أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف مليكة - مصرع بن لادن شيخ دعاة السلفية















المزيد.....

مصرع بن لادن شيخ دعاة السلفية


شريف مليكة

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفاوتت ردود الأفعال بعدما فاجأ العالم الرئيس باراك أوباما بخطاب تليفزيوني بثه إلى الشعب الأمريكي خاصة، وللعالم أجمع، قرب منتصف ليلة الأحد الأول من مايو 2011. بالطبع كان فحوى الخطاب ـ كما يعلم الجميع الآن ـ بخصوص عملية القوات الخاصة بالاشتراك مع جهاز المخابرات الأمريكية للانقضاض على منزل ـ أو فيللا كما علمنا فيما بعد ـ أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الواقع في منتصف مدينة ابوتاباد الباكستانية الواقعة نحو 120 كلم عن العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وعلمنا إن القوات الأمريكية استطاعت تصفية بن لادن وثلاث أشخاص كانوا بصحبته قيل إن أحدهم كان ابنه. وعلمنا أنهم تحققوا من شخصية بن لادن وحملوا جثته معهم وطاروا بها إلى أفغانستان. وفي اليوم التالي (الاثنين) علمنا أن الجثة ـ بعد إتمام الشعائر الإسلامية ـ قد ألقيت في البحر.

وكما قلت فقد تفاوتت ردود الأفعال تجاه كل هذا حتى أن نفى بعض السلفيين مثل جماعة "الصحابة" و"أنا مسلم" مثلا، صحة الخبر وادعوا أن أنباء مماثلة كانت قد انتشرت من قبل ثم عادت تسجيلات صوتية لبن لادن، أو منظمة القاعدة، لتكذبها فيما بعد. وبجانب هؤلاء إدَّعى البعض بأن الأمر برمته لا يعدو أن يكون سوى جزء من حملة الدعاية الانتخابية القادمة للرئيس أوباما. ولكن جاء رد الفعل الرسمي للحكومات العربية يعبر عن ارتياح للخبر بشكل عام. ولكن على المستوى الشعبي فقد اختلف الأمر. فالبرغم من اتفاق الغالبية من المثقفين على كراهيتهم لبن لادن وجماعته، أو على الأقل لاختلافهم مع توجهاتها السلفية العنيفة، إلا أن كراهيتهم لأمريكا طفت فوق مشاعر البعض منهم فنددوا بمقتله بالرغم من كل شيء. أما عن القوى الإسلامية السياسية الواضحة الوجود مثل منظمة "حماس" في غزة، أو "جماعة الإخوان المسلمين" في مصر فلقد نددوا رسميا بعملية الاغتيال، وجاء رد فعلهم اليوم تعضيدا لمواقفهم الأولى في الإشادة بالبطل المجاهد الشيخ أسامة بن لادن الذي طالما ما صرح بتكفير الغرب شعوبا وحكومات، وبمنظمة القاعدة الجهادية صاحبة العمليات الارهابية الدموية ضد المدنيين حول العالم، بما فيهم المسلمين بداخل المساجد في باكستان والعراق، أو على الأقل التجنب التام لتوجيه أية اتهامات أو استنكار لأعمال القتل والتدمير التي اشتهرت بها منظمة القاعدة حول العالم على مدار خمسة عشر عام أو أكثر. وجاء رأي تلك الجماعات معبرا عن كراهية للغرب بصفة عامة، ولأمريكا بصفة خاصة من جهة، وتعضيدا للحركات الاسلامية حول العالم من جهة أخرى. وقد صدرت تصريحات عدة ـ بطول السنين ـ لزعماء ومتحدثين رسميين باسم هذه الحركات الإسلامية تعبر فعلا عن تلك المواقف بما لا يدع مجالا للشك. وحتى مؤخرا فقد خرج متحدثون عن تلك الجماعات يحذرون من ردة الفعل والانتقام المتوقع إزاء ما حدث.أما على المستوى الدولي فلقد جاء الموقف العالمي متباينا تماما مع الموقف العربي والإسلامي. فلقد عمت الفرحة ونزل الشباب للشوارع للاحتفال، بل وحتى الشباب الأمريكي المسلم في ديربورن مشيجان شارك في الاحتفال بموت بن لادن، فكان ذلك ـ في رأيي ـ من أهم ردود الأفعال في عيون المواطن الأمريكي العادي ليرى بأم عينيه رد فعل المسلم الأمريكي المناهض لحرب القاعدة وبن لادن ضد الغرب وضد أمريكا بصفة خاصة الذي كان لهم أسوأ التأثير حيال نظرة العالم للإسلام وللمسلمين، التي لم يكن أعتى المتعصبين من المسيحيين أو اليهود أن يأتوا ولو بجزء من رد فعلهم حيالهما مهما فعلوا.

أما عن رد الفعل الديني الرسمي فقد جاء رد الفعل متحفظا من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي دعا له بالرحمة، ثم استنكر إلقاء جثته في البحر لأن "إكرام المؤمن دفنه". ولكني لم أجد رد فعل محدد للكنيسة المصرية.
أما عن الفاتيكان فقد أصدر تصريحا رسميا يقول بأن حيال موت إنسان لا يجب أن يفرح المسيحي ولكن يتأمل في المسؤولية العظيمة للإنسان حيال الله، ويأمل في ألا تصير أفعاله سببا في المزيد من الكراهية بل السلام. أما ما استوقفني فكان تصريح الـ "دالي لاما" زعيم البوذيين الروحي الذي قال إن موت بن لادن كان يجب أن يستحق التراحم أو الغفران ولكن الغفران لا يجب أن يعني النسيان، لذا فلو اقترفت أمرا جسيما فيجب أن يكون هناك رد فعل مناسب.

أما عن رأيي الشخصي حيال موت بن لادن، فأنا أرى الأمر من منظور رمزي فقط. فمن المعروف إن أيمن الظواهري كان المدبر الأول والمنظر لمنظمة القاعدة وهو ما يزال على قيد الحياة، مما يعني ضعف التأثير اللوجيستي لأداء المنظمة بعد موت بن لادن. ولكن موته يحمل نتائج أبعد من ذلك التأثير المادي المتوقع لغيابه. فأسامة بن لادن كان الزعيم الروحي للحركات الأصولية الإسلامية وكانت نجاحاته المتتالية في مراوغة أعتى الجيوش والأجهزة الاستخباراتية على وجه الأرض، ومجرد البقاء على قيد الحياة، كان له أقوى الدلائل على نجاحه الشخصي، بل ونبل مقصده أو تعضيد قوى إلهية تعينه على الاستمرار في تجنب قوى الشر المضادة. في حين إنه من البديهي أن يدرك المرء ـ إذا ما تخلص من قيود الولاء الأيديولوجي ـ إلى حقيقة واضحة وهي أن بن لادن وجماعته لم يكونوا يمثلون سوى قوة أصولية إسلامية تدعو للتخلف، وتحارب قوى التقدم والحضارة في العالم أجمع. فلا يمكن أن يعقل أحد أن العالم أجمع قد عقد العزم ـ كما يدعون ـ على محاربة الاسلام والمسلمين فجأة هكذا، حتى ينبري بن لادن وأتباعه بإعلان الحرب الدينية ضد "الطاغوت اليهودي المسيحي" للدفاع عن الإسلام. فمن المؤكد إن أسامة بن لادن وأعوانه كانوا أول من بدأ هذه الحرب، ولم يقم الغرب بردة فعل مؤثرة سوى بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001. وهي لم تكن ـ من جديد ـ سوى ردة فعل. إذن فقوى الظلام وأصحاب الأيديولوجيات السلفية الدينية هم من أعلن الحرب على قوى التقدم والحرية التي أثمرت ـ بكل أسف ـ الآلاف من القتلى والمشوهين حول العالم، والتي كان ـ للأسف أيضا ـ جزء لا يستهان به من ضحاياها من بين المسلمين الذين اعتدي عليهم تنظيم القاعدة في العراق وفي باكستان وأفغانستان وفي المغرب العربي وفي مصر وحتى في برجي التجارة العالمي بالولايات المتحدة. هذا بالإضافة للملايين المشوهين نفسيا، الذين كانوا وما يزالوا يتبعون هذا التيار الظلامي، ويمجدون زعيمه الراحل الشيخ أسامة بن لادن ـ رحمه الله ـ لأنه في رأيي، الوحيد القادر أن يشمله برحمته الواسعة.



#شريف_مليكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مصر القديمة، إلى مصر الجديدة.. إلى المطار!
- مصر الجديدة
- يجب ألا تنطفئ شعلة الثورة المصرية
- الشعب أراد تغيير النظام... فتغير!
- عار النظام المصري المحتضر
- لا للكنيسة! لا للأزهر! لا للإخوان المسلمين! ولا لمبارك!
- ثورة -حرافيش- 25 يناير 2011 المصرية
- زهور بلاستيك رواية الفصل الثاني عشر (الأخير)
- زهور بلاستيك رواية الفصل الحادي عشر
- زهور بلاستيك رواية الفصل العاشر
- زهور بلاستيك رواية الفصل التاسع
- زهور بلاستيك رواية الفصل الثامن
- زهور بلاستيك رواية الفصل السابع
- زهور بلاستيك رواية الفصل السادس
- زهور بلاستيك رواية الفصل الخامس
- زهور بلاستيك رواية الفصل الرابع
- زهور بلاستيك رواية الفصل الثالث
- .زهور بلاستيك رواية.. الفصل الثاني
- زهور بلاستيك رواية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف مليكة - مصرع بن لادن شيخ دعاة السلفية