كأنَّنا عالمان من فِضَّةٍ وبكاءٍ لا يلتقيان ولا يفترقان.
وحينَ سِلْتِ فرحاً في فضاء صدري، تبخَّرْتُ فراشاتٍ غيَّرَتْ لونَ الأفقِ، وراحت الملائكةُ تأخذ رسومَاتِها وتغادرُ، وصارَ صباحُكِ سُكَّراً مَجْدُولاً في إناءِ فِضَّةْ، وظَهيرتُكِ غيماً مسروقاً من حكايةْ.

)4(
من يحمي المدينة من جفاف الأمنيات في صيف لا يجتاز اختباراته أحد؟

أعبّئُ عينيَّ بالشجرِ، فلا تمتلآن، أعبّئُ قلبي بالندى فلا يمتلئُ، أذكُرُكِ فجأةً فأفيضُ أشجاراً وندىً ومحاولاتِ فَرَحْ، يدخلُ القلبُ قلبي فيهزمُني النشيدُ، وأتّكئُ على بحيرةٍ من دوائرَ وأسئلةٍ وأصرخُ:

أيها القلب: أخرج من قلبي!!!

14 أيلول 2010



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتْرُكُني خلفي
- المدن في غيها
- خمس أغنيات للخريف السادس
- كأنّكِ هنا
- كأنك هنا
- ومضى وحيداً
- قلتُ... أقولُ
- ما سيأتي لم يأت بعد
- أما كرمي فلم أنطره
- هل قلت إني لا أحب القدس؟
- حقل موسيقى
- فجر أزرق حزين
- كيف تحتمل روحك كل هذا الجمال
- الشق
- اعتذارات
- أو هكذا قالت الغيمات
- أعتقتها فمت مرتين
- بنتٌ في كتابِ الرّملْ
- هل تريدون معرفة ما حدث في غزة؟
- أبحث عن المدينة التي أعرفها


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أيها القلب: أخرج من قلبي