أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - حول الطريق الثالث ... مرة ثالثة














المزيد.....

حول الطريق الثالث ... مرة ثالثة


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الصديق وزميل السجن عادل احمد محق اعتراضه على جملة وردت في مقال لي (الاستقطاب والاختيار... الحوار المتمدن، 28/10/2004)، تقول: "إن عقائد الضعفاء ضعيفة وخاطئة دوما". ولعل التباس الجملة كان سيقل لو ربطت بالسياق الذي وردت فيه. فانفصال ديناميات تكون وتداول الأفكار والعقائد، القومية والماركمسية والإسلامية مثلا في بلادنا، عن ديناميات القوة وتراكمها حد من إقناعيتها واضعف طاقتها التعبوية وكفائتها التفسيرية. ولذلك فهي تبدو خطأ. وبالخصوص تبدو مضامينها القيمية (تمييزا عن المضامين المعرفية التفسيرية والمضامين الرمزية التعبوية) باطلة أو حتى شريرة. ففي عالم اليوم بالخصوص ثمة ارتباط بين الحق والقوة لا يمكن تجاهله، وإن كان لا يتعين علينا التسليم به. فقد يهجر الناس الحق الضعيف لصالح باطل قوي، وقد يبدو لهم ان ما فرض وجوده هو بالضرورة أعدل واصوب بدليل انه فرض وجوده وفقا للطريقة التي برهن بها الصديق كامل عباس افضلية ما سماه النظام العالمي الجديد.
هذا ما أردت قوله بصورة مجملة وبصيغة إيحائية. والواضح اني لم اوفق.
قد يفيد ان اضيف هنا ان عبادة الضعف أو تمجيده لا تقل خطلا عن عبادة القوة. الإنسان يصبو إلى القوة، لكن القوة غير المنضبطة بقيم عامة وإنسانية تنحط إلى عدوان وبربرية. فما يجدر بنا الدفاع عنه ليس الضعف بل الحق المتكافئ في القوة. نتضامن مع الضعيف المحروم لأنه ضعيف محروم ولا نتضامن مع ضعفه وحرمانه. لكننا بالتاكيد لا نمارس فضيلة التضامن مع الأقوى التي تشكل مجمع الفضائل كلها عند بعضنا.
أريد ان استفيد من هذه الفرصة لتوضيح نقطتين تتصلان بمقالة الصديق عادل احمد وبموضوع النقاش الأصلي.
في موقع من مقاله اعتبر الأستاذ عادل أحمد أن استيعاب الخارج يعني "ملاقاته في منتصف الطريق" أو "تمثل ثقافته وافكاره ونظامه العالمي الجديد". ليت هذا ممكن يا صديقي! ليته يتسنى لنا ان نلتقي الخارج الأميركي والغربي في منتصف الطريق! وليتنا "نتمثل ثقافتهم وافكارهم"، التي لا وجه لعطفها على "النظام العالمي الجديد" كما فعلت انت. فالتمثل قوة لنا لا قوة علينا. أما ربطك بين التمثل، وهو ما عنيته أنا بالاستيعاب، وبين تصنيم "الليبرالية والديمقراطية (الأميركية) والاقتصاد الحر والعولمة" ففي غير محله في رأيي. فالتصنيم ثمرة فشل التمثل لا ثمرة التمثل ذاته. وإن كان من تعريف للتمثل الناجح فإنه نزع الصنمية والتصنيم والتحرر من الانبهار. بالمقابل لا شك ان فشل التمثل أو الاستيعاب الثقافي أثمر انحطاط (أي تصنيم) أفكار التحرر والتقدم التي تنوه بها، وفي تحول هذه الأفكار إلى إيديولوجيات استبعادية لأنظمة استبدادية وتابعة. وأعني بانحطاطها تحولها إلى عقائد مغلقة إيمانية وتعقيمها للعقل النقدي. ولذلك بالذات تجد بعض أشد المتعصبين لها هم أكثر من ينقلبون عليها وبدرجة مماثلة من التعصب واليقين. فهم ينتقلون من يقين إلى اخر دون أن يمروا بمرحلة شكية. هذا على الصعيد المعرفي. ومثل ذلك نجده على الصعيد الأخلاقي: الانتقال من تضامن مع قوي إلى تضامن مع قوي آخر دون تجريب التضامن مع الضعفاء ولو مرة. وهذه التحولات التي تحجب استمرارية ثابتة تجد ما يوازيها على الصعيد الإيديولوجي في انتقال الولاء من موسكو إلى واشنطن دون المرور بأرض الوطن حسب العبارة الظريفة لعزمي بشارة.
أود ان أضيف نقطة أوثق صلة بمقالة الصديق كامل عباس مما بمقالة الصديق عادل أحمد.
الضعف ليس حجة للالتحاق بالأميركيين بل لعله اقوى حجة لعدم الالتحاق بهم. إذ لن يكون الضعيف الملتحق غير صفر على شمال الرقم الأميركي الكبير. فيما قد تكون فرصته في كسب رهان وعي الذات اكبر لو تحمل ضعفه واجتهد لمساعدة نفسه. مثل ذلك يقال بالطبع على الالتحاق بالدكتاتوريات المحلية لدينا. وفي الحالين لست ادري كيف تنال الديمقراطية عن طريق ما يتعارض معها تماما: الالتحاق بالأقوى!
بالمقابل لا شك في ان قدرتنا على الاستفادة من الأميركيين او الغربيين تتناسب طردا مع تنامي قوتنا وقدرتنا على الدخول إلى الملعب السياسي كطرف فاعل ولاعب مستقل.
الشيء الجوهري هو الاستقلالية. ومما لا يحتاج إلى بيان أن المقصود بالاستقلالية اليوم، وفي الأمس، هو أن نستقل بتحديد خياراتنا ورسم سياساتنا واحتكار وضع أولوياتنا. أما الاستقلال عن موسكو أو عن واشنطن... فهو مقتضى أساسي للاستقلالية بمعناها الصحيح لكنه ليس جوهرها.
دمشق 30/10/2004



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسحقوهم بتناسب، وحطموهم برفق، واقتلوهم بلطف!
- الاستقطاب والاختيار: حول مفهوم السياسة 2 من 2
- الاستقطاب والضعف : حول الخط الثالث مجددا 1 من 2
- ماضي الخط الثالث ومستقبله في سوريا
- مذهب الضربات الوقائية والعقلانية في النظام العالمي
- فليستقل مدير عام مؤسسة الاتصالات!
- الجامعات الأسيرة صورة عامة للحال الجامعية السورية
- على أثر العاديين ...في شاتيلا
- في ذكرى اعتقال رياض سيف: احتجاج على شركتي الخليوي
- ما العمل إن لم يكن لمفاوضة الطالبان ومقاتلي الشيشان بديل؟
- نظام الهيمنة وإصلاح العلاقة السورية اللبنانية
- السوريون والمسالة اللبنانية: أسرار الصمت
- الرغبة في تقديس حكامنا؟!
- أدونيس يهدر فرصة أن يبقى ساكتا
- الجفاف السياسي يجعل المجتمع سهل الاحتراق
- حوار حول بعض قضايا الحاضر السوري
- شكوى من فخري كريم وتوضيح من ياسين الحاج صالح
- سنوات الأسد الثاني الأربعة وتحدي -الاستقلال الثاني- لسوريا
- عرب وأميركيون وديمقراطية
- إعادة هيكلة الوعي القومي الكردي


المزيد.....




- تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة
- الجيش الأميركي يدمر 3 مسيرات في منطقة يسيطر عليها الحوثيون ب ...
- شاهد: مظاهرة لأهالي الرهائن الإسرائيليين خارج مقر الجيش في ت ...
- شاهد: كارثة مروعة.. شاحنة تدهس عشرات الأطفال في قيرغيزستان
- يوروبا ليغ ـ ليفركوزن يفوز على مضيفه روما ويضع قدما في النها ...
- قرية مصرية تشهد سباقا غريبا لا مثيل له في العالم
- بعد تقدم روسي بدونباس.. ماكرون يجدد تعهده بنشر قوات بأوكراني ...
- فصائل عراقية تعلن مهاجمة أهداف إسرائيلية
- -استهداف قيادة الفرقة 91 بثكنة بيرانت-.. -حزب الله- ينشر ملخ ...
- الرئاسة الأوكرانية: نحن بحاجة إلى قرار أوروبي لإعادة الرجال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - حول الطريق الثالث ... مرة ثالثة