حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 09:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
للرحيل أنواع وفلسفات فالهجران رحيل عن الرفيق والهجرة رحيل عن الوطن والموت رحيل عن الحياة ، أيضا من الرحيل ما هو في وقته وهناك رحيل في غير وقته المناسب .. كما تدندن كلمات أغنية كاظم الساهر (استعجلت الرحيل) ، لكن هناك بالمثل على الضفة الأخرى من يطلبه ويستجديه مستعذبا إياه كما تغرد قصيدة الشاعر نزار قباني قائلة :
أسألك الرحيلا
لنفترق قليلا
فالطير في كل موسم
تفارق الهضابا
والشمس يا حبيبي
تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشك والعذابا
إلا أن الحضور كما الغياب اذا طال أو قصر فسدت الطبخه .
لكن أليس من الرائع أن يكون لدى الإنسان حبيب مثل الرئيس القذافي مهما قلت له إرحل .. لا يرحل !
ترى هل كان يعلم بأن الرحيل كما لعبة البورصة ، أي تأخير غير محسوب في اتخاذ القرار يفضي الى خسائر جسيمة حتى يبدو الرضى بالكثير من الخسارات أفضل من خسارة أعظم ..
هل أهذي ؟ ليس تماما
لكن الأفكار تهطل كما المطر بلا مناسبة سوى احتقان السحب حد التخمه بتقلباتها المناخية..
هو هكذا الانسان بتناقضاته أيضا مثلما يقرر الرحيل ببساطة فإنه يصر على عدم الرحيل بنفس البساطه أحيانا فلماذا ؟
كل قد يرفض الرحيل لكن بطريقته الخاصة والمبتكره أحيانا فمن حبيب يهدد حبيبته بفضحها إن رحلت ، إلى آخر يحتفظ بجثة زوجته الراحلة كما فعل رجل أمريكي من أريزونا يدعى (جيف) عندما رفض رفضا باتا رحيل زوجته لوسي عن حياته بسبب مرض خلقي في القلب فقرر أن يصحبها معه الى منزله محتفظا بجثتها في قطعة من الزجاج الخاص الذي يمنع تعفن الجسد الميت محولا إياها إلى قطعة أثاث جميلة على شكل طاولة كلفته ستة آلاف دولار.
أما المرأة فأظنها تفوقت على الرجل في رفضها فكرة الرحيل عشقا وهياما حين أصرت الفرنسية ذات ال 53 عاما التي تدعى (مارتين) على خوض حربا بيروقراطيه استغرقت ثلاثة أعوام حتى تمكنت من الزواج من خطيبها (أليان دي) الذي توفي قبل زواجه منها الأمر الذي استدعى موافقة شخصية من الرئيس !
لا يبدو الزمن كفيلا دائما بأوجاع الرحيل أو الراحلين أمام إصرار البعض على السخرية من لطمات الحياة الغادره لكني أعترف بأني معجبة جدا بهؤلاء ، أظنهم ينتمون مثلي الى عوالم خاصة تأكل أعمارنا بلا رحمه لكنها تفلسف حياتنا بلطف وتزينها بسخاء.
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟