أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها















المزيد.....

ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن الفلاسفة والمفكرين والأدباء والمثقفين والاعلاميين ، هم طلائع التغيير فى مجتمعاتهم ، لأنهم هم الأكثر قدرة ً على تحليل الواقع الذى تعيشه مجتمعاتهم ، وفى نفس الوقت هم الأكثر وعياً وقدرةً على التنظير لما عليه الحاضر ، واستشراف مايجب أن يكون عليه المستقبل ، على ضوء ماهو متاح من قدرات وامكانات مجتمعية ذاتية ومايتداخل مع المرحلة من عوامل خارجية ، يساعد البعض منها فى دفع المسيرة المرجوة للمجتمع الى الأمام ، بينما يحاول البعض الآخر الانحراف بمسيرة الأمة والمجتمع الى دروب ومسالك تحيد بها عن تحقيق الأهداف المرجوة من أية حركة اصلاحية ، وربما اجهاضها وتشتيت جهود القائمين عليها ، إذا ماكانت تتعارض وطموحات بعض القوى الاقليمية والدولية فى تحقيق التواجد بشكل فعال يؤثر فى حركتها وتأثيرها على الأحداث والتوازنات .

وفى عالمنا المعاصر - وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط - لا يمكن لأية قوى طليعية تنويرية تنتمى لأىٍ من التيارات السياسية ، أن تبلور رؤية سياسية نقية دون أن يكون للماضى بتراثه والحاضر بتوازناته ، تأثير ما من قريب أو بعيد ، على تلك الرؤية االتنظيرية لما تكون عليه الأمور بالفعل ، ومايجب أن تكون عليه مستقبلاً . فمثلاً عندما نتطرق الى الرؤى التحليلية للقوى السياسية الطليعية التنويرية فى المجتمع المصرى خلال الثلاثين عاماً الماضية ، سنجد أنها جميعاً وعلى مابينها من تباين فى المواقف في ما يجب أن تسير عليه الأمور فى المجتمع المصرى ، قد وقفت كلها فى خندق واحد ، تقاتل معركتها ضد نظام حسنى مبارك لاسقاطه والوثوب على السلطة ، متبعة ً سياسة النفس الطويل ، الا أن كلاً من تلك القوى خاضت معركتها ضد النظام من منظورها الخاص بها ، وبالوسائل التى تعتقد أنها أكثر تأثيراً وفتكاً بالنظام ورموزه وأدواته . ففى الوقت الذى لعبت فيه التيارات والجماعات الدينية ( جماعات الاسلام السياسى ) ، مدعومة بتيارات وافدة سواء بتنسيق مباشر أو عفوى ، على أوتار الحلال والحرام ، وهى تشيع أن النظام قد فرط فى المصالح العليا للبلاد ، وأشاع فيها الفساد والفقر والجهل والخراب لأنه ورموزه تحلل دينياً ، نجد أن التيارات الليبرالية والاشتراكية والعلمانية ، ركزت على انحلال النظام وتحلله من التزاماته الحقيقية تجاه فئات المجتمع بأكمله ، واتهمته بصنع واتباع سياسات اقتصادية لصالح رموزه وأدواته وطبقة المتحالفين معه من رجال أعمال انتهازيين ، لايهمهم غير مصالحهم الذاتية . ومن الملفت للانتباه أن جميع القوى السياسية المناوئة لنظام حسنى مبارك ، اتخذت من القضية الفلسطينية والصراع الاسرائيلى - الفلسطينى بماله من حساسية وخصوصية عند المواطن العربى المسلم ، محوراً رئيسياً فى اظهار عجز النظام عن التعامل مع الأوضاع الاقليمية فى المنطقة لصالح الثقل السياسى المصرى . وسيظل هذا المحور بالذات هو المحك لطريقة تعامل تلك القوى السياسية على اختلاف رؤاها وتوجهاتها وأهدافها مع أى نظام سياسى سوف يتولى ادارة شئون الدولة المصرية مستقبلاً .

ولقد كان لثورة يوليو أثرها العميق فى تعبئة الرأى العام المصرى والعربى فى اتجاه تحرير الأراضى الفلسطينية ، عندما صعدت الثورة من مواقفها تجاه الغرب بوجه عام واسرائيل بوجه خاص ، وماذلك الا لسحب البساط من تحت أقدام جماعات الاسلام السياسى فى ذلك الحين ، والذى كان متمثلاً بصفة أساسية فى حركة الاخوان المسلمين ، التى كانت تدعمها المملكة العربية السعودية آنذاك ، بهدف الضغط على ثوار يوليو ، الذين اعتقد حكام المملكة أنهم كانوا يخططون لاسقاط النظام الملكى واحلال النظام الجمهورى بدلاً منه فى الأراضى السعودية . لقد نجح ثوار يوليو ومنظروا ثورتهم من أمثال محمد حسنين هيكل ، فى سحب البساط من تحت أقدام خصومهم السياسيين فى الداخل والخارج ، عندما تبنوا شعار تحرير فلسطين ، ولكنهم وللأسف لم يدركوا حينها أنهم أقحموا أنفسهم وتجربتهم الثورية ، فى أتون صراع الارادات بين الغرب والشرق ، الذى كان يهدف كلٌ منهما من ورائه الى تقليص نفوذ الآخر فى منطقة الشرق الأوسط ، وزيادة نفوذه على حساب الآخر . ذلك الصراع الذى حسمه الغرب لصالحه بانهيار الاتحاد السوفيتى وتبعثر كل مفرداته وأدواته ، وانفراد الغرب بمنطقة الشرق الأوسط دونما منازع ، ومع ذلك مازالت قوى الاسلام السياسى والقوميين والعروبيين وخاصةً داخل مصر ، تتبنى محور الصراع الاسرائيلى الفلسطينى كمدخل رئيسى لممارسة دورها السياسى فى منطقة الشرق الأوسط غير عابئةً بالمصالح العليا للمواطن المصرى ، الذى وصل الى حالة من التردى الاقتصادى والثقافى والاجتماعى والأخلاقى ، تسر العدو ولا تسر الحبيب !

والشىء العجيب فيما يطلقون عليه ثورة الغضب الثانية المقرر انطلاقها بعد صلاة ظهر جمعة اليوم 27 مايو 2011 هو أن غالبية الطلائع السياسية التى شاركت فى اسقاط نظام حسنى مبارك ، توافقت حول غالبية أهداف النزول الى ميدان التحرير ، باستثناء تيارات الاسلام السياسى وعلى رأسهم جماعة الاخوان المسلمين الذين يرون أن ثورة يناير مازالت فى أيد أمينة وأنها فى طريقها لتحقيق بقية أهدافها ، ولذلك قرروا عدم النزول الى الشارع ، وأياً كانت نواياهم أو مبرراتهم لعدم الخروج ، فامتناعهم خطوة ايجابية تصب فى مصلحة الشعب المصرى ، ولكل حادث حديث . لقد أدرك الاخوان المسلمون بحنكتهم السياسية أن القوى الأخرى المناوئة لهم ، تريد الخروج تحدياً للسلطة الحقيقية التى تدير البلاد بشكل فعلى وحقيقى فى تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر والممثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف ! لقد استوعب الاخوان الدرس من صدامهم مع ثوار يوليو وماحاق بهم من نتائج مدمرة من جراء ذلك الصدام ، فتركوا الآخرين يقومون بذلك الدور ، وفى كل الأحوال سوف يغنم الاخوان مكاسب سياسية من وراء ذلك الموقف الذى اتخذوه ، لأنهم استطاعوا بخبرتهم السياسية أن يستلهموا نبض الشارع المصرى ، الذى يتوق الى الاستقرار وتحسين أحواله المعيشية والاقتصادية والأمنية ، بعدما عاناه طوال الفترة الماضية ومازال يعانيه حتى الآن ولعل أقربها أزمتا السولار وأنبوبة الغاز . وفى نفس الوقت فشلت القوى السياسية الأخرى الداعية الى ثورة الغضب الثانية فى استلهام نبض الشارع المصرى ، مما سوف يترتب عليه تقهقرهم قليلاً عن المشهد السياسى وبروز دور قوى الاسلام السياسى على حسابهم . ولا ألتمس عذراً لتلك القوى السياسية التى عجزت عن استلهام روح الشعب واعتمدت سياسة الصوت العالى ومحاولات الابتزاز السياسى ولى الذراع .

بقلم / زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر من الماضى ! [ 2 ]
- الزواج على الطريقة الدينية !
- مصالح من التى سوف تتحقق ؟!
- خواطر من الماضى ! [1 ]
- الدولة الدينية :وصدام الحضارات !
- مسالة الحكم فى المنطقة العربية
- لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار
- k حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار k ( 1 )
- الله .. ونحن .. والآخر !( 1 )
- ﴿ خرابيط 1 ﴾
- التيارات الظلامية تجتاح الدوائر الرسمية فى الدولة المصرية !!
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [3 ...
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 2 ...
- هل الإلحاد قرين الانحطاط الأخلاقى ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 1 ...
- محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره
- الرد على تعجب السيد آدم عربى
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية [2]


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها