أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - الاطفال.. طريق إلى أنانية الأنثى















المزيد.....

الاطفال.. طريق إلى أنانية الأنثى


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 15:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وديع العبيدي
الاطفال.. طريق إلى أنانية الأنثى
وجدت نرسيس صورتها منعكسة في الماء، فظلت تنظر إليها حتى ماتت، وفي مكانها نمت بعد مدة زهرة دعيت باسمها!.
بقيت تنظر إلى صورتها حتى ماتت، ولم تذكر الاسطورة أنها انشطرت إلى قسمين أو أربعة، طوليا أو عرضيا، كالأميبا أو اليوغلينا. لكن في الواقع ثمة زهرة أخرى لم تمت، أو أن تلك الزهرة النبتة، في أحدى استحالاتها لم تمت، وانما غيرت رأيها وأخذت بالانشطار. انشطرت وانشطرت حتى ملأت الأرض كلها وصارت أكثر عددا من كل ما سواها. هذه الزهرة هي المرأة. وانشطارها- طريقة تكاثرها هي انتاج نماذج على غرار نفسها، بحيث تتحدى الموت والذبول. المرأة لم تعد تذهب إلى النهر لتنظر صورتها في الماء، أو في المرآة، وانما تنظر إلى أطفالها – الكائنات المستنسخة من ذاتها- وعلى صورتها- فترى نفسها وتتأكد من قدرتها على الخلق والاعجاز. استطاع الرجل مايكل انجلو صنع منحوتات حجرية جميلة وقوية وابداع رسوم فنية خالدة وباهرة حافلة بالشفرات وبالرموز، لكن المرأة، من غير حاجة إلى موهبة الفنان ودأبه في دراسات الفن والفلك والفلسفة، أبدعت منحوتات حية ناطقة، لا تكف عن التكاثر والازدياد.
صورة المرأة اليوم، تخالف صورة المرأة الحقيقية كما كانت عليه أول مرة. ومن الصعب التكهن بملامح تلك الصورة، أو تفاصيلها الاجتماعية والذهنية والنفسية، لكنها قطعا لم تكن ضعيفة أو مسكينة أو خجولة أو مدعاة للعطف والتعاطف والرعاية كما هي اليوم، مع اختلاف النسب. في تلك المرحلة من تاريخ البشر أو تاريخ الأرض كانت المرأة تفوق الرجل، وأكثر مقدرة على مقاومة الطبيعة وإدارة الصراعات وترويض وحشية الطبيعة. تلك المرأة هي مؤسِسة العائلة الأولى والجماعة البشرية الأولى ومكتشِفة الزراعة والجمع والنقل ورائدة الاستيطان والاستقرار الأولى.
يقول علماء الانثروبولوجي ان اكتشاف الأنثى لعلاقة الجنس بالانجاب جاء متأخرا. وكان الاعتقاد ان انجاب الأطفال يتم كأنه مسألة طبيعية عادية. في هذه المرحلة كان البشر لما يزالوا جزء من الطبيعة، الانسان كالنبات الذي ينبت وينمو ويثمر ثم يذبل وييبس ويتساقط وتذروه الريح، هو كالحيوان الذي يبدو بأحجام مختلفة من العمر، يتوالد ويقوى ويتكاثر، وكأن الأمر يحدث بطريقة طبيعية دون تدخل من طرف خارجي. ان لحظة اكتشاف علاقة عملية الانجاب بشخص الرجل، شكلت نقلة راديكالية في العلاقة بين الأثنين. انها لحظة انتهاء البراءة. ومبتدأ دخول العاطفة والمشاعر الحسية الذي منح العلاقة الجنسية بعدا جديدا أكثر وعيا وخصوصية. بدأ الرجل يشعر بوجود صلة بينه وبين الأطفال المولودين منه. ووجود أبناء جعل للأم مكانة خاصة في نفس الرجل، وبالتالي ثمة توق خاص يستند إلى قاعدة حسية متصلة بتاريخ عاطفي وحسّي. لكن المرأة بقيت صاحبة الشأن في الموضوع، مقابل هامشية دور الرجل الجنسي.
أما الزواج فهو صيغة متأخرة، استجدت بحكم ظروف معينة، لاحكام قبضة المرأة على الرجل في عهدتها وعدم تسربه أو تسلله إلى سواها أو خارج منظومتها العائلية وبالتالي هدر بعض طاقاته أو امكانياته خارج إطار العائلة. وفي تراثنا الاجتماعي ما زالت النساء يصفن الزواج بالقفص الذي يمنع الطائر/ الزوج من الافلات أو الطيران بحسب هواه!. تشير الدراسات الاجتماعية إلى كون المرأة زعيمة العائلة والمسؤولة عن جمع القوت وحماية الملكية العائلية وصدّ الآخرين عن مملكتها الصغيرة، فيما كان دور الرجل العمل في داخل المنزل وانجاز مسؤوليات العائلة الداخلية، وبالتالي، فأن احتمالات هروبه وحرمان العائلة من خدماته يشكل فادحة لا بدّ من الاحتياط ضدّها، فكان الزواج أحد تلك الضوابط لضمان الاحتفاظ بالزوج الخادم الضامن لمختلف احتياجات الأسرة.
كعقد ضمان، اشتمل الزواج على تنازلات معلومة من كل طرف من أطرافه. فالمرأة باعتبارها منشئة هذا العقد تضمن للزوج تخصيص جسدها له دون غيره، مقابل أن يبقى في عهدتها ولا يغادر مملكتها ويواظب على انجاز خدماته العائلية. ويبدو أن فكرة الزواج بشروطها الجنسية كانت وراء فكرة الدم الصافي أو وحدة الدم كما عرفت لاحقا. أحد وجوه رابطة الزواج هذه يعكس مسألة الوعي بالمسؤولية تجاه احتياجات العائلة وأهمية عنصر الاستقرار في هذا الكيان. بالمقابل، فأن أحقية المرأة أو سلطتها كانت هي الراجحة في إطار هاته الشراكة.
لوحظ أن تنازل المرأة في عقد الشراكة كان جسديا جنسيا، بينما كان التزام الرجل جسديا عضليا. هذا الاختلاف الضمني في معادلة العقد كشف عن خلل جوهري لاحقا، لم تنتبه له الأنثى في مسودة العقد. أي عدم حصر طاقته الجنسية لمصلحتها فقط، وبالشكل الذي سمح أو قاد إلى ما عرف لاحقا بتعدد زوجات الرجل، إذا كان قادرا على تقديم التزاماته العائلية العضلية والمادية لهن جميعا.
ظاهرة تعدد زوجات/ نساء الرجل الواحد كان يقابلها ظاهرة تعدد رجال المرأة الواحدة قبل أن تفطن إلى ضرورات الاستقرار ومتطلبات الكيان العائلي، ووحدة الدم.
وحدة الدم الناتجة من رابطة الزواج كانت هي البذرة أو النواة التي نشأت منها فكرة العائلة/ العائلة الكبيرة/ القبيلة؛ وذلك في سلسلة طبيعية من تطور فكرة العائلة وتنامي حجمها وحلقاتها النسلية أو الجيلية. وتبعا لذلك بقيت مرجعية العائلة- القبيلة إلى الأم.
هذا التراث المعقد في نظام العلاقات الاجتماعية وأنظمة الاتصال الجنسي ونتائجه، شكل علامة فارقة في نشأة منظومة الدين كعلاقة محددة تترتب عليها التزامات اجتماعية وسياسية واقتصادية لازمة.
يجمع المؤرخون على أمرين:
- ارتباط فكرة الزراعة بنشأة العائلة، والتي أدت إلى ظهور فكرة الاستيطان والاستقرار.
- ارتباط فكرة الدين بظهور الزراعة، والتي أدت إلى ظهور أيديولوجيا الذكورة.
*
الدين والمرأة..
حاول الدين (الكتابي/ التوحيدي تحديدا) عكس النظام الاجتماعي ومنظومة علائقه بحيث يكون الرجل في يؤرة المركز أو محور الحراك الاجتماعي، بدلا من المرأة. وقد نجح في ذلك ببراعة، وشكل الفكر الديني هزيمة قاصمة لأيديولوجيا الأنوثة أو المرأة تاريخيا. لكن هذه الصورة لا تعكس إلا ظاهر الأشياء. أما من الناحية الجوهرية فقد استمرت المرأة قائدة وفاعلة، وإن اعتراها بعض التشوه الأيديولجي بفعل الصياغة الجديدة للفكر الديني.
في المستوى الأول، ثمة اضطراب يعتري الجزء المتعلق بخلق الأنثى والذكر في قصة الخليقة العبرانية.. (تك1: 26، 27)(تك5: 1- 2): "وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم." " يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله. ذكرا وأنثى خلقه."
وفي الفصل الثاني من سفر التكوين عودة لوصف الخليقة في (تك 2: 7، 15):" وجبل الربّ الإله آدم ترابا من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية. وأخذ الربّ اللإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها." في هذا النص المكرر لم يتغير اسم الخالق فقط، فحسب، وانما تفصيل الخلق المقتصر على الذكر، إضافة إلى تغيير إسمه من (انسان) إلى (آدم). وتفيد الأعداد التالية (تك2: 18، 20) على أن الأنثى لم تخلق بعد وأنها غير موجودة لحقبة من الزمن، وان آدم بقي لوحده خلالها. وفي الأعداد (تك2: 21-23) شرح لطريقة صنع المرأة لضلع من آدم.
ما الذي يجعل الكاتب العبراني يضطرب في هذه النقطة وترتبك روايته. يرى بعض مؤرخي الكتاب المقدس أن اختلاف الكاتب (اختلاف الاسلوب والمعلومة) بين الفصل الأول والفصل الثاني وهو سبب اضطراب الرؤية والرواية، يعود إلى أن قصة الخليقة العبرانية التي استغرقت الفصول (الاصحاحات) الثلاثة الأولى من الكتاب، ليست من أصل سفر التوراة الأولية، وانما هي أضيفت للكتاب لتحقيق اكتمال قصة الخلق*. وربما كان الكتاب الأصلي يبتدئ ببداية الفصل الخامس والتي تنسجم مع اسلوب التدوين التوراتي والذي أخذ به القديس متى في تدوين انجيله الموجه للعبرانيين. وأدناه مثال كل منهما:
(تك5: 1):" هذا كتاب مواليد آدم. يوم خلق الله الانسان على شبه الله عمله...".
(متى1: 1):" كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم...".
ففي الحصيلة يقدم الكتاب روايتين مختلفتين، ولتلك الاختلافات أهمية في المنظور الميثولوجي والأنثروبولجي ، ناهيك عن الخلافات الفكرية واللغوية والأسلوبية. ولما كان الاضطراب في أي معلومة يضعف من شأنها، فقصة الخليقة التوراتية بهذا السياق تحتاج مزيدا من الدراسة والمراجعة والعناية. وحتى ذلك الوقت من الصعب الارتكان لها أو الأخذ بها.
ان القصة الأولى التي تستخدم مسميات (الله) (الانسان) تتفق على أن الله خلق الانسان. والانسان لفظ مبناه مثنى (أنس + ا+ ن) على وزن (باب+ ا+ ن). ويتكرر معه تفصيل ذلك (ذكرا وأنثى خلقهم). وفيه إشارة إلى معوية خليقة الانثى والذكر. وقد وردت هاته الرواية في الفصلين الأول والخامس. بينما انفرد الفصل الثاني بايراد الرواية الثانية، والتي تترك مسافة زمنية بين وجود الذكر ووجود الأنثى لاحقا، وكون الانثى قد خلقت من ضلع الرجل، (بقية القصة!).
أما الأمر الآخر الذي يفيد الاشارة إلى التراث السابق، فقد ورد في الفصل الثاني من سفر التكوين- العدد 27:" لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدا واحدا.". فالانحياز هنا ليس إلى الأنثى أو أهل الأنثى، وأنما بيت الأثنى. ان دالة البيت الأساسية هي المرأة. المرأة مديرة المنزل أو مدبرته. ولدى فقهاء الاقتصاد أن المرأة أول اقتصادية في التاريخ، قبل ظهور الفكر الاقتصادي وتبلوره. وفي الأمثال الفرعونية : المرأة بيت الرجل. وهو مذكور في مجموعة أمثال سليمان الحكيم. وفي القرآن:" جعل لكم من أنفسكم أزواجا، لتسكنوا إليها." وقوله : "هن سكن لكم". ولفظة السكن جامعة بين البناء المادي الحافظ والبناء النفسي المطمئن. وفي هذا المعنى مرجعية انثروبولجية وبيولوجية.
انحياز الرجل (في تك1: 27) للمرأة أو لمكانها تأكيد لمكانتها ودورها الأساسي في العائلة والذي يمكن توصيفه بنسبة الثلثين إلى الثلث، أو ثلاثة أرباع إلى ربع،.. إلخ، من جهة، ومن جهة أخرى إلى المرجعية الثقافية للمجتمع المصري* ومجتمعات الشمال أفريقي (أثيوبيا، قبائل الأمازيغ)، التي عاش اليهود بين ظهرانيها حوالي أربعة قرون، حيث (كانت) المرأة تشكل صدارة الحراك الاجتماعي والأقتصادي والسياسي. والمعروف أن حركة العبرانيين انحصرت بين وادي الرافدين ووادي النيل واستقت الكثير من ثقافاتها المحلية عبر تاريخ ما قبل الميلاد. بل يمكن اعتبار هذه الإشارة من بقايا الثقافة الأمومية للعهد ما قبل الزراعي.
*
الزراعة والذرية..
الذرة أصل النبات، هي الأصل اللغوي لمفردة الذرية أو النسل أو التعدد من جنس واحد. وتعدد الذرة أنقسامها وتكاثرها ونموها إلى أجزاء كاملة على جنس الأصل، الذي يحصل في حال الانبات بالمصطلح الزراعي؛ يقتضي بالمقابل انقسامات (تذرية وذراري) في الجنس البشري، تكون قادرة على رعاية النبات ومتابعته، لتأمين قوت الانسان والحيوان، لكي تستمر الحياة.
المتعارف أن الزراعة التقليدية تعتمد على الأيدي العاملة وكثرتها. وهما أمران النسبة بينهما طردية تصاعدية. فكلما زادت مساحة الأرض أو كانت الغاية زيادة الانتاج ، زادت الحاجة للأيدي العاملة. هذه الحاجة تدعم مكانة المرأة باعتبارها المصنع الطبيعي لانتاج البشر. يلحظ هنا أن حاجة الزراعة المتنامية، قادت إلى ظاهرة منطقية للعائلة متعددة الزوجات، لسدّ حاجة الأرض للأيدي العاملة الزراعية. وفي العائلة الزراعية تسود حالة من التعاون والتفاهم والانسجام بين جملة نساء الأرض الواحدة أو الرجل الواحد. فالمصلحة الزراعية الاقتصادية هنا تغلبت على المشاعر الشخصية الفردية. وأصل هذه المصلحة هو بيد من تكون؟.. فطالما أن المرأة (السيدة الأولى) هي المتحكمة برأس المال أو السلطة الاقتصادية والاجتماعية، فهي التي تحكمت في سلسلة أولوياتها النفسية الداخلية أو الاقتصادية الخارجية. أما الرجل في هذه الحالة من تعددية النساء، فلم يحصل على مكانة أفضل مما سبق بقدر ما زاد من معدل الطلب عليه وتضاعفت مسؤولياته. سوف تمرّ مرحلة أو مراحل قبل انقلاب هذا النظام لمصلحة الرجل وانفلاش العائلة النووية ذات المرجعية الأنثوية إلى عائلة منوية مرجعها الرجل. وهنا تنتهي امبراطورية المرأة لصالح منظومة قبلية يقودها رجل ذو نساء كثيرات، ومن الجانب الاقتصادي تراجع العلاقة الزراعية للقبيلة متجهة للرعي (والغزو).
*
أعود مرة أخرى للتوقف عند تقنية حيثيات قصة الخلق التوراتية، أي حكاية الخطيئة (مخالفة شروط الحياة/ البقاء في الفردوس) وتناول الثمرة المحرمة. فالمرأة هي التي اقترفت تناول ثمرة محرمة لوضع نهاية لحالة السأم الفردوسية والخروج إلى الحركة والتغيير والانطلاق. يقول النص: "كانا كلاهما عريانيين، آدم وامرأته، وهما لا يخجلان" (تك2: 25). هذا قبل تناول الثمرة المحرمة. وفي (تك3: 6-7):" رأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهيّة للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضا معها فأكل. فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين، وصنعا لأنفسهما مآزر." هذا
التحول الشخصي أو النمو في حركة الأحداث، يذهب البعض إلى اعتباره جزء من سياق النمو البيولوجي في حياة الانسان. فالأطفال الصغار لا يشعرون بالعري، ولا يحسون بالخجل. ومع استمرار نموهم قبل سن النضج الجنسي يعرفون العري ولكنهم لا يعرفون المشاعر الجنسية. مهما يكن الأمر، فأن الكاتب العبراني يؤشر خصوصية رائدة للمرأة، وهي الخصوصية التي تستمر في قصة حياة البشرية على الأرض. لقد كان الانسان آخر خلائق الله وآخر أعمال اليوم السادس قبل الدخول في يوم الراحة. ولا ريب، أن بقاء آدم وحواء لوحدهما من غير مثيل (.. كجنسه!) لم يكن في الخطة الآلهية، وكان لا بدّ من طريقة لحصول الذرية، اللقاء الجنسي في وقت ما.
خصوصية المرأة هنا هي أنوثتها النابعة والمشتركة في الخلق، هي خصوصية الخطوة الأولى في تناول الثمرة، تلك الخصوصية التي أعادت آدم إلى طفولته لتجعل منه رجلا، وتمنحه قيمة الكيان. خصوصية المرأة أنها هي التي تحمل وتنجب وتلد. المرأة هي الحاضرة، الخالقة، الراعية في محضر الذرية وليس الرجل. "قالت: اقتنيت رجلا من عند الربّ." (تك4: 1). دور آدم أخذ بالتلاشي والغياب، بينما استمرت المرأة، حاضرة، كليمة الربّ، يتصل بها الملائكة. وفي ثنايا الكتاب أكثر من مثال للمرأة المباركة، المرأة أم البشر. ولتأكيد أهميتها أو خصوصيتها تم تشبيه الشعوب، البلدان، المجتمعات بالمرأة.
الحبّ والرعاية، الحبّ المقترن بالتضحية جزء من خصوصية المرأة أيضا. ان المفهوم المتعارف للحبّ انه شعور وعاطفة ورغبة في القرب. فيما حقيقة الحبّ، (agape) كما في الأصل اليوناني هو العطاء والتضحية، ليس الأخذ. الذي يحب حقا هو الذي يعطي، ليس الذي يأخذ. حبّ يفكر بأولوية الغير، وليس أولوية الذات. هذا الحب يلخص تعلق الأم بطفلها وسهرها ورعايتها في سبيله. لكن المرأة بالمقابل تعنى بتربية الأطفال وتنشئتهم بحسب اجتهادها ورغبتها. وإذا كان التطور التكنولوجي أو ديناميكة حركة الصراع دفعت مكانة المرأة للوراء، فما تزال المرأة قادرة على التشبث بخصوصياتها وقدراتها الذاتية لتأكيد وجودها ومكانتها الأساسية. وهنا يلعب الأطفال أحد العوامل الرئيسة المعوّل عليها في استعادة دورها والعودة لتصدر النظام الاجتماعي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• يعتقد البعض أن هذا الجزء أو التوراة كلها كتبت في بابل أيام السبي خشية ضياع معتقدهم.
• تجدر الإشارة إلى مكانة المرأة المتميزة (المتحكمة) في العائلة في المجتمع الفارسي، في الجوار البابلي والذين سيطروا على بابل (538ق.م.) وحرروا العبرانيين من الأسر وساعدوهم في العودة إلى فلسطين.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ندم الله.. (23)
- أصل الشر..(1)
- عندما ندم الله.. (22)
- عندما ندم الله.. (21)
- عندما في الأعالي.. (20)
- عندما ندم الله.. (19)
- عندما ندم الله (18)
- عندما ندم الله.. (17)
- عندما ندم الله.. (16)
- عندما ندم الله.. (15)
- عندما ندم الله..(14)
- عندما ندم الله..(13)
- عندما ندم الله.. (12)
- عندما ندم الله .. (11)
- عندما ندم الله ..(10)
- عندما ندم الله.. (9)
- عندما ندم الله .. (8)
- عندما ندم الله.. (7)
- عندما ندم الله.. (6)
- عندما ندم الله..(5)


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - الاطفال.. طريق إلى أنانية الأنثى