أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أبعد مما يحق لك














المزيد.....

أبعد مما يحق لك


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


الجهاتُ غَزْلُ امرأةٍ على قماشةٍ من وجَعْ* يداها حليبُ الحكاياتِ* تنظرُ ضجِرةً إلى الآتي كطفلٍ شقيٍّ لا يسمعُ الكلام* تهديهِ نصيحةً لا تنفعُ وغابةً من الزنزلخت.
غزالٌ بقائمتينِ من عشبٍ على مساحةٍ من عاجٍ وصبايا غارقاتٍ في محورِ المدينة الدامي* آتٍ من غصونٍ لا تُعَدُّ* فارداً خيالاً مستعصياً على الخيالِ* ووردةُ مساءٍ مستعدةٌ للنومِ ولا حديقةَ تعرفُها ولا عشاق.
تهبطُ أغاني البارودِ في مأتمِ الناي الكبير* تعضُّني أسرابٌ من الحروبِ انتظَرَتْ النومَ على بوّابةِ الكلامْ* تنبشُ رحلتي بحثاً عن زنبقةٍ خائفة* أزوِّرُ فجراً لأخدعَ زوجتي فلا تفكر في صباحٍ دونَ خبزٍ أو كهرباء* فتخدعُني بأنها صدَّقَتْ.
أغلقُ الشُّبّاكَ فينغلقُ المدى* أفتحُ الشبّاكَ فينغلقُ المدى* الهواءُ حديدٌ والثواني تلسعُ الجلدَ متّكئةً على لغة انتظارٍ لم يعدْ يفهمُها أحدْ* أحرِّرُ روحي من أوطانٍ سقَطَتْ جملةً وتفصيلاً على الإسفلتِ* يكتبُ الرجلُ في حانوتِهِ سطراً في دفترِهِ ويغلقُ المساءَ الموحشَ كأي بابٍ ولا ينام.
تحترقُ الوسادةُ من حرارةِ الحلمِ* ينبتُ غصنُ الرؤيا على مفرشِ السريرِ جافّاً وجاهزاً للقطعِ* خيولٌ محنّاةٌ تخدعُ الجميعَ وتبدأُ النارَ من حيثُ يخرجُ الماء.
تنزُّ السماءُ ضوءاً قليلاً* خجولاً* يفقدُ الليلُ ليلَهُ* تأتي زخارفٌ من هواءٍ باردٍ كي تعلن اتصالَ النهارينِ بالجسدْ* الوقتُ صبيٌّ كسيحٌ في معبدٍ على جبل* والوقتُ حجرٌ من البازلت على حجر.
وساوسُ صغيرةٌ تدخلُ من فتحةٍ في الحائط* تُنضِجُ أمنيةً نَسِيَتْها الحربُ على شجرةٍ أسفلَ الروحِ* الحربُ من هوامشَ ورؤىً متضاربةٍ لنصٍّ قديم* وما زلتُ أصدِّقُ أن الحياة ممكنةٌ وأن الطائرَ الصباحيَّ غروريَ حين يخرج إلى الهواء والشمس.
نهران من عتبٍ متجمِّدٍ على باب القلب* تأتين وترحلين كحلمٍ في حلمٍ في حلمْ* كبلادٍ لا بلاد لها* لا بلادَ فيها* أحاول التقاطَكِ من نافذةٍ في السقف* مبتسمةً كمن يودّعُ ضيفاً ثقيلاً في مطارٍ غريب* أمشي في شوارع رأسي باحثاً عن رصيفٍ أو غيمة* تنزلُ العصافيرُ إلى خاصرتي باحثةً عن قمحٍ أو لغة* أحركُ يديّ فيختفي الرصيفُ والغيمُ والعصافيرُ ويعتّمُ الحلمُ مثل انقطاع شريطِ فيلمٍ في لحظةِ الذروة.
انتهيتُ إلى وجهٍ أؤلِّفُهُ كما أشاءُ* يبلّلُ المطرُ شعرَكِ في الصورةِ* وتغدقين ناياً عليّ إثرَ ناي..
أفكر فيما يجنيه الآخرون من دمي* أحسبُ الحدَّ الذي عنده يصيرُ معنىً للقيامةِ* تدخلُ القياماتُ بعضَها في طقسٍ عابرٍ لا ينتهي* أشمُّ خوفَ جارنا على بعد نافذتينْ* أتسلّقُ منحنياً دربَ لغةٍ لم تعد لغةً* أتراجع حين يقفلُ الرصاصُ باب الحواسِّ منتشياً مترصداً منفتحاً على نفسه كأفقٍ استبدلَ الأفقَ دون أن يلوّنَ آخرَ البحرِ كعادةِ الآفاق.
على بساطٍ من رملٍ رأيتُ ألفَ سنةٍ تغادرُ حاملةً صغارَها* رأيتُ الريحَ تنقلُ زيَّها* رأيتُ حجيجاً يخرقونَ النظامَ بأكفانٍ سوداءْ* ورأيتُ روحي عالقةً بين مسافتين من ذاكرة.
تذهبين دائماً أبعدَ مما يحقُّ لكِ* آتي دائماً من حيثُ تذهبينْ* فمتى نلتقي؟




#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساء مساء
- كبرت وحدها
- الليل
- الريح في جنازة
- نصف قصيدة
- مرآة على الحائط المقابل
- عن اللغة
- الحواجز
- عن موت الإله الصغير
- فيلم قبل المونتاج
- الأعمى
- الكابوس
- إلا قليلا
- كما تتغير الخيول
- عن سيجارة في منفضة
- فراغ في الخارطة.. فراغ على الخارطة
- الدول والشعوب والطوائف والديانات والمذاهب في التاريخ الفلسطي ...
- الدول والشعوب والمذاهب والديانات والطوائف في التاريخ الفلسطي ...
- يؤلِّفُ أُفُقاً ويُضِيْؤُهُ
- كأي شاهد قبر


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أبعد مما يحق لك