منفيون من جنة الشيطان 21

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 16:13
المحور: الادب والفن
    

منفيون من جنة الشيطان21

"وأجعلُ صُبياناً رؤساءَ لهُم، وأطفالاً تتسلَّطُ عليهم. ويظلم الشعبُ بعضُهُ بعضاً، والرَّجلُ صاحبَهُ. يتمرَّدُ الصبيُّ على الشيخِ، والدَّنيُّ عَلى الشريفِ./ أشعيا3: 4- 5.


هل كنّا بِحَاجةٍ إلى صَدَّام حسين
لِنكتشِفَ خُواءَنا الدَّاخليَّ..
هل كنّا بِحَاجةٍ لِأميركا
لِنكتشِفَ خُواءَ الأنظِمَةِ..
مَنْ قتلَ عبدَ الكريم قاسم!
مَنْ باعَ صدَّام حسين!
مَنْ قتلَ الحُسين بن علي!
هَكَذا نَحْنُ..
مثلَ وَرَقِ النّرْدِ المَمْحُوّ
نَنتقِلُ مِنْ يَدٍ إلى يَدٍ
وَعِندَمَا نبقى لِوَحْدِنا
نَذهَبُ إلى الرِّيحِ
أو البَحْرِ
أو العَدَمِ
من الأفضلِ
أنْ تسْتبدِلوا هَذِهِ الأجْهِزةَ الصَّوتيَّةَ
وَالأفْواهَ الّتي تلوكُ لُقَمَ الكلامِ
بِأفواهِ الخَنازيرِ
أو مُفاعَلاتِ الذَّرَّةِ
فَتلكَ مَداها أوْسَعُ
وَطاقتُهَا التَّدْميريَّةُ أسْرَعُ
أيُّها الطّافِحُونَ بِالوَطَنيَّاتِ
مِنْ كلِّ لونٍ
مثلَ بَالوعاتِ الأسْواقِ الشّعْبيَّةِ
ذاكَ الّذي قالَ
العِراقُ سَبْتْ تَنْكَـ
وَحْدَهُ يَعرِفُ كيفَ يَلْجمُ الرّائِحَةَ
ذاكَ الّذي
سَحَلُوهُ في الشّوارعِ
يَضعُونَ تمثالَهُ اليَومَ
في المَحارقِ
وَيَرْفعونَ إليهِ النّذورَ
ذاكَ الّذي رَأى
وَحْدَهُ الّذي عَرَفَ
وَأدْرَكَ..
قبلَ وِلادةِ صدَّام حسين
وقبلَ تمَشْيخِ أميركا
مَكانَ العِلّةِ وَالمَعْلولِ
وَأحْرَقَ إصبعَهُ بالنَّارِ
وَحْدَهُ..
مثلَ كلِّ الأنبياءِ
قوبلَ بِالخِيانةِ وَالعَارِ
وَالقتلِ وَالسَّحْلِ
هَكَذا..
هُوَ مَاتَ
وَاسْمُهُ لم يَمُتْ!
الأنبياءُ مَاتوا
وَأسْماؤهُمْ بَقيتْ
مَنْ يَتعلّمْ مِنْ مَنْ..
مَا نَفعُ أنْ تكونَ لَكَ مَكتبَةٌ
وَتاريخٌ أطوَلُ مِن السَّيَلانِ
وَلا تفهَمُ مِنْهُ شَيْئاً
مَا نفْعُ أنْ يَكونَ لَكَ فَمُ
حُوتٍ
وَأنتَ عَاجزٌ عَن
جَمْعِ عَائِلتِكَ حَوْلَ
مَائِدَةِ العَشاءِ
كلّهُمْ..
أولَئكَ الّذينَ فكّرُوا بِغيرِهم
قبلَ أنْفسِهُم
وَقَعُوا في بُرَكِ الخِيانةِ
هَكَذا..
منذُ امْرِئِ القيسِ
مَنْ يَخونُهُ اهْلُهُ
يَبْحَثُ عَن مَنخى لَدى الغرَبَاءِ
وَالّذي يَبيعُهُ الشرْقُ
يَبيعُ نَفسَهُ لِلغَرْبِ
هَل تقابلُ خِيانةَ المُجْتمَعِ
بِخِيانةِ الذّاتِ
لِمَاذا تسْتبدِلُ إذلالَ الأهْلِ
بِذلّ الغُرْبةِ..
مُنذُ بِداياتِ الخليقةِ
نَحْنُ نَهْرَبُ من بَعْضِنا
حتى أصْبَحَ الشّعْبُ شُعوبَاً
وَالمُجتمَعُ مُجْتمَعاتٍ
وَالعشيرَةُ عَشائِرَ
وَالقبيلَةُ أفخاذاً وَبُطوناً وَأطرَافاً
وَالدّينُ دياناتٍ وَمَذاهِبَ وَعَصَبيَّاتٍ
وَضَاعَتِ الخُطوطُ وَالاتصَالاتُ
وَتعدَّدَتِ الوُجوهُ وَاللُّغاتُ
أولَئِكَ الّذينَ لم يَجْتمِعُوا
حَوْلَ مَائِدَةٍ
وَلا حَولَ كلِمَةٍ
لا يَجمَعُهُم ميتٌ
وَلا نَبِيٌّ
وَلا صدَّام حسين
وَلا البوش الأميركي!..
مَاذا تأمَلُ مِنْ عَرْضِ الأنبَاءِ
مَاذا تأمَلُ
في عَصْرِ الغَجَرِ الأميركان
وتلاشي العُرْبانِ
في زَمَنِ انْهِيارِ الانْسَانِ
في عَصْرِ بُطولاتِ الخِصْيانِ
في عَصْرِ حُكومَاتِ الجّانِّ.
……………
هَذا هُوَ سُخفُنا يَا الله
فهَلْ تسْمَعُهَا مِنّا
نكتةً سَمْجَةً!
انا انزلَقنا تَحْتَ أقدَامِهُم
فتَعَلّقنا
بِخِصْيَةِ
سبارتكوس..
فهَلْ تأمُرُ مَلائِكتكَ
أنْ يَتغاضَوا عَن سَوْءاتِنا
لِنَدْخلَ جَنتكَ
من البَابِ الخلفيَّةِ
أنتَ وَعَدَتنا بِالمَغفِرَةِ
إذا دَعَوْناكَ يا إلهي
فاقبَلْ توبتَنا
مُلاحَظة:
والعصرِ ..
لو عَرَضتمْ مُؤخراتِكُم
في المَباغي
يكونُ أفَضلَ لكُم
مِنْ حُكْمِ هَذِهِ الأمَّةِ
أو الاتجَارِ في النّخاسَةِ الدَّوليَّةِ!
الثلاثاء 29-1-02

ملحق:
"السيفُ من خارجٍ والوباءُ من والجوعُ من داخلٍ. كلُّ الأيدي ترتخي وكلُّ الرُّكَبُ تصيرُ ماءً. يتنطقون بالمسحِ ويغشاهم رعبٌ وعلى جميع وجوههم خزيٌ وعلى جميع رؤوسهم قرَعٌ. أسلمها إلى أيدي الغرباءِ للنَّهبِ وإلى أشرارِ الأرضِ سلباً فينجّسونها. اصنعِ السلسلةَ لأنَّ الأرضَ قد امتلأت من أحكام الدمِ والمدينةُ امتلأتْ من الظلمِ. فآتي بأشرِّ الأممِ فيرثونَ بيوتَهمْ وأبيدُ كبرياءَ الأشدّاءِ فتتنجّسُ مقادسهُمْ...." سفر حزقيال 7 (متفرقة).

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل