حوار حول رؤية الحزب للتنظيم الحزبي و الجماهيري في الاوضاع الثورية الراهنة

سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 18:53
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

المنظم الشيوعي: ماهي الاسس التنظيمية التي تسير وفقها تنظيمات الحزب الشيوعي العمالي العراقي لحد الان؟ وهل ترون ان هذه الاسس تتطابق وتتناغم مع الاستراتيجية التنظيمة للحزب،او بمعنى اخر هل تتفق مع البرنامج السياسي للحزب؟

سامان كريم: أن التنظيم الحزبي للحزب الشيوعي العمالي العراقي، ينتج عن أهداف واستراتجية الحزب. الاطاحة بالنظام الراسمالي، وبناء الحكومة العمالية، اسقاط الراسمالية كنظام سياسي، إقتصادي-اجتماعي، والغاء العمل المأجور. ان اسس نظریتنا التنظیمیة، تنتج من رؤیتنا الشیوعیة للتحزب. لماذا اسسنا الحزب؟ ما هي مهمة الحزب وهدفه؟ الحزب اداة ووسیلة لتحقیق الثورة الاشتراکیة. اي نوع من التنظیم یتناسب لتحقیق هذه الثورة والظفر بالسلطة السیاسیة، الحکومة العمالیة. نحن کشیوعیین ننظم الطبقة العاملة وکافة التحرریین لقیادة هذه الثورة.

حين ننظر لهذا الهدف نرى انه يتطلب تنظيماً خاص به، نرى ان نوعا محددا من التنظيم ذاك الذي بامكانه تحقيق هذا الهدف. يستلهم التنظيم الشيوعي قواه الاجتماعية من هذا الهدف الواقعي. بهذا المعنى انا افهم التنظيم، من الزاوية الاجتماعية، وفي مرکز منظومة علاقات الإنتاج الراسمالي، وليس بالمعنى الحزبي الضيق الذي يشتهر به اليسار والشیوعیة البرجوازیة. يتحقق هدف الحزب واستراتيجيته عبر الثورة الاجتماعية للعمال، اي عبر حركة طبقية عمالية شيوعية واعية. عليه ان التنظيم الحزبي وفق هذا المنهج هو بالأساس تنظيم اجتماعي مترسخ داخل الطبقة العاملة وبالتحديد في صفوف طليعيي وقادة هذه الطبقة.

اقصد بالتنظيم المترسخ في صفوف طليعيي الطبقة العاملة، بمعنى جعل التنظيم الحزبي وحتى غير الحزبي واقعا وتقليدا ملموسا في صفوف الطبقة العاملة... ان تنظيم العمال تنظيما حزبيا منضبطا متماسكا في اللجان الشيوعية في احيائهم السكنية وفي المعامل والمؤسسات لن يصبح ظاهرا واسع الانتشار، إلا حين يتحول التنظيم الشيوعي العمالي الى تقليد ملموس لدى الجزء الطليعي للطبقة العاملة. واقصد بالتقليد الملموس، الحالة التي يرى فيها العامل ان تنظيمه في حزبه الطبقي، في حزبه العمالي جزءاً ليس لتحقيق مطالبه اليومية ونضاله الجاري فحسب بل ينظمه اجتماعيا بالمعنى الواسع للكلمة، ينظمه للظفر بالسلطة السیاسیة. بمعنى التقاليد الاجتماعية الراقية والتقدمية المتمدنة، بمعنى نبذ تقاليد واخلاقيات وافكار الحركات القومية والاسلام السياسي والديمقراطية والاصلاحية.

بهذا المعنى ان التنظيم ومن ثم التنظيم الحزبي يتم تحويله الى مؤسسة كاملة من الافكار والتقاليد وتنظيم العمال والناس لتحقيق الاشتراكية. وفق هذه الاسس بامكاننا ان نتحدث حول التنظيم الحزبي المترسخ في صفوف طليعيي الطبقة العاملة وفي عمق المجتمع. على هذا الاساس يتم بناء التنظيم الحزبي ليتسنى له ان يقود الحركة العمالية عبر الثورة الاجتماعية للعمال للظفر بالسلطة السياسية.

وفق هذا المنهج للتنظيم، الحزب ينظم الطبقة من خلال جزئها الطليعي، قادتها، محرضيها، مروجيها، ومنظميها، ومفکریها ومثقفیها الذین بطبیعة الحال خارج اطار حلبة الصراع الطبقي من ناحیة التواجد الجسدي. اي من خلال وعبر التيار الشيوعي العمالي في صفوف الحركة العمالية. من هنا يبدا التنظيم عمله، ومن هنا يكسب قوته واقتداره الاجتماعي. هذه العملية بالاساس هي عملية سياسة اجتماعية. اي ان تنظيم العمال في اللجان الشيوعية في حقيقة الامر هي عملية نضالية اجتماعية بوجه الرأسمال وسلطته. ان التنظيم الشيوعي يبدأ وينبع من احتجاجات العمال بوجه الراسمال ومظالمه وسياساته وتقاليده و قوانينه.

اي حزب يسمي نفسه حزبا شيوعيا عماليا، إذا لم ينخرط ولن يتحول الى حزب لتنظيم هذا الاحتجاج ليس بامكانه ان يبقى حزبا ماركسيا. إذاً ووفق هذا المنهج نحن ننظم الحركة قبل ان ننظم الافراد في صفوف تلك الطبقة والحركة. بمعنی اخر انها حرکة سیاسیة عملیة ملموسة في خضم نضال العمال بوجه الراسمال من جانب، ومن جانب اخر ان نظریتنا التنظیمیة تستلهم اسسها من موضوعیتها، اي من وجود منظمات عمالیة مختلفة في صفوف طبقتنا، من العلاقات التنظیمیة سواء کان حزبیة او غیر حزبیة، شیوعیة او غیر شیوعیة بین قادة ومحرضي الطبقة العاملة، بدءا من الحلقات العمالیة الی الشبکة الواسعة من العلاقات التنظیمیة بین مختلف فئات الطبقة العاملة. ان هذه الارضية اي الطبقة العاملة وحرکتها وتنظیم العلاقات الاجتماعية التي هي موجودة اصلا، يجب ان تكون بوصلة حركتنا للتنظيم، ليتسنى للحزب ان يحقق استراتيجيته السياسية، وايضا استراتيجيته التنظيمية، التي تعني تنظيم الجزء الطليعي من الطبقة العاملة في اللجان الشيوعية في الاحياء السكنية والمعامل ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص. هذا لب استراتجيتنا التنظيمية. من الجدیر بالذکر ان نؤکد علی ان التنظیم هذا لیس تنظیما مهنیا او صنفیا بل اجتماعیا سواء کان علی صعید البلاد او مدینة ما او احیاء سکنیة او مصنع ما. ننظم في المحلة قادة العمال وقادة الحرکات الجماهیریة والشبابیة والنسویة... وهکذا فی المعامل والجامعات. ومن هنا تکتسب اللجان الشیوعیـة قوتها واقتدارها الاجتماعي.

هذه هي استراتیجیتنا التنظیمیة. اذا نقارن اسس تنظیمات حزبنا مع هذه الاستراتیجیة واسسها الاجتماعیة والطبقیة نری ان تنظیمات الحزب لیست بعیدة عن هذه الاسس والاستراتیجیة فحسب بل انها مغایرة تماما لهذه الاسس والاستراتیجیة ولا تلبي مطلقا هدفنا. ان اسس تنظیماتنا الحزبیة لحد اللحظة، منافیة بصورة تفقأ العین مع اسس ومبادێ التحزب الشیوعي وبالتالي مع اسس النظریة الشیوعية للتنظیم. في حقیقة الامر ان العائق الاکبر هو عائق سیاسي، الذي یتلخص في انعدام الرؤیة السیاسية الواضحة حول استراتیجیتنا السیاسیة والثورة العمالیة وبناء النظام الاشتراکي لدی الأکثریة القصوی من کوادرنا.. انعدام الرؤیة يبرز ويظهر في وجود تنظیمات انتقائیة مائعة، يبرز في اسالیب وآلیات عملنا، واهم من هذا وذاك يبرز في عدم تمرکزنا داخل الطبقة او القوة التي من خلالها وفقط من خلال تنظیمها واقتدارها يتحقق التحزب الشیوعي وبالتالي الثورة وانتصارها، يبرز ويظهر في تعاملنا مع القادة العمالیین والنشطاء العمالیین الذین هم خارج اطار حزبنا، حیث نتعامل معهم معاملة آیدیولوجیة بحتة..... بهذا المعنی يبرز انعدام الرؤیة في نشاطنا واسالیبنا العملیة والنضالیة اکثر بکثیر من اقوالنا ومقالاتنا.


المنظم الشيوعي: إذا كانت الحالة التنظيمية للحزب في حالة عدم توافق مع الاسس التي تتحدثون عنها، ماهي بايجاز اسباب ذلك، وماهي المحاور الرئيسية للتنظيم الحزبي في هذه المرحلة، بالاخص ونحن نعيش في اوضاع مختلفة، اي اوضاع ثورية؟

سامان کریم: هناك اسباب عدیدة لعدم توافق تنظیمات الحزب مع الاسس التي شرحناها في معرض اجابتنا للسوال الاول. بغض النظر عن التفاصیل يتلخص ويتمحور السبب الرئیس في طریقة تفکیرنا ورؤیتنا للاشتراکیة وکیفیة تحقیقها. من هنا تفرز او تنتج کیفیة ادراکنا ورؤیتنا الشیوعیة للتحزب. کیف نفهم الاشتراکیة واي حزب نهدف الی بنائه لتحقیق هذه الاستراتیجیة؟. الاشتراکیة کنظام سیاسي اجتماعي مختلف عن النظام الراسمالي، محتواه هو الغاء العمل الماجور والملکیة الخاصة. هذه الاستراتیجیة لیس افکار مجردة او مقولات تاریخیة یستوجب علینا تحقیقها، بل هي هدف ملموس وواقعي لطبقة محددة ومعینة اجتماعیا وتاریخیا. الطبقة التي تناضل یومیا بل في کل لحظة فی حیاتها بوجه الراسمال وسلطته، مع حزبها او بدونه.

تنظیم هذه الطبقة وحرکتها الاقتصادیة والسیاسیة والفکریة والنظریة والثقافیة بوجه الراسمال وسلطته لغایة اسقاطه وبناء النظام الاشراکي هو مهمة الشیوعیین ولکن لیست کل انواع الشیوعیة، بل اقصد شیوعیة مارکس. من هنا وفقط من هنا نحتاج بالضرورة التحزب الشیوعي. اذا كنا مشترکین في هذه الرؤیـة ولسنا مؤیدین لها، حینذاك، برايي نصل الی بناء تنظیم شیوعي مقتدر. ان الرؤیة السائدة لحد الان حول التحزب والتنظیم رؤیة غیر طبقیة وبالتالي غیر اجتماعیة. في التحلیل الاخیر ان الرؤیة السائدة هي شیوعیة من نوع اخر، ليست شيوعية ماركس.

لدینا تنظیماتنا ولجاننا ومکتب التنظیم، برايي ان مؤسساتنا هذه لا تمثل اطارا مناسبا لبناء تنظیم شیوعي وفق نظریتنا الشیوعیة للتنظیم. نحن نظمنا افرادا منفردین مشتتين، ومن ثم جمعناهم تحت قبة اللجان الحزبیـة ومن ثم شکلنا مکتب التنظیم بصورة اختیاریة من مسؤولي هذه اللجان. اقدام هؤلاء الافراد لیست علی الارض، ولا هم مرتبطین بای وجه من وجوه التحرکات السیاسیة ناهیك عن الطبقیة والحرکة العمالیة. وبالتالي ان لجاننا هي مؤسسة حزبیة تجمع فیها افرادا منعزلین، غیر مرتبطین (لا اقول لیسوا قیادیین) لا بالصراع الطبقي ولا بالإحتجاجات الطلابیة ولا الجماهیریة ولا النسویة... علیة و في احسن الاحوال نحن نشارك في الاحتجاجات العمالیة والجماهیریة اذا حالفنا الحظ بمعرفة وقوعها، بعدد من اللافتات وعدد من الاشخاص.

رؤیتي لتغيیر هذه الاوضاع هي السير نحو بناء تنظیم شیوعي، يبدأ من خارج هذا الاطار. يبدأ من واقع احتجاجات طبقیة للعمال بوجه کل وجوه الراسمال وسلطته، من النضالات الاقتصادیة الی النضال السیاسي والفکري والنظري. ان الطبقة العاملة وحرکتها الاحتجاجية، تنظیماتها المختلفة، روابطها وعلاقاتها الاجتماعیة المختلفة، حلقاتها العمالیة، علاقات منظمة حزبیة وغیر حزبیـة بین قادة عمالیین في قطاعات مختلفة، منظمات جماهیریة عمالیة... هذا هو اطارنا المناسب للانخراط الفعلي لتقویة الشیوعیة. وذلك من خلال توضیح رؤیة الحرکة العمالیة سواء کانت اقتصادیة او سیاسیة، آنیة او مستقبلیة. من هنا يبدأ التنظیم الشیوعي.

وفق هذا المنهج للتنظیم الشیوعي یترتب علینا تغيیر کثیر وکثیر "ولیس اصلاح" بدءا من رۆیتنا للتحزب الشیوعي الی الأسالیب العملیة وآلیاتها، من التمرکز والتموضع داخل الحرکة العمالیة بکافة اوجهها النضالیة، وبالتحدید التمرکز والعمل المنظم والمتواصل الیومي مع القادة العمالیین بمختلف توجهاتهم السیاسیة والاجابة علی کافة عوائقهم السیاسیة والتنظیمیة واسالیب والیات عملهم، الإستناد علی شبکات واسعة من التنظیمات العمالیة .. هدا یتطلب جملة تغیيرات مهمة علی صعید رؤیة قيادة الحزب، نشاطاتها وصرف طاقاتها ونمط تفکیرها. جرائدنا من ناحیة النوعیة وثم من الجانب الکمي... بعد ذلك نرجع الی بناء تنظیماتنا حسب بناء اللجان الشیوعیة. اي حسب تنظیم القادة والنشطاء العمالیین في مکان المعیشة والعمل، في المصانع والاحیاء السکنیة وفي الجامعات والمؤسسات الخدمیة... هنا وفقط هنا يبرز موقع ودور حرفيي او متخصصي الحزب من محرضين وخطباء ومبلغين وذلك بآنخراطهم في هذه اللجان کل حسب تخصصه. من هنا تبدا عملیة الاندماج والامتزاج، اي عملیة تحول الحزب الی قنواته الاصلیة، تنظیم الطبقة العاملة وقادتها.

اما بخصوص اعضائنا الموجودین، ومن خلال هذه التحولات، یدرکون موقعهم ودورهم الحزبي والسیاسي بصورة سلسة. حیث یتحولون الی قاعدة تنظیمیة للجان الشیوعیة. فی التحلیل الاخیر لدینا عدد من اللجان الشیوعیة فی بغداد مثلا، هذه اللجان مجتمعة تشکل منظمة بغداد للحزب. هذه وصفة نموذجیة او افتراضیة.

هذه هي اسسنا للتنظیم. لکن هذا الاساس لا یرتبط مطلقا بمرحلة معینة. لا یرتبط بوضع ثوري او وضع غیر ثوري، وضع سیناریو الاسود او سیناریو ابیض، وضع مستقر او غیر مستقر. فی کل هذه الاوضاع تبقی اسسنا التنظیمية ونظریتنا للتنظیم علی الأسس نفسها بدون تغيیر. لکن الاوضاع السیاسیة تؤثر علی ادائنا السیاسي والنضالي. حين ننظر الی الاوضاع الثوریـة الراهنة، نری بانها تساعدنا کثیرا لتحقیق هدفنا بتشکیل اللجان الشیوعیـة، من حیث سرعة الحرکة وتوفیر الیات عمل مناسبة متناسقة مع الوضع الراهن، ثم الوصول الی النتیجة بفترة اقل مما لو كانت اوضاع غیر ثوریة او مستقرة.


المنظم الشيوعي: إذن يتضح من حديثكم ان الهدف في هذه المرحلة والاسس التي تتمحور عليها ايضا هو بناء اللجان الشيوعية، بالمعنى الاجتماعي للجنة، ولكن السؤال المطروح ماهي الاليات العملية لتحقيق هذه الهدف، أي من اين نبدء، ومن اين نوجه ونرشد تنظيماتنا وكوادرنا؟

سامان کریم: کما ذکرت اعلاه ان نظریتنا للتنظیم الشیوعي لا ترتبط بمراحل معینة بل اساسا تبدأ من عملیة بناء الحزب قبل تشکیله ان صح التعبیر. وهي عملیة منظمة ومتواصلة لغایـة تحقیق الهدف. ربما تتغیر الیات تشکیلها، لکن الاسس والتقالید النضالية تبقی کما هي.

اما بخصوص من این نبدأ ؟ اکدت في معرض اجابتي علی سؤالکم السابق، علی ان بدایة هذه الحرکة هي حرکة سیاسیة و اجتماعیة في قلب الطبقة العاملة وحرکتها النضالیة في مواجهة الراسمال، سلطته ودولته. هذا محور اهم. اما بعد تبدأ الحرکة من قیادة الحزب ولیس من تنظیماتنا. علی قیادة الحزب تغیير نفسها. طبعا لا اقصد عبر النقد والنقد الذاتي الذي یشتهر به الیسار اللاعمالي. بل من خلال تغیر حرکتها السیاسیة والعملیة، اسالیب والیات عملها. و أهم من کل ذلك ترکیزها على وتمرکزها داخل الحرکة العمالیة وجزئها الطلیعي، حلقاتها وشبکات علاقاتها التنظیمیة المختلفة. توضیح افاق حرکتها الاقتصادیة، نضالاتها الیومیة، عوائقها التنظیمیة سواء کانت جماهیریة او غیر حزبیة او حزبیة، "عمالیة" او شیوعیة. تقویة روابط نضالیة بین قادة الحزب والقادة العمالیین بغض النظر عن تصوراتهم، لکن الترکیز الاکثر علی الشیوعیین منهم. بمعنی اخر تغیير مشغلة القیادة بالکامل بحیث تتحول الحرکة العمالیة واقتدارها، تقویة الشیوعیة العمالیة وحزبها، الی صدر اولویاتها السیاسیة والعملیة والنظریـة.

بعد ذلك تترتب علی عاتقنا جملة من التغیرات المهمة، منها اعداد عدد من المنظمین الحرفیین، اعدادا مناسبا، هذه المهمة في صدر اولویاتنا، لخلق او ایجاد عدد من المنظمیین الحرفیین ملمین بشؤون التنظیم الحزبي وغیر الحزبي، تنظیم عمالي وشبکات عمالیة، مشاکلها وعوائقها، فنون العمل الجماهیري والنضالات العمالیة. وتغیر محتوی جرائد الحزب یتوافق مع هذا التوجه. الشیوعیة العمالیة، یجب علیها الترکیز علی العوائق الفکریة والنظریة التي تعیق الحرکة العمالیة. نقد نظري وفکري مارکسي ضد الراسمالیة، ودولتها، الطبقة البرجوازیة وحرکاتها المختلفة من القومیة العربیة الی الاسلام السیاسي ومن الآصلاحیة الی الدیمقراطیة. بمعنی اخر تحویل جريدة الشیوعیة العمالیة الی مرجع فکري ونظري مارکسي عمیق بأیدي قادة الطبقة العاملة والحرکات الاحتجاجیة الاخری. صحیفة المنظم، هي مسماة باسمها، الترکیز الاکثر علی اجابات سیاسیة وعملیة واضحة لأشکال وانواع مختلفة من تنظیمات عمالیة حزبیة وغیر حزبیة. تنظیمات شبابیة وطلابیة وجماهیریة مختلفة خصوصا في ظل الاوضاع الثوریة الراهنة. برايي اذا یتمکن "المنظم" تلبیة جزء من مطالب القادة العمالیین والاحتجاجات الجماهیریة والشبابیة الحالیة من ناحیة التنظیمیة، ستتحول الی اداة قوة لبناء صف من القادة المنظمین الذين نحتاجهم مثل ضرورة الماء للسمك. "الی الامام" برأيي یجب علینا تحویلها علی الاقل الی اسبوعیة، والترکیز علی اجابات سیاسیة وعملیة اسبوعیة لمجریات امور النضال العمالي والجماهیري والشبابي. الهدف هو تحویلها الی اداة قوية ومؤثرة بید طلیعيي وقادة الحرکات العمالیة والجماهیریة الراهنة.

سایت الحزب شاشة الحزب. من جانب یجمع کل جرائد الحزب والادبیات المارکسیة حسب اولویاتها ومن جانب اخر اداة مهمة للحزب ومکتبة للعمال وقادتهم والتحرریین لیس في العراق فحسب بل في العالم العربي علی الاقل، جلب انتباههم من خلال حوارات السایت معهم، ونشر نضالاتهم ومشاکلهم ومعاناتهم واجابتنا لهذه الامور. براي یجب تفعیل قنوات مختلفة من فیس بوك بشکل تخصصي وربطها بسایت الحزب.

بعد کل ذلك وتغیرات ضروریة اخری نصل الی کوادرنا والعمل الحزبي معهم في سبیل انخراطهم في هذه المهمة وفق عمل تخصصي لکوادر الحزب. شبکة الاعضاء لتوزیع الجرائد باسالیب مختلفة مثلا التي قررنا علیها وبدانا بها، باشراف احد کوادر الحزب، اعداد صف من المراسلین الصحفیین منهم...ومن هنا وحسب قرار المکتب السیاسي نوجه کافة کوادرنا واعضائنا الی الإنخراط والتدخل الفعال في الاحتجاجات الجماهیریة الحالیة عبر قناة لجنة الاحتجاجات الجماهیریة، والعمل فیها لتقویة الحزب والتوجه المقرر في بلاتفورمنا المقرر في اجتماع الموسع الــ 24 للجنة المرکزیة للحزب.

اخیرا اری ان الاوضاع الثوریة الراهنة تساعدنا کثیرا في تحقیق بناء اللجان الشیوعیة، بشرط ان نتحرك وفق خطتنا المدروسة. خصوصا في بدایة هذه المرحلة في الاحیاء السکنیة وذلك من خلال وجودنا المستمر والمتواصل مع کثیر من المجامیع الشبابیـة والطلابیة.


المنظم الشيوعي: اننا نعيش في ظل اجواء ثورية في العراق والمنطقة، هل ثمة فرق في بناء اللجان في هذه الاوضاع عن بناء اللجان في الاوضاع العادية للمجتمع؟ هل ثمة تغير في اهداف كل مرحلة واساليبها وغير ذلك؟

سامان کریم: کما قلت من ناحیة الافق التنظیمي والتقلید النضالي لیس هناك تغیر ما حسب مراحل مختلفة. لکن آلیات العمل وسرعة الحرکة لبناء اللجان الشیوعیة یتغیر وفق المراحل المختلفة. اما بخصوص تغیر اهداف المرحلة، من الناحیة النوعیة لیس هناك تغیر جوهري، ولکن من الناحیة الکمیة حتما هنالك تغیرات. مثلا بناء عدد من اللجان، تنظیم اللجان المختلفة، تحت سقف قیادة علیا في مدینة ما مثلا. وتتغیر الالیات العملیة وفق مراحل مختلفة. مثلا في اوضاع السیناریو الاسود تختلف کل الامور مقارنة بالأوضاع الثوریـة الراهنة.

المنظم الشيوعي: اود ان اتطرق لموضوع اخر يختلف نوعا رغم الصلة الوثيقة بما تحدثت عنه. تحدثت وثيقة بلاتفورم الحزب وخطته العملية الصادرة من قبل الاجتماع الموسع الـ24 عن تنظيم الجماهير واكدت عليه. من المؤكد ان هذا موضوع يتخطى اطار التنظيم الحزبي، السؤال المطروح: ماهي سياسة الحزب تجاه التنظيم الجماهيري في هذه المرحلة، وخصوصا في ظل ظهور كثرة من المجاميع الشبابية المختلفة الفاعلة على صعيد هذه الحركات في العراق؟

سامان کریم: سؤال وجیه ومهم. سیاسة الحزب بإطارها العام مدونة في خطة عمل الحزب "استراتیجیة الحزب" المقرر من الاجتماع الموسع اڵــ 24 للجنة المرکزیة للحزب. الاوضاع الثوریة افرزت مجامیع شبابیة مختلفة التوجه والاتجاه السیاسي، افرزت مجامیع طلابیة وبرايي افرزت مبادرات عمالیة مختلفة، وستفرز مبادرات جماهیریة مختلفة ایضا. هذه هي افرازات اجتماعیة، انبثقت في خضم الاوضاع الثوریة الراهنة. وهي کلها معطاة اجتماعیآ. اي المجتمع والتحولات والتغیرات التي تجري في طیاتها وفرت لنا هذه الالیة. علینا تنظیمها وفق اسالیبنا النضالیة ووفق رؤیتنا السیاسیة والتنظیمیة.

في وثیقتنا المذکورة اکدنا في الفقرة الاولى من مهام الحزب علی توسیع رقعة الاحتجاجات ورفع الإستعداد السیاسي لقادتها وتوحید صفوف الحرکات الإحتجاجیة .... یتکرر هذا في وظائفنا الفوریة ایضا. في هذه المهمة او الوظیفـة ثلاثة مقاطع مختلفة: توسیع الاحتجاجات، رفع الإستعدادات وتوحید الصفوف. هذه الکلمات الثلاثة توضح لنا عملنا التنظیمي. أن الاسلوب النضالي الشائع لحد الان هو التظاهرات في الشوارع وميادين المدن العديدة، يجب تقوية هذا الاتجاه. هذه هي میزة اسلوب النضال الجماهیري لحد الان. علیه تنظیم هذا الامر یشکل جزءا من مهامنا الفوریة.

نحن في هذه المرحلة امام حالة تنظیمیة خاصة، تنظیم شباب "الشوارع". الشباب منظمین في مجامیع شبابیة مختلفة وبأسماء مختلفة. هذه النوعیة من المجامیع لیست حالة جدیدة، بل شاهدناها في مصر وتونس وشاهدناها في اوروبا في نهایة الستینیات التي سمیت بالثورة الشبابیة. مع هذا یتطلب نوعآ خاصآ من التنظیم، حرکاتهم، مطالبهم، افقهم السیاسي، تنظیمهم... لا محلیة اي غیر مرتبطة بجغرافیا معینة، لا صنفیة ولا مهنیة، ولا طبقیة وحتی غیر مرتبطة بمطالب الشباب بصورة مباشرة. میزة احتجاجاتهم هي في الشوارع والساحات العامة، میزة مطالبهم هي عمومیة من تغیر النظام الی الاصلاحات، الغاء المیلیشیات، اطلاق سراح المعتقلین، التوظیف وضمان البطالة، زیادة مفردات البطاقة التموینیة، توفیر الحریات السیاسیة والفردیة والمدنیة... علیه یتطلب نوعآ خاصآ من التنظیم.

في سبیل تنظیمهم یجب توضیح الرؤیة السیاسیة لحرکتهم، وهي موجودة في خطتنا العملیة بصورة شاملة وواضحة. بعد ذلك جمعهم في اطار تنظیمي مناسب تحت قیادة مشترکة، من کل مجموعة شخص او اکثر وفق امکانیاتها وطاقاتها. وهناك لجنة الاحتجاجات الجماهیریة في العراق التي طرحت نفسها کقیادة للتحرکات الراهنة وتحاول جمع ما یمکن جمعه من المجامیع الشبابیة هذه تحت قبة قیادیة واحدة. نحن في الحزب ندعم مسعاهم ونتضامن معه في سبیل تحقیق تنظیم کل هذه المجامیع في منظمة واحدة حتی ولو بشکل ائتلافي، وحول بلاتفورم او لائحة سیاسیة عملیـة موحدة. یجب ان لا ننسی ان تلك المجامیع الشبابیة منبهره بالفیسبوک. یبدوا لهم ان الفیسبوک هي التي اشعلت نیران الحرکات الثوریة، علی هذا الاساس سمیت هذه الحرکات بـ"الحرکات الالکترونیة". انها مغالطة سیاسیة عملیة کبیرة، حیث الاداة او الوسیلة حلت محل الموضوع او الواقع الملوس. هذه آفکار وسیاسة برجوازیة المراد منها ازالة فکرة التحزب من ادمغة الجیل الجدید. لکن و رغم هذا علینا استخدام هذا القناة اي فیس بوک کوسیلة عصریة مهمة للنشر وحشد القوی وخصوصا القوی الشبابیة.

یجب ان لا ننسی توسیع رقعة الاحتجاجات عبر نقل دائرة الاحتجاجات الی الاحیاء السکنیة والمعامل والجامعات. من خلال تشکیل لجان الاحیاء والمعامل والجامعات، من خمسة اشخاص او اکثر، او اي شکل اخر من التنظیم وحول لائحة مطالبیة قصیرة وواضحة. بعد ذلك ربط هذه اللجان بقیادة ائتلاف للحرکات الاحتجاجیة. حینذاك سيصبح لدینا مجامیع ومنظمات مختلفة تحت قبة قیادیة موحدة.

و بخصوص وظائفنا الفوریة، علینا التحرك الفوري نحو محورین. الاول: تحدید محلة من المحلات السکنیة والترکیز العملي والسیاسي والتنظیمي علیها، عبر لجان المحلة، الوصول بها الی تجمعات عامة واخیرآ بناء مجلس المحلة. ثانیآ: الترکیز علی شرکة النفط او احد مۆسساتها الرئیسة، لتنظیم العمال وهذه وظیفتنا المهمة حزبیا وغیر حزبیا وایضا لحثهم على التدخل وانخراطهم کجزء قیادي في توسیع المد والوضع الثوري، وفق خطة سیاسیة تنظیمیة مدروسة.


المنظم الشيوعي: لاتي على امر محدد جداً. ان احد نواقص الحركة الاحتجاجية الثورية في العراق هو ضعف التنظيم وغياب التنظيم على صعيد الحركة ككل، وفي احسن الاحوال باشكال اولية نوعا ما، (لايغيب عن بالنا عن ان هناك جماعات كثيرة منظمة بحدود معينة)، ماهي سياسة الحزب للرد على هذه القضية؟ ماهو راي الحزب بتوحيد هذه المجاميع او التنسيق بينها، وهل ان الوضعية الراهنة يمكن دوامها ان اردنا الدفع بهذه الحركة وارتقائها؟ واذا كانت لا، ماهي خطواتنا العملية لهذا الامر؟ ومن اين نبدء بذلك؟

سامان کریم: اذا القصد هو تنظیم الحرکة في مراحلها الاولی، أجبنا علیه في سؤالکم اعلاه. لکن قضیة الارتقاء بها هي اولا نسبیة اي هناك درجات مختلفة من الارتقاء من جانب ومن الجانب الاخر هناك نوعیة الارتقاء الحرکة. علیه اجابتي محددة بتصورنا للارتقاء کحزب شیوعي عمالي و لدینا برنامجنا" نحوعالم الافضل" و "بلاتفورمنا" ایضا.
ان الوضعیة الثوریة الراهنة هي مؤقتة، اما البرجوازیـة وسلطتهاومیلیشیاتها، احزابها المختلفة تخمدها او تسحقها او تتحول الی الثورة الجماهیریة العارمة. ان المراحل المؤقتة تفرز اشکال وانواع من التظیمات المرحلیة المؤقتة، مثل ما شرحنا اعلاه، وهي تنظیمات مؤقتة، للاجابة علی الأوضاع مؤقتة. هذه التنظیمات وبهذه الممیزات الموجودة حالیا لیس بامکانها مؤازاة المرحلة الحالیة ناهیک عن بقائها و دیمومتها. ان تطویر وتقویة هذه المنطمات وجعلها مترسخة مرهونة بقضیتین او محورین مختلفین:
الاول والاهم: تدخل و انخراط کامل و فعال من قبل قیادة حزبنا وکوادرها لتطویر الوضع الثوري، عبر تقویة وتطویر الشیوعیة العمالیة من حیث الرؤیة السیاسیة واسالیب نضالیة وتنظیمیة مختلفة، ثم تقویة الحزب و مؤسساته بما فیها بناء اللجان الشیوعیة في الاحیاء السکنیة والمعامل والجامعات.
ثانیآ: تطویر الاوضاع الثوریة، خارج عن مسعانا او عبر تآثیر الحرکات الثوریة في المنطقة مثلا.
بابین مختلفین، نحن نعمل بکل طاقاتنا علی تطویر و توسعة الاوضاع الثوریة من خلال المحور الاول.اي تقویة الحزب. ان تقویة الحزب من منظورنا هي تقویة و تطویر للوضع من جانب ومن جانب اخر عملیة لترسیخ منظمات جماهیریة و عمالیة و شبابیة و نسویة و طلابیة. هذا ما اکدنا علیها بصورة واضحة في خطتنا العملیة و السیاسیة. براي و في هذه المرحلة ان عملیة بناء الحزب السیاسي لا تنفصل عن بناء او نهوض بحرکة جماهیریة عمالیة شبابیة واسعـة علی صعید العراق.
آذن علینا ان نبدا من الحزب و الحزب فقط. و ان نستلهم دروس الثورات والحرکات الثوریة في مصر وتونس وکردستان العراق وبلدان اخری. من هنا ان عامل الوقت مهم ومهم جدآ وعامل الوظائف الفوریة. لماذا هذا التاکید ؟! لان الاوضاع لیست تحت سیطرة قوانا ولا القوی التقدمیة وحتی اذا کان تحت سیطرتنا، البرجوازیة ومیلیشیاتها المحلیة والدولیة، اعلامها الماجور، کتابها ومفکریها تقف لنا بالمرصاد لسحقنا. والحال کهذا علینا الترکیز والاستفادة القصوی من الوقت والعمل علی اولویاتنا لتحقیقها وانجازها باسرع وقت ممکن. تنظیم علاقات نضالیة بین القادة العمالیین لتشکیل لجان معملیة او شکل تنظیمي مناسب بین طلیعي الطبقة العاملة، العمل معهم لتقویة الحزب بین صفوفهم، و العمل في محلة سکنیة او محلتان لتشکیل لجان الحي ومن ثم تطویرها التجمعات العامة المنظمة اي الی المجالس اهالي الحي.
المهمتین تؤدیان لا محال الی تطویر الوضع الثوري وتوسیعها وتؤدی لا محال الی ترسیخ منظمات جماهیریة وعمالیـة مترسخة، وتؤدي ایضا الی بناء او آرضیة قویة لبناء اللجان الشیوعیة. بهذا المعنی تجاوزنا المنظمات المؤقتة. هذا هدفنا وطریقتنا لبناء منظمات عمالیة وجماهیریـة. اذن براي العملیـة السیاسیـة المنظمة التي نهدف الیها مرهونة بعمل الحزب، و لیس ای شێ اخر، مرهونة باجراء وتحقیق خطتنا السیاسیة والعملیة. هذا یتطلب تغیر جذري في رؤیتنا السیاسیة واسالیب عملنا وعملنا الشیوعي والحزبي، ورؤیتنا للحرکة العمالیـة من جانب ومن جانب اخر یقع علی عاتقنا جملة من الوظائف المهمة کما آشرنا الی عدد منها اعلاه. 25 نيسان 2011

#سامان_كريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات