أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - (الخلافة) غضب الله في ارضه















المزيد.....

(الخلافة) غضب الله في ارضه


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ساق تيمورلنك الخيل علي اطفال دمشق فماتوا جميعا قال " انا غضب الله في ارضه يسلطني علي من يشاء من خلقه".. ماذا يحدث لو ان غضب الله هذا انتقل الي بن لادن غير مسلم فقرر ان يرد لوهابي السعودية الصاع صاعين مدبرا _طبقا لسيناريوهات اصبحت سائدة الان في ادبياتهم _تدمير عدد من الاماكن المختارة بالمملكة مؤثرة علي اقتصادهم البترولي السياحي .
لا ترتعبوا هكذا .. فكثير من المسلمين فعلوها من قبل .. اشهرهم الحجاج بن يوسف الذى ضرب الكعبة بالمنجانيق و هدمها علي روؤس السلف الصالح المختبىء بها ..كذلك محمد علي باشا ارسل ابنه طوسون ثم ابراهيم باشا فحارب الوهابية الاولي واخضعها للسلطان العثماني وقطع دابرهم من المنطقة حتي ظهورهم التالي .. صدام حسين كاد ان يفعل ما تردد عبد الناصر في القيام به بغزو السعودية وتحرير بترولها من سيطرة الهطل الذين ينفقون اموالهم بسفه الغير قادر علي استيعاب العصر .
وهابيو السعودية في لحظة زهو بسبب سيطرة عملائهم علي هتافات الجماهير المتظاهرة في الدول المحيطة تصوروا أن بأمكانهم اقامة ما يسمي بالولايات الاسلامية ويعيدوا الخلافة الي ارض البترول والقداسة ..عملائهم هؤلاء علي الرغم مما هو معروف عن الخلافة الاسلامية من تهافت فضحه مفكرى النصف الاول من القرن الماضي وكيف عانت الشعوب المخلوفة من الشقاء و الفقر وقلة الحيلة قاموا بتداول الفكرة بفخر جاهل مستفز يحسدون عليه.. فالخلافة لم ينجو من شرها احد بما في ذلك الخلفاء انفسهم الذين يصعب ان تسمي احدهم مات دون اغتيال او قتل او تسمم.. بعضهم وقف مسبول النظر يتسول امام الجوامع والاخر اكل خفه وهو محبوس والثالث مات في سجنه ظامئا جائعا لفشله في تدبير رواتب الجند المرتزقة الذين يقهر بهم شعبه .
خلفاء المسلمين بما في ذلك الخلفاء الراشدين ماتوا – عدا الصديق ابوبكر – اغتيالا بواسطة مسلمين مخالفين لهم .. الخلفاء علي مر العصور كانوا قساة جشعين لا يهتمون الا بترفهم وامنهم حتي ان مقصورات الخلفاء الامويين كانت محروسة بالسيوف في جوامع دمشق اثناء الصلاة..خلفاء المسلمين رغم الفاقة التي تسببوا فيها لموالي مستعمراتهم كانوا يرتدون افخر الثياب المرصعة بالجوهر تشبها بقياصرة الروم ويزاولون رياضات مكلفة اخذوها عن الفرس وبالغوا حتي كانت كلاب صيدهم تتحلي باساور ذهب واردية حريرية . ومع ذلك تذكر لنا كتب التاريخ الاسلامي ان محمد بن ابي بكر الذى ولاه الخليفة "علي" حكم مصر بعد مقتل عثمان طارده الامويون في الفسطاط و اضطر للهرب واللجوء الي عجوز كان اخوها يبيع الفجل في المدينة .. وعندما قبضوا علي ابن اول خليفة للمسلمين ضربوا عنقه بالسيف وادخلوا جثته في جوف حمار واحرقوه ..ياللقسوة.. عندما عرف اهل عثمان هذا لبست نائلة بنت القراصمة زوجة الامام عثمان قميص القتيل الملوث بدمه و رقصت فيه بين الملأ.. هذه هي الاخلاق البدوية الشرسة التي يبشرنا بها الوهابيون .
الخلافة العباسية حين قامت اعلن ابي العباس السفاح انه سيحكم بالعدل ويقيم الشرائع وعندما تمكن من كرسيه لم يحقق عدلا ولم يقم شرائع وتبع خطوات بني امية في القهر و السيطرة والاستبداد لدرجة كان ينفذ الاعدام فى انصار الامويين بقطع رقابهم ثم يمد السماط فوق جثثهم ويجلس هو و رجالة يتناولون الطعام .. الدين لدى الخلفاء في اغلبهم تحول الي شعار يرفعونه ليستندوا اليه في حكمهم الخلافي الوراثي الاوتوقراطي .
السلطة المطلقة التي تمتع بها الخلفاء مع الترف و الرخاوة التي صاحبت نهب الاقطار المحتلة ادت الي ضعف الخلفاء التالين للتسعة العباسيين الاوائل وسيطرة الجنود المرتزقة وحريم القصر علي الخلفاء حتي كان الانهيار علي يد البويهيين ثم السلجوقيين و الخوارزميين الذين جعلوا من الخلفاء دمي يختفون خلفها ويزاولون فسادهم .
الخلافة تعني الفساد ، الطغيان ، خصوصا في زمن الخلافة العثمانية التي قادت المسلمين الي تخلف فكرى وسلوكي
وحضارى غير مسبوق ادى لانهيارها و زوالها بعد الحرب العالمية الأولى علي يد مصطفي كمال اتاتورك والان بعد قرن من الزوال ياتي مخرفو الوهابية يبشروننا بانهم سوف يعيدونها لتحكم الولايات الاسلامية ..اى مأفون سيسمح لكم بهذا !!
ان تاريخ الخلافة غير مشرف وممتلىء بالاحزان و لا يتناسب مع العصر ومنجزاتة الاجتماعية و السياسية والخلقية التي توفرها قوانين حقوق الانسان والديموقراطية الليبرالية .
وهابيو السعودية الذين غرهم ما استولوا عليه من مليارات منهوبة من اموال الشعب السعودى ينفقونها بسفه علي المصفقين و المهللين و الآكلين علي كل الموائد تصوروا ان بدولاراتهم هم قادرون علي اعادة عجلة التاريخ للخلف بشراء مرتزقة من مصر وتونس و سوريا والعراق يدفعون بهم للخطوط الامامية ويمولونهم بافكار سقيمة و اموال سهلة كانت من الممكن ان تنجد الشعب السعودى الذى يعيش معظم افراده في مستوى متدنى عمن يماثلهم في الدخل القومي ..ضحايا الوهابية من الطبقات والوسطي و الفقيرة يتحولون بسبب الحاجة إما لارهابيين من اتباع بن لادن وعصابته يقتاتون علي احلام المخدرات و الجهالة التي تصور لهم جنات تكتظ بحور العين بمجرد استشهادهم او مساكين يستسلمون لاداء ادوار مرسومة لقاء عطية ملكية او اميرية او بضع ريالات من مشايخ الوهابية.
ابناء السعودية الذين عرفتهم لم يكن شبابهم غلمان مخلدة .. بل كانوا رجال يكثرون من شرب الخمر الفاخر و مطاردة النساء في مغامرات قد تصل الي حد التهورلنيل رضاء واحدة من ذوات الشعر الاصفر والعيون الزرق .. اما بناتهم فكن متعلمات قويات قادرات علي العمل بكفاءة في الامم المتحدة او تدريس مادة صعبة مثل الانثربولوجي فى جامعة محترمة .. فما بال الاشاوس والماجدات (علي الطريقة العراقية )يستسلمون لمقارع ابناء عبد الوهاب و تعاليمهم الشاذة .. لماذا لا يثورون علي نمط الحياة المتخلفة المفروضة عليهم باسم الدين لماذا يتغير سلوك كل منهم فور ركوبه الطائرة المغادرة لوطنه ولا يصارع أذا كان هذا محببا له لجعله سلوكا دائما بالداخل والخارج .. لماذا يصمتون وهم يتابعون نزيف اموالهم الذاهب لرشوة الشعوب الفقيرة المحيطة و مسخها علي النمط الوهابي .
الشعوب من حولهم تنتفض وترفض وتقدم الشهداء والضحايا فى سبيل الانعتاق .. فى إيران ، العراق ، اليمن ،البحرين ، وفى مصر ، تونس ، سوريا ، الأردن فلماذا يستسلم السعودى الفقير او المتوسط الحال ويصبر .. هل قوى القهر الملكية أكثر فاعلية من زميلتها الجمهورية ، هل هم قانعون بالفتات وما يمنح لهم من عطايا ملكية ، ألا يتوقون لمدارس محترمة وجامعات مؤهلة ومراكز بحوث حديثة ، اليس من حقهم استخدام مستشفيات معاصرة لا يباع فيها بول الابل ويداوى المريض بالطب النبوى والحبة السوداء ، هل شراء البشر من سوق النخاسة أمر مشرف لهم ، هل تتوفر لديهم الحرية والديموقراطية فلا يسجن صاحب راى لعشرات السنين بلا محاكمة .. هل النساء مبجلات أم توابع لخدمة شهوات الرجل يستطيع ان يمتلك منهن ما يشاء وينكح ما تملكه يده من خادمات آسيويات وإفريقيات .. هل للدولة ميزانية معتمدة بها بنود للايرادات والمصروفات يراقبها الشعب ..هل يحاكم الأمير الذى يرتكب جرائم تصل الى القتل والتعذيب والتشويه بنفس قوانين الفقير .
الشعب السعودى فى أغلبه منبت الصلة بالعالم ، محجور عليه وعلى معارفه وأفكاره بواسطة هيئة الأمر بالمعروف فالكتاب مراقب وعروض التليفزيون مشفرة والاتصالات مقيدة ، ومع ذلك فكل الأمور مباحة فى القصور والأحياء السكنية الخاصة بالطبقة الحاكمة ، الحفلات الماجنة وأفلام البورنو والخمور مرتفعة الثمن والمخدرات والقمار والاغتصاب .. السعودى الغنى يستطيع أن يكسر جميع التابوهات ، وهو فى هذا لا يشذ عما حدث لقواد المسلمين بعد أن استقرت الأمور وحكم بنى أمية الامبراطورية .. فالزبير بن العوام ترك بعد موته ثروة مذهلة وقصور فى البصرة والكوفة والفسطاط والاسكندرية ، كذلك عبد الرحمن بن عوف ، وقاهر الفرس سعد بن أبى وقاص ، وكان الخليفة يهب البعض منهم كامل خراج الاقليم الذى يحكمه كما فعل معاوية مع عمرو بن العاص الذى وهبه خراج مصر لمدة خمس سنوات بعد أن استخلصها من العلويين .
تاريخ الخلافة الاسلامية جور وظلم .. جنون ورعب .. سرقة ونهب .. مؤامرات وخيانات ، البعض يعيش فى قصور بين جواريه وحريمه وذهبه وجواهره ، وباقى الشعب تقضى عليه المجاعة والأوبئة والحروب .. الشعب المنهوب المسكن بالدين ، لا يجد عشاء لأولاده والخلفاء يتحولون الى آلهة صغيرة تحيي وتميت ، تهب وتمنع ، تغنى وتفقر يطبقون الحدود على الفقراء ويمنعونها عن الأمراء ، فهل هذا ما سعى اليه الملايين التى خرجت فى هبات شعوب المنطقة أم هو غضب الله فى أرضه يسلطه على الثوار فيحكم باسمه خلفاء طماعين شرهين للمال والسلطة ونكاح الأطفال من الجنسين.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الي الاجيال المقبلة
- إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
- الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
- ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
- ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
- ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك
- - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
- لا أملك الا.. دموعي
- لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
- اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر
- كابوس أن يحكم مصر عصابة لصوص
- الشعب لم يسقط بعد النظام
- حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد
- اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!
- سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - (الخلافة) غضب الله في ارضه