خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال
(Khaled Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 00:17
المحور:
الادب والفن
قلتُ... أقولُ
قلتُ: أحبُّكِ فيعتريني الغيمُ جاهزاً للحنين، تتوسَّدُ الروحُ أغنيةً وتنامْ.
أقولُ: أحبُّكِ، تنشأُ شوكةٌ زرقاء في عينِ القلبِ، فتموتُ الأمنياتُ في كرومِها.
قلتُ: أراكِ فينتشي الماءُ ويرقصُ النهرُ في رئة النهارِ وتنبتُ أجنحةُ الأغاني بريشٍ من موسيقى.
أقولُ: أراكِ، تتعثرُ خيلُ الروحِ في أقصرِ المسافاتِ على تربة الدمعِ.
قلتُ: رسمتُكِ فتلوَّنَ الفراغُ وصعدَتْ أعمدةُ الرائحةِ إلى تفاصيلِ السَّحاب.
أقولُ: أرسُمُكِ فتنهارُ القلاعُ ويسقطُ فراءُ القلبِ عن القصائدِ.
قلتُ: أضمُّكِ فتصيرُ النارُ روحاً ويصيرُ الهواء نجمةً وتصيرُ الأشجارُ حورياتُ بحرْ
أقولُ: أضمُّكِ فلا أجدُ يديَّ.
قلتُ: أحملُكِ، فتصيرينَ حرّيَّةَ الناياتِ.
أقولُ: أحملُكِ فتسقطُ أوردتي في النزيفِ وترتعشُ مفاصلُ النشيدِ في دمي.
قلتُ: كتبتُكِ، فتساقطَ النُّوّارُ في حديقةِ العمرِ كثلجِ المواسمِ.
أقولُ: أكتبُكِ فأموتُ بين ثانيتين من خزفٍ تُخزِّقانِ جفنيَّ وتلفانِ القلبَ بالأزرق.
قلتُ: ناديتُكِ فغمّسَ النحلُ صوتي وصلّى الفراش على سجّادةِ الوردِ والحياةْ.
أقولُ: أناديكِ فيخرَسُ الكلامُ ويسكتُ النبضُ في أوردة الشِّعرِ وفي لهاث العاطفة.
قلتُ: تمنّيتُكِ، ففهمتِ الصبحَ في لغتي، واشتهيتِ عسلاً ينقِّطُ من أصابعي.
أقولُ: أتمنّاكِ فتخمشُ القلبَ كهرباءُ السؤال.
قلتُ: تعالي، فأخرستني رائحةُ الفجرِ، وذابت عيناي في مشهدٍ بنفسجيٍّ يقاومُ رغبةَ الشّمسِ.
أقولُ: تعالي، فينسحبُ القمرُ المتآكلُ كقطّةٍ خائفةْ، ويسيلُ الفجرُ من النافذة ومن باب القلب.
قلتُ: أريدُكِ، فيدفعُني اللونُ الساحرُ للعتمةِ كي أمدَّ يدي لأقطفَ قليلاً من الندى في الهواء.
أقولُ: أريدُكِ، فتلامسُ أصابعي الهواءَ الثقيلَ، وانشرُ غيابي على ظلٍّ يضيقَ به الشجرْ.
قلتُ: غنّيتُكِ، فصارَ الحمامُ كلاماً.
أقولُ: أغنِّيكِ فيسقطُ جلدي عن فكرتي وتسقط القبور عن موتاها.
قلتُ: أحبُّكِ، فامتدَّ المدى، ونامَ الطاغيةُ في دمي في حديقةِ الغفرانِ.
أقولُ: أحبُّكِ، فلا تفهمينَ جبلاً من البازلتِ
يخسفُ القلبَ إلى منفى الكلام!!!
15 أيار 2010
#خالد_جمعة (هاشتاغ)
Khaled_Juma#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟