منفيون من جنة الشيطان/7

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 18:36
المحور: الادب والفن
    

منفيون من جنة الشيطان/7

سيَكونُ لِلبَقَرَةِ رأسٌ
تحتالُ بِهِ عَلى البَشَرِ
سَوفَ يَكونُ لِلْحِمَارِ رَأسٌ
يحارِبُ بِهِ الطّواحينَ
سَوْفَ يَكونُ لِلْكلْبِ رَأسٌ
يَضَعَهُ تحتَ الوِسَادَةِ وَيَنامُ
سَوفَ يَكونُ لِلجّرادةِ رَأسٌ
تخطّطُ بِهِ مَصيرَ العَالَمِ
سَوفَ يَكونُ لِلْفَأرَةِ رَأسٌ
تعْرِفُ بِهِ المحافَظةَ عَلَى نَسْلِها
سَوفَ يكونُ لِلْحِصَانِ رَأسٌ
لا يحتاجُهُ في العَدْوِ كثيراً
سَوفَ يَكونُ لِلْخنزيرِ رَأسٌ
يَضْحَكُ بِهِ عَلَى ذقونِنا
سَوفَ يَكونُ لِكُلِّ أحَدٍ.. لحظةٌ….
سَوفَ يَكونُ لِلجّميعِ رُؤوسٌ..
لا تتدَافَعُوا..
الهدوءُ رَجاءً!..
كلُّ مَنْ سَمِعَ إسمهُ
يأخذُ رَأسُهُ وَيمضي..
سَوفَ يأتي الدّورُ عَلَى الجّميع..
هُدوء !
سَوفَ يَكونُ لابْنِ آوَى رَأسٌ
يُسَلّمُهُ إلى إبنةِ آوَى
سَوفَ يَكونُ لِلْبَعُوضَةِ رَأسٌ
تغرسُهُ في أوّلِ شِريانٍ يُصادِفُها
سَوفَ يكونُ لِـ .. مَا إسمكَ..
ايه.. رَأس
تنطحُ بِهِ الوَعْلَ
سَوفَ يَكونُ لِلْوَعْلِ رَأسٌ
يَنطَحُ بِهِ خاصِرَةَ الطّريقِ
سَوفَ يكونُ لِلطريقِ رَأسٌ
تَتَراجَعُ عن قطعِهِ الأنظِمَةُ..
سَوفَ يكونُ لهذِهِ الحَمامةُ رَأسٌ
تمنحُهُ هَديلَها العَالي
سَوفَ يكونُ لِلشّجرَةِ رَأسٌ
تطوحُ بِهِ يمنةً وَيَسْرَةً من الألمِ
أوْ تُطَأطئهُ نَدَماً عَلَينا
أوْ تهزّه لِتبعَثَ فينا رَعْشةَ الحَياةِ..
أوْ تصَافِحُ بِهِ الطّيورَ المهاجِرَةَ
سَوفَ يَكونُ لِكُلِّ دَبُّورٍ رَأسٌ
لأنّهُ لا رَأسٌ بِلا دَبّورٍ
سَوفَ يَكونُ لِلكَلامِ رَأسٌ
يَنتَهي بِهِ.
وَلِلحَاجةِ رَأسٌ
تَبْدَأُ بِهِ….
وَسَوفَ يَكونُ لِكلِّ ابْنِ أنثى رَأسٌ
يَقطَعُهُ السّلْطانُ عِندَ الحَاجَةِ
وَسَوفَ يَكونُ لِلسّلطانِ رَأسٌ
يَضَعُ فَوقَهُ التّاجَ
سَوفَ يَكونُ لِلشّرطيّ رَأسٌ
يَصْفَعُهُ المأمورُ عِندَ الغَضَبِ
وَسَوفَ يَكونُ لِلأمَراءِ رُؤوسٌ
- أمَراءِ الجيشِ وَالوِلاياتِ-
يَضَعُونها بينَ أفخاذِ الجّواري
وَسَوفَ يَكونُ لِلقاضي رَأسٌ
يخدَعُ بِهِ هيئةَ المحكمَةِ..
سَوفَ يَكونُ لِلشّعوبِ رُؤوسٌ
تُعَبّدُ بِهِ شَوارِعَ الحَريّةِ
سَوفَ يَكونُ لِلْحُريّةِ رَأسٌ
تُغري بِهِ مَنازِلَ الأقنانِ
سَوفَ يَكونُ لِلأنبياءِ رُؤوسٌ
تحْمِلُ مَلفّاتِ احتِلالِ العَالمِ
سَوفَ يَكونُ لِلشّعَراءِ رُؤوسٌ
يَزرَعونَ فيها أحْلاماً
غيرَ مُثمِرَةٍ..
سَوفَ يَكونُ لِلفَلاسِفةِ ..
الفَلاسِفَةُ يَنتظِرونَ الآنَ…
سَوفَ يَكونُ لِلعوانِسِ رُؤوسٌ
تُعَلّقُ عَليها شُعورَها الطَويلَةَ
سَوفَ يَكونُ لِلجبلِ رَأسٌ
يَعْتصِمُ بِهِ ابنُ نوحٍ
سَوفَ يَكونُ لِلأفعى رَأسٌ
تَضَعُهُ في ثقبِ الفرْدوسِ
سَوفَ يَكونُ لِلمُعارَضَةِ رَأسٌ
تَضَعُهُ في يدِ الأعْداءِ
سَوفَ يَكونُ للسّياسي رَأسٌ
يُفكّرُ بِهِ نيابةً عَنِ المجتمَعِ
سَوفَ يَكونُ لِلاستعمارِ رَأسٌ
يفكّرُ بِهِ نيابةً عن الشّعُوبِ
سَوفَ يَكونُ لِلدّكتاتورِ رَأسٌ
يَضَعُهُ عَلى رَأسِ رُمْحٍ
سَوفَ يَكونُ لِكلِّ وَطَنٍ رَأسٌ
يَتَوسّطُ مَوائِدَ المفاوَضاتِ
سَوفَ يَكونُ لِلسّمَكَةِ رَأسٌ
تزرَعُهُ في الرّمْلِ
لحلِّ أزمَةِ المجاعَةِ
سَوفَ يَكونُ لِلنّعامَةِ رَأسٌ
تَضَعُهُ في التّرابِ
بحثاً عن الأمَانِ
أني رَأيتُ رُؤوساً أينَعَتْ
وَحَانَ قِطافُها..
فيا سُيوفُ خُذيني!
رَأسٌ نفرتيتي في اللّوفر
توت عنخ آمون في لَندن
سميراميس في بابلَ
رأسُ سَرجون في السّيرك
رأسُ أميرِ كِندة
بِيَدِ بني أسَدٍ
رأسُ الحُسينِ
في طَبَقِ يزيدٍ
رَأسُ أبي مُسْلِمٍ الخراسَاني
في طَبَقِ المنصُور
رَأسُ ابنِ عَربي
ضائعٌ في دمشق
رأسُ صَلاحِ الدّينِ الصّباغِ وَمحمود سليمان
في صحنِ عَبدِ الإلهِ
رُؤوسٌ نيروناتِ العَرَبِ
في مُتحَفِ الشّمعِ البريطاني
رُؤوسُ أطفالِ هيروشيما
على سياجِ البَيتِ الأبيض
رؤوسُ أطفالِ فيتنامَ غيرِ الشّرْعيينَ
في سُفُنِ المارينز
رؤوسُ صَبرا وَشاتيلا وَجنين
في سترةِ شارونَ
رُؤوسُ أطفالِ الحِصارِ
في ميثاقِ عِصابةِ الأمَمِ
عُيونُ المغتصِبينَ الانجليز
في هورِ العِمارَةِ
وتلّ اللّحْمِ
سَوفَ يَكونُ لِكلَّ مدينةٍ رَأسٌ
وفي رَأسِ كلّ منها شارعٌ
وَفي رَأسِ كلّ شارعٍ دَرْبونة
وَفي رَأسِ كلّ دَربونةٍ مُتْحَفٌ
تحفَظُ فيهِ رُؤوسٌ
مَنْ لا رُؤوسَ لهم
حِفظاً من التَلَفِ وَالفُقدانِ
وَالاعْتِداءِ..!

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل