أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره















المزيد.....

محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالتأكيد ماوقع من أحداث مؤسفة ، بين هذين المحاميين ورئيس نيابة مدينة ( طنطا ) فى شمال مصر ، لم يشهده عياناً بياناً ، سوى بضعة من الأفراد ، الذين تواجدوا على مسرح الحدث وقت حدوثه ، ولا يعقل أن يكون كل ذلك الحشد من المحامين ، الذين تجمهروا تضامناً مع زميليهما ، كانوا معايشين لذلك الحدث المؤسف لحظة وقوعه. ماحدث بالتأكيد كان وليد لحظة زمنية محددة ، لم يسبق الاعلان عنها فى وسائل الاعلام ، حتى يتجمع كل ذلك الحشد من المحاميين ، ليعايش تفاصيل ذلك الحدث لحظة وقوعه ، ثم يخرجوا بعد ذلك ليعلنوا احتجاجهم ، على ماعايشوه باليقين من تجاوزات رئيس النيابة ضد زميليهما ! بالتأكيد لم يتسن لكل ذلك الحشد من المحامين المحتجين ، معايشة الحدث حال وقوعه ! إذن من أين قطع كل ذلك الحشد من المحامين المتجمهرين ، بثبوت براءة زميليهما وإدانة رئيس النيابة ؟ هل قرَّ فى وجدان ويقين كل أفراد ذلك الحشد من المحامين ، أن زميليهما بريئين من أية تجاوزات فى حق رئيس النيابة والمحيطين به ؟ وهل أيقن كل أفراد ذلك الحشد من المحامين المتجمهرين ، أن رئيس نيابة طنطا والمحيطين به هو الذى تجاوز وخالف القانون بالاعتداء على المحاميين ؟ كيف ذلك واليقين المؤكد أن كل ذلك الحشد من المحامين لم يعايش الحدث حال حدوثه ؟ والسؤال الذى يعود ويفرض نفسه بكل قوة والحاح : كيف تسنى لكل ذلك الحشد أن يقطع بإدانة رئيس نيابة طنطا ، دون أن يكون كل ذلك الحشد حاضراً ومعايناً ومعايشاً للحدث حال وقوعه ؟ الاجابة فى منتهى البساطة ؛ قام نفر من المحامين أو غيرهم بنقل وقائع ماحدث بشكل يستفز جموع المحامين ، مما دفع بكل ذلك الحشد للتجمهر والتظاهر ، فجرى ماجرى ! لكن الملفت للانتباه ، هو كيفية السرعة التى استجاب بها كل ذلك الحشد ، لما تم نقله اليهم بصورة أو بأخرى وتصديقه بشكل يقينى ، ومن ثم الخروج متظاهرين ومتجمهرين ضد مانجح البعض فى الايحاء به اليهم من أن رئيس نيابة طنطا والمحيطين به قد أساءوا لزميليهما وتعدوا عليهما بالضرب ! وما نقوله بخصوص تجمهر المحامين ، للتضامن مع زميلهم ، الذى يعتقدون أنه قد ظـُلِم ، ينطبق أيضاً على حشد رجال النيابة ، الذين تجمهروا ، تضامناً مع زميلهم ، الذى يعتقون أنه أُهين !! إذا كانت تلك العشرات أو المئات أو حتى الآلاف من المحامين أو غيرهم من فئات المصريين ، يتم حشدهم ودفعهم للتظاهر والاحتجاج بتلك السهولة ، لمجرد نشر مجموعة من الروايات المتواترة من أشخاص لأشخاص ، بخصوص حدثٍ ما من الأحداث ، فإن ذلك الأمر يشى بوجود خلل واضح فى سلوكيات المصريين بوجه عام ، تجاه مايقع من أحداث ، تكون أحياناً فى طبيعتها أحداثاً فردية ! هناك خلل واضح فى سلوكياتنا كمصريين سواء على مستوى الأفراد أو على المستوى المجتمعى . فماأسهل أن يثور مجرد خلاف بين فردين فى وجهات النظر ، سرعان مايتحول الى تشابك وتقاتل بالأيدى وبما يطاله كل من الطرفين المتصارعين من وسائل أخرى !وما أسهل أن يقوم البعض بنشر بعض الروايات ، بين أفراد فئة ما من الفئات ، يتعمد مروجوها أن يرى فيها الناس تهديداً لمصالحهم أو لنفوذهم أو لما يسمى (البريستيج الوظيفى أو الاجتماعى أو الطبقى ) بشكل أو بآخر ، حتى يستفزوا ويتجمعوا للتظاهر أو التجمهر احتجاجاً على ذلك الذى يعتبرونه تهديداً لهم أو لمصالحهم دون أن يتثبتوا ماإذا كان ذلك الأمر صحيحاً أو مجرد شائعة مغرضة أطلقها نفر ممن يريدون خراب البلد ! أن يتواجد ذلك الأمر بين الفئات البسيطة من الناس ، فذلك ربما يكون أمراً مبرراً ، لأن العامة والبسطاء يسهل تضليلهم ، لكن أن يتواجد ذلك الأمر بين أفراد فئات ، من المفترض أنهم يتمتعون بقسط وافٍ وكافٍ من الثقافة القانونية والسياسية والاجتماعية ، فذلك أمر ينذر بشرٍ مستطير ، لأنه يشى بوجود خلل واضح فى التركيبة الثقافية الراقية التى يجب أن يحكم بها ذوى العقل والمنطق فى كل سلوكياتهم وردود أفعالهم . وذلك الخلل تشى بوجوده ، ردود الفعل العنيفة ، المنطلقة من الانفعال والغضب تجاه أبسط المواقف التى لا يمكن للإنسان الراقى المتحضر ، أن يسلك سلوكاً فظاً أو عنيفاً تجاهها. وذلك الخلل ، بالتأكيد ، يحمل فى طياته انحداراً أخلاقياً وانسانياً ناجماً عن شيوع مذهب الغاية تبرر الوسيلة لدى الكثيرين من فئات المجتمع المصرى ؛ ذلك المذهب الميكيافيللى الذى اقترن عند الكثيرين من المصريين الخارجين على القيم والأعراف والتقاليد والقوانين بأحط أنواع السلوكيات ، حتى أنهم لا يتورعون عن ارتكاب أحط أنواع الرذائل الأخلاقية كالغش والتدليس والكذب والرياء والنفاق والنصب والاحتيال والسرقة واختلاس الأموال والتزوير والرشوة والمحسوبية وغير ذلك من الرذائل التى يعف المواطن فى المجتمعات المتحضرة الراقية عن مجرد التفكير فيها . انه انحطاط اجتماعى وخلل واضح فى سلم القيم فى المجتمع المصرى فى هذا الزمان.
تلك الرذائل الأخلاقية التى ماكان لها أن تنتشر وتشيع بين مختلف فئات وطبقات المجتمع المصرى ، أيام كان المجتمع المصرى محكوماً بالحديد والنار والمعتقلات والقوانين الاستثنائية ، عندما كانت الشعارات والمسلسلات والأغانى الوطنية وكل وسائل الاعلام تخلق شعوراً عاماً ، بأن نظام الحكم يسخر كل أجهزته ، من أجل المصالح العليا لتحالف قوى الشعب العاملة ، وذلك قبل أن يدخل نظام الحكم ابان فترة مايسمى بالشرعية الثورية ، فى صراعات مسلحة ضد ماأطلقت عليه ثورة يوليو 1952 ( قوى الاستعمار والرجعية ). ولقد رأى الشعب فى تلك الفترة ، ماقام به ضباط الجيش المصرى بقيادة عبدالناصر ، من اقتلاع لحكم أسرة محمد على ، التى كان آخر ملوكها فى مصر ، هو فاروق الأول ملك مصر والسودان. وذلك الحدث فى حد ذاته كان انذاراً لكل فئات المجتمع المصرى ، أن تتحاشى فعل مايغضب الحكام الجدد فى مصر . ثم كان قرار التأميم ، الذى جرد الرأسماليين المصريين والأجانب من ممتلكاتهم ، انذاراً أيضاً لكل من تسول له نفسه ، محاولة اختلاس أموال الدولة ، التى كان النظام يردد دائماً أنها أموال الشعب ، وأنه الأمين عليها نيابةً عن تحالف قوى الشعب.
ماأريد أن أخلص اليه ، هو أن القوانين الاستثنائية ، التى كان النظام آنذاك يطبقها ، كانت رادعاً ، لأية محاولات فساد أو افساد ، قد يفكر البعض فى ارتكابها والخروج بها على النظام العام السائد حينها. فاختفى الكثير من الرذائل والنقائص الأخلاقية وخاصة مسألة استغلال النفوذ لتحقيق مصالح ذاتية أو مآرب شخصية. لكن الملفت للنظر أن اختفاء تلك النقائص والمساوىء ، التى يعانى منها المجتمع المصرى الآن لم يكن عن قناعة ذاتية وخلفية تنويرية عند العديدين من أفراد المجتمع المصرى بقدر ماكان ذلك راجعاً الى الخوف من الوقوع تحت طائلة القوانين الاستثنائية والتغييب وراء الشمس ، لكل من كان يحاول العبث مع النظام ومحاولة جنى ثماره لمصالحه الشخصية أو الفئوية ، على حساب الاستراتيجية والأيدولوجية العامة للدولة آنذاك ! كان هناك الرأى الواحد والحزب الواحد والحاكم الأوحد. ولم يكن تأثير ذلك كله داخل مصر وحدها ، وانما امتد الى خارج الحدود المصرية ، بعد دخول مصر فى صراعات مسلحة ضد قوى النظام العالمى ، تارةً باسم تحرير فلسطين ، وأخرى باسم [القومية العربية ]وثالثة تحت شعار [ وطنى حبيبى .. وطنى الأكبر.. يوم عن يوم.. أمجاده بتكبر!] ولقد شكل ذلك الوضع السياسى آنذاك ، قوة ضغط هائلة ، امتلكها النظام فى ذلك الوقت ، وساعدته فى فرض كلمته وسياسته على كل مناوئيه فى الداخل ، وبعض وليس كل مناوئيه فى الخارج ، وذلك من خلال شعار [ لا صوت يعلو على صوت المعركة ]. ولقد كلفت تلك المرحلة ، الشعب والنظام ، كل ماكان يمكن لمصر أن تحققه من مكاسب الدولة الديمقراطية الصناعية الكبرى ، لو أن النظام سلك من بدايته الطريق الذى سلكه الراحل العظيم أنور السادات عندما أنهى صراع مصر المسلح ضد قوى النظام العالمى بتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد فى 17 سبتمبر 1978 . لقد أراد السادات بتلك الاتفاقية ، أن يتفرغ لبناء مصر الديمقراطية الحديثة المنفتحة على العالم ، وخاصة الدول المتقدمة ، حتى يعوض المواطن المصرى عما فاته تحقيقه من رخاء ورفاهية وازدهار بسبب الحروب والصراعات المتواصلة ضد قوى النظام العالمى ، لكن - وفى اعتقادى الشخصى – لم يكن المواطن المصرى نفسه ، يعى أو يدرك أبعاد تلك الخطوة الهائلة ، التى اتخذها السادات من أجل تعويضه عن التخلف الحضارى الهائل نتيجة انشغال الأنظمة السابقة على السادات بالصراعات الاقليمية والغير اقليمية ! لذلك لم يكن الشعب سنداً حقيقياً وفاعلاً فى معارك السادات ضد القوى الاقليمية وخاصة العربية منها ، والتى مازالت حتى الآن تحاول جر الدولة المصرية للعودة الى مربع الصراع ضد قوى النظام العالمى . بل ان قوى المعارضة المصرية نفسها وخاصة التيارات الدينية المتشددة ، راحت ومازالت تتبنى نفس مواقف القوى الاقليمية المعارضة لاتباع مصر للنهج السياسى العقلانى فى التعامل مع الأزمات الموجودة فى منطقة الشرق الأوسط ، ودخلت تلك القوى المعارضة للنظام المصرى – المحلى منها والاقليمى - فى صراع مباشر وغير مباشر ، معلن مرة وخفى مرات .
ذلك الصراع الذى بدأ من أيام كامب ديفيد 1978 ، ومازال مستمراً حتى الآن ، كان دائم التركيز من خلال وسائل اعلامه على سياسة عزل النظام الحاكم فى مصر عن الشعب ، وذلك بالتركيز على مايقع من سلبيات هنا أو هناك من بعض الأفراد المحسوبين على النظام المصرى ، وخاصةً فيما يتصل بالذمة المالية لهؤلاء الأفراد ، حتى أن الأمر وصل الى التشكيك فى الذمة المالية للرئيس السادات شخصياً ولأقاربه وخاصة أخيه المرحوم عصمت السادات ، ومن بعد السادات راحوا ومازالوا يشككون فى الذمة المالية للرئيس مبارك وأقاربه وخاصة نجليه علاء وجمال مبارك ، مستغلين فى ذلك تشجيع النظام نفسه لحرية النشر والتعبير ! قد يرى البعض أن ذلك لا علاقة له بالخلاف الحاد الناشب بين المحامين من جهة وبين القضاة ورجال النيابة العامة من جهة أخرى ، ولكننى أقطع أن معظم النار كما يقولون من مستصغر الشرر..أى أن أكبر الحرائق ينجم عما يستصغره الناس ويحقرون من قيمته وشأنه من الشرر. ولكى أوضح ماأقصده ، دعونى أوجه بعض الأسئلة ، التى قد تجلى الاجابة عنها ، جوانب كثيرة ، تغيب عن عقل المواطن المهموم بلقمة عيشه وبمستقبله ومستقبل أولاده ليل نهار فى ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة ، ولا دخل للنظام بصنعها بشكل مباشر ، وانما صنعتها عوامل كثيرة خارجة عن ارادة النظام وأهمها على الاطلاق ، الزيادة السكانية الرهيبة ، التى أكلت غالبية الأراضى الزراعية ، التى كانت قبل ثلاثة عقود ، مصدراً اقتصادياً استراتيجياً للاقتصاد المصرى ، مع الأخذ فى الاعتبار انتهاج الدولة المصرية لسياسة الاقتصاد الحر ، التى للأسف لم يستوعب آلياتها ووسائل نجاحها فى تحقيق طفرة اقتصادية ، العديد من قطاعات الشعب المصرى حتى الآن ، بما فى ذلك بعض أصحاب رؤوس الأموال المنوط بهم انجاح تلك السياسة ! أعود الى الأسئلة التى أريد توجيهها ، وأول تلك الأسئلة : ماذا تنتظرون من شعب استمر لعقود طويلة فى صراع ضد الغرب ، وخاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، أن يكون رد فعله تجاه حكامه وكل من يمثل السلطة ، عندما تتهمهم القوى المعارضة ، بأنهم عملاء للغرب ؟ ماذا تنتظرون من شعب ، غالبيته من المسلمين ، عندما تتهجم وسائل الاعلام الاقليمية على حكامه ، وتتهمهم بأنهم عملاء لاسرائيل ؟ ماذا تنتظرون من شعب غالبيته تحت خط الفقر ، عندما تتنافس وسائل الاعلام المحلية والاقليمية ، على نشر بعض الانحرافات المالية لبعض المحسوبين على النظام ، بشكل يعطى ايحاء أن رؤوس النظام أنفسهم فاسدون ومنحرفون ويشجعون على الفساد المالى والسياسى والادارى ؟ ماذا تنتظرون من شعب يئن غالبية خريجى الجامعات فيه من البطالة وعدم وجود فرص عمل كريمة ، وفى نفس الوقت تنشر وسائل الاعلام عن الأعراس والأفراح التى تتكلف الملايين لبعض المشاهير ؟ ماذا تنتظرون من شعب ، دأبت وسائل الاعلام فيه على نشر جميع السلبيات الموجودة فى الشارع المصري ، مع الايحاء بأن المسئولين فى النظام لايملكون غير ودن من عجين وأخرى من طين ؟ ماذا تنتظرون من شعب لا يملك نظامه اعلاماً قوياً ومقنعاً وقادراً على تشخيص أوجه قصوره فى التصدى للحملات الاعلامية الاقليمية الموجهة ضد أعلى سلطة فى البلد وهو رئيس الجمهورية نفسه ؟ للأسف منذ أيام السادات وحتى الآن ، مازال الاعلام المصرى عاجزاً عن كسب معركة الدولة المصرية ضد التطرف والجهل والتخلف ...عاجزاً عن كسب معركة الدولة المصرية من أجل سيادة القانون وفضح ومكافحة الرشوة والمحسوبية والتطرف الدينى والفئوى ...عاجز الاعلام المصرى عن التنوير الحقيقى والفعال الذى يخلق مواطناً ديمقراطياً حراً يدرك ويعى أن الحرية أمانة وشرف والتزام ومسئولية..عاجز الاعلام المصرى عن خلق اتجاه شعبى عام ضد الغش فى السلع والغش فى العملية التعليمية...اكتفى الاعلام الرسمى بمباريات كرة القدم ومسلسلات رمضان وغير رمضان وقنوات الدراما والأفلام وبرامج التووك شو..!! ولا أحمل الاعلام وحه مسئولية ماجرى ومايجرى ، وانما تحمل المسئولية معه وقبله ، نظام التعليم العاجز حتى الآن ، عن خلق مواطن عصرى منفتح على كل التيارات التنويرية فى دول العالم المتقدم ، وليس درويشاً ومريداً للفضائيات السلفية الانغلاقية ، التى لا تملك سوى برمجة العقول وتجميدها فى الديب فريزر الأصولى الكاره لنفسه قبل الآخر!! عاجز الاعلام المصرى عن فضح التضليل والتدليس ، الذى تمارسه قوى المعارضة المحلية والاقليمية ، لتشويه الدور العقلانى للسياسة المصرية ، فى صنع السلام ، وتجنيب العرب عامةً ، والفلسطينيين خاصةً ، المزيد من الخسائر ، على أرض الواقع !! يبدو أن الساسة والمفكرون ورجال الاعلام والثقافة المصريين وأعضاء النقابات وأعضاء الحزب الوطنى ورجال الأجهزة التشريعية والأجهزة التنفيذية ، مازالوا عاجزين عن فهم واستيعاب الخطوات الجبارة ، التى اتخذها السادات من أجل تفرغ الشعوب للبناء والتعمير ؛ تلك الخطوات التى مازال يسير عليها مبارك ، والتى تهدف أول ماتهدف الى بناء دولة مدنية ديمقراطية منفتحة على كل دول العالم بلا عقد أو حساسيات !!
الأمر يحتاج بصورة ملحة وعاجلة الى تضافر جهود علماء التربية وعلماء الاجتماع ورجال الفكر والثقافة والاقتصاد لوضع الخطط والدراسات الكفيلة بوقاية المصريين من الانحدار الكامل فى سلوكياتهم الى درك العشوائية ومستنقع التخلف الحضارى فى علاقات الأفراد وبعضهم البعض أو علاقة الأفراد بالمجتمع ككل . وفوق كل ذلك يحتاج الى تضافر جهود سياسية واعية لمخاطر الانحدار الحضارى الذى يهدد المجتمع بالتشرذم والتناحر .
وختاماً..أتمنى أن تكون هناك خطوط عريضة واضحة لتحديث الدولة المصرية ، وخلق مواطن قادر على الاندماج فى عصر العولمة والدولة المدنية ، بكل متطلباتها . وأتمنى أن يتصرف المصريون بوازع من الالتزام الأخلاقى والعقلانى ، فى حل المشكلات ، بأسلوب متحضر ، وليس بدافع الخوف من القوانين الاستثنائية والتغييب وراء الشمس ، كما كان يحدث فى عهد الدولة الثورية.
زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على تعجب السيد آدم عربى
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية [2]
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية !
- [ كارثية عداء المؤسسة الدينية للمؤسسات العلمية الفلسفية التن ...
- تغييب العقول.....لمصلحة من ؟؟!! [ 3 ]
- تغييب العقل ......لمصلحة من ؟ [ 2 ]
- تغييب العقول ... لمصلحة من ؟ 1
- [ ذكر...فإن الذكرى تنفع العاقلين ! ]
- قراءة فى موضوع [ تشنجات الدين الوافدة على المجتمع المصرى - م ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر زمان - محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره