أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟















المزيد.....

لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 00:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الملاحظ أن الاسلام ومنذ ظهوره ، اتخذ مؤسسه محمد بن عبدالله وأتباعه من بعده ، من كل المخالفين لهم فى الرأى أو الاعتقاد أعداءً ولكن بدرجات متفاوتة من العداء . كما رسخ فى يقين محمد وأتباعه الى يومنا هذا أنهم هم الذين يمتلكون الحقيقة المطلقة وأنهم وحدهم الذين خصهم الالاه الذى يؤمنون به بالمحبة والرضوان وجنات النعيم ، اذا ماساروا على النهج الذى رسمه لهم محمد ، وطبقوا ماجاءهم به فى كتابه الذى يوقنون بأنه من عند الالاه الذى يسكن هناك فى السماء السابعة عند ماوصفه محمد بأنه " سدرة المنتهى " التى كما يقول فى كتابه بأن عندها " جنة المأوى " ! كما أن الملاحظ أن غالبية المسلمين وهم من العوام الذين لا يمتلكون الوقت للقراءة أو التدبر أو تحليل مايقرأونه ، هم على استعداد للثورة على كل من يحاول مناقشة النصوص الاسلامية باعمال الفكر أو العقل ، شأنهم فى ذلك شأن معتنقى الديانات الأخرى فى منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة ! أما المثقفون ومن يطلقون عليهم علماء أو فقهاء الدين ، فانهم يتناقشون مع المخالفين لهم فى الاعتقاد أو الرأى من منطلق أن الآخر مسكين وعلمه بالحقيقة المطلقة التى يزعم هؤلاء امتلاكها منذ أربعة عشر قرناً ؛ علمه ناقص ومبتور ومشوه ، ولذلك وجب – من وجهة نظرهم – مناقشته والصبر عليه حتى يأخذوا بيده الى طريق الصراط المستقيم ! حتى ان البعض من هؤلاء العلماء والمثقفين ، عندما تصل بهم قراءاتهم الى رؤى وقناعات تخالف مايجمع عليه عامة المنتمين لهذه الديانة أو تلك ، فانهم يتكتمون مااكتشفوه وماوصلوا اليه بفكرهم الحر وعقلهم المحايد ، خشية أن يفتك بهم العوام قبل من حصلوا قدراً من التراث الفقهى أو من يطلقون عليهم العارفين بأمور الدين ونصوصه وأحكامه ، مع أن جميع تلك النصوص الدينية فى جميع الديانات ، يتم حفظها بواسطة الذاكرة أولاً ، ثم يعاد تسميعها وتلاوتها على من هم أحفظ لها من الحفاظ الآخرين ، ثم يأتى بعد ذلك الدور لتأويلها ومحاولة تفسيرها وفق الشئون الحياتية للناس ، فاذا توافقت تلك التأويلات والتفسيرات مع الواقع الموضوعى للظروف الحياتية لأتباع هذه الديانة أو تلك ، فبها ونعم ، واذا استشف هؤلاء الضالعين بدراسة فقه وأحكام الدين ، أى تعارض أو تضارب ، التفوا على النصوص وحاولوا لى الألفاظ والعبارات كى تتماشى ومايتطلبه الواقع ، اذا كان الأمر يتصل بماأطلقوا عليه الكتب المقدسة ، حتى أنه صار هناك أناسٌ متخصصون فى التوفيق بين ماظهر من تناقض واضح بين ماوصلت اليه المكتشفات العلمية الحديثة وبين الكثير من النصوص التى وردت فيما يطلق عيه أتباع الديانات " الكتب المقدسة " بخصوص مسألة خلق الكون وخلق الأرض وماهية الشمس وماهية السماء ومسألة خلق الانسان والكائنات الحية بوجه عام ! الأمر إذن يعتمد على الحفظ قبل الفهم ، أى قبل اعمال العقل ، وتلك لعمرى كارثةٌ مابعدها ولا قبلها كارثة !
عندما يتطرق النقاش الى مثل هذه المسائل ، تجد المؤمنين بالديانات السماوية ، يضربون بالمكتشفات العلمية الثابتة كدوران الأرض حول الشمس ونشوء أشكال الحياة على الأرض وعمرها وتطورها ؛ يضربون بكل ذلك عرض الحائط ، ويميلون الى تصديق النصوص الدينية أكثر مما أثبتته الأبحاث والمكتشفات العلمية ، والمسلمون هم أشد تعصباً فى هذا الشأن من سواهم من أتباع الديانات الأخرى ، وخاصةً مسلمى الشرق الأوسط ! وفى اعتقادى أن تعصب المسلمين للنصوص الدينية أكثر من غيرهم من أتباع الديانات الأخرى ، يرجع الى الظروف التى صاحبت ظهور الاسلام على يد مؤسسه محمد بن عبدالله ، وكذلك الصفات الشخصية لمؤسس الاسلام والتى بالتأكيد هى مستقى أغلبها من شبه الجزيرة العربية التى ولد وتربى وعاش فيها محمد مؤسس الديانة الاسلامية . تلك الصفات التى توارثها جينياً العرب الذين قاموا بنشر الديانة الاسلامية فى أغلب البلاد والأمصار التى كان التجار العرب قد زاروها وعرفوا بأحوال البشر فيها وطبائعهم حتى قبل أن تقوم الجيوش الاسلامية بالصدام مع شعوب تلك الدول وحكامها والاستيلاء عليها وأسلمتها ، إذ كانت أحوال تلك الدول مهيأةً تماماً للغزو الاسلامى ونشر الاسلام بها وأسلمتها من الألف للياء !
هناك تماهى إذن بين المشروع الدينى الاسلامى ومكوناته وبين الصفات الوراثية الجينية لمؤسسه ومن تابعوا نشر مشروعه من بنى جنسه من العرب والحاملين لواء هذا الأمر حتى يومنا هذا . وبرغم أن هناك أجناساً أخرى من غيرالعرب اعتنقت الديانة الاسلامية ، الا أن النزعة العربية للسيطرة والسيادة والتسلط على الآخرين ، والتى يتسم بها الانسان العربى ، ظلت هى الأساس فى الاستراتيجية التى اعتمدها العرب ، وبشكل غريزى وفطرى ، فى نشر الدين الاسلامى ، والحفاظ على استمراره وتواجده مسيطراً على كافة أشكال الحياة ومناحيها ، فى شبه جزيرة العرب ، وكذلك فى البلاد التى استطاعت الجيوش الاسلامية اخضاع شعوبها للديانة الاسلامية . والدليل على ذلك حرص ولاة الأمور على تشجيع كل من يقدم على حفظ القرآن باللغة العربية ، فقد قال محمد أن اللغة العربية هى لغة أهل الجنة ! كما أن حكام الدولة الاسلامية ، حرصوا على نقل جميع العلوم والمعارف التى كانت فى الدول التى سيطروا عليها الى اللغة العربية ، وذلك ان دل على شىء فانما يدل على ماذكرناه آنفاً من الميل الغريزى للانسان العربى ، الى الاستعلاء وحب التملك والسيطرة على الآخر ، حتى ولو كان من بنى جلدته ! لقد تغير الأسلوب فى عصرنا هذا ، وأصبح يعتمد على الفضائيات والهبات المالية للدول الفقيرة ، الاسلامية منها والغير ا سلامية ، انه نفس الدور التبشيرى الذى تقوم به الكنائس والارساليات التابعة للديانة المسيحية ، غير أن المشكلة لا تزال قائمة بسبب تماهى الجينات الوراثية للعرب ، حاملى لواء نشر الاسلام ، وبين الدين الاسلامى نفسه ، حتى أنك تستطيع أن تكتشف تسلل الكثير من مظاهر تلك النزعة العرقية الاستعلائية للانسان العربى ، الى الرؤى والأطروحات الدينية الاسلامية ، على هيئة نصوص دينية ، قد وردت فى القرآن أو فى مايطلقون عليه سُنة النبى التى تحتوى على أقواله وأفعاله ورؤاه للآخر تبعاً للظرف السياسى الذى كان يمر به الاسلام فى بدايات تأسيسه !

وليكن الخير والمحبة والسلام لعموم بنى البشر .



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار
- k حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار k ( 1 )
- الله .. ونحن .. والآخر !( 1 )
- ﴿ خرابيط 1 ﴾
- التيارات الظلامية تجتاح الدوائر الرسمية فى الدولة المصرية !!
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [3 ...
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 2 ...
- هل الإلحاد قرين الانحطاط الأخلاقى ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 1 ...
- محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره
- الرد على تعجب السيد آدم عربى
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية [2]
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية !
- [ كارثية عداء المؤسسة الدينية للمؤسسات العلمية الفلسفية التن ...
- تغييب العقول.....لمصلحة من ؟؟!! [ 3 ]
- تغييب العقل ......لمصلحة من ؟ [ 2 ]
- تغييب العقول ... لمصلحة من ؟ 1
- [ ذكر...فإن الذكرى تنفع العاقلين ! ]
- قراءة فى موضوع [ تشنجات الدين الوافدة على المجتمع المصرى - م ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟