أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - منفيون من جنة الشيطان 19














المزيد.....

منفيون من جنة الشيطان 19


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


اهتمّ..
بحظيرَةِ حَيواناتِكَ
حَديقةِ المَنزِلِ
بِترتيبِ أثاثِكَ الدَّاخِليِّ
عَجَلاتِ سَيَّارتِكَ الخَلفيَّةِ..
عَليكَ الإعْتِناءُ
بِتوفيرِ غِذاءِ كافٍ لِلْقِطَطِ
عَلَفٍ مُحَسّنٍ لِلدَّجَاجِ
فَضَلاتِ الخَنازيرِ..
أوْ تنظيمِ وُرودِ الْحَديقَةِ
إزَالَةِ الأشْواكِ
مِنْ بَينِ المَزْرُوعَاتِ
كلِّ شَيءٍ
يَسْتَحِقّ الاهْتِمَامَ
كلَّ شيءٍ مَا عَدا
هَذا الكائِنِ..
FEHLGEBURT
يُمْكِنُكَ بَذلُ بَعْضِ الوَقْتِ
لِهَذا الخَنزيرِ
الّذي يُمَذْرِحُ حَوْلَكَ
لاحِظْ..
أنَّ هَذِهِ الكلِمَةَ
"يُمَذْرِحُ"
جَديدَةٌ هَذِهِ المَرَّةَ
وَلَكِنَّهَا لائِقَةٌ تَمَامَاً
بِالخَنزيرِ..
الّذي وَقَفْتَ ذاتُ يَومٍ
عَلَى وِلادَتِهِ..
توَلَّيتَهُ بِالرّعَايَةِ
مثلَ أمّ رَؤومٍ
وَهُوَ الآنَ
يُمَذْرِحُ حَوْلَكَ
"يُمَذْرِحُ" تَمَامَاً
البَعْضُ يَضْطَجِرُ
مِن الخَنازيرِ
هَلْ تجِدُ هَذِهِ الكلِمَةَ غريبَةً أيْضاً
"يَضْطَجِرُ"
زَوجتُكَ مَثلاً..
رَغْمَ أنَّ أمُورَاً
مِثلَ تنظيفِ الحَظيرَةِ
مِنْ أحَبِّ الأعْمَالِ إليْكَ
وَكَذلِكَ قَضاءُ جَلِّ الوَقتِ
في ضِيافةِ الحَيواناتِ..
"جَلّ " هَذِهِ نَابِعَةٌ أيْضاً من قواميسِ الحَيوانِ
هَلْ تجدُهَا غريبَةً!
أنَّ المَسْألةَ ترتبِطُ بِالغَيْرَةِ..
رَغمَ أنكَ لا تنامُ مع الخنازيرِ (طبْعاً)
الخَبيرُ النّفسِيُّ الأشقرُ
يَقولُ ذلِكَ أيْضاً..
وَلَكِنْ لا عَليكَ..
فهَؤلاءِ
لا شيءٌ في مُخّهُمْ غيرُ الجّنسِ
أمّا أنتَ
فقد اكْتشَفْتَ أشْيَاءً أخرَى
في هَذا العَالَمِ
بَرَاءةُ الحَيواناتِ وَوَفاؤهَا..
الْخَبيرُ
وَلجْنةُ رِعايةِ الحَيوَانِ
وَالأسْرَةُ
لن يفهَمُوا ذلِكَ طَبْعاً..
فهَؤلاءِ
يَرَوْنَ العَالَمَ مُختلِفاً
مِنْ خلفِ ذَواتِهُم المُحَنَّطةِ
وَنظارَاتِهُم الطّبيّةِ
فَخُبَرَاءُ النّفسِ
كما يَصِفُونَهُم هُنا
إسْوَةً بِجدّهُم سيجموند فرويد
ينحدِرُونَ من عَوائلَ مُضْطرِبَةٍ
أبٌ سِكّيرٌ وَذو سَوابِقٍ
أمٌّ مُدمِنَةٌ وَتتكلّمُ كَثيراً
أطفالٌ يَتَعَرَضّونَ لِلْضَرْبِ وَالاعْتِداءِ….!
قاضِياتُ المَحَاكِمِ الشّرْعيَّةِ
عَانِساتٌ لا يَعْرفنَ طَعْمَ الأسْرَةِ وَمُعَاناةِ الأطفالِ
مُدَراءُ الشّؤونِ الاجْتِماعيّةِ
برجوازيّونَ لَيسَتْ لَهُمْ فكرةٌ عن أسْعارِ الخبزِ وَالايجاراتِ
الوُزراءُ وَو..
يُمْكِنُنا أنْ نَسْتمِرَّ طَبْعاً- إذا أرَدْتَ-
المُعلّمُونَ يَتَصَرَّفونَ كأنّهُم لم
يكونوا أطفالاً أغبِياءَ
ذاتَ يَوْمٍ
من الجّائزِ أنَّ زَوجتَكَ
الطّيِّبةَ القلبِ مِثلَكَ
وَمُشوَّشةُ الفِكْرِ
مَخْدوعَةٌ بِمَظاهِرِهُمْ
وَشِعَارَاتِهُم المُزَوَّقةِ
كلُّ ذلِكَ بِالنّسْبةِ لَكَ
قبضُ ريحٍ
وَسَقطُ مَتاعٍ
طالَما انتفَتِ الضَرُورَةُ
فلا أثرٌ لِلْحَاجَةِ
وَلَمَّا كانتِ الأشيَاءُ
مُترابِطَةٌ بِبَعْضِها
مثلَ مَجَرَّةٍ كَونِيّةٍ
فكلُّ شيءٍ فاقِدٌ القيمَةَ
وَمُعَرّضٌ لِلزَّوَالِ
القيمَةُ الوَحيدَةُ البَاقيةُ
هِيَ التي نَمْنَحُهَا نَحْنُ لِلأشيَاءِ
وَكذلِكَ هُوَ الجّمَالُ وَالحُبّ ..
وَهُنا حُبّ الحَيَاةِ وَالمَالِ وَالجّنسِ
لأنّهَا مَوضِعُ اهْتِمَامِهُم
وَلا شيءٌ في تفكيرِهُم غيرُها
أيْ أنَّ أفكارَهُم لا تتجاوَزُ ذَواتِهُم
أمّا أنتَ
فقد تجَاوَزْتَ ذاتكَ
وَتجاوَزْتَ الحَيَاةَ وَالمَالَ وَالجّنسَ
وَأصْبَحْتَ جُزءً من الطّبيعةِ
الطبيعةِ الّتي هِيَ زوجتُكَ أيْضَاً
وَحَيواناتُ الحَديقةِ وَالخنازيرِ
أصْبَحْتْ جزءً من الهُيولى
فلم يَفهَمُوكَ
وَلأنكَ حَاوَلتَ إقناعَهُم مِرَاراً
وَأعَدْتَ عَليهم الأشياءَ كلَّها
وَلم يقنِعوكَ
فقد أحْسَسْتَ بِالفَرَاغِ
الفَرَاغِ الّذي يَمْلأ الأشيَاءَ
الأفضلُ الآنَ الاعْتناءُ بِالحَظيرَةِ!.
الخميس/ 11-10-01



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منفيون من جنة الشيطان 18
- منفيون من جنة الشيطان 17
- منفيون من جنة الشيطان15
- منفيون من جنة الشيطان 16
- منفيون من جنة الشيطان 14
- منفيون من جنة الشيطان13
- منفيون من جنة الشيطان12
- منفيون من جنة الشيطان11
- منفيون من جنة الشيطان 10
- منفيون من جنة الشيطان/9
- منفيون من جنة الشيطان/8
- منفيون من جنة الشيطان/7
- منفيون من جنة الشيطان/6
- منفيون من جنة الشيطان/ 5
- منفيون من جنة الشيطان/ 4
- منفيون من جنة الشيطان/3
- منفيون من جنة الشيطان/2
- منفيون من جنة الشيطان- 1
- المخفي والمستور وما بين السطور..!
- آراء وانطباعات عن الثقافة الكردية


المزيد.....




- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - منفيون من جنة الشيطان 19