أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - كأنك هنا














المزيد.....

كأنك هنا


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


كأنَّكِ هُنا


كأنَّها العاشرةُ تماماً
وكأنني أنا
وكأنَّ الشمسَ هي الشمسُ
وكأنَّكِ هنا

تماماً تماماً، على إطلالةِ الشبّاكِ المسجونِ في الحائطِ، يأتي وجهُكِ من كلِّ الأمكنة، من الهواءِ، من مرورِ العشاقِ على الأرصفة، من صوتِ التلفزيون، من رسائل المسافرين ومن قصصِ الجدّاتِ، من فراشاتِ الحدائقِ البرّيّةِ ومن أوسمةِ المقاتلين، من غناء الحساسين ومن فوضى الدُّوْريّاتِ المناكِفةْ، من خللِ صغيرٍ في دورانِ الأرضِ يؤجِّلُ الصباحَ دقيقتين، من أغنيةٍ مجهولةِ المكان تقطعُ صمتَ الليلِ كشهابٍ فوضويّْ، من وردة تختبرُ قدرتها على إغواءِ عاشقٍ قديمْ، من أشعارٍ خَمَشَتْ اللغةَ من لُغَتِها، وأنا ألاحقُ وجهكِ وأصطادُهُ في كلِّ حالةٍ فيصطادُني.

وحين يملأُ اللّيلُ قلبي، أقولُ لرائحةِ البنفسجِ في شفتيكِ كلماتُ حُبٍّ من عقيقِ المواسمِ، فتُخرجينَ من جيب قلبكِ صباحين وتلقيهما على الطاولة، تطيرُ أوراقُ الأشجارِ في دوائرَ لا تنتهي، وتتعرّى الأرضُ من جلدِها، مغتسلةً بحمّامِ الندى، أفرحُ دونَ سببٍ وأضمُّ كفيكِ جوارَ وجهي، وألمسُ أظافرَ الحنينِ دونَ خوفٍ، فينشقُّ الفجرُ عن أميرةٍ محبوكةٍ وكثيرةٍ على أن تكونَ حقيقةً فأسألُ: أينَ أنا؟.

وتأتين، كحنين الناياتِ، كأسئلةِ النهرِ في ذهابِهِ الطويلِ إلى غفوتِهِ، يشاكسنى الخريرُ حاملاً شغفَ الغواية من جسدٍ ملفوفٍ بالأزرق الناريِّ، أدرِّبُ تفاصيلي على التأقلمِ مع طقوسِ الملكاتِ في عينيكِ، أشتهي نومكِ حينَ يصبُّ أحلامَكِ على الوسادةِ ويجرحُ فكرتي التي تصوِّرُكِ بشراً كالآخرين، تذبحين المناماتِ القليلةِ على شراشفِها، وأخرجُ بكِ من العمرِ كمن يكافئُ قلبَهُ على النبضِ، فأغفرُ أخطاءَ الطبيعةِ وقسوةَ الطقسِ وشهواتِ الحروبِ، أغفرُ لكذبِ المرايا ولمن حاكَ المؤامرةَ ومن أشعلَ الفتنةَ ومن كسرَ الوقتَ على النصلِ، أغفرُ أغفرُ أغفرُ، إلى أن تولدَ الأرضُ من البدايةِ، ونبدأُ العالمَ من حيثُ اشتهينا حين قرأنا مرةً كتابَ التاريخِ.

سأحبُّكِ، كما أحبُّكِ الآنَ، كما تحبُّ غزالةٌ نشيدَ الغاباتِ، سأحبُّكِ كمن يوقِفُ الوقتَ على لحظةٍ، سأحبُّكِ كمن يُعرِّفُ وجهكِ لغةً لا تنتهي، سأحبُّ فيكِ حزنَكِ وأنهارَكِ، جمالَكِ واختصاراتِ المواسم في أصابِعِكْ، سأحبُّ فيكِ أخطاءَكِ، ملائكةَ وجهِكِ، شياطينَ يديكِ، ألوانَكِ، تفاصيلَ نومِكِ، والفرقَ الصغيرَ الهائلَ بينَ دمعٍ وابتسامةٍ لا تحدُّها فكرةٌ أو قرار، سأحبُّكِ، كما أحبُّكِ الآن، كشهيقِ الحريرِ على جلدٍ من موسيقى، سأحبُّكِ، لأني أحبُّني، معفياً من تفسيرِ القلبِ، متجاهلاً نعاسَ الأحصنةِ في جسدِ السؤال.

27 أيار 2010



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضى وحيداً
- قلتُ... أقولُ
- ما سيأتي لم يأت بعد
- أما كرمي فلم أنطره
- هل قلت إني لا أحب القدس؟
- حقل موسيقى
- فجر أزرق حزين
- كيف تحتمل روحك كل هذا الجمال
- الشق
- اعتذارات
- أو هكذا قالت الغيمات
- أعتقتها فمت مرتين
- بنتٌ في كتابِ الرّملْ
- هل تريدون معرفة ما حدث في غزة؟
- أبحث عن المدينة التي أعرفها
- وجوه أليفة
- معلمة الكمنجة
- فضة المكان
- ذاكرة قصيرة
- أبعد مما يحق لك


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - كأنك هنا