أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز قادري - الحصار الدامي للمدن السورية














المزيد.....

الحصار الدامي للمدن السورية


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأة يكتشف النظام السوري أن هناك من ينوي إعلان إمارة إسلامية في درعا، وكأنّ أجهزته الأمنية الكثيرة مشغولة بحصاد الفول على المريخ درءاً للمل، صفاقة لا يعرف النظام كيف يلملم أذيالها، أو إخراجها بشكل يدعو المرء للإبتسام بسخرية والدمع في عينيه.
مدينة درعا محاصرة منذ عشرة أيام: بلا ماء، ولا دواء، لا خبز ولا كهرباء، لا وسائل إتصال، ومجازرعلى جميع المستويات.
لا أحد يعرف حجم الجرائم التي تُرتكب، رغم الأصوات الكثيرة التي تستغيث: شاهد العيان الذي يستعين بهاتف من البلد المجاور،
يخبرنا عن القليل من التفاصيل: جثث مازالت في الشوارع، عشرات الجرحى والشهداء.
بعد أن رأى النظام الإحتجاجات تتكاثر يوما بعد يوم، لتأخذ طابعاً مختلفاً، كمّاً ونوعا، من حيث الشعارات، ومن حيث الإمتداد الجغرافي والعددي، رغم الدّم والمجازر وبسببها، تقدم خطوة أُخرى وأخيرة نحو الخيارالأمني. درعا الأكثر تأجّجاً لأنّها دفعت القسط الأكبر من الشهداء، تولّت رفع شعارات تجاوزت الحاجز المطلبي، كان لابدّ أن تكون في مقدمة المدن المحاصرة لإسكاتها تماما، مّما يتيح للنظام إخماد المظاهرات في المدن والبلدات الأُخرى، إن كان خوفا، أم من خلال محاصرتها أيضا، كما يحصل الآن في دوما، والمعظميّة وبانياس، والدور قادم على بقيّة المدن.
لو عاينّا أسباب هذه الخطوة، لوجدناها كثيرة ومتداخلة، حتّى لو تناسينا قليلاّ طبيعة النظام الذي أكدّها إصراره على الحل الأمني، والجرائم التي إرتكبها، المزيد من القتل والمزيد من الإعتقالات، واصلاحاته الشكليّة البطيئة المتأخرة أصلاً، عن حركة الشارع ومطالبه، كرفع حالة الطوارئ، وإلغاء محاكم أمن الدولة، وقانون قمعي للتظاهر.
فعلاً، شكلّت درعا خطراً على النظام منذ البداية، إصرارها على مطالبها لم يتوقف، منذ إعتقال أطفالها وتعذيبهم، مروراً بالمجزرة الأولى، ولكونها أصبحت لاحقاً رافعة للإنتفاظات في المدن الأُخرى، ليس لهذه الأسباب فقط، بل هناك سبب إضافي، قد يبدو للوهلة الاولى،
سبباً غير جوهري، ولكنّنا نراه من الأسباب التي دفعت بالنظام إلى إرتكاب مجازر ذكّرتنا بنظام القذافي الشقيق، لم يستطع النظام أن يحتمل استقالة عضوين من مجلس شعبه العتيد، هذه الإستقالة التي تفضح كذبه الذي روج له طوال الوقت، كونها جاءت إحتجاجا على جرائمه التي لم تعد تحتمل، حتى من قبل أعضاء هذا البرلمان الكرتوني، ومن جهة أخرى، قد تدفع آخرين إلى سلوك نفس هذه الطريقة الإحتجاجية، ( لم يجرؤ أحد طوال المرحلتين الأسديّة على فعلها ) وفعلاً حصل ما كان يخشاه النظام، فسرعان ما تتالت الإستقالات: إستقال عضوان من مجلس المحافظة في درعا، أحدهم قدّم استقالته من حزب البعث أيضاً، لتنتقل الحالة إلى بانياس التي قدم فيها ثلاثون عضواً استقالتهم من حزب البعث، ولحجم الكارثة التي تحصل في درعا، قدّم أكثر من مئتين من الأعضاء الدرعاويين استقالتهم من حزب البعث، والحبل على الجرار.
كلّ ما نعرف عن طبيعة البرلمان السوري الشكلي، وعن حزب البعث الذي تحكمه الأجهزة الأمنيّة، لا يتناقض مع أهميّة الإستقالات التي تمّت، لكون هذه الإستقالات جاءت من بيت النظام، فهي ردّ بيّن على كذبه وفبركاته، ومن جهة أُخرى، خوفه من وصولها إلى مؤسسّات وقطاعات
أُخرى في حال إرتكابه المزيد من الجرائم، كما هو متوقع، في أكثر من مكان.
كلّنا أمل أن تتسع التظاهرات، ويزداد غليان الشارع لوقف آلة الموت الهمجية على درعا التي تُحاصر وتُجزر، ولتتجنّب المدن الأخرى المصير نفسه، ولكي لا يستفرد بكل مدينة على حدا، خاصة وجرائم النظام أصبحت مفضوحة أمام سمع العالم وبصره، العالم الذي بدأ بالتحرك بما هو أكثر من إدانة خجولة.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يد الى السماء
- فردة الحذاء التي سرقها البحر
- لا يكفي الذي يكفي .... اصدار جديد
- كمن اضاع البيت
- ممرات
- الرقابة في سورية مشكلة الرقيب ام مشكلة المؤسسة؟
- الشاعر السوري : فواز قادري في حوار مع جريدة العرب اليوم الار ...
- فخاخ سليم بركات -شهادة - منشورة في العدد الخاص من حجل نامة
- مأتم سوريا الراقص
- كم قلتُ لكِ
- الأرض المجروحة ... نشور الكائنات
- شباك على غابة..ثلاثون صباحا ارقا
- ظل وردة عطشى .....قصائد
- قصيدة بسيطة كالحرب حرب صعبة كالقصيدة
- الضحايا في عراق ” الموت الجميل ” بشر وليسوا ارقاما
- بديهيات -اسرائيل-وسقوط النظام العربي الاخير
- صباحكِ له اجنحة...قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة..قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة وقلبي سماء.........الى..هبة
- .في الاول من ايار....كرنفال الايدي الخالقة


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز قادري - الحصار الدامي للمدن السورية