الكاتب ثائر لا يحمل السلاح

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 12:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يوجد نص في الأدب الفرعوني يقول :" كل عامل له رئيس أما الكاتب فهو الرئيس "..
ليست هذه سيكولوجيةالكاتب فقط بل هو حقه في أن يرأس عالمه الفكري بلا منازع.

وإذا أطلقنا على عامنا هذا عام الثورات فهذا صحيح على المستوى السياسي والجغرافي، لكن الثورات تبدو كما التثاؤب تنقل عدواها بلا سبب علمي أو تفسير منطقي .
إذ على الجانب الآخر تتجلى ثورة فكرية أبطالها كتاب وناشطون وفنانين وعلماء أيضا ..
فها هو الكاتب البريطاني (إيان ليسلي) يعلن في كتابه "كذابون بالفطره"أننا لا نستطيع أن نعيش بدون خداع كما قد نصاب بالجنون إذا لم نكذب وهي ثورة فكريه جريئة على النظام الأخلاقي السائد والمتعارف عليه منذ مئات السنين أي فترة حكم طويلة جدا بالمقارنة مع نظام العقيد القذافي .
وصاحبنا الكاتب يؤكد من خلال بحوثا في علم النفس على أن الكذب يساعد الانسان على التطور والصعود والارتقاء ودائما صاحب التكتيكات الأمهر في الكذب هو القادر على التقدم والصعود أكثر نمن أقرانه بل والسيطره عليهم !

وبغض النظر عن صحة النظرية من عدمها فإن الفكر الثائر هو الذي يحدث الثورة الثقافيه وهو فكر مغامر ترعبنا شجاعته وتهوره حينما يطال ثوابتنا لكنه حتما ينقل المجتمع نقله نوعيه حينما يطال تقاليد راسخه ومجحفه في آن أو عندما يكسر حواجز سلبيه كالخوف مثلا، كتلك الثورة الفكريه تلك التي دفعت ناشطات سعوديات الى التمرد على قانون منع المرأة من قيادة السياره بعزمهن قيادة سياراتهن في السعوديه بشكل متزامن في السابع عشر من الشهر المقبل وبدعم قطاعات واسعة من السعوديين وهو تحد بضرب تقاليد وتعالم دينيه راسخة في المجتمع .

حتى الكاركاتيرات الساخره التي انتعشت في الآونة الأخيرة هي أيضا ثورة والكاتب الساخر مريض بالتمرد على البديهيات التقليديه وثائر لا يحمل السلاح لكنه دائم الشكوى من القمع ومقص الرقيب وخوف رؤساء التحرير.
كل شىء يثور على هذه الأرض وهو ما قد يفسر ربما بحث وكالة الفضاء الأمريكيه ناسا مؤخرا عن حياة جديده على سطح كواكب أخرى لم تغلي بعد ولا أحد يعلم هل هي محاولة للثورة على نظام الحياة في الأرض أم ثورة فضائية على نظام الكون ؟

#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل