أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة














المزيد.....

جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


بَعد أن دَكه الحزن، وقدّه الظلم من كل صوب.. لم يتبق له سوى بعض الكتب العتيقة وصرخات حارقة تتوسل الوجع عله يهجع قليلاً.
عاش دوامة أزمات مُرة، كان آخرها الجوع والعوز اللذان أجبراه على بيع عددٍ كبيرٍ من كتبه الفريدة، بغية تشييد قبور ذويه الذين أرهقه البحث عن أشلائهم بين الركام.
بؤس قاهر وحياة موحشة تلك التي يشهدها اليوم، خاصة وإنه غادر عالم أحلامه الوردية التي تآكلت كما الحديد الذي ينخره الصدأ ويحوله الى ركام تالف بالِ.
وفي تزاحم لحظات الألم المقيت.. شرد فكره مع صورة الثوري الكولمبي الأرجنتيني المولد (جيفارا) التي أستخدمت كغلاف لأحد كتب المكتبة.
سَحب الكتاب من على رف المكتبة.. تصفحَ أوراقه، أمعن النظر في صفحاته، توقف عند حكمة لذلك المناضل.. كانت تقول:
(إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟)
شعرَ حينها إنها عبارة مثالية بعض الشيء.. مقولة أدخلته في زحمة من التساؤلات التي تفتش عن إجابة منطقية.
وإذا بجرس الباب الخارجي يمزق استفهاماته برنات متتالية عجولة..
هَرعَ مسرعاً لاكتشاف زائره.. عله بائع الكتب الذي جاء ليقيّم أسعار الكتب المتبقية.
فتح الباب على وجه السرعة... وإذا به يستقبل باحضان وقبلات حارة صديقاً حميماً من ذلك الزمن الجميل.. صديقاً عائداً من أسى الغربة، حاملاً بجعبته ذكريات الماضي المليء بالحب والالفة.
ترافق الصديقان الى المكتبة حيث كانا يجريان نقاشات جادة فيما مضى.. تطلعا معاً لآخر التطورات التي حلت بكل منهما.
فوجئ الصديق وتأثر اشد التأثر لما حل بعالم خله ورفيق دربه.
اطلع صديقه المغترب على حكمة (جيفارا) عسى ان يصل الى نتيجة، ولشدة تأثر صديقه على حاله غابت كل الاجوبة والتفسيرات، مما احرجه واجبره على انهاء الزيارة تحت ذريعة واهية.
غادره.. تائهاً في شوارع بغداد الحزينة، وظل يفتش عن تفسير جاد لمقولة (جيفارا)، ردد في نفسه قائلاً:
- احترقنا مع كل شيء جميل، أهلنا، إخوتنا، أحبائنا، شهداء لا يمكن إحصاءهم من بلدنا وحتى ذكرياتنا صارت سجلات تحت عنوان الألم.. ولم نجد شعلة النور التي كتب عنها (جيفارا)...
ترى كيف كان يفكر اولئك الثوريون؟
كنا ولازلنا نبحث عن بصيص نور حتى لو كان بعيداً إلا اننا لم نجد شيئاً.. وإنما عشنا ظلاماً دامساً حوّل عالمنا إلى عتمة قاتمة.. عتمة يصعب رؤية كف اليد من خلالها...



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبور.. قصص قصيرة جداً
- وفاء وردة..قصة قصيرة
- قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)
- دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان
- كلمات قصصية قصيرة جداً
- دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً
- الالوان.. قصص قصيرة جداً
- قصص خبرية ساخرة
- كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة