حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 09:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قبل أن أقول أن شر البلية ما يضحك..
أؤكد أن للارهاب فكر وللإرهابيين ثقافة، الا أن العقل الارهابي يعتمد على ترهيب الآخر كي يتخلى عن ثقافته لصالح قيمه اعتقادا بأنه يملك وحده كل الحقيقة..
هذا الأمر طبعا يلغي افتراض الحوار معهم أو مناقشة ما في جعبتهم من فلسفة أو مشاريع للشعوب والإنسانية.
لكن ثقافة العنف التي تصاعدت بشكل هستيري حتى وصلت عالمنا العربي جعلت من الفضيلة مأساتنا التي لم تعد سوى وجه من وجوه الرعب.. فهل يمكن للجريمة أن تؤسس لوعد بالخلاص ؟
وهل مأساتنا هذه قدر أم خيار ؟
بعيدا عن الحيرة الفلسفية فان الحقيقة تصرخ بأننا لم نكن بحاجة الى مزيد من الخوف والإرهاب فالحياة بحد ذاتها نظام رعب..
الكل خائفون..
نعم جميعنا خائفون..
الشاب يخاف رئيسه في العمل وربما يخشى على وظيفته
والفتاة خائفة من احتمال بقائها عانسا
والعجائز خائفون على صحتهم ونشاطهم حد الفزع
العشاق يخافون فقدان أحبتهم
والشعوب تخاف أنظمتها
الزوج المغرم بسكرتيرته يخاف رد فعل زوجته
والزوجة التي تحلم بالحرية خائفة من زوج متسلط
الأطفال ما كانوا ليكونوا مهذبين لولا خوفهم من العقاب
والطلاب ما نجحوا لولا خوفهم من استاذهم القاسي سليط اللسان
المرأة الجميلة تخاف على جاذبيتها وجمالها حد الهوس
والقبيحة تخاف على ما بقي لديها من حظ و ذكاء حد الهلع
الفقير يخشى حاجته..
والغني يخاف إفلاسه
ورجل الأعمال خائف على انهيار أسهمه في البورصة حد السكتة القلبية أحيانا..
حتى العامل البسيط خائف من اللجوء الى لجنة حقوق الانسان..
الفتاة تخاف الزواج
والمتزوجة تخاف الطلاق
والمطلقة تخاف انتقادات الجيران..
كلنا في النهاية نقع فريسة الخوف.. نخاف الحسد والظلام والشياطين والمجهول.
كما نخاف الفشل
نخاف الشيخوخة.. ونخاف الموت
ونخاف يوم الحساب
هكذا نعيش في قبضة الخوف.. بعضنا يعي ذلك.. وبعضنا يتجاهله
فما الذي أضافه الارهاب الى قائمة مخاوفنا ؟
لا شيء مهم..
سوى خوف جديد من التجول في الأسواق والمجمعات التجارية..
ورعب من الاصطياف في المنتجعات..
وفزع من الاقامة في الفنادق
وتوجس من زيارة الملاهي والمقاهي
ثم خيبة أمل متوقعة اذا ما فكرنا في التخلص من همومنا ومخاوفنا هذه بالسفر الى أراض أخرى لم تعرف الخوف والإرهاب بعد !
على ألا تكون شواطئ وجزر يسيل لها لعاب تسونامي.. أو جبال تلتهمها الزلازل.. أو صحراء يرتادها قطاع الطرق بدل الصقور والغزلان.
لكن أبدا لا تخافوا..
فقط أقترح عليكم الاحتفاظ بخريطة للعالم قد نحتاجها مع بداية الصيف القادم وموسم الاجازات بحثا عن بقعة أرض جديدة..
خوفا من الحرارة والرطوبة طبعا !!
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟