أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز قادري - مأتم سوريا الراقص














المزيد.....

مأتم سوريا الراقص


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 06:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وانا اتابع "مأتم سوريا الراقص" لا اعرف ما الذي ذكّرني بمأتم والدة صديقتنا الالمانية"سيكريت" كنا حينها في مطعم فخم إلتقوا فيه بعد الانتهاء من مراسيم الدفن الابناء والاحفاد والاشقاء والاصدقاء المقربون. لفتَ إنتباهي لا احد منهم تبدو عليه علامات الحزن: الالبسة الملوّنة, الإبتسامات, الاحاديث التي ليس لها اية علاقة بالمناسبة الحزينة ومعزوفات على الكمان تناوبت فيه شقيقة سيكريت مع احد اصدقائهم العزف عليه. سألتُ سيكريت التي كانت تدور على طاولات المتواجدين بشوْشة وملبيّة لرغباتهم : أنحنُ في عرس ام في مأتم ؟. اجابتني وإبتسامة خفيفة على شفتيها: هذه وصية إمي, ونحن ننفذ ما اوصت به . الالمانية العجوز لم تُرد لأحد ان يحزن حتّى في وفاتها. امّا في سورية الاسد فالأمر جد مختلف شتان بين وصية ووصية , فالأسد الأب لم يكتفِ بكل المآسي التي عاشها السوريون في زمن تسلّطه الطويل , بل اكثر من ذلك احب ان يورّث احد ابنائه حتى لاننساه ولا ننسى ما فعل .( قناعتي ان الاسد الكبير لديه اسبابه الوجيهة للتوريث, فلا احد كان بإمكانه وان رغب ان يزوّر فترة حكمه السوداء,والخراب الكبير الذي انجزه عل كل المستويات, وان يُسمي الجرائم الكثيرة بغير مسمياتها سوى احد من ابنائه فكان بشار.) ولنعد الى مأتمنا لنرى حال شعبنا السوري الراقص على جراحه, ولنرى ماذا فعل التوريث الحاقد بشعبنا المغلوب على امره والذي لم نرَ بعد صورته الاخرى!.
الصورة التي تمّ إخراجها بشكل سيّء جدا لللاستفتاء الحزين الراقص, والذي رآها كل العالم, هي بالمحصّلة صورة ستوًدي إلى نتائج عكسيّة ممّا اُريد منها. الصورة تقول :الشعب السوري فرح بموته ,فرح بإستلابه, فرح بجوعه الطويل الطويل,وها هو يملأ شاشات التلفزة برقاصاته واهازيجه,وإن كانت غير مبتكرة, ومكررة, ومملّة لأي مشاهد عادي لا يعرف لعبة هذه الانظمة, ناهيك عن مشاهد خبير عاش عمره كله وهو يتقزز من تفاهات النظام السوري الذي بات مُخجلا الى الدرجة التي لا يملك فيها ابسط مشاهد إلاّ ان يقول:" إلعبْ غيرها" ورغم ذلك لا يملك هذا النظام إلاّ ان يعيد ويزيد على ما ورثه من الأب المعلم.مادامت الآليات والعقليات التي تحكم سورية هي....هي,اضافة إلى ان اللاعبين الجدد اكثر سذاجة ,واقل خبرة ,واكثر تجاهلا لما حصل من تغيرعلى صعيد معرفة الحقائق كما كان في فترة الاسد ألاب .فاللاعبون الجدد لاتحركهم إلا بوصلة واحدة عمياء , يتوهمون بقدرتها على إرشادهم الى الطرق التي ستزيد من عمر النظام: المزيد من تقبيل ايادي امريكا,والتسوّل من "إسرائل"( العدوّ المزعوم) والذي تمّ على اساس عدائهاهذا, قصْل سوريا بكاملها لسنين طويلة. وهم يتمسّحون الآن( على اعتاب الذي يسوى والذي لا يسوى) فقط لتوافق على ايّ حوارات, علنية كانت اوسرية’والهدف الوصول الى ايّ تسوية ,بلا ايّ شروط , حتّى تلك التي هدفها حفظ ماء الوجه المتبخّر من زمن طويل.
الشعب السوري الذي عانى ما عاناه من هذا النظام, يعرف ان الدولة التي تُختزل بشخص واحد ,هي دولة غير موجودة ,إنما الموجود عصابة قانونها النهب والقتل والسجن,والغضب الذي يحل على رووًس من لا يطأطئون رووًسهم. وان الحزب الذي يُختزل بشخص واحد,هو حزب تحوّل الى حذاء,ينتعله هذا الشخص عندما يدخل الى الاماكن الاكثر إتساخا,وما اكثر الاماكن الوسخة التي دخلها "القائد الشاب" في فترة تسلّطه السابقة. والجيش الذي يُختزل بشخص واحد,هو جيش مسخرة لم يعد يربطه بالوطن أي رابط ,جيش مُسخّرلللحفاظ عليه فقط . فعلى أي شيء سيكافئ الشعب السوري بشار الاسد,أعَلى المزيد من الجوع الذي وصل الى حالة لم يعد هناك اقسى منها!. أعَلى المزيد من القمع الذي اهال المزيد من التراب على قبر المرحومة الحرية. اعَلى المزيد من التخبط الذي اصبح يحكم سياسته الطفوليّة الغير بريئة طبعا؟!.أعَلى .......وعلى..........وعلى...........؟.كل ذلك يوًكد ان الشعب السوري لم يكن هو الظاهر على شاشات التلفزة , إنما الظاهر كان شبح الاجهزة الامنية, (ولم يعد ذاك يُخفى على احد) القادر وحده في سوريا التجلّي بكل الاشكال؟!.





#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم قلتُ لكِ
- الأرض المجروحة ... نشور الكائنات
- شباك على غابة..ثلاثون صباحا ارقا
- ظل وردة عطشى .....قصائد
- قصيدة بسيطة كالحرب حرب صعبة كالقصيدة
- الضحايا في عراق ” الموت الجميل ” بشر وليسوا ارقاما
- بديهيات -اسرائيل-وسقوط النظام العربي الاخير
- صباحكِ له اجنحة...قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة..قلبي سماء
- صباحكِ له اجنحة وقلبي سماء.........الى..هبة
- .في الاول من ايار....كرنفال الايدي الخالقة
- شموع عيد الميلاد الاخير .الى تانيا في وحدتها العارمة
- عابرة ….. الى سيليفيا حبث تحتشد الارصفة بالغرباء
- موتى يقتسمون الوقت
- الى شهداء آذار والى نيروز, وامَي
- احتفي بكِ كما لم يحتفِ عاشق من قبل. اليها في عيدها
- فخاخ معلنة
- لا يكفي الذي يكفي
- رغم امتلائه با لحياة
- على شفة الناي الاغنية


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز قادري - مأتم سوريا الراقص